• ﴿ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴾ [هود :٢] مع ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [البقرة :١١٩] و ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب :٤٥] و ﴿ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [فصلت :٤]
• ما وجه تقديم النذارة على البشارة، بموضع هود، وتأخيرها في المواضع الأخرى ؟
• قال ابن جماعة : " لما قال هنا : ﴿ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ﴾؛ ناسب تقديم النذارة على عبادة غير الله تعالى، وفي الأحزاب والبقرة : كان الخطاب له؛ فناسب كرامته تقديم البشارة، وكذلك في ( حم )؛ ناسب ذكر الرحمة ووصف الكتاب، تقديم البشارة، والله أعلم ".
• ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ ﴾ [هود :٢٨] مع ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴾ [هود :٦٣]
• ما وجه التعبير، بقوله : ﴿ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ ﴾ بقصة نوح (عليه السلام)، وبقوله : ﴿ وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴾ بقصة صالح (عليه السلام) ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن قوم صالح (عليه السلام)؛بالغوا في إساءة الجواب، حين قالوا : ﴿ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا ﴾ [هود :٦٢]، أي : قد كنت مرجواً أن تسُود فينا حتى نقطع عن رأيك، ونرجع إليك من أمورنا، فرَموا مقامه النبوي بحط مرتبته عنهم، فلما بالغوا في إساءة الجواب؛ جاوبهم (عليه السلام) رداً لمقالهم الشنيع، بقوله : ﴿ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴾؛ فقدم المجرور؛ لتأكيد أن الرحمة من عند الله تعالى : ( وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴾.
ولما لم يكن في مراجعة قوم نوح مثل هذا في شناعة الجواب؛ لأن أقصى المفهوم من قولهم :﴿ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا ﴾ [هود :٢٧]؛إلحاقه بهم، ومماثلته إياهم، فلم يكن في قول هؤلاء ما في قول قوم صالح؛ فجرى جوابه (عليه السلام) على نسبة ذلك فقال : ﴿ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ ﴾ ، فأتى بالمجرور مؤخراً في محله على ما يجب، حيث لا يقصد في إحراز المفهوم ما قصد في الآية الأخرى، فورد كل على ما يلائم، والله أعلم ".
• ﴿ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا ﴾ [هود :٥٨]، [هود :٩٤] مع ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا ﴾ [هود :٦٦]، [هود :٨٢]
• ما وجه التعبير بالواو،في قصة هود وشعيب، بقوله : ﴿ وَلَمَّا ﴾ ، والتعبير بالفاء في قصة صالح ولوط، بقوله : ﴿ فَلَمَّا ﴾ ؟
• قال ابن جماعة : " قصة صالح ولوط : جاءتا في سياق الوعد المؤقت بالعذاب؛ فناسب (الفاء) الدالة على سببية الوعد لما جاء، وقصة عاد ومدين : جاءتا مبتدئتين غير مسببتين عن وعد مؤقت لسابق؛ فجاءا بواو العطف على الجملة التي قبلها ".
• ﴿ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ﴾ [هود :٨١] مع ﴿ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴾ [الحجر :٦٥]
• ما وجه الاستثناء، في قوله : ﴿ إِلَّا امْرَأَتَكَ ﴾ بموضع هود، دون موضع الحجر ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن آية الحجر : ورد قبلها قوله في قصة إبراهيم (عليه السلام) : ﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٥٧﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴿٥٨﴾ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٩﴾ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ [الحجر : ٥٧-٦٠]، فلما ورد هنا استثناء المرأة، وذكر حالها؛ وقع بذلك الاكتفاء، فلم يذكر في الآية بعد؛ إذ ذلك كله كلام متصل بعضه ببعض، ولم يتقدم لامرأة لوط (عليه السلام) في سورة هود ذكر؛ فاحتِيج إلى استثنائها ".