عرض وقفات التساؤلات

  • وقفات سورة يوسف

    وقفات السورة: ٥١٥٧ وقفات اسم السورة: ٧١ وقفات الآيات: ٥٠٨٦
س: بعد الاطلاع على تفسير القرآن لابن كثير ، وأيضا الجلالين وجدت في تفسير سورة يوسف أن إخوة يوسف قد باعوه ، ولكن توجد مجموعة كبيرة من المسلمين هنا تعارض ذلك وتفيد أن إخوة يوسف لم يبيعوه ، أرجو الإفادة بالحقيقة ، وأيضا إفادتنا بالكتاب الذي يوضح هذه القصة على الحقيقة لكي أشتريه ولكم جزيل الشكر والاحترام وجعلكم ذخرا للدين والمسلمين ج: الصحيح في تفسير هذه الآية : أن السيارة الذين وجدوا يوسف عليه السلام في البئر ، هم الذين باعوه كما يفهم من السياق ومن ظاهر القصة ، وهذا قول قتادة وغيره ، لا إخوته ، وقد ذكر هذا القول عدد من المفسرين منهم القرطبي وابن الجوزي وابن كثير وابن جرير وغيرهم . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
  • ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾    [يوسف   آية:٢٤]
س: عاد الإمام من مصر بعد زيارة لابنه وقال بأنه جالس العلماء هناك ولاحظ بعض الأخطاء التي يقع فيها ، ومثل لذلك أن في سورة يوسف قوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا أنه كان يفكر أن المقصود بذلك همت به وهم بها في عمل الجنس الذي يقع بين المرأة والرجل ، ولكن فهم في مصر من العلماء أن المقصود غير العادة الجنسية ، فهل هذا صحيح علما بأن الآيات تدل أن المقصود هو عمل الجنس لولا أن رأى برهان ربه؟ ج: الصحيح من أقوال العلماء في ذلك أن الهم الذي وجد من يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام هو الميل الجنسي الطبيعي الذي يوجد مع أي إنسان عند وجود سببه ، وقد صرفه الله سبحانه وتعالى عنه بقوله: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ولا يجوز صرف الآية عن ظاهرها إلا بدليل ، وليس هنا دليل فيما نعلم يوجب صرفها عن ظاهرها ، والهم بالسيئة لا يضر المسلم إذا لم يفعل بل يكتب له بذلك حسنة إذا ترك الفعل من أجل الله ، كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
  • ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾    [النساء   آية:٤٨]
س: ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ؟ ج: هذه الآية على ظاهرها تدل على أن من مات على الشرك فله النار والعياذ بالله مخلداً فيها، لا يغفر له أبداً، إذا كان قد بلغته الدعوة، أمّا من مات على ما دون الشرك من المعاصي، فهو تحت مشيئة الله عند أهل السنة والجماعة؛ لهذه الآية العظيمة إذا مات وهو على الزنى، أو على شرب الخمر، أو العقوق، أو نحو هذا من المعاصي فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذّبه على المعصية التي مات عليها ثم بعد التطهير يخرجه الله من النار، هذا هو الحق عند أهل السنة والجماعة إذا
  • ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ﴿٥﴾    [الإسراء   آية:٥]
س: تفسير الآية في سورة الإسراء فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ هل هي خاصة بالمؤمنين أم هي عامة؟ وهل وقعت أم لم تقع؟ ج: أخبر الله تعالى بني إسرائيل وبيَّن لهم في الكتاب الذي أنزله إليهم أنهم سيفسدون في الأرض ، ويتجبرون فيها ، ويطغون على الناس مرتين ، فإذا وقعت الإفسادة الأولى منهم سلط الله عليهم جندًا من خلقه شديدي البأس ، ذوي قوة وعدة وجبروت فتغلبوا عليهم وتملكوا بلادهم ، وجاسوا خلال ديارهم ، وساروا بين بيوتهم؛ عقوبة لهم على طغيانهم ، وكان ذلك من الله تعالى قضاء مبرمًا عدلاً من الله وحكمة ، حتى إذا تاب بنو إسرائيل وأنابوا إلى الله ، جعل الله سبحانه الكَرة لهم على هؤلاء الجبارين ، وأدالهم ونصرهم على عدوهم ، واستردوا منهم بلادهم ، وأمدهم بأموال وبنين ، وجعلهم أكثر نفيرًا؛ جزاءً لهم على توبتهم وإحسانهم ، رحمة من الله وفضلاً ، فمن أحسن فله الإحسان ، ومن أساء فعليها . فإذا جاء وعد الآخرة فوقعت منهم الإفسادة الثانية طغيانًا وتجبرًا؛ سلط الله عليهم من يسومونهم سوء العذاب ، ويدخلون مسجد بيت المقدس كما دخلوه أول مرة ، ويدمروا ما شاء الله أن يدمروه ، جزاءً وفاقًا بطغيانهم وإفسادهم في الأرض ، وعدلاً منه تعالى وحكمة ، قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ، ثم أخبرهم سبحانه بأنهم إن عادوا إلى الإفساد جازاهم من جنس صنيعهم ، وزيادة في الفائدة ننصح لك بقراءة تفسير ابن كثير - رحمه الله - للآيات المذكورة من سورة الإسراء . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
