عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴿٣﴾    [البروج   آية:٣]
س: السائل: ش. ص. ، من مصر ، ومقيم بالقريات ، يستفسر عن الآيتين الكريمتين في سورة البروج، الآية الكريمة الأولى وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ من هو الشاهد، ومن هو المشهود في هذه الآية ؟ ج: للعلماء في هذا كلام كثير، وأحسن ما قيل فيه: أن الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة ، يشهده الناس يوم الحج وقيل غير ذلك، لكن هذا أحسن ما قيل: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ يوم القيامة وَشَاهِدٍ يوم الجمعة وَمَشْهُودٍ يوم عرفة . هذا هو أحسن ما قيل في ذلك، الآية الثانية قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ من هم أصحاب الأخدود؟ هم جماعة من الكفرة والظلمة، عذبوا المؤمنين بأن أخدّوا لهم أخاديد، وجعلوا فيها النيران، نسأل الله العافية، الله جل وعلا ذمّهم، فقال: قُتِلَ يعني لُعِنَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ . ناس من الكفرة الملحدين، ظلموا المؤمنين وجعلوا لهم خدودًا، عذّبوا من لم يطاوعهم نسأل الله العافية .
  • ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴿١٧﴾    [الغاشية   آية:١٧]
س: استفسار عن الآية الكريمة: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ؟ ج: المقصود أن الله جل وعلا يحث عباده على النظر في خلق مخلوقاته ، لما فيها من العبر والدلائل، على قدرته العظيمة، وأنه رب العالمين، وأنه مستحق للعبادة، ولهذا يقول: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ هذه الإبل التي جعلها الله للناس، متاعًا ليحملوا عليها أثقالهم، ويأكلوا من لحومها، ويشربوا من ألبانها، ويوقدوا من بعرها، ويستمتعوا بجلودها، ولهم فيها منافع كثيرة، وعليها وعلى الفلك تحملون، كما قال جل وعلا: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ . فهي آية، والإبل مخلوق عظيم فيه منافع كثيرة ، فالله يقول: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . يعني وما فيها من المنافع العظيمة، والعِبَر في خلقتها وفي منافعها، وإلى الجبال كيف نصبت، هذه الجبال العظيمة، وما فيها من الآيات والعبر كلها من آياته العظيمة التي خلقها لعباده ليعتبروا، وهكذا السماء كيف رُفِعت، هذه السماء فوقنا، زينها الله بالنجوم وبالشمس والقمر ، وهكذا الأرض كيف سطحت بسطها لعباده، فهذه آيات أربع، الإبل كيف خلقت؟ وإلى السماء كيف رفعت؟ وإلى الجبال كيف نصبت؟ وإلى الأرض كيف سطحت؟ وهكذا غيرها من البحار والأنهار، والشمس والقمر واختلاف الليل والنهار وغيرها، كلها آيات كما قال جل وعلا : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ .
  • ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ ﴿٥﴾    [الفجر   آية:٥]
س: ما هو تفسير قوله تعالى: هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ الآية ؟ ج: الحجر هو العقل، والله يقول سبحانه وتعالى: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ هذه الآية تبين أن هذه أقسام عظيمة، أقسم الله بها سبحانه، والله جل وعلا يقسم بما شاء ، لا أحد يتحجر عليه سبحانه وتعالى، وإنما أقسم بها لأنها من آياته الدالة على قدرته العظيمة، وأنه رب العالمين، فقال: وَالْفَجْرِ وهو انفلاق الصبح بعد ذهاب الليل، وَلَيَالٍ عَشْرٍ فسّرت هذه الليالي بليالي عشر ذي الحجة، وبليالي العشر الأخيرة من رمضان ، فهي كلها معظمة وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ . الشفع: اثنان وأربعة وستة، ونحو ذلك، والوتر