عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾    [البقرة   آية:٢٧٩]
وقال ابن كثير في [تفسيره] : وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ أي : بأخذ الزيادة وَلاَ تُظْلَمُونَ أي : بوضع رؤوس الأموال أيضا ، بل لكم ما بذلتم من غير زيادة عليه ولا نقص منه . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب ، حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن شبيب بن غرقدة المبارقي عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال : ألا إن كل ربا في الجاهلية موضوع عنكم كله ، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ، وأول ربا موضوع ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله ، كذا وجده سليمان بن الأحوص . وقد قال ابن مردويه : حدثنا الشافعي حدثنا معاذ بن المثنى أخبرنا أبو الأحوص ، حدثنا شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع ، فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ، وكذا رواه من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي حمزة الرقاشي عن عمرو هو ابن خارجة فذكره
  • ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٦٠﴾    [التوبة   آية:٦٠]
قرار هيئة كبار العلماء على ما أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء من بحث في المراد بقول الله تعالى في آية مصارف الزكاة وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ هل المراد بذلك الغزاة في سبيل الله وما يلزم لهم ، أم عام في كل وجه من وجوه الخير ؟ وبعد دراسة البحث المعد والاطلاع على ما تضمنه من أقوال أهل العلم في هذا الصدد- ومناقشة أدلة من فسر المراد بسبيل الله في الآية : بأنهم الغزاة وما يلزم لهم ، وأدلة من توسع في المراد بالآية ، ولم يحصرها في الغزاة فأدخل فيه بناء المساجد والقناطر وتعليم العلم وتعلمه وبث الدعاة والمرشدين وغير ذلك من أعمال البر- رأى أكثرية أعضاء المجلس الأخذ بقول جمهور العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء من أن المراد بقوله تعالى : وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ الغزاة المتطوعون بغزوهم ، وما يلزم لهم من استعداد ، وإذا لم يوجدوا صرفت الزكاة كلها للأصناف الأخرى ، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة إلا إذا لم يوجد لها مستحق من الفقراء والمساكين وبقية الأصناف المنصوص عليهم في الآية الكريمة . وبالله التوفيق ، وصلى الله على محمد ، وآله وصحبه وسلم .
  • ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾    [الفاتحة   آية:١]
س: هل يجوز كتابة ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) في بداية كتابة أي شيء؟ ج: يسن كتابتها في بداية كتابة كل شيء له بال وأهمية ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بها كتبه ، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: { كل أمر ذي بال لا يبدأ بِبسمِ اللَّهِ فهو أبتر } .
  • ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾    [البقرة   آية:٢٥٦]
س: عندي مشكلة في تفسير آية قرآنية وهي: وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا أرجو من فضيلتكم التشرف بشرحها بتفصيل؟ ج: قال ابن كثير - رحمه الله تعالى- في بيان تفسير هذه الجملة المسئول عنها: (يقول لا تعتاضوا عن الإيمان بآياتي وتصديق رسولي بالدنيا وشهواتها فإنها قليلة فانية ، وقال أيضا: وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلم علما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة يوم القيامة . فأما تعليم العلم بأجرة فإن كان قد تعين عليه فلا يجوز أن يأخذ عليه أجرة ، ويجوز أن يتناول من بيت المال ما يقوم به حاله وعياله ، فإن لم يحصل له منه شيء وقطعه التعليم عن التكسب فهو كما لو لم يتعين ، وإذا لم يتعين عليه فإنه يجوز أن يأخذ عليه أجرة عند مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء كما في صحيح البخاري عن أبي سعيد في قصة اللديغ إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة المخطوبة: زوجتكها بما معك من القرآن . فأما حديث عبادة بن الصامت أنه علم رجلا من أهل الصفة شيئا من القرآن فأهدى له قوسا فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أحببت أن تطوق بقوس من نار فاقبله . رواه أبو داود وروي مثله عن أبي بن كعب مرفوعا ، فإن صح إسناده فهو محمول عند كثير من العلماء ، منهم أبو عمر بن عبد البر على أنه لما علمه لله لم يجز بعد هذا أن يعتاض عن ثواب الله بذلك القوس ، فأما إذا كان من أول الأمر على التعليم بالأجرة فإنه يصح كما في حديث اللديغ ، وحديث سهل في المخطوبة والله أعلم .
