• ﴿ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴾ [الحجر :٥٣] مع ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات :١٠١] و ﴿ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴾ [الذاريات :٢٨]
• ما وجه التعبير بالعلم بموضعي الحجر والذاريات، وبالحلم بموضع الصافات ؟
• قال الغرناطي : " لما تقدم موضع الصافات، الأمر بالذبح؛ ناسب هذا الموضع، وورد وصف الذبيح بالحلم، ولما لم يرد في الآيتين الأخريين، ذكر الأمر بالذبح؛ ناسبها الوصف بالعلم، وهو صفة الأنبياء، فورد كل على ما يجب ويناسب ".
• ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ [الحجر :٧٥] مع ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر :٧٧]
• ما وجه جمع آيات في الأولى، وإفرادها في الثانية ؟
• قال ابن جماعة : لــ " أن قصة إبراهيم ولوط؛ اتفق فيها آيات متعددة من إرسال الملائكة إليهما، وما جرى بينهم من المحاورة وبين لوط وقومه، وكيفية هلاكهم؛ فلذلك جمع.
وقصة هود وهلاكهم هنا آية واحدة، فلم يذكر سواه؛ فأفرد الآية ".
• ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر :٨٨] مع ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء :٢١٥]
• ما وجه زيادة قوله : ﴿ لِمَنِ اتَّبَعَكَ ﴾ بموضع الشعراء ؟
• قال الغرناطي : " إنه لما لم يتقدم آية الحجر تخصيص بمدعو، بل تقدمها خطابه (ﷺ) بالتأنيس والتسلية عمن أعرض، والرفق بمن آمن، فقال تعالى : ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾؛ لم يحتج هنا إلى زيادة.
ولما تقدم آية الشعراء، قوله تعالى : ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء :٢١٤]، والإنذار : يستصحب التخويف والاستعلاء على من يخاطب به؛ أتبع ذلك تعالى تلطفاً وإنعاماً على من آمن من عشيرته (ﷺ) وغيره، بقوله : ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ".
• ﴿ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١١﴾ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٢﴾ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [النحل : ١١ - ١٣]
• ما وجه تعقيب الموضع الأول، بقوله : ﴿ يَتَفَكَّرُونَ ﴾، والثاني بقوله : ﴿ يَعْقِلُونَ ﴾، والثالث بقوله : ﴿ يَذَّكَّرُونَ ﴾ ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن إنبات الزرع والزيتون والنخيل والأعناب، ومختلف الثمرات بالماء المنزل من السماء مع كونه واحداً، والمنبت مختلف الأنواع والطعوم والمنافع؛ أمر يوصل إلى تعرفه، وارتباطه باستعمال الفكر في ذلك وإن لم يطل، بشرط السلامة من الغفلة، فيحصل بمجرد الفكر على عظيم المعتبر.
وأما تسخير الليل والنهار إلى ما ذكر معهما، فلا يكتفي في معرفة ذلك والحصول على الاعتبار به بمجرد الفكر، فإن العلم بتسخير هذه مما يغمض ويخفى إلا على ذوي البصائر، والفطن السليمة، والعقول الراجحة؛ فلم يقنع التفكر هنا، بل وصف المعتبر بها بما هو فوق الفكر.
وأما الآية الثالثة وهي قوله : ﴿ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ﴾ ببدأة الفكر السالم؛ فقصْد التذكير كافٍ في حصول الاعتبار بذلك ".
• ﴿ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [النحل :٢٩] مع ﴿ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر :٧٢] ، [غافر :٧٦]
• ما وجه زيادة اللام، في قوله : ﴿ فَلَبِئْسَ ﴾ بموضع النحل، دون غيره ؟
• قال الإسكافي : " إن الآية من هذه السورة، في ذكر قوم قد ضلوا في أنفسهم، وأضلوا غيرهم، وهؤلاء أكثر الناس، وأشدهم آثاماً، وأشدهم عقاباً، ومَن هذه صفته؛ احتيج عند تغليظ العقاب له إلى المبالغة في تأكيد لفظه، فاختيرت اللام هنا لذلك؛ ولأن بعدها في ذكر أهل الجنة، قوله : ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل :٣٠] فاللام في ﴿ وَلَنِعْمَ ﴾ بإزاء اللام في ﴿ فَلَبِئْسَ ﴾، وليس كذلك الآيتان في سورتي الزمر وغافر؛ لأنهما في ذكر جملة الكفار ".