﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا﴾:
وربما يتوارى الإيمان شيئًا ما في قلب المسلم فتحجبه طبقات الران، وتؤخره سحائب الغفلة والنسيان.. فيكون بحاجةٍ ماسَّة إلى هزَّةٍ زلزالية تنقشع على إثرها سحائب الغفلة، وتتصدع بها طبقات الران.. ليعلو الإيمان مجددًا، وليغشى بريق نوره جنبات القلب مرةً أخرى .. وتلك الهزَّة الزلزالية قد تكون بابتلاء يحسبه المرء شرًّا له! وهو في الحقيقة خير .. وسبب يقظة تكون بعد ذلك سبيلًا إلى جنة ورضوان ونصر من الرحمن.
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾:
الكلام الحسن من أعظم ما يغرس الود ويُبطل كيد الشيطان وتحريشه بين الناس.
﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾:
لا الملك ولا العلم هي نهاية آمال العارفين .. الموت على الإسلام هو غاية كل لبيب متبصر.
﴿يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾:
فوا أسفاه وواحسرتاه! كيف ينقضي الزمان، وينفد العمر، والقلب محجوب عن ربه؟ وخرج من الدنيا كما دخل إليها، وما ذاق أطيب ما فيها، بل عاش فيها عيش البهائم، وانتقل منها انتقال المفاليس، الذين: (يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ).
﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾:
حين انسلخوا من ولاية الرحمـٰن واستحبوا ولاية الشيطان؛ حصل لهم النصيب الوافر من الخذلان، ووكلوا إلى أنفسهم فخسروا أشد الخسران.
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾:
للذكر أنواع من الثواب، لكن أكثرها إبهارا أن خالق الكون سبحانه سيذكرك باسمك في الملأ الأعلى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) الله سيذكرك باسمك! من يتصور؟!
﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾:
كل شيء يأخذ قيمته من "مصدره"؛ فكتاب مصدره من الله لن تجد فيه عوجًا، أو نقصًا، أو ظلمًا. "ﻻ ريب فيه".