{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ } - سورة يوسف ٣٥
وعلى الجملة فكل أحوال يوسف عليه السلام لطف في عنف .. ونعمة في طي بلية ونقمة، ويسر في عسر، ورجاء في يأس، وخلاص بعد ملات مناص ..
وسائق القدر ربما يسوق القدر إلى المقدور بعنف، وربما يسوقه بلطف، والقهر والعنف أحمد عاقبة وأقل ت
﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [آل عمران ٣١]
تأمل كيف جعل الله تعبير حبنا له باتباع نبينا ﷺ،
فكيف بمن يدعو إلى سنته وينشر هديه ويحث على اقتفاء أثره ؟!
اللهم أوجب لنا بها حبك،
وزدنا من فضلك يا رحيم يا كريم.
قال يزيد بن هارون لحماد بن زيد :
يا أبا إسماعيل هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن ؟
فقال : بلى ألم تسمع إلى قول الله تعالى :
{ ليَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا
رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
فهذا فيمن رحل في طلب العلم ورجع به .
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
قال المفسرون :
"جاءت بعد آيات غض البصر في سورة النور..
فمن غض بصره عن الحرام
أطلق الله نور بصيرته وفتح عليه من العلم".
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} البقرة : ٣٤
قال القرطبي :
" وقد صرح اللعين بهذا المعنى فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . أأسجد لمن خلقت طينا . لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون فكفره الله بذلك .
فكل من سفه شيئا من أوامر الله تعالى أو أمر رسوله عليه السلام كان حكمه حكمه ، وهذا ما لا خلاف فيه .
وروى ابن القاسم عن مالك أنه قال : بلغني أن أول معصية كانت الحسد والكبر ، حسد إبليس آدم ، وشح آدم في أكله من الشجرة .
وقال قتادة : حسد إبليس آدم ، على ما أعطاه الله من الكرامة فقال : أنا ناري وهذا طيني . وكان بدء الذنوب الكبر ، ثم الحرص حتى أكل آدم من الشجرة ، ثم الحسد إذ حسد ابن آدم أخاه "
قال تعالى :
﴿إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الأَلبابِ﴾
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
"فإذا أثنى على المتفكرين في الخلق، فالمتفكرون في الشرع من باب أولى ؛
لأن الشرع ليس أمراً محسوساً، فالتفكر فيه أبلغ في الإيمان من التفكر في الخلق .
لماذا؟
لأن الخلق أمر محسوس كل إنسان يدركه، لكن حكم وأسرار الشرع ليس لكل أحد أن يدركها " .
{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ } - البقرة
" وحّد تعالى لفظ النور، وجمع الظلمات؛ لأن الحق واحد، والكفر أجناس كثيرة، وكلها باطلة" .
ابن كثير (٢٩٥/١)
وهذا كما في قوله عزّ وجل : { وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ}
فجعل طريق الحق واحدا .. وعدد الطرق المنحرفة عنه؛ لكونها كثيرة ومتشعبة.