الواحد والثلاثة والخمسة ونحو ذلك، كلها من آيات الله سبحانه وتعالى، جعل شفعًا ووترًا في مخلوقاته جل وعلا ، وهي من آياته سبحانه وتعالى، السماوات السبع وتر، والأراضي السبع وتر، والعرش واحد وتر، والكرسي واحد وتر، وجعل أشياء شفعًا كالليل والنهار شفعًا والذكر والأنثى شفعًا وغير ذلك، كما قال تعالى: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ و وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ من آياته كذلك، هذا الليل، حين يأتي بظلامه، والنهار حين يأتي بضيائه، كلها من آياته سبحانه وتعالى، ثم قال بعد هذا: هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ فالمعنى والله أعلم، هل في ذلك قسم لذي حجر، لذي عقل يقتضي أن يخالف، بل يجب على المؤمن أن يتدبر ويتعقل ويعرف، أنه سبحانه إنما أقسم بهذه الأقسام؛ لدلالة عباده على عظم هذه المخلوقات ، وأنها من الدلائل على قدرته العظيمة، ووحدانيته سبحانه وتعالى، وأنه لا يجوز للمؤمن أن يخالف ما دلت عليه، ويشرك بالله ويعبد معه سواه، وهو الخلاّق لهذه الأشياء، القائم بأرزاق العباد، إلى غير هذا سبحانه وتعالى، ويحتمل معنى آخر، هو أنه سبحانه يريد: هل في ذلك قسم لذي حجر، يقسم به أولى، من هذه الأقسام التي فيها دلائل على قدرته العظيمة، مع أنه سبحانه حرّم القسم بغيره جل وعلا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ فليس لأحد أن يقسم إلاَّ بربه سبحانه وتعالى، فالآية فيها شيء من الغموض، لكن يحتمل أن المراد أن هذا القسم كافٍ في الدلالة على عظم هذه المخلوقات، وأنها من دلائل قدرته العظيمة، ويحتمل أن المعنى هل في ذلك لذي حجر، قسم آخر ينبغي أن يقسم به، للدلالة على توحيد الله والدعوة إلى عبادته، والإخلاص له سبحانه وتعالى، هذا والله أعلم من المعنى، ويحتمل معنى آخر، ولعلنا نعود إلى ذلك في حلقة أخرى لمزيد البيان والإيضاح؛ لما قاله أهل العلم، في تفسير هذه الآية، والله جل وعلا أعلم، وأحكم سبحانه وتعالى .
  • ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴿١٠﴾    [البلد   آية:١٠]
س: أسأل عن تفسير قوله تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ما المقصود بالنجدين؟ ج: المقصود الطريقان: طريق الخير وطريق الشر، هذا هو المراد بالنجدين، الطريقين؛ لأن الله جل وعلا بين لعباده الطريقين طريق الشر، يعني الشرك والمعاصي ونهاهم عن ذلك، وبين لهم طريق الخير، كالتوحيد والطاعات، ودعاهم إليه على أيدي الرسل، وفي الكتب المنزلة، من التوراة والإنجيل والزبور، والقرآن وغيرها والهداية هنا، بمعنى الدلالة، كما قال تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى . يعني دللناهم وأوضحنا لهم الحق بدليله، ومن هذا قوله تعالى يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي . يعني ترشد وتدل. أمَّا الهداية التي معناها التوفيق لقبول الحق والرضا به، فهذه بيد الله سبحانه وتعالى، لا يملكها الإنسان، وليست في يد الإنسان، وهي المراد في قوله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ، يعني ليس عليك توفيقهم وإدخال الإيمان في قلوبهم، هذا إلى الله سبحانه وتعالى،ومن هذا قوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ . يعني لا تستطيع ذلك، بل هذا إلى الله سبحانه وتعالى. أمَّا الدلالة والبلاغ والبيان فهذا بيد الرسل وأتباعهم مستطاع، وهو المراد في قوله جل وعلا : وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ . يعني دللناه وأرشدناه، وهو المراد أيضًا في قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى . يعني دللناهم .
  • ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴿٥﴾    [الضحى   آية:٥]
س: فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ؟ ج: جاء في النصوص، أن الله جل وعلا ، وعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيث أمته، ومن ذلك أنه يأذن له بالشفاعة ، فيشفع لهم في دخول الجنة، ويشفع في كثير منهم، ممن دخل النار، أن يخرج منها، وهذا مما أعطاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ، وهكذا الشفاعة لأهل الموقف، حتى يقضى بينهم كل هذا مما خصّه الله به، الشفاعة في أهل الموقف، والشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوها، وأعطاه الله أيضًا الشفاعة في العصاة، من الذين دخلوا النار من أمته، بأن يشفع فيهم ليخرجوا منها ثم يشفع في عدد كبير، ويحد الله له حدًّا، ولكن هذا ليس خاصًّا به، الشفاعة فيمن دخل النار ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل يشفع فيه المؤمنون والملائكة والأفراط، ليست هذه خاصة به صلى الله عليه وسلم، أمَّا الشفاعة في أهل الموقف حتى يقضى بينهم، والشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوها ، هذه خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وله شفاعة ثالثة خاصّة به، وهي الشفاعة لعمه أبي طالب حتى خفف عنه ، كان في غمرات النار فشفعه الله فيه صلى الله عليه وسلم، حتى صار في ضحضاح من النار، لكنه لم يخرج من النار، بل بقي في النار نسأل الله العافية .
  • ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴿٩﴾    [الضحى   آية:٩]
س: قال الله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ، هل تأديب اليتيم وضربه إذا أخطأ ولو أدى إلى بكائه الشديد يعتبر من قهره؟ ج: لا، المقصود من قهره ظلمه والتعدي عليه والتكبر عليه، أما تأديبه وتوجيهه إلى الخير، فهو غير داخل في هذا، بل واجب على الولي أن يؤدبه، وألا يهمله حتى تسوء أخلاقه، إذا أهمل اليتيم ساءت أخلاقه، وصار كلاً على الناس ، وثقيلاً على الناس، لكن الواجب على وليه أن يلاحظه كعمه وأخيه ونحو ذلك، أن يلاحظه، وإذا ساءت أخلاقه أدّبه حتى يستقيم، حتى يكون شابًّا مؤدبًا مثلما يؤدب أولاده فالإصلاح له لا بد منه، فكما تؤدب أولادك، تؤدب اليتيم الذي عندك، وليس هذا من ظلمه ولا من قهره، ولا من الإساءة إليه بل هو من الإصلاح والإحسان إليه حتى تستقيم أخلاقه وحتى يكون شابًّا جيدًا مؤدبًا يضع الأمور في مواضعها، ويضع الكلام في مواضعه .
  • ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴿١١﴾    [الضحى   آية:١١]
س: يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ج: الآية على ظاهرها فالله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتحدث بنعم الله جل وعلا . هذا من الشكر، التحدث بالنعم من شكر الله سبحانه وتعالى فالنعمة شكرها يكون بأمور ثلاثة، إذا اعترف بها باطنًا وأنها من الله ومن فضله سبحانه وتعالى، والتحدث بها ظاهرًا بلسانه، والثالث صرفها فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، والاستعانة بها على طاعة الله جل وعلا قال سبحانه: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ، هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كل مسلم وكل مسلمة عليهما التحدث بنعم الله، وشكر الله على ذلك، فالله منّ علينا بنعم كثيرة يجب أن نحمده ونشكره عليها، ونتحدث بنعم الله علينا، منها نعمة السمع والبصر، والصحة والمال والولد والزوجة والزوج، كل هذه من نعم الله، ونشكره سبحانه على ذلك، لطاعته وترك معصيته، فلا بد من أمور ثلاثة، الإيمان بذلك في الباطن، وأن هذه من نعم الله من صحة أو ولد أو مال، كله من الله فعلى المسلم أن يؤمن بقلبه أن هذه من نعم الله، وأنه سبحانه المحسن بذلك، ويتحدث بذلك بلسانه عن هذه النعم، ويشكر الله عليها بلسانه، ويشكر الله أيضًا بعمله وذلك بطاعة الله على هذه النعمة، وأن يستعين بها على طاعة الله، وأن يصرفها في مرضاته، لا في معاصيه .
  • ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾    [العلق   آية:١]
  • ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ﴿١٩﴾    [العلق   آية:١٩]
س: سؤال عن سورة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وفي آخر السورة، وهي كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ما معنى اسجد واقترب، هل قبل الركوع، وما تفسير هذه الآية، فأرجو التوضيح؟ ج: هذه السورة شرع الله فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم السجود والمسلمون كذلك، وهذه من سجدات التلاوة ، والمسلمون يشرع لهم كما شرع لنبيهم صلى الله عليه وسلم السجود عند قراءة هذه الآية، فإذا قرأ هذه الآية يسجد، إن كان منفردًا خارج الصلاة ، وهكذا إن كان في الصلاة ، وإن كان إمامًا سجد وسجد معه الناس، وهذه من السجدات التي سجد فيها النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد قال بعض أهل العلم: إن السجدات في المفصل قد نسخت، ولكنه قول ضعيف والصواب أنها باقية وأنها سنة، السجدة في النجم والسجدة في إذا السماء انشقت والسجدة في اقرأ باسم ربك، كلها سجدات مشروعة ثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، يسجدها الإمام بالمأمومين في الصلاة ، ويسجدها الإنسان في صلاته ، في تهجده ونحو ذلك، ويسجدها خارج الصلاة هذه هي السنة .
  • ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾    [الزلزلة   آية:٧]
  • ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾    [الزلزلة   آية:٨]
س: أرجو أن تتفضلوا بشرح الآيات التالية، قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ج: هاتان الآيتان الكريمتان، على ظاهرهما وسمَّاها النبي صلى الله عليه وسلم الآيات الفاذة الجامعة يعني أنها جمعت الخير والشر، ففيها الترغيب والترهيب، والحث على الخير والتحذير من الشر، وأن العبد لا يضيع عليه شيء من عمله الصالح، وأن سيئاته سوف يلقاها ويراها، إلاَّ أن يتوب الله عليه، ويعفو عنه، ولهذا قال سبحانه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وهذا يدل على أنه لا يضيع لك شيء من أعمالك الصالحة، بل تحصى لك وتكتب لك، وتوفَّاها يوم القيامة، كما قال عز وجل في الآية الآخرى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا فهو لا يظلم أحدًا مثقال ذرة، بل هو سبحانه وتعالى الحكم العدل، يجازي كل عامل بعمله، ولا يظلم ربك أحدًا سبحانه، وإن كانت مثقال ذرة من الخير ضوعف، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا . يعني وإن تكن الفعلة التي فعلها الإنسان حسنة ضاعفها الله له، ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا، فأنت يا أخي عليك أن تحذر السيئات، دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها، وألا تحتقر شيئًا منها، فإن معظم النار يكون من مستصغر الشرر، فلا تحقر سيئة أبدًا، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ وفي لفظ يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِبًا فعلى كل مؤمن وكل مؤمنة الحذر من جميع السيئات ، كما أنه ينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الاستكثار من الحسنات، والحرص على فعل الخير وإن كان قليلاً، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ، في الحديث الصحيح: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ وصح عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: جاءت امرأة ومعها ابنتان تسأل، فأعطيتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة، ورفعت الثالثة لتأكلها فنظرت إليها ابنتاها، يستطعمانها الثالثة، فشقتها بينهما ولم تأكل شيئًا، فأعجبني أمرها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته بشأنها، فقال: إِنَّ اللَّهُ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ ؛ هذه شق تمرة، ورحمة من والدة لابنتيها، حصل لها بذلك الوعد بالجنة، على هذه الرحمة وهذا الإحسان، وهذه الشفقة بشيء قليل، فينبغي للمؤمن ألا يحقر شيئًا من الحسنات، فإذا وجد شيئًا يجود به على الفقير، والمحتاج فلا يحقّره، تمرة، درهم، نصف درهم أقل أكثر، فالمحتاج ينفعه كل شيء وتجتمع عنده التمرات، والأشياء القليلة من النقود وتنفعه، فهذا معنى الآية الكريمة، الحث على تحصيل الخيرات، ولو قليلة ولو دقيقة، والحذر من الشرور، ولو كانت قليلة، فإنها تجتمع حتى تهلك العبد، كما أن الخير وإن قل يجتمع، ويجتمع حتى ينفع العبد، في آخرته وفي دنياه، والله أعلم .
  • ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿٦﴾    [القارعة   آية:٦]
  • ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴿٧﴾    [القارعة   آية:٧]
  • ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿٨﴾    [القارعة   آية:٨]
  • ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿٩﴾    [القارعة   آية:٩]
  • ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿١٠﴾    [القارعة   آية:١٠]
  • ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿١١﴾    [القارعة   آية:١١]
س: يسأل عن تفسير قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ ؟ ج: الله سبحانه ذكر القارعة، وهي القيامة فقال سبحانه: الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ، يعظم شأنها وأن شأنها عظيم، كما قال سبحانه: الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ وهي يوم القيامة؛ لأن أمرها عظيم وخطير، وقال فيها جل وعلا : فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى وهي القيامة وقال سبحانه: فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ وهي القيامة أيضًا، الصاخة وهي الغاشية في قوله سبحانه: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ فيوم القيامة يوم عظيم، يحاسب فيه العباد وتنشر فيه الموازين ، ويعطى المؤمن فيه كتابه، بيمينه، والكافر كتابه بشماله، ولهذا قال سبحانه: الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ . كالجراد ونحوه، كالدبا ونحوه، هذه الطيور الصغيرة المنتشرة في الأرض، إذا اجتمعت يموج بعضهم في بعض، وتكون الجبال كالعهن المنفوش، الصوف المنفوش، بعد قوتها وصلابتها العظيمة، تكون كالعهن المنفوش، وتكون كالهباء وتسيَّر، وتزول عن أماكنها وتبقى الأرض خالية من ذلك، ثم قال سبحانه: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ، في ذلك اليوم يوم القيامة يوم الحشر، يوم الجمع، يوم التغابن فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ يعني من ثقلت موازينه بالحسنات، والأعمال الصالحة، فهو في عيشة راضية يعني فله السعادة والخير العظيم، وسوف يكون إلى الجنة في عيشة راضية، في نعيم مقيم وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ بسبب كفره وضلاله وعدم إيمانه، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ يعني النار نعوذ بالله، ولهذا قال بعدها: وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ ، هذه عاقبة هؤلاء وهؤلاء، عاقبة أهل الحسنات الجنة والكرامة، إذا ثقلت موازينهم بها، وخفت موازين السيئات، وعاقبة الكفار ومن خفت موازينهم من أهل المعاصي، بسبب معاصيهم الكثيرة، حتى ثقلت موازينهم السيئة، وخفت موازين الحسنات، فالوعيد لهم النار، نسأل الله العافية، لكن الكفار يخلدون في النار أبد الآباد، أمَّا العصاة فلا يخلدون ، إن دخلوا النار بسبب معاصيهم لا يخلدون، وقد تثقل موازين بعضهم بحسنات، فينجون من النار، ويغفر لهم ما جرى منهم من معصية، وقد يشفع لهم الأنبياء والأخيار والأفراط والملائكة ؛ لأعمالهم العظيمة الصالحة، وإيمانهم بالله فينجون من شر ما ماتوا عليه من بعض المعاصي وكثير من العصاة يدخلون النار بمعاصيهم من الزنى والسرقة، أو الخمر أو العقوق للوالدين، أو أحدهما أو الربا والنميمة أو غير هذا من المعاصي، كثير من هؤلاء العصاة يدخلون النار، ويعذبون فيها على قدر معاصيهم، ثم يشفع فيهم الشفعاء، فيخرج الله منهم من شاء سبحانه وتعالى، بشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم، وبشفاعة الملائكة والمؤمنين والأفراط، ثم يبقى منهم بقية في النار يخرجهم الله برحمته، سبحانه وتعالى بعد انتهاء أمد عذابهم، ولا يبقى في النار إلاَّ الكفار، وعليهم تطبق وفيها يخلدون، نعوذ بالله وليس لهم محيص عنها، كما قال عز وجل، في شأن الكفرة: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ نسأل الله العافية، وقال فيهم أيضًا سبحانه وتعالى: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ هذه حال الكفرة، أمَّا العصاة فلهم أمد، إذا دخلوا النار، لهم أمد، على قدر معاصيهم فإذا انتهى الأمد، أخرجهم الله من النار إلى الجنة، بسبب توحيدهم وإيمانهم الذي ماتوا عليه، هذا قول أهل السنة والجماعة، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأتباعهم بإحسان خلافًا لأهل البدع، الذين يعتقدون خلود العصاة في النار، من الخوارج والمعتزلة ، ومن سار في طريقهم، نعوذ بالله من ذلك .
إظهار النتائج من 471 إلى 480 من إجمالي 8502 نتيجة.