{وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ "وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ"}
[الأنبياء: 78]
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ "وَكُنَّا فَاعِلِينَ"}
[الأنبياء: 79]
{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ "فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ"}
[الأنبياء: 80]
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا "وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ"}
[الأنبياء: 81]
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ "وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ"}
[اﻷنبياء: 82]
موضع التشابه : خواتيم الآيات
الضابط :
- الأنبياء 78: ذُكِرَت كلمة (يَحْكُمَانِ) في الآية، ثمّ خُتِمت الآية بخاتمةٍ فيها لفظ الحُكم (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ).
- الأنبياء 79: نُلاحظ ذِكْر أكثر من فعلٍ في الآية (فَفَهَّمْنَاهَا) (آتَيْنَا) (وَسَخَّرْنَا)، ثُمَّ خُتِمت الآية بخاتمةٍ فيها لفظ الفعْل (وَكُنَّا فَاعِلِينَ)
- الأنبياء 80: ذِكْرَ النِّعم يستلزم الشُّكر، وهُنا ذُكِرَت نعمة الدُّروع، ثمّ خُتِمت الآية بــ (فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ).
- الأنبياء 81: ذُكِرَ في الآية تسخير الرّيح لِسُليمان عليه السّلام وكيف أنّها خاضعة ومنقادة لأمر سُليمان وإرادته، ثُمَّ خُتِمت الآية بــ (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) أي: لعلمنا بالأشياء صحّ منّا أن ندبِّر هذا التدبير في رسلنا وفي خلقنا، وأن نفعل هذه المعجزات القاهرة.
- اﻷنبياء 82: ذُكِرَ في الآية تسخير الشّياطين لِسُليمان عليه السّلام، ثُمَّ خُتِمت الآية بــ (وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) ذَكَرَ ابن عبّاس لذلك ثلاثة أوجه:
أحدها: أنّه تعالى كان يحفظهم عليه لئلّا يذهبوا ويتركوه.
وثانيها: كان يحفظهم من أن يهيجوا أحدًا في زمانه.
وثالثها: كان يحفظهم من أن يفسدوا ما عملوا فكان دأبهم أنهمّ يعملون بالنّهار ثُمَّ يفسدونه في الليل.
تمّ الرُّجوع للتّفسير الكبير لضبط خاتمة الآيتان (81 - 82)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ "عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ" "إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ}
[الأنبياء: 81]
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ "غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ" وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ..}
[ســـــبأ: 12]
{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ "تَجْرِي بِأَمْرِهِ" "رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ"}
[ص: 36]
موضع التشابه الأوّل : ما بعد ( الرِّيحَ )
الضابط :
•١•
- في سبأ قال (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ) وَهُوَ الموضع الوحيد الذي وَرَدَت فيه كلمة (شَهْرٌ) بينما في الموضعين الآخرين وَرَدَ ذِكْر جريان الرّيح بأمر سُلَيْمَان عليه السّلام، ولتسهيل ضبط موضع سبأ نربط سين سبأ بـ شين (شَهْرٌ).
•٢•
- في الأنبياء قال (عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ)
- في ص قال (تَجْرِي بِأَمْرِهِ)
نُلاحظ أنّ آية الأنبياء زادت عن آية ص بكلمة (عَاصِفَةً)؛ ونضبط ذلك كالآتي: معنى (عَاصِفَةً) أي شديدة الهبوب، وذُكِر قبل (عَاصِفَةً (81)) الحرب وهي من المواقف الشّديدة على الإنسان (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ..(80)) أي: هي وقايةٌ لكم، وحفظٌ عند الحرب، واشتدادِ البأس، فعند قراءتك أيُّها الحافظ للآية التي ذُكِرَت فيها الحرْب اقرأ بعدها كلمة (عَاصِفَةً) في وصْف الرّيح فكِلتا الكلمتين فيهما دلالةٌ على الشِّدة، وبضبط آية الأنبياء تتضح آية ص.
* القاعدة : قاعدة ربط الموضع المتشابه باسم السُّورة.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.
موضع التشابه الثّاني : ما بعد (تَجْرِي بِأَمْرِهِ)
الضابط : (تَجْرِي بِأَمْرِهِ) وَرَدَت في آية الأنبياء وآية ص فنضبط ما بعدها لكي لا يلتبس على الحافظ:
في آية الأنبياء قال: (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا)
في آية ص قال: (رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ)
نُلاحظ أنّ بين موضعي التّشابه علاقة تدرّج من الخاصّ إلى العام:
- في الموضع الأوّل ذَكَرَ أرض الشّام (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا)
-خاصّ-
- في الموضع الثّاني ذَكَرَ كُلّ الأرض (حَيْثُ أَصَابَ) -عامّ-
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتّدرُّج.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك
* قاعدة الرّبط بين الموضع المتشابه واسم السّورة ..
