عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾    [العلق   آية:١]
س: قال الله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ فهذا وصف للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان أميًّا، وقال تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ فالذي يقرأ لا يكون أميًّا، فكيف يا ترى نوفق بين الآية الأولى والآية الثانية؟ وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم أميًّا؟ ج: الأمي هو: الذي لا يكتب ولا يقرأ الكتابة، والنبي صلى الله عليه وسلم أمي بهذا الاعتبار، قال تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ أما قوله: اقْرَأْ فالمراد به إلقاء القرآن إليه بواسطة جبريل، وحفظه له من غير كتابة، فلا تعارض بين أميته صلى الله عليه وسلم وقراءته القرآن بالتلقي. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ﴿١٦﴾    [الجن   آية:١٦]
س: يقول السائل: ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا الآية؟ ج: معنى الآية على ظاهرها، وهذا وعد من الله عز وجل، أن الناس لو استقاموا على الطريقة، التي رسم الله لهم من اتباع الشرع، وطاعة الأوامر وترك النواهي، لأسقاهم الله الغيث الكثير، الذي ينفعهم في حروثهم وفي آبارهم، وفي سائر شؤونهم، ولكن بسبب التفريط والإضاعة، والتساهل قد يؤخذ الناس بأنواع العقوبات التي منها الجدب والقحط ومنع الغيث، كما قال جل وعلا : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وقال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ ، فالحاصل أن القوم قد يعاقبون بالجدب والقحط، لمعاصيهم وقد ينزل الله عليهم الغيث، ويمنحهم من فضله أنواع الخيرات، بسبب طاعاتهم واستقامتهم على أمر الله، وقد يبتلي بعض عباده بالسراء على معاصيهم ، لعلهم يرجعون ولعلهم ينتهون، كما قال تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ، فالواجب الحذر وألا يغتر الإنسان بإملاء الله وإمهاله له على ما هو عليه من المعاصي، مع وجود النعم العظيمة والخير الكثير، فقد يكون استدراجًا. وهذه الطريقة التي جاءت في الآية الكريمة هي طريقة إسلامية مشروعة، وليست طريقة صوفية .
  • ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴿١١﴾    [المدثر   آية:١١]
س: يقول السائل: ما تفسير قوله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا الآية ؟ ج: المشهور عند المفسرين أن هذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكان من كبار الكفار ومن صناديدهم، ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا هذا وعيد من الله لهذا الرجل إذا استمر على كفره وضلاله نعوذ بالله .
  • ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾    [المدثر   آية:٣١]
س: الأخت: أ. س. تستفسر عن الآية الكريمة في قوله تعالى: كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ؟ ج: على ظاهرها، هو الذي يهدي من يشاء سبحانه وتعالى، الهداية بيده جل وعلا ، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ليس بيد العبد، العبد ليس بيده إلاَّ دعاء الله والضراعة إليه، والعمل بطاعته، والجد في الطاعة، والله الموفق يهدي من يشاء، و يضل من يشاء، له الحكمة البالغة سبحانه وتعالى، ولكن العبد يسأل ربه الهداية، كما قال جل وعلا في سورة الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، والله جل وعلا يقول: يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ هكذا جاء في الحديث الصحيح القدسي، فالمؤمن يسأل ربه الهداية، والصلاح، ويحرص على أسباب الخير، ويصحب الأخيار، هكذا. ويسأل ربه الهداية. ربنا هو الذي يهدي من يشاء .
  • ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴿١﴾    [القيامة   آية:١]
  • ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴿١﴾    [البلد   آية:١]
س: امرأة تسأل عما تطمئنون إليه في تفسير مثل قوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ونحو ذلك؟ ج: المعروف عند العلماء، أنها نافية لما يقوله المشركون، ليس الأمر كما فعل المشركون من كذا وكذا، من خلاف الحق ثم قال: أقسم فلا تدل على شيء محذوف أقسم ثابتة مثبتة، وقال بعضهم إنها صلة أي زائدة، تستخدمها العرب بغير قصد لمعناها، والمعنى أقسم بيوم القيامة، وأقسم بهذا البلد؛ لأن الله يقسم بما شاء من مخلوقاته سبحانه وتعالى. والمشهور هو الأول أنها نفي لأشياء مناسبة، لا كما يقول المشركون من تكذيب الرسول أو إنكار القرآن، أو ما أشبه ذلك مما يقوله أهل الشرك، بل ما قالوه باطل وأقسم بيوم القيامة وأقسم بهذا البلد .
  • ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ﴿٣٤﴾    [القيامة   آية:٣٤]
س: يقول السائل: ما تفسير قوله تعالى: أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى الآية؟ ج: معناها التحذير والترهيب، والحث على التوبة والرجوع إلى الله وأن الواجب على المؤمن أن يبادر إلى التوبة إلى الله والرجوع إليه، فإن هذا أولى له من الاستمرار في باطله، نسأل الله السلامة.
  • ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴿١﴾    [عبس   آية:١]
  • ﴿أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى ﴿٢﴾    [عبس   آية:٢]
  • ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴿٣﴾    [عبس   آية:٣]
س: رسالة بعث بها المستمع ع. ا. ح. يقول: فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى الآية؟ ج: هذه الآية تفسيرها ظاهر واضح، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مشغولاً ببعض كبار قريش في مكة قبل الهجرة رجاء أن يسلموا ويهديهم الله؛ لينتفع بهم المسلمون وكان لديه ابن أم مكتوم فحصل من النبي صلى الله عليه وسلم بعض الإعراض عنه مشغولاً بهؤلاء الجماعة، فعاتبه الله في ذلك والأمر واضح لا يحتاج إلى تفسير.
  • ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴿٢١﴾    [عبس   آية:٢١]
  • ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ﴿٢٢﴾    [عبس   آية:٢٢]
  • ﴿كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴿٢٣﴾    [عبس   آية:٢٣]
س: ع. م. من السودان يقول: أرجو تفسير الآية الكريمة من سورة عبس ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ مع العلم أنني قرأت في تفسير ابن كثير ولم أفهم الشرح مأجورين ؟ ج: الآية الكريمة واضحة ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ إلى آخر الآية، أن الله جل وعلا يميت الناس، وهذه الدنيا دار متاع ومؤقتة، ولها نهاية كما قال جل وعلا: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى . وقال جل وعلا: قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ . ثم يخرجهم يوم القيامة كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ظاهر الآية والله أعلم أن الإنسان يموت وقد يكون هناك أشياء لم يقضها من الشؤون التي أمر بها؛ لأن الإنسان قد يفجؤه الأجل، قد يحل به الموت وهناك أشياء لم يقضها فالعاقل والحازم هو الذي يبادر ويسارع فيما أوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه قبل أن يهجم عليه الأجل يكون هذا من الحزم أن يبادر ويسارع إلى قضاء ما أوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه قبل أن يهجم عليه الأجل، وهو لم يقض ما أمره الله به، قد فرط وأضاع، وهذا مثل قوله جل وعلا: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ هذا كله من باب الحيطة للمؤمن؛ ليسارع ويسابق حتى لا يهجم الأجل وقد فرط .
  • ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ﴿٢٢﴾    [عبس   آية:٢٢]
س: أستفسر عن الآية الكريمة يا سماحة الشيخ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ؟ ج: أنشره يعني بعثه من قبره يوم القيامة، يبعثهم من قبورهم إذا شاء ولا يعلم هذا إلاَّ الله سبحانه، متى تقوم الساعة لا يعلم هذا إلاَّ الله سبحانه وتعالى .
