عرض وقفات أسرار بلاغية

  • ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠﴾    [الأنعام   آية:١٠٠]
قال تعالي في سورة الأنعام : { وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ } [ الأنعام : 100 ] . سؤال : لماذا قال : ( وخرقوا ) ولم يقل : ( اختلفوا ) ؟ الجواب : اختلق وخرق بمعني , لكن في ( خرق ) معني الفساد والحمق إضافة إلي معني الاختلاق , وهو الكذب والافتراء , فإن الخرق قطع الشئ علي سبيل الفساد , من غير تدبر ولا تفكير , ورجل أخرق : لا يقدر , ولا يحسن العمل , والخرق الجهل والحمق , والأخرق الجاهل . وهو أنسب تعبير لمن قال بذلك , ووصفه بذلك سبحانه وتعالي عما يصفون . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 49)
  • ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠﴾    [الأنعام   آية:١٣٠]
  • ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾    [الزمر   آية:٧١]
قال تعالي في سورة الأنعام : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } [ الأنعام : 130 ] . وقال في الزمر : { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [ الزمر : 71 ] . سؤال : لماذا قال في آية الأنعام : { يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } وقال في الزمر : { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ } ؟ الجواب : ذكرنا هذا السؤال في الجزء الأول من كتاب ( أسئلة بيانية ) , وقد أجبنا عنه , وقد أثير الآن مرة أخري , وسنجيب عنه من جانب ىخر , غير ما ذكرناه في الجزء الأول , فنقول : إن القصة معناها الخبر , وقص عليه خبره , أي : أورده , قال تعالي : { فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ } [ القصص : 25 ] . ومعني ( تلا ) قرأ , وتلوت القرآن قرأته . فالتلاوة تكون لنص يقرأ , سواء كان من كتاب , أم كان عن حفظ . ومعني ( يقصون ) : يوردون عليكم الأخبار , وهذه الأخبار قد تكون من كتب أو نصوص , أو إخبارا من دون صحف . فقوله ( يقصون ) أعم ؛ لأنه يشمل كل ما يخبر , سواء كان من صحف , أم من دون صحف , وسواء كان تلاوة أم لا . إن قوله : ( يقصون ) يشمل جميع الرسل من أنزلت عليهم الكتب , ومن لم تنزل عليهم . وأما قوله : ( يتلون ) فهو أخص ؛ لأنه يخص من أنزلت عليه صحف فيتلوها . فلما ذكر معشر الجن والإنس في الأنعام , وهو أعم جمع , ناسب ذلك قوله : ( يقصون ) ؛ لأنه أعم . وقد قال قبل هذه الآية : { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } [ الأنعام : 128 ] أي : الإنس والجن . وقال بعد هذه الآية : { ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ } [ الأنعام : 131 ] فذكر عموم القري المهلكة , مما يدل علي أنه يشمل جميع الرسل : من أنزلت عليه صحف أو كتب , ومن لم تنزل . وأما في الزمر , فإنها أخص ؛ لأنه يقال ذلك للزمرة , كما قال تعالي : { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا } أي : لكل زمرة . فناسب ذكر ما هو أخص وهو التلاوة . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 50)
  • ﴿أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾    [الأنعام   آية:١٥٧]
  • ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾    [الكهف   آية:٥٧]
قال تعالي في سورة الأنعام : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } [ الأنعام : 157 ] . وقال في سورة الكهف : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } [ الكهف : 57 ] . سؤال : ما الفرق بين قوله : ( وصدف عنها ) وقوله : ( فأعرض عنها ) ؟ الجواب : الصدف كل شئ مرتفع عظيم , كالحائط والجبل . والصدف الجبل المرتفع , والصدف جانب الجبل , وفي التنزيل في قصة ذي القرنين : { حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا } [ الكهف : 96 ] . وصدف عنها معناه : أعرض إعراضا شديدا , وهو في الصلابة كصدف الجبل , أي