مضمون القاعدة: أنّ هناك [علاقة] في الغالب بين الموضع المتشابه واسم السّورة، إمّا [بحرف مشترك أو معنى ظاهر] أو غير ذلك، فالعناية بهذه العلاقة يعين -بإذن الله- على الضبط
* قاعدة التدرّج ..
يقصد بهذه القاعدة أن يأتي المذكور في الآية أو الآيات [بصورة تدريجية]، من الأسفل للأعلى أو العكس -أي بشكل تصاعدي- وهذه القاعدة وإن كان لها صلة بقاعدة "الرّبط بالصّورة الذّهنية" إلّا أنّها لأهميتها تمّ إفرادها..
{وَ"إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ" وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ}
[الأنبياء: 85]
{وَ"إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ" وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}
[اﻷنعــام: 86]
{وَاذْكُرْ "إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ" وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ}
[ص: 48]
وفي غيرها {"إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ"}
[البقرة: 133 - 136 - 140]
[آل عمران: 84] + [النساء: 163] + [إبراهيم: 39]
موضع التشابه : اسم النبيّ الذي بعد إسماعيل عليه السّلام.
الضابط : في جميع المواضع التي ذُكِرَ فيها نبيٌّ بعد إسماعيل عليه السّلام وَرَدَ فيها ذِكر إسحاق عليه السّلام؛ إلّا في ثلاثِ مواضعٍ اختُلف فيها النبيّ المذْكور بعد إسماعيل عليه السّلام وهذه المواضع هي موضع الأنبياء حيث ذُكِرَ فيه إدريس عليه السّلام، وموضع الأنعام وص حيث ذُكِرَ فيهما اليسع عليه السّلام.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالحصر.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالحصر ..
المقصود من القاعدة [جمع] الآيات المتشابهة ومعرفة [مواضعها] .
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا "فَنَفَخْنَا فِيهَا" مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}
[الأنبيـاء: 91]
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا "فَنَفَخْنَا فِيهِ" مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}
[التحريم: 12]
موضع التشابه : ( فَنَفَخْنَا فِيهَا - فَنَفَخْنَا فِيهِ )
الضابط :
- السُّورة التي في ختام اسمها حرف ألف وَرَدَت فيها كلمة مختومة بحرف الألف (الأنبياء - فِيهَا).
- السُّورة التي اسمها ليس مختومًا بحرف الألف وَرَدَت فيها كلمة ليست مختومة بحرف الألف (التّحريم - فيه).
* القاعدة : قاعدة ربط الموضع المتشابه باسم السُّورة.
ضابط آخر/
الآية التي [لم يُذكر] فيها اسم مریم صراحةً [أشار الضمير إليها] وعاد عليها (فِيهَا)، أمّا التي [ذُكِر] فيها اسمها صريحًا [لم] يشر الضمير إليها وإنّما إلى فرجها (فيه)......
(الآيات المتشابهات - د/ عبدالله الطيّار)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
* قاعدة الرّبط بين الموضع المتشابه واسم السّورة ..
مضمون القاعدة: أنّ هناك [علاقة] في الغالب بين الموضع المتشابه واسم السّورة، إمّا [بحرف مشترك أو معنى ظاهر] أو غير ذلك، فالعناية بهذه العلاقة يعين -بإذن الله- على الضبط ..
{"إِنَّ" هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً "وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" "وَتَقَطَّعُوا" أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ "كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ"}
[الأنبيـــاء: 92 - 93]
{"وَإِنَّ" هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً "وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" "فَتَقَطَّعُوا" أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ "زُبُرًا" "كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"}
[المؤمنون: 52 - 53]
موضع التشابه الأوّل : ( إِنَّ - وَإِنَّ )
موضع التشابه الثّاني : ( وَتَقَطَّعُوا - فَتَقَطَّعُوا )
الضابط : آيتا الأنبياء وآيتا المؤمنون متشابهتان إلى حدٍّ كبير، وقد يحدث لبسٌ لدى الحافظ في بداياتها هل بُدِأت بالفاء أو بالواو، ونضبط ذلك كالآتي:
[الأنبيـــاء: 92] لم تبدأ بالواو أو بالفاء (إِنَّ)
[الأنبيـــاء: 93] بُدِأت بالواو (وَتَقَطَّعُوا)
[المؤمنون: 52] بُدِأت بالواو (وَإِنَّ)
[المؤمنون: 53] بُدِأت بالفاء (فَتَقَطَّعُوا)
فنجمع بدايات الآيات في كلمة [أووف] لتسهيل تذكُّرها.
