{لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ "فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ "فَكُلُوا مِنْهَا" وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}
[الحـــــــجّ: 28]
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ "فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ" فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}
[الحـــــــجّ: 34]
موضع التشابه الأوّل : وَرَدَت (فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) في الموضع الأوّل دون الموضع الثّاني.
الضابط :
- في الحج ۲۸: قال (فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) لأنّ الآية في سياق الحديث عن الحجّ و هو أمرٌ لا يحدث إلّا في [وقتٍ معلومٍ] يعلمه كل مسلّم.
- بينما في الحج 34: لم يذكر (فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) لأنَّ السِّياق عن عبادات الأمم السّابقة، [ولا نعلم على وجه التحديد أوقات مناسكهم].....
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
موضع التشابه الثّاني : ما بعد (عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)
( فَكُلُوا مِنْهَا - فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ )
الضابط :
- بُدِأت الآية الأُولى بــ (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) وتذكّر أنّ مما ينفع الجسم الأكل فاقرأ في الآية (فَكُلُوا مِنْهَا) بعد (عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ).
- بُدِأت الآية الثّانية بــ (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا) وتذكّر أنّ اختلاف الشرائع من أمّةٍ لأمّةٍ لا يعني أنّ هذا من إله، وهذا من إلهٍ آخر، إنّما هُوَ إلهٌ واحدٌ يشرِّع لكلّ أمّةٍ ما يناسبها وما يصلحها؛ ولذلك اقرأ في هذه الآية (فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) بعد (عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ).
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك ..
{لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا "وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ"}
[الحـــــــجّ: 28]
{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا "وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ" كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
[الحـــــــجّ: 36]
موضع التشابه : ( وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ - وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ )
الضابط : حرف الباء يسبق حرف القاف في التّرتيب الهجائي، فاستأنس بهذه العلاقة في ضبط هاتين الآيتين، فإذا كنت تقرأ إحدى الآيتين وأشكل عليك اللفظين (الْبَائِسَ الْفَقِيرَ - الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) فاقرأ في الموضع الأوّل الكلمة التي بُدِأت بحرف الباء (الْبَائِسَ)، واقرأ في الموضع الثّاني الكلمة التي بُدِأت بحرف القاف (الْقَانِعَ).
* القاعدة : قاعدة التّرتيب الهجائي.
ضابط آخر/
- في الحجّ 28: قال (وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) أي المحتاج الذي لا مال لهُ، وَهُوَ وصفٌ [عامٌ دائمٌ] لهُ.
- أمّا في الحجّ 36: قال (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) والقانع هُوَ الذي [يقنع] بما أعطيته، وَالْمُعْتَرَّ الذي [يتعرَّض لك لتعطيه من اللحم ولا يسأل]، وذِكْر هذين الصّنفين هُوَ الأنسب هُنا لأنَّهُ جاء بعد وصف البُدن أي الإبل عند تهيئتها للنّحر، فقال عنها (..فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ..(36)) أي قائمةً تُصَفُّ أيديها بالقيود مهيّأةً للنّحر (..فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا..(36)) أي وقعت جنوبها إلى الأرض بعد النّحر، عندها أعطوا من لحمهما لمن يتعرّض لكُم دون أن يسأل، و للقانع ما يعطى، فتلك صفاتٌ [مؤقّتةٌ مرتبطةٌ بوقت نحر الإبل] وتوزيع لحومها فناسب ذِكرها ذِكر النّحر وتوزيع اللحم.
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
* قاعدة الضبط بالترتيب الهجائي ..
يسميها البعض (الترتيب الألفبائي) ، والمقصود أنّك إذا وجدت آيتين متشابهتين فإنه في الغالب تكون [بداية الموضع المتشابه في الآية الأولى] مبدوءًا بحرف هجائي [يسبق] الحرف المبدوء به في الموضع الثاني من الآية الثانية ..
