﴿إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾
من جاهد نفسه على الدوام أن يفتتح يومه بالقرآن - وإن قل - فهو سائر في طريق الموفقين أهل الله وخاصته، وينبغي أن يلزم نفسه بذلك كما يلزمها بالدواء الذي فيه شفاؤه وعافيته، قال (ابن تيمية): قراءة القرآن أول النهار بعد الفجر أفضل من قراءته آخره، وكان ذلك لقوله تعالى: ﴿إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾.
﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
كلما زاد علم الإنسان بالله .. قلّت شكواه إلى الخلق .. ولم يصرفها إلا إلى الخالق.
﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾
وفي الأمر بالذكر عند انقضاء النسك معنى؛ وهو أنَّ سائر العبادات تنقضي ويُفرَغ منها، وذكر الله باقٍ لا ينقضي ولا يفرغ منه، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾
قال عبد الله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي .. فقلتُ له: من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟!، قال :الذي يظن أن الله لا يغفر له !، فأحسنوا الظن برب جواد كريم.
﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾
من المفارقات في الدنيا أن كثيرًا من الأغنياء يملكون ولا يشتهونْ، وكثيرًا من الفقراء يشتهون ولا يجدونْ!، في حين تجتمع في الجنَّة الرغبةُ والنِّعَم، وتلك مِنَّةٌ كبرى لا تقدَّر بثمَن.