  • وقفات سورة التوبة

    وقفات السورة: ٣٧٦٦ وقفات اسم السورة: ٥٧ وقفات الآيات: ٣٧٠٩
س: لماذا لم تبدأ سورة التوبة بـ بسم الله الرحمن الرحيم ؟ ج: اختلف في سبب ذلك ، فروى النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال " وهي من المثاني ، وإلى "براءة" وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ، فما حملكم على ذلك؟ قال عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أنزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: " ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا" وتنزل عليه الآيات فيقول "ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت " الأنفال " من أوائل ما أنزل و" براءة " من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها وظننت أنها منها ، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، وخرجه أبو عيسى الترمذي وقال: هذا حديث حسن . وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لِمَ لَم يكتب في "براءة ، بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان ، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان . وروى معناه عن المبرد قال: ولذلك لم يجمع بينهما فإن بسم الله الرحمن الرحيم رحمة و"براءة" نزلت سخطة ، ومثله عن سفيان قال سفيان بن عيينه : إنما لم تكتب في صدر هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم لأن التسمية رحمة والرحمة أمان وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ولا أمان للمنافقين ، والصحيح أن التسمية لم تكتب لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها في هذه السورة ، قاله القشيري انتهى . من تفسير القرطبي لأول سورة براءة بتصرف ، فارجع إليه وإلى تفسير ابن كثير لسورة براءة إن أردت التوسع .
  • ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٦٠﴾    [البقرة   آية:٦٠]
س: هل انفجار الماء اثنتا عشرة عينا أثناء رحيل بني إسرائيل في التيه أربعين (40 ) عاما أو بعد فتح بيت المقدس ، لأنه غير واضح في التفسير هو أثناء رحيلهم قبل فتح بيت المقدس أو بعد ذلك أو هو كان حجرا طوريا يحملونه معهم حتى إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه؟ ج: قال الله تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ، أمر الله تعالى رسوله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام حين استسقاه أن يضرب بعصاه الحجر فلما ضربه انفجر منه اثنتا عشرة عينا على عدد الأسباط توسعة عليهم حتى لا يتزاحموا ولا يتناحروا على الماء ، فكان ذلك من الله تعالى معجزة لموسى عليه السلام ورحمة منه بموسى ومن معه من بني إسرائيل ، وهذا هو مكان الحجة والتأييد وموضع النعمة والعبرة ، ولم يخبرنا سبحانه عن سائر أحوال الحجر وتفصيلها ، ولو كان في ذكر ذلك خير لنا لبينه الحكيم العليم وما كان ربك نسيا ، ولم يثبت في تفصيل أحواله حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم ولو كان فيه خير لأوحى به اللطيف الخبير إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغه الناس رحمة بهم ، وقد نقل ابن كثير في تفسير هذه الآية عن الثوري عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن ضرب موسى الحجر بعصاه كان في التيه فصار اثنتي عشرة عينا من ماء ، لكل سبط منهم عين يشربون منها ، ونقل عن مجاهد نحوه . ، وبالجملة فالخير للمسلم الاستغناء بما ذكر الله تعالى أو ثبت في السنة ولا يخوض فيما لم يثبت فيه نص من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
  • ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١٤﴾    [البقرة   آية:١١٤]
س: ما تفسير قوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ؟ ج : للعلماء فيمن نزلت فيهم هذه الآية قولان : القول الأول : أنهم النصارى أو بخت نصر أو كلاهما ، والمعنى : لا أحد أشد اعتداء وجراءة على الله وعلى حرمات دينه من النصارى وبخت نصر ، إذ منعوا الناس أن يعبدوا الله في بيت المقدس بإقام الصلاة فيه ودراسة العلم به والقصد إليه لزيارته ، وسعوا في تخريبه ورمي الأذى والقاذورات به تنفيرا للناس من القصد إليه وعمارته بالعبادة وذلك لشدة عداوتهم لليهود ، واختار هذا الرأي ابن جرير الطبري لدلالة ما قبل هذه الآية وما بعدها من الآيات عليه ، إذ كان الخبر في ذلك عن اليهود والنصارى وعداوة بعضهم لبعض . القول الثاني : أنها نزلت في مشركي مكة إذ صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سنة الحديبية عن المسجد الحرام ، والمعنى لا أحد أشد اعتداء وجراءة على الله من مشركي مكة ومن والاهم إذ منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سنة عمرة الحديبية عن المسجد الحرام أنفة وكبرا وسعوا جهودهم في تخريبه بالعبادات الشركية وإخلائه من عبادة الله وحده صلاة وطوافا وحجا وعمرة ، وإن لم يخربوا بنيانه فإن حرمان من هو أهل لعمارته وأحق بأداء النسك والعبادة فيه ومن هو أولى بخدمته من الدخول فيه أشد تخريبا من التخريب الحسي إذ هو تعطيل لأعظم مسجد في الأرض وأول بيت وجمع للناس عن إقامة الشعائر على الوجه الصحيح فيه مع أنه بني من أجل عمارته بذلكم ، واختار هذا القول ابن كثير ، وأيده بما ورد من الآثار في سبب نزول الآية وبقوله تعالى : وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ، وقوله : مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ . إلى غير هذا مما أيد به قوله ، ومع ذلك فالآية عامة ؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب الذي نزلت فيه أو من أجله ، فهي ذم بليغ ، ووعيد شديد لكل من صد أحدا عن أي مسجد من المساجد الإسلامية ومنعه أن يؤدي فيها العبادة التي شرع أداؤها
  • ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾    [آل عمران   آية:٦]
السؤال الثاني: ما تفسير هذه الآية: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ؟ ج: بعد أن وصف سبحانه بأنه لا إلـه إلا هو الحي الذي لا يموت ، وأنه القيوم بشئون عباده فلا وجود لهم ولا استقامة لأحوالهم إلا به مع غناه عنهم ، وأنه العليم بكل شيء لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، أقام الدليل على ذلك بأنه وحده الذي يخلق الناس في أرحام أمهاتهم كيف يشاء على صور شتى وأحوال مختلفة من ذكر وأنثى وحسن وقبيح وشقي وسعيد ، لا إله إلا هو له العزة وكمال القوة والغلبة ، وله الحكمة البالغة في كل ما شرعه وخلقه وقضى به وقدره ، ومن ذلك خلقه لعيسى وتقديره سبحانه أن تحمل به أمه بلا أب ، وأن يكون آية للناس على كمال علم الله وقدرته وبالغ حكمته ، كما خلق آدم من تراب وقال له كن فكان كما أراد الله فلا حق لهما من العبادة؛ بل هو حق لرب العالمين وحده لا شريك له ، لا إلـه إلا هو القوي الذي لا يغلب ولا يعجزه شيء ، الحكيم في تدبيره ، وفي خلقه وتشريعه ، وفيها الرد على النصارى القائلين بأن عيسى عليه الصلاة والسلام هو ابن الله؛ لأن الله هو الذي صوره في رحم أمه مريم فكيف يكون ابنا له أو إلها معه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
  • ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾    [آل عمران   آية:٦١]
س: المباهلة التي حصلت بين الرسول صلى الله عليه وسلم والنصارى في عهده ، والتي وردت في قوله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ إلى آخر الآية الكريمة ، هل هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإن لم تكن كذلك فهل هي خاصة مع النصارى ؟ ج: ليست المباهلة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم مع النصارى ، بل حكمها عام له ولأمته مع النصارى وغيرهم ، لأن الأصل في التشريع العموم ، وإن كان الذي وقع منها في زمنه صلى الله عليه وسلم في طلبه المباهلة من نصارى نجران ، فهذه جزئية تطبيقية لمعنى الآية لا تدل على حصر الحكـم فيها .
  • ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾    [آل عمران   آية:١٩١]
س: قد يتطاول البعض على كتاب الله فيجعلون تفسير الآيات حسب أهوائهم ليضلوا الناس عن ذلك ، مثال ذلك في سورة آل عمران قوله تعالى: يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ فيفسرون ذلك على الرقص في الأذكار والهمهمة ، ومن يتمتم بكلمات غير مفهومة ويميل يمينا ويسارا وهو يقول الله حي الله حي وهكذا ، وأمور أخرى ، فيحللون تحديد النسل والغناء للنساء والمدح للرسول ، ويستعملون في ذلك آلات الغناء والمجون ، فنريد منكم التبصير بأمور ديننا وفهمها على حق ، والرد على المبتدعين على الدين والكتب الشافية بذلك؟ ج: الطريقة السليمة لتفسير القرآن هي أن يفسر القرآن بالقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، والاستعانة على ذلك بأساليب اللغة ومقاصد التشريع ، وأما التفسير الذي ذكرته لقوله تعالى: يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وأن بعض الناس يفسره بالرقص والأذكار والهمهمة ويتمتم بكلمات غير مفهومة ويميل يمينا ويسارا وهو يقول: الله حي ، مما سبق ذكره في السؤال ، فهذا تفسير باطل ليس له أصل مطلقا ، ونوصيك بمراجعة تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي وأشباهها في تفسير هذه الآية المذكورة في السؤال وأشباهها ، لتعرف الحق في ذلك من كلام أهل التفسير المأمونين .
إظهار النتائج من 111 إلى 120 من إجمالي 8502 نتيجة.