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ "حُرُمَاتِ اللَّهِ" فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}
[الحـــــــجّ: 30]
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ "شَعَائِرَ اللَّهِ" فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
[الحـــــــجّ: 32]
موضع التشابه : ما بعد (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ)
( حُرُمَاتِ اللَّهِ - شَعَائِرَ اللَّهِ )
الضابط : حرف الحاء يسبق حرف الشّين في التّرتيب الهجائي، فاستأنس بهذه العلاقة في ضبط هاتين الآيتين، فإذا كنت تقرأ إحدى الآيتين وأشكل عليك اللفظين (حُرُمَاتِ اللَّهِ - شَعَائِرَ اللَّهِ) فاقرأ في الموضع الأوّل الكلمة التي بُدِأت بحرف الحاء (حُرُمَاتِ)، واقرأ في الموضع الثّاني الكلمة التي بُدِأت بحرف الشّين (شَعَائِرَ).
* القاعدة : قاعدة التّرتيب الهجائي.
ضابط آخر/
- الحجّ ۳۰: قال (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ [حُرُمَاتِ] اللَّهِ) لأنّها جاءت بعد أن ذَكَرَ حُرمة البيت بقوله (وَالْمَسْجِدِ [الْحَرَامِ] الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ (25))، فقد جاء في التّفسير أنّ الحُرمات هي البيت الحرام، والمسجد [الحرام]، والبلد الحرام.
- بينما في الحجّ 32: قال (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ [شَعَائِرَ] اللَّهِ) بعد أن قال (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ [الْأَنْعَامُ] (30)) لأنّ المقصود [بالشَّعائر هُنا الهدي]، والمقصود بتعليمها استحسانها واستسمانها......
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي - بتصرُّف)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
====القواعد===
* قاعدة التّرتيب الهجائي.
والمقصود أنّك إذا وجدت آيتين متشابهتين فإنه في الغالب تكون [بداية الموضع المتشابه في الآية الأولى] مبدوءًا بحرف هجائي [يسبق] الحرف المبدوء به في الموضع الثاني من الآية الثانية ..
* قاعدة الضبط بالجملة الإنشائية ..
من القواعد النيّرة والضوابط النافعة [وضع جملة مفيدة] تجمع شتاتك
-بإذن الله- للآيات المتشابهة أو لأسماء السّور التي فيها هذه الآيات..
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
{"وَلِكُلِّ" أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا "لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ" عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}
[الحـــــــجّ: 34]
{"لِّكُلِّ" أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا "هُمْ نَاسِكُوهُ" فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ}
[الحـــــــجّ: 67]
موضع التشابه الأوّل : ( وَلِكُلِّ - لِّكُلِّ )
موضع التشابه الثّاني : ما بعد (جَعَلْنَا مَنسَكًا)
( لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ - هُمْ نَاسِكُوهُ )
الضابط : تَذَكَّر أَيُّهَا الحافظ أنّ جعل ذِكْر الله أولًا قبل كُلّ شيء يورِث البركة والزّيادة؛ فاستأنس بهذا لضبط هاتين الآيتين؛ حيث وأنتَ تقرأ الموضع الأوّل قُلْ ما يدلّ على ذِكْرِ الله (لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ)، ولِذِكْرِ الله بركة وزيادة فزِد في الموضع الأوّل حرف الواو (وَلِكُلِّ)، وبضبط الموضع الأوّل يتّضح الموضع الثّاني.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالصورة الذهنية.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.
ضابط آخر لموضع التشابه الأوّل والثّاني/
-الحج 34: عَطَفَ بالواو لأنّ الآية [تقدّمها] ذِکر ما هُوَ من جنسها وهو الحجّ والمناسك فحَسُنَ العطف عليه بالواو، وحَسُنَ أيضًا بیان [تشابه الغرض] من هذه المناسك مع الغرض من مناسك الأمم السابقة فقال بعدها (لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ..).
- بينما في الحج 67: [لم يتقدّمها] ما يناسبها فجاءت ابتدائية.
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
* قاعدة الضبط بالصّورة الذّهنية ..
إنّ بعض الآيات التي تشكل علينا -ونخصّ منها تلك التي فيها أقسام وأجزاء- يكون ربطها في الغالب [بالتّصور الذّهني] لها ..
* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك ..
{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ "كَفَّارٍ أَثِيمٍ"}
[البقـرة: 276]
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ "مُخْتَالًا فَخُورًا"}
[النـــساء: 36]
{وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ "خَوَّانًا أَثِيمًا"}
[النساء: 107]
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ "خَوَّانٍ كَفُورٍ"}
[الحــــجّ: 38]
{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ "مُخْتَالٍ فَخُورٍ"}
[لقمــــان: 18]
{لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ "مُخْتَالٍ فَخُورٍ"}
[الحديــد: 23]
موضع التشابه : خواتيم الآيات.