* القاعدة : قاعدة جمع الحرف الأوّل من أوائل الكلمات المتشـابهة.
ضابطٌ آخر/
عندما يشكل عليك موضعان أحدهما بالواو والآخر بالفاء؛ وتبحثُ عن ضبطٍ لمعرفة هل وَرَدَ أولًا الموضع الذي فيه الواو أو الفاء؟ يمكنك استخدام قاعدة الواو قبل الفاء؛ ففي أغلب المواضع يتقدّم الموضع الذي فيه الواو على الموضع الذي فيه الفاء؛ ومن ضمنها هذا المتشابه؛ حيث بُدِأت آية الأنبياء بــ (وَتَقَطَّعُوۤا۟)، و بُدِأت آية المؤمنون بــ (فَتَقَطَّعُوۤا۟).
* القاعدة : قاعدة الواو قبل الفاء.
موضع التشابه الثّالث : ( وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ - وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )
الضابط : تكرر لفظ العبادة في سُّورَة الأنبياء، وَ تذكُّره معينٌ لضبط كثير من متشابهات السُّورة؛ ومن بينها هذا المتشابه؛
{..أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا "فَاعْبُدُونِ"}
[اﻷنبياء: 25]
{..أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا "فَاتَّقُونِ"}
[النّــــحل: 2]
{قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا "لَهَا عَابِدِينَ"}
[اﻷنبيـاء: 53]
{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا "كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ"}
[الشعراء: 74]
{..أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى "لِلْعَابِدِينَ"}
[اﻷنبياء: 84]
{..أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى "لِأُولِي الْأَلْبَابِ"}
[ص: 43]
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ "فَاعْبُدُونِ"}
[اﻷنبـــياء: 92]
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ "فَاتَّقُونِ"}
[المؤمنون: 52]
وبضبط آية الأنبياء تتّضح آية المؤمنون.
* القاعدة : قاعدة العناية بما تمتاز به السُّورة (كثرة الدّوران).
ضابط آخر/
- في الأنبياء: وَرَدَت الآية [بعد ما يدلّ على الإحسان والتفضُّل] واللطف التامّ كما في قصّة أيوب وزكريَّا ومريم فناسب الأمر بالعبادة (فَاعْبُدُونِ) بعد ذِكر الإحسان واللطف.
- في المؤمنون: وَرَدَت الآية [بعد ذِكر عقوبات] طوائف كثيرة من الأمم ممن عصوا الرُّسل وذلك نحو قوله (..فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)) وقوله (..وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (44))؛ فناسب قوله (فَاتَّقُونِ) لأنّ من معاني التقوى أن يجعل العبد بينهُ وبين عذاب الله وقاية، وهؤلاء الأقوام [لم يتقوا فأُهلكوا] فناسب ذِكر التقوى، حيث أنّ في ذِكر التّقوى تخويفٌ يُناسب العقوبات والإهلاك.
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي - بتصرُّف)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
موضع التشابه الرّابع : وَرَدَت (زُبُرًا) في آية المؤمنون دون آية الأنبياء.
الضابط : في المؤمنون وَرَدَت الآية [بعد ذِكر عقوبات] طوائف كثيرة من الأمم ممن عصوا الرُّسل فناسب ذِكر (زُبُرًا) التي معناها فِرَق، وجاءت توكيدًا للتّفرُّق الذي حصل وهذا [التوكيد] هو المناسب لهؤلاء الأقوام المبالغين في العناد والكفر.
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
ضابطٌ آخر/
وَرَدَت (زُبُرًا) في الموضع الثّاني وهو موضع المؤمنون.
* القاعدة : قاعدة الزّيادة للموضع المتأخّر.
موضع التشابه الخامس : خواتيم الآيات
( كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ - كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )
الضابط :
- في الأنبياء قال (كُلٌّ إِلَيْنَا [رَاجِعُونَ]) وذلك لقوله بعدها (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا [يَرْجِعُونَ] (95))
- في المؤمنون قال (كُلُّ [حِزْبٍ] بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وَهُوَ المناسب لقوله [(زُبُرًا)] فلمّا أكَّد التفرُّق ناسب ذِکر الأحزاب لذلك.
(ربط المتشابهات بمعاني الآيات - د/ دُعاء الزّبيدي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
* القاعدة : قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة.
=====القواعد=====
* قاعدة الضبط بجمع الحرف الأوّل من أوائل الكلمات المتشابهة ..
عند التشابه بين آيتين أو أكثر، اجمع الحرف الأوّل من [كلّ بداية موضع متشابه]، ليخرج لك في الغالب [كلمة مفيدة]، وقد تكون أحيانًا [غير مفيدة] مما يكون لك عونًا -بإذن الله- على الضبط، وهذه من الضوابط الحسنة المفيدة ..