  • ﴿وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾    [الإسراء   آية:٥٨]
س: في سورة الإسراء الآية رقم 58 قال تعالى: وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا هل يقصد الله بالآية الأقوام السابقين أم الوقت الحالي أم كل القرى في كل الأوقات؟ ج: الآية تعم السابقين واللاحقين ممن يرتكبون ما يوجب الهلاك ، فالمعنى والله أعلم: وإن من قرية ظالمة ، يوضح ذلك قوله تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ، وقوله: وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً الآيات ، وقوله تعالى بعد خبره عن إهلاكه بعض من سبق من الظالمين: وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
  • ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿٩٣﴾    [النساء   آية:٩٣]
  • ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾    [النساء   آية:٤٨]
س: الأخت/ ع.ن.س، من السودان الشمالية ، تسأل أيضا وتقول: قال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وقال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا الآية أرجو سماحة الشيخ أن يتفضل بالجمع بين الآيتين الكريمتين ؟ ج: ليس هناك بحمد الله اختلاف، الآية الأولى فيها بيانه سبحانه لعباده، أنّ ما دون الشرك تحت مشيئته ، قد يغفره فضلاً منه سبحانه وقد يعاقب من مات على معصية بقدر معصيته؛ لانتهاكه حرمات الله ولتعاطيه ما يوجب غضب الله، أمّا الشرك فإنه لا يغفر ، من مات عليه فإنه لا يغفر له، بل له النار مخلداً فيها أبد الآباد، نعوذ بالله من ذلك، وأما الآية الثانية ففيها الوعيد لمن قتل نفساً بغير حق بأنه يعذب وأن الله يغضب عليه بذلك، ولهذا قال سبحانه: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا معنى ذلك أن هذا هو جزاؤه إنْ جازاه سبحانه، فهو مستحق لذلك، وإن عفا الله سبحانه فهو أهل العفو وأهل المغفرة جل وعلا ، وقد يعذب بما ذكر الله مدة من الزمن في النار ثم يخرجه الله من النار، وهذا الخلود خلود مؤقت، ليس مثل خلود الكفار، فإن الخلود خلودان، خلود دائم أبداً لا ينتهي وهذا هو خلود الكفار في النار، كما قال الله سبحانه في شأنهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ هكذا في سورة البقرة وقال في سورة المائدة يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ أمّا العصاة، من قاتل النفس بغير حق والزاني والعاق لوالديه، وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي، وهكذا أشباههم، فهم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة، التي ماتوا عليها ولتوحيدهم وإخلاصهم لله وكونهم مسلمين، أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم وقد يعاقبهم سبحانه، ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، أنه يشفع في العصاة من أمته وأن الله يحدّ له حدّاً في ذلك عدة مرات، يشفع ويخرج جماعةً بإذن الله، ثم يعود فيشفع، ثم يعود فيشفع، ثم يعود فيشفع عليه الصلاة والسلام أربع مرات، وهكذا الملائكة وهكذا المؤمنون، وهكذا الأفراط، كلهم يشفعون ويخرج الله من النار بشفاعتهم من شاء سبحانه وتعالى، ويبقى في النار بقية من العصاة من أهل التوحيد والإسلام ، فيخرجهم الربّ سبحانه بفضله ورحمته بدون شفاعة أحد، ولا يبقى في النار إلا من حكم عليه القرآن بالخلود الأبدي، وهم الكفار، وهكذا تعلم السائلة الجمع بين الآيتين وما جاء في معناهما من النصوص، وأنّ أحاديث الوعد لمن مات على الإسلام على عمومها، إلا من أراد الله تعذيبه وشاء الله تعذيبه لمعصيته، وهو سبحانه الحكيم العليم في ذلك يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، جل وعلا ، ومنهم من لا يعذب فضلاً من الله لأسباب كثيرة من أعمال صالحة ومن شفاعة الشفعاء وفوق ذلك رحمته وفضله سبحانه وتعالى، لمن بقي في النار من العصاة والله المستعان .
  • ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣﴾    [المائدة   آية:٣]
أسأل عن تفسير قوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْـزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ أرجو تفسير هذه الآية، وهل النطيحة إذا ذُبحت وهي حيّة تعتبر حراماً، وهل المقصود من النطيحة هي التي تنطحها شاة أخرى، أرجو الإجابة عن ذلك جزاكم الله خيراً؟ ج: الآية واضحة يقول سبحانه: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ والميتة معروفة وهي التي تموت حتف أنفها، هذه حرام، سواء كانت بقرة أو ناقة أو شاة أو ظبياً أو أرنباً أو دجاجة أو غير ذلك، والدم هو المسفوح الذي يسيل من البهيمة عند ذبحها ، وهكذا يسيل من الجروح، هذا نجس ومحرم، لقوله في الآية الأخرى: أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أمّا الدم الذي يكون في العروق، في داخل اللحوم ، هذا لا يحرم، ولا حرج فيه، ولحم الخنزير معروف، أنه محرم بإجماع المسلمين، وإن أكله النصارى فإن أكله حرام عليهم ومنكر، لكن الكفار لا يراعون حدود الله، وما أهل لغير الله به كذلك، الذي يذبح لغير الله كالتي تُذبح للجن، أو تُذبح للأصنام أو للكواكب أو للزّار، يذبح شاة أو بقرة أو بعيراً، يذبحه للجن، يتقرب به لهم، يخاف منهم أو يذبح للأصنام أو لأصحاب القبور، يتقرّبون إليهم بالذبائح كما يفعل بعض الجهال، أو يذبحه للكواكب، للثريا أو لكذا، أو للشمس أو غير ذلك، هذه يقال لها: ذبيحة ميتة- مهلّة لغير الله لأنها نُحرت لغير الله، وسمّي عليها غير اسم الله سبحانه وتعالى، هذه ميتة، مثل ذبائح المشركين والمنخنقة التي تخنق بالحبل، أو باليدين، يخنقها إنسان، يجعل حبلاً في رقبتها فانخنقت به وماتت، أو خنقها غيره، جرّه عليها حتى ماتت، هذه يقال لها منخنقة، والموقوذة هي التي تضرب بالشيء الثقيل، شاة يضربونها بخشب أو بالأحجار، حتى ماتت، هذه يقال لها موقوذة، وهكذا لو ضربها بخشبة أو بالرمح الحاد، بحافة الرمح، سمَّاها النبي وقيذة؛ لأنها ماتت بالمثقل بحافّة وعرض الرمح مثلاً، أو بخشبة أو بحجر سقط عليها، أو باب سقط عليها حتى ماتت يقال لها وقيذة، وموقوذة، كل هذا محرم والمتردّية هي التي تسقط من جبل، أو من سطح طابق أعلى أو تسقط في حفرة، أو في بئر وتموت، والنطيحة هي التي تنطحها أختها، عنز نطحت لها عنزاً وخروف نطح خروفاً وبقرة نطحتها بقرة، وثور نطحه ثور، وهكذا فالمتناطحتان إذا ماتتا، أو ماتت إحداهما فهي ميتة إلا أن تُدرك، وتذكَّى وهي حية وهكذا الموقوذة وهكذا المتردية، كلها إذا أدركها صاحبها المسلم، وهي حيّة، لم تمت بعد، وذكاها حلّت، وهكذا ما أكله السبع ما نيَّبه السبع، الذيب، أو الأسد أو النمر، طعنها بنابه، وأدركها صاحبها حيّة ثم ذبحها فإنها تحل أيضاً، وهكذا ما ذبح على النصب ، ما ذبحه الكفار على أصنامهم، لأصنامهم يذبحونه تعظيماً، هذا مثل ما أُهِلَّ به لغير الله، ميتة ولهذا قال بعدها إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ ، أي إلا ما ذكاه المسلمون وهو حي فإنه حلال، وهكذا ما ذكّاه أهل الكتاب ، اليهود والنصارى ، إذا ذكّاه على الوجه الشرعي، فإنه يحل، إذا أُدرك حيّاً قبل أن يموت، بأن أدركه تتحرك رجله أو يده، أو ذنبه يعني المقصود أدركه حيّاً .
  • ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣﴾    [المائدة   آية:٣]
س: ما حكم نقل دم الإنسان إلى مريض محتاج إليه ، ذلك أني سمعت بعض الناس يفسِّر الدم في القرآن في قوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْـزِيرِ بأن الدم هنا يشمل دم الإنسان أيضاً، أفتونا جزاكم الله خيراً؟ ج: نعم، الدم محرم وهو الدم المسفوح كما في الآية الأخرى: أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا وهو الدم الذي تحصل إراقته عند الذبح، هذا هو الدم المحرَّم، وهكذا أنواع الدماء التي تسفح من الحيوانات، ومن بني آدم وغيرهم، أمّا الدم الذي يكون في اللحوم بعد الذبح ، الذي في اللحم، هذا لا يضرها؛ لأنه ليس مسفوحاً، وإذا نقل الإنسان الدم لأخيه منه إلى أخيه المحتاج، على وجه لا يضر المنقول منه، فلا بأس إذا قرر الطبيب أن هذا الشخص مضطر إلى الدم وتبرع له أخوه بدمٍ لا يضره، فلا حرج في ذلك؛ لعموم الأدلة في شرعية عون الإنسان لأخيه، من قوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فيِ عَوْنِ أَخِيهِ ، فإذا قرر الطبيب أن هذا الدم ينفع هذا المضطر، ولا يضر المنقول منه فلا بأس .
  • ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾    [المائدة   آية:٣٣]
س: السائل/ ط. آ. من غانا ، يقول: ما معنى قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ وما سبب نزول هذه الآية؟ ج: هذه الآية نزلت في المحاربين وهم قطاع الطريق ، الذين يؤذون الناس في الطرقات، يقتلون وينهبون الأموال في الطرقات، أو في البلد، هؤلاء هذا حكمهم، نزلت في العرنيين ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، فَاجْتَوَوْهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنِْ شِئْتُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى إبِلِِ الصَّدَقَةِ، فَتَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَفَعَلُوا، فَصَحُّوا، ثُمَّ مَالُوا عَلَى الرِّعَاءِ، فَقَتَلُوهُمْ وَارْتَدُّوا عَنِ الْإِسَلاَمِ، وَسَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلكَِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمْ فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ، وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ، حَتَّى مَاتُوا فعاقبهم النبي بهذه العقوبة؛ لأنهم قطاع طريق اعتدوا على إبل النبي صلى الله عليه وسلم، هؤلاء يسمون محاربين ويسمون قطاع الطريق، فولي الأمر له الخيار، إن شاء قتلهم، وإن شاء صلبهم، وإن شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإن شاء نفاهم من الأرض، هذا إلى ولي الأمر، وإذا كانوا قتلوا يقتلون، وإذا أخذوا المال إن شاء قتل وإن شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وإن شاء صلبهم، هذا لولي الأمر، يجتهد ولي الأمر فيما يراه مصلحة للمسلمين، ويقال لهم المحاربون ويقال لهم قطاع الطريق، ونفيهم من الأرض قال بعض أهل العلم يعني حبسهم حتى لا يؤذوا الناس، وقال آخرون من أهل العلم إنهم يشردون، ما يتركون يأوون إلى بلد، يشردون منها حتى يتوبوا توبة صحيحة .
  • ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٤٢﴾    [المائدة   آية:٤٢]
س: يقول السائل س.ع: أرجو أن تتفضلوا بتفسير قوله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ؟ ج: هذه الآية الكريمة فيها وصف لجماعة من اليهود ؛ لأنهم سمّاعون للكذب، أكّالون للسحت يعني ينصتون للكذابين، ويأخذون بقول الكذابين، ومع هذا يأكلون الحرام، السحت هو الحرام كالربا وغيره، هذا وصف لليهود، الذين غضب الله عليهم ، هذا وصفهم قال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ فالسمّاع للكذب هو الذي يعمل بالكذب ويصغي إليه وينفذه ومع ذلك يأكل السحت أي يأكل الحرام، والرسول صلى الله عليه وسلم خيّر إذا جاؤوه أن يحكم بينهم، أو يعرض عنهم، إذا وصلوا إليه ليتحاكموا خيّر بين الحكم بينهم أو تركهم والإعراض عنهم، وإن حكم فالواجب أن يحكم بالقسط، بالحق، ثم أمره الله أن يحكم بينهم، وقال: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فاستقر الأمر أنهم إذا جاؤوا يتحاكمون إليه، أنه يحكم بينهم بالحق، سواء اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفرة، إذا جاؤوا إلى الحاكم الشرعي، يتنازعون، فإنه يحكم بينهم بالحق، كما قال جل وعلا: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فالواجب الحكم بينهم بالقسط وهو الحق عملاً بالآيات الأخرى .
إظهار النتائج من 171 إلى 180 من إجمالي 8502 نتيجة.