﴿إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ﴾
المؤمـن ضعيفٌ بنفسه قويٌّ بإخوانه، فكما يتعاضد أهل الباطل في نصرة باطلهم كان لزامًا على أهل الحقّ أن يتعاضدوا في نصرة حقِّهم.
﴿وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾
لا تستطيع أي قوة أن تمنع خيرا قدره الله، لا عين ولا سحر ولا سُلطة ولا مؤامرة .. (وإن يردك بخير فلا راد لفضله)، "رفعت الأقلام وجفت الصحف".
﴿وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾
لا بد من إظهار الحق ولو لم يتبعه الناس، حتى يبقى حاضراً في الأذهان، لأن أخطر الحجج أن يأتي جيل يقول: (وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ).
﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ﴾ ، ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾
في البداية لم ينطلق لسان موسى عليه السلام بالكلام فسخر منه فرعون ومن معه وحطوا من قدره (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين) وفي النهاية يحظى بحديث مع الله جل جلاله (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) ويكون لقب ذلك الذي لا يحسن الحديث (کليم الله).
﴿أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾
قالها يوسف وقد اجتمع عنده أبواه وإخوته وأقرب أوليائه .. والله لا أنفع ولا أبرد للقلب من ولاية الله .. يا رب أنت وليي.
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
لا تخشَ على هذا الديـن، واصبر على مشاقِّه ولأوائه، فإن له ربًّا سيبلِّغه المشـارقَ والمغـارب، ولو أبغضَته أمم الأرض واجتمعت على حربه.
﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾
وصفَ صفاء قلوبهم قبل أن يَصف تقابل وجوههم؛ إذ لا قيمة لتقابل الأبدان مع تنافر القلوب!