* قاعدة الضبط بالزّيادة للموضع المتأخر ..
كثير من الآيات المتشابهة يكون [الموضع المتأخّر منها فيه زيادة] على المتقدّم وقد يأتي خلاف ذلك، ولكننا كما أشرنا سابقًا نضبط الأكثر ونترك المستثنى الأقلّ على ماسبق بيانه (ولا نعني بالزّيادة والنّقصان في الآيات ظاهر مايتبادر من الألفاظ الزّائدة والنّاقصة، وإلّا فإنّ القرآن في الحقيقة محروس من الزّيادة والنّقصان، ولولا أنّ هذا الاصطلاح (الزّيادة والنّقصان) استعمله الأوائل المصنفون في هذا الفنّ مثل: الكرماني، وابن الجوزي، لما استعملناه تحاشيًا لما فيه من الإيهام غير المقصود..
* قاعدة الضبط بالمجاورة والموافقة ..
نقصد بهذه القاعدة أنّه إذا ورد عندنا موضع مشكل، فإننا ننظر [قبل وبعد] في [الآية] أو [الكلمة] أو [السّورة] المجاورة، فنربط بينهما، إمّا بحرف مشترك أو كلمة متشابهة أو غير ذلك ..
* قاعدة العناية بما تمتاز به السّورة ..
هذه القاعدة تأتي من التمكّن وكثرة التأمّل لكتاب الله،
فإنّ كثير من الآيات المتشابهة عادة ما تمتاز بشيء من [الطّول والقِصَر]، أو [كثرة التشابه]، أو [كثرة الدّوران للكلمة] في السّورة كما هي عبارة بعض المؤلفين، أو غير ذلك .
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له ..
{فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي "أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ"}
[الأنبياء: 109]
{قُلْ إِنْ أَدْرِي "أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ" أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا}
[الجــــــن: 25]
موضع التشابه : ( أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ - أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ )
الضابط : وَرَدَت كلمة (بَعِيدٌ) في الأنبياء دون الْجِنّ ونضبط ذلك بربط باء (بَعِيدٌ) بــ باء الأنبياء؛ أي أنّ السُّورة التي في اسمها حرف الباء وَرَدَت فيها كلمة (بَعِيدٌ) التي فيها حرف الباء.
* القاعدة : قاعدة ربط الموضع المتشابه باسم السُّورة.
ضابطٌ آخر/
سورة الأنبياء أطول من سورة الجنّ وَ وَرَدَت (بَعِیدࣱ) في آية السّورة الأطول.
* القاعدة : قاعدة الزّيادة للسّورة الأطول.
ضابط آخر/
- في سُّورَة الأنبياء (أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ) الوعد الذي هو يوم القيامة، وذَكَرَ في السِّياق أمورًا تتعلق [بالآخرة هي ليست قريبة] (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) وذَكَرَ جملة وعود تتعلق بأحوال الآخرة (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) هذه أمور [ظاهرة البعد فناسب ذكر البُعد] في آية الأنبياء.
- في سورة الجنّ قال قبلها (حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا) ثم قال (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (٢٥)) (مَّا تُوعَدُونَ) تحتمل يوم القيامة وتحتمل ما يرونه في نصر المسلمين في بدر وهو [ليس بعيدًا] كما ذُكِر في الأنبياء، وليست هناك قرينة سياقية تحدد معنًى معينًا.
(مختصر اللمسات البيانية - د/ فاضل السامرائي)
* القاعدة : قاعدة الضبط بالتأمل.
====القواعد====
* قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمّات الضوابط، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية، وأُلّف فيها كثير من المؤلّفات النافعة، بل هي لُبّ المتشابه، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [لمعنى عظيم وحكمة بالغة]، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا، ويدركها اللبيب الفطن، ولذا من [تدبر] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أنّ الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير، والإبدال، إلى غير ذلك إنّما هو لمعنى مراد ينبغي الوقوف عنده، والتأمل له .
* قاعدة الرّبط بين الموضع المتشابه واسم السّورة ..
مضمون القاعدة: أنّ هناك [علاقة] في الغالب بين الموضع المتشابه واسم السّورة، إمّا [بحرف مشترك أو معنى ظاهر] أو غير ذلك، فالعناية بهذه العلاقة يعين -بإذن الله- على الضبط
* قاعدة ربط الزّيادة بالآية أو السّورة الطويلة ..
قد يكون مكمن التشابه بين الآيتين [طولًا وقِصَرًا]، ويكون الحل بربط الزّيادة بالسّورة أو الآية الطويلة ..