الضابط : هذه الآيات السِّتة خواتيمها شديدة التشابه؛ حيث وَرَدَت في خاتمة كلٍّ منها صفتان؛ ونضبطها بتقسيمها كالآتي:
••• أولًا/ ضبط الصّفة الأولى:
أوّل موضعٍ من المواضع وَهُوَ موضع البقرة يُعتبر آية وحيدة بين مثيلاتها؛ حيثُ خُتِمت الآية في صفتها الأُولى بوصف الكُفر (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ)، وفي بقيّة المواضع وَرَدَت إمّا الخيانة (خَوَّانًا) (خَوَّانٍ) وإمّا صفة التكبّر (مُخْتَالًا) (مُخْتَالٍ).
••• ثانيًا/ ضبط الصّفة الثّانية:
١- إذا كانت الصّفة الأُولى (مُخْتَالًا) (مُخْتَالٍ) فالصّفة الثّانية تكون صفة الفخر (فَخُورًا) (فَخُورٍ)؛ تذكّر أن كلتا الصّفتين ثاني حرفها خاءٌ.
٢- إذا كانت الصّفة الأُولى غير (مُخْتَالًا) (مُخْتَالٍ) فالصّفة الثّانية تكون مبدوءةً بالهمزة إذا كانت الآية في النّصف الأوّل من القُرآنَ وهذا ينطبق على آيتين: آية البقرة (كَفَّارٍ أَثِيمٍ) وآية [النساء: 107] (خَوَّانًا أَثِيمًا)، ولتذكّر ذلك اربط بين همزة لفظ أثيم وهمزة النّصف الـأوّل من القُرآنَ،
وإذا كانت الآية في النّصف الثّاني من القرآن فالصّفة الثّانية لا تكون مبدوءةً بالهمزة وهذا ينطبق على آية واحدة وهي آية الحجّ (خَوَّانٍ كَفُورٍ).
* القاعدة : قاعدة الضبط بالحصر.
* القاعدة : قاعدة العناية بالآية الوحيدة.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.
* القاعدة : قاعدة الضبط بمعرفة موضع الآية في المُصحف.
====القواعد====
* قاعدة العناية بالآية الوحيدة ..
كثير من الآيات المتشابهة يكون بينها [تماثل تامّ عدا آية واحدة تنفرد] عنها في جزء من الآية ، فعناية الحافظ بهذه الآية الوحيدة ومعرفته لها يريحه فيما عداها، مع التنبيه على أنّه في الغالب تكون الآية الوحيدة هي الآية الأولى في المواضع المتشابهة ..
* قاعدة الضبط بالحصر ..
المقصود من القاعدة [جمع] الآيات المتشابهة ومعرفة [مواضعها] ..
* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك ..
* قاعدة الضبط بمعرفة موضع الآية في المصحف ..
قبل بيان معنى القاعدة تذكّر بأنّ هذه القواعد التي معنا خاصّة بنسخة مجمّع الملك فهد رحمه الله [مصحف المدينة] ومن ثمّ فإنّ من أفضل القواعد المعينة -بإذن الله- معرفة [موقع الآية] وهذا مما يساعد على الضبط والإتقان ..
{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ "وَلِلَّهِ" "عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"}
[الحـــــــجّ: 41]
{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى "وَإِلَى اللَّهِ" "عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"}
[لقمـــــــان: 22]
موضع التشابه : ( عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) وما قبلها.
الضابط : آيتان في كتاب الله خُتِمتا بــ (عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) مع اختلاف ما قبلهما؛ حيث وَرَدَ في الحجّ قوله تعالى (وَلِلَّهِ) وفي لقمان وَرَدَ (وَإِلَى اللَّهِ)؛ ولضبط ذلك نُلاحظ توافق بداية آية لُقمان مع خاتمتها حيث وَرَدَ في البداية (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ) وفي الخاتمة وَرَدَ (وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) فنربط (وَإِلَى اللَّهِ) من البداية والخاتمة معًا لضبط آية لُقمان وبضبطها تتضح آية الحجّ.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالحصر.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالحصر ..
المقصود من القاعدة [جمع] الآيات المتشابهة ومعرفة [مواضعها] ..
* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك ..