عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾    [البقرة   آية:٣١]
س: يقول السائل: يقول الله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا فما هي هذه الأسماء؟ ج: مثل ما قال ربّنا الأَسْمَاءَ كُلَّهَا أسماء الإبل، أسماء الغنم، أسماء البقر، أسماء بني آدم، أسماء الملائكة ، الأسماء كلها، عام.
  • ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿٤٥﴾    [البقرة   آية:٤٥]
س: ما هو تفسير قوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ج: على ظاهرها، الربُّ جلَّ وعلا يأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة في أمور الدُّنيا والدين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَه شيء فزع إلى الصلاة ، والصلاة من أعظم الأسباب على تيسير الأمور وحلِّ المشاكل فإذا همه شيء، دَينٌ أو ظالمٌ أو شِبْه ذلك صلَّى ودعا ربَّه واستغاث به، أن يقضي دينه وأن يكفيه شر الظالم، وأن يعينه على ذِكرِه وشُكرِه ويصبر أيضاً على المشاق في طلب الرزق، وفي طاعة الله، وترك معصيته، يصبر، يخالف هواه ويستعين بالله على ذلك ويؤدي ما أوجب الله عليه من الصلاة في الجماعة، ومن بر والديه، ومن صلة أرحامه ومن قضاء الدين، غير هذا مما أمر الله به، يصبر ولا يتبرم، ولا يكسل، ولا يضعف، بل يصبر على أداء الواجبات، وعلى ترك المحرمات ويستعين بالله في ذلك ويؤدي الصلاة كما أمر الله، الفرضَ والنفلَ، ويستعين بفعلهاعلى طاعة الله وعلى أداء الحقوق، فإن الصلاة نعم العون، يصلي ويذكر الله ويدعوه ويستعين به في سجوده، وبين السجدتين، وفي آخر الصلاة ، يرفع يديه ويدعو ربه، يقول: اللهم يسر لي كذا، اللهم أعطني كذا بعدما يُسلِّم، أو في أي وقت يرفع يديه ويدعو ربه ويستجير به، ويسأله أن يعينه قضاء الدين، أن يعينه على سلامته من الظالم، أن يعينه على أداء الحج، أن يعينه على بر الوالدين، إلى غير ذلك يضرع إلى الله ويسأله والصلاة تعينه على ذلك؛ لأنها عبادة عظيمة فإذا صلى وسأل ربه وضرع إليه أن يعينه على مهماته كان ذلك حسناً، طيباً نافعاً، وقوله سبحانه وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ يعني شاقةً، الصلاةُ تشقُّ على الكسالى، وضُعَفاءِ الإيمان، لكنَّ الخاشعين المؤمنين الصادقين ميسرةً عليهم، سهلة عليهم؛ لمعرفتهم بفضلها وعظيم الأجر فيها، فهم يبادرون لها ويسارعون إليها بنشاط وقوة ورغبة؛ لأنهم عرفوا قدرها، وعرفوا شأنها فهي لا تشق عليهم ولكنها تشق على الكسالى وضعفاء الإيمان، الذين ليس عندهم بصيرة بشأن الصلاة وعظمها والله المستعان .
  • ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿١٢٥﴾    [البقرة   آية:١٢٥]
س: ما هي قصة مقام إبراهيم وحجر إسماعيل عليهما الصلاة والسلام ؟ ج: مقام إبراهيم حجر كان يقوم عليه يبني، فلما فرغ جعله تحت جدار الكعبة، فلما بُعِثَ النبي صلى الله عليه وسلم أُمِرَ بأن يصلي خلفه، أمره الله، قال: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى . وكان قرب الكعبة، فأخره عمر في المكان المعروف، المقصود أنه حجر كان يقوم عليه إبراهيم للبناء عليه الصلاة والسلام، هذا مقام إبراهيم . أما الحجر فهذا قطعة من الكعبة، لما عمرت قريش الكعبة قصرت بهم النفقة، فأخرجوا بعض البيت، وكانت قريش جمعت أموالاً كثيرة من أكساب طيبة، وأبعدت عن النفقة الأكساب الخبيثة؛ كمهر البغي والربا ونحو ذلك، وجمعوا أكسابًا طيبة لبناء الكعبة، قصرت بهم النفقة، فأخرجوا الحجر ومعظمه وأكثره من الكعبة من عند المنحنى نحو سبعة أذرع، هذا من الكعبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: صلي في الحجر؛ فإنه من البيت أما قول بعض الناس: إن فيه أمواتًا، وإن إبراهيم مدفون فيه. أو ما أشبه ذلك، هذا كله باطل، ليس فيه أموات؛ لا إسماعيل ولا غيره، هذه من خرافات الإسرائيليين وبعض التواريخ التي لا تبالي، فالحجر ليس فيه أموات، والمسجد ليس فيه أموات.
  • ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾    [البقرة   آية:١٠٢]
س: امرأة تسأل: عن قصة الملكين هاروت وماروت الواردة في سورة البقرة إذا أمكن جزاكم الله خيراً ؟ ج: المعروف عند العلماء أنهما ملكان أنزلا، يعلّمان الناس السحر، بعد البيان والإيضاح منهما، هذا المشهور ويعلمان الناس السحر، لكن ينذرانهم ويخبرانهم أنه لا يجوز هذا التعلم، هذا فيما ذكر جمع من المفسرين .
  • ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨﴾    [البقرة   آية:١٥٨]
س: نسأل لو تكرمتم عن قول الحق تبارك وتعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ولماذا ذكر الجناح في هذه الآية بالذات؟ ج: يقول الله سبحانه: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ الصفا والمروة جبلان معروفان في مكة، في طرفي المسعى مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ يعني من معالم دينه، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا فكأن السائل يستشكل كيف يقال، فلا جناح مع أن العبد مأمور بذلك، وفرض عليه أن يسعى، والجواب عن ذلك أن المسلمين تحرّجوا من السعي بين الصفا والمروة؛ لأن الجاهلية كانت تسعى بين الصفا والمروة وكان على المروة صنم وعلى الصفا صنم فتحرّج الناس من ذلك فأنزل الله الآية، وهو أنه لا جناح على المسلمين؛ لأنهم يسعون ليس كسعي الجاهلية، يسعون لله، والأصنام أزالها الله، كسرت الأصنام، وأزالها الله على يد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، التي في المسجد الحرام ، والتي عند الصفا والمروة وغير ذلك، كلها بحمد الله كسرت وأزيلت فالمسلمون سعوا لله عزّ وجلّ، طاعة وتعظيماً لأمره كما سعى نبيهم صلى الله عليه وسلم فلا جناح عليهم في ذلك، وإن كان الجاهلية يفعلون ذلك، لكن عمل الجاهلية غير عمل المسلمين، الجاهلية يتقرَّبون لأصنامهم وأوثانهم بقربات كثيرة والمسلمون يتقرَّبون إلى الله بسعيهم في الحج وطوافهم وصلواتهم وغير ذلك، فبين سبحانه أنه لا جناح على المسلمين في طوافهم بين الصفا والمروة ، وإن كان ذلك من عمل الجاهلية، لكن العمل الذي يفعله المسلمون لله وحده، واتباعاً لنبيه عليه الصلاة والسلام ، وليس كعمل الجاهلية، فهو واجب وفرض عليهم، ولا جناح عليهم فيه، ولا حرج عليهم فيه وإن كانت الجاهلية فعلته وهذا يوضح الفرق بين عمل ونية المسلمين لأنه لله، وبين العمل والنية عند الجاهلية؛ لأنه لأصنامهم والله لا يغفر أن يشرك به.
  • ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٧٣﴾    [البقرة   آية:١٧٣]
س: قال الله تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْـزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ اشرحوا هذه الآية الكريمة ولا سيما كلمة الدم، هل كان الناس يأكلون الدم قبل نزول هذه الآية؟ ج: نعم، كانت العرب تأكل الدم وتشرب الدم، إذا احتاجوا فصَدُوا الإبل وشربوا الدماء، والله نهاهم عن هذا إذا كان مسفوحاً، وهو الذي يصب من العروق وغير العروق، أما الدم الجامد كالكبد فهذا لا بأس به ، إذا أكل الإنسان الكبد لأنها ليست دماً مسفوحاً، ولا حرج في ذلك، وكانوا في الجاهلية يأكلون الدم، ويفصدون الحيوانات ويشربون من دمائها، فحرم الله عليهم ذلك وبيَّن سبحانه في الآيات الأخرى، أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا يعني مراقاً، فهذا هو وجه تحريم الدم المراق ، لأنه من (الجزء رقم : 27، الصفحة رقم: 23) سنة الجاهلية، ولأن في ذلك ضررًا على شاربه، والميتة معروفة ولحم الخنزير معروف، وما أهل لغير الله هو الذي يذبح لغير الله، كالذبيحة تذبح للجن أو الأصنام أو للكواكب، هذه الذبيحة محرمة؛ لأنها ذبحت لغير الله، فمن اضطرَّ إلى الميتة أو غيرها، فله الأكل من ذلك، غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ ، غير ظالم ولا باغ على إخوانه المسلمين، الباغي والعادي فُسِّر بأنواع: منها البغاة يخرجون على السلطان، فهم ظالمون بذلك، ومنها المتَعدي الذي يتعدى بأكله من الميتة بغير ضرورة ولا حاجة، فلا يسمى مضطرًا، وبعض أهل العلم ذكر في ذلك أمرًا آخر، وهو أن يسافر سفرًا يعتبر معصية ويعتبر متعديًا أيضًا، وليس له رخصة ولكن الأقرب والله أعلم أنه مقيّد بأن يكون أكله غير باغ ولا عاد، إنما للضرورة يعني لا يجد شيئًا، أمّا إذا تعدى بأن أكل بغير ضرورة، أو تعاطى من الميتة بغير ضرورة ، فيسمى باغيًا ويسمى عاديًا متعديًا لحدود الله عز وجل، أمّا إذا اضطر إلى ذلك بسبب سفر معصية أو شبه ذلك مما يوقعه في الحاجة والضرورة للميتة فهو داخل في الآية الكريمة؛ لأن الآية مجملة: غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فالباغي هو الذي يتعدَّى الحدود، ويبغي على الناس، والعادي الذي كذلك يتعدى على الناس وبكونه يأكل بغير ضرورة أو يبغي على الناس ويتعدى عليهم بدون حق، بدون سبب شرعي، فهذا هو الذي يمتنع عليه هذه الأشياء، وإنما يكون مضطرًا، إذا كان لا يجد شيئًا حتى يخاف على نفسه فيأكل من الميتة أو من الخنزير، أو ما أهل به لغير الله، أو من الدم للضرورة التي وقع فيها .
  • ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٧٣﴾    [البقرة   آية:١٧٣]
س: ما هو الدم المحرم علينا بنص الآية الكريمة في قوله تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ج: الدم المحرم هو المسفوح، كما في آية الأنعام: قُل لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا المسفوح هو المراق وهو الذي ينصب من الذبيحة، عند الذبح هذا هو المحرم، أمّا ما يكون في العروق فهذا ليس بمحرم، يقع في داخلها في عروقها، في لحومها، ليس بمحرم، إنَّما المحرم هو المسفوح الذي ينصب منها عند ذبحها .
  • ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾    [البقرة   آية:١٦٥]
س: مستمع يسأل عن تفسير قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ؟ ج: هذه الآية الكريمة فيها الذم والعيب، لمن اتخذ الأنداد من دون الله ، يقول الله سبحانه وتعالى: وَمِنَ النَّاسِ يعني بعض الناس، وهذا على سبيل الذم والعيب والتنفير وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا والأنداد: هم الأمثال والنظراء يعني في دعائهم إياهم واستغاثتهم بهم، وذبحهم لهم، من أجلهم واتخاذهم الأنداد، بهذا المعنى وأنهم يعلمون أنهم لا يخلقون ولا ينفعون، ولا يضرون فلم يتخذوهم أندادًا في النفع والضر، والعطاء والمنع والخلق والرزق فهم يعلمون أن هذا لله وحده، لكن اتخذوهم أندادًا في العبادات، في دعائهم إياهم وذبحهم لهم، ونذرهم لهم والطلب منهم الشفاعة وطلبهم النصر إلى غير هذا، كما قال في آية في القرآن: مَا نَعْبُدُهُمْ قال سبحانه في الآية الأخرى عن المشركين إنهم قالوا: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى وقال سبحانه عنهم في سورة يونس إنهم قالوا: هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ، يقول سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ هذا هو اتخاذهم الأنداد يطلبون الشفاعة والقربى إلى الله سبحانه وتعالى، بدعائهم إياهم، وذبحهم لهم ونذرهم لهم ونحو ذلك، بالمحبة يحبونهم كحب الله، يحبون أندادهم حبًّا يجعلهم يعبدونهم مع الله، حبّ العبادة لجهلهم وضلالتهم، ثم قال: يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ يعني كما يحب المؤمنون الله، أو يحبونهم كما يحبون الله فشابهه في ذلك، ثم قال سبحانه: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ يعني أشد حبًّا لله من هؤلاء لأندادهم، لأنّ حبهم لله خالص، وحب هؤلاء مشترك، فالمؤمنون أشد حبًّا لله من هؤلاء المشركين في حبهم لأندادهم وأشد حبًّا منهم لله؛ لأنّ محبة المشركين لله مشتركة مبعضة، ومحبة المسلمين لله وحده كاملة، ليس فيها نقص ولا شراكة، فالحاصل أن المشركين وإن أحبوا الله لكن محبتهم ناقصة، محبتهم ضعيفة؛ لأنهم أشركوا فيها حب الأنداد التي عبدوها من دون الله، أما المؤمنون فهم أحب لله وأكمل حبًّا لله من أولئك لأندادهم، ومن أولئك بحبهم لله، فهم يحبون الله حبًا، أكمل من حب المشركين لله، وأكمل من حب المشركين لأندادهم أيضًا، وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ظلموا: أشركوا الظلم هنا الشرك ولو يرى الذين ظلموا، يعني يوم القيامة، يعني إذا لقوا الله جل وعلا ، وأوقفوا بين يديه، لعلموا أن القوة لله جميعًا، حين يرون العذاب، يعلمون حينئذٍ أن القوة لله جميعًا وأنهم قد ضلوا عن سواء السبيل، وأخطؤوا في اتخاذهم الأنداد وذلك حين يرون العذاب يوم القيامة، حين تقدموا للعذاب يوم القيامة، بسبب كفرهم وشركهم لعلموا أن القوة لله جميعًا، وعرفوا أنهم في باطل في الدنيا، وفي غفلة وفي جهلٍ عظيم، وأن الله شديد العذاب، يعني وعرفوا ذلك أيضًا، فالحاصل أن المشركين في غفلة وضلال وجهل؛ لهذا أشركوا بالله واتخذوا أندادًا مع الله، أما المؤمنون فلبصيرتهم وعلمهم بالله، أخلصوا العبادة لله وحده، وصارت محبتهم لله أكمل محبة وأتم محبة، ليس فيها شرك ولا نقص والله المستعان.
  • ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٨٧﴾    [البقرة   آية:١٨٧]
س: قال الله تعالى في كتابه العزيز: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ما هو الخيط الأبيض والخيط الأسود، وكيف يعرف ذلك وخاصة إذا كان في المدينة ضوء ويكثر فيها الضوء أفيدونا بهذا ؟ ج: المراد بذلك الصبح والليل، الخيط الأبيض نور الصبح والأسود ظلمة الليل، فإذا اتضح الفجر أمسك عن الأكل والشرب الصائم ودخل وقت صلاة الفجر والخيط عبارة عن الصبح والليل، فالمؤمن يأكل ويشرب إذا كان يريد الصيام حتى يتبين هذا ولا يصلي صلاة الفريضة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وإذا ضبط هذا بحساب الساعات على طريقة مضبوطة نفع ذلك وكفى، لكن إذا كان في محل ينظر الصبح، إذا كان في السفر أو في البر كأهل البوادي وكأهل القرى
  • ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٨٧﴾    [البقرة   آية:١٨٧]
س: يقول تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ما تفسير هذه الآية أثابكم الله ؟ ج: معنى الآية هو الصباح، يقول سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا يعني يا أيها الصوام حتى يتبين لكم الخيط الأبيض، يعني الفجر الصادق، من الخيط الأسود، يعني الليل ولهذا قال بعده من الفجر، يعني من الصباح ، فالصائم يحلّ له الأكل والشرب في الليل حتى يتضح له الصبح، فإذا وضح الصبح ترك الأكل والشرب وصام في نهار رمضان وهكذا في أيام الصوم الأخرى، والفجر فجران: فجر صادق وفجر كاذب، والمراد في الآية الفجر الصادق المستطيل في الأفق؛ لأنه ينتشر ويعترض في الأفق ويزداد نوره، هذا هو الفجر الصادق، أما الفجر الكاذب فهو الذي يقف في الشرق منتصبًا كذنب السرحان، لا يمتد جنوبًا ولا شمالاً بل يكون مرتكزًا قائمًا، كذنب السرحان ثم يزول ويظلم، هذا يسمى الفجر الكاذب.
إظهار النتائج من 91 إلى 100 من إجمالي 8502 نتيجة.