  • وقفات سورة البروج

    وقفات السورة: ٥٢٢ وقفات اسم السورة: ١٩ وقفات الآيات: ٥٠٣
س: سائل يطلب من سماحتكم تفسير سورة البروج؟ ج: ذكر الله جل وعلا في سورة البروج، حالة الذين اعتدوا على المسلمين، وحرقوهم وقتلوهم، تحذيرًا للمسلمين من أعمالهم الخبيثة، وحثَّ على الصبر على ما يبتلى به العبد ؛ ولهذا قال عز وجل: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ أقسم بالسماء سبحانه وتعالى ذات البروج، وهي النجوم العظام في قول جماعة من المفسرين، والله يقسم بما شاء من خلقه سبحانه وتعالى : له أن يقسم بالسماء وبغيرها، كما أقسم بالطور، وبالذاريات وبالضحى، والليل إذا يغشى إلى غير ذلك؛ لأنها آيات دالة على قدرته العظيمة، وأنه الخلاق العليم سبحانه وتعالى، وأنه القادر على كل شيء، أما العبد فليس له أن يحلف إلاَّ بالله، الحالف ليس له أن يحلف إلاَّ بربه، ولا يحلف بالأنبياء ولا بالملائكة ، ولا بالأمانة ولا بأصنام، ولا بشرف فلان إلى غير ذلك، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ويقول عليه الصلاة والسلام : مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ أَشْرَكَ أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح. وفيه أحاديث كثيرة، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: من حلف بالأمانة فليس منَّا وقوله سبحانه تعالى: وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ يعني يوم القيامة. وقوله: وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ الشاهد هو يوم الجمعة، في قول جماعة من أهل العلم: والمشهود هو يوم عرفة ؛ لأنه يشهده أمم كثيرة من الحجاج، وهما يومان عظيمان يوم الجمعة ، هو خير أيام الأسبوع وأفضلها، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يرد فيها سائل، يستجيب الله فيها الدعاء. ويوم عرفة فيها وقفة الحجاج، وفيها دنوّ الرب لعباده سبحانه وتعالى؛ لما في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟ ويقول النبي: الْحَجُّ عَرَفَةُ وسئل النبي عن صوم يوم عرفة لغير الحجاج فقال: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ أمَّا الحجاج فلا يشرع لهم الصيام ، فهم منهيون عن الصيام يوم عرفة ، في حالة الحج، والسنة أن يقف الحاج مفطرًا لا صائمًا، كما وقف النبي صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع مفطرًا. وقوله جل وعلا : قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ، يبين سبحانه وتعالى عظم جريمة أهل الأخدود ، ولهذا قال: قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ، يعني لعنوا بجريمتهم العظيمة الشنعاء، حيث ألقوا المؤمنين في الأخدود إذ لم ينقادوا لباطلهم، فلهذا يحذر الاستجابة لأهل الباطل، ويدل على أن الواجب على المؤمن أن يحذر أسباب الهلاك، وأن يبتعد عن الباطل وأهله، وفي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم شرع الله للمكره أن يدفع الإكراه بالاستجابة لما أمر به، مع طمأنينة قلبه للإيمان، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى أن المكره إذا أكره على الكفر والضلال ، فله أن ينطق به متابعة لهم، دفعًا للظلم، مع إيمان قلبه وطمأنينة قلبه بالإيمان، ويسمى المكره؛ لقول الله جل وعلا: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ فإذا ألزموه بالكفر، أو يحرقوه أو يقتلوه أو يضربوه فله أن ينطق بالكفر، مع الإيمان والطمأنينة في القلب، كما فعل بعض الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فآذن لهم النبي بذلك عليه الصلاة والسلام ، فالإكراه بالقتل أو الضرب أو نحو ذلك، مما يتضرر به العبد، إذا كان بيِّنًا يبيح له أن يتكلم بكلمة الكفر، إذا كان قلبه مطمئنًا بالإيمان، وإنما قالها موافقة لدفع الشر باللسان فقط، وهذا من رحمة الله لهذه الأمة، وإحسانه إليها سبحانه وتعالى. قال تعالى: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ . هؤلاء الذين ألقوا في النار، وهم أصحاب الأخدود، وما نقموا منهم، أي المشركون الكفار الظلمة إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ يعني ما عابوا عليهم ولا عاقبوهم إلاَّ من أجل إيمانهم، وهذا العيب محل مدح، وهو عيب عند أهل الباطل، ولكنه مدح وشرف لأهل الإيمان .
إظهار النتائج من 461 إلى 470 من إجمالي 8502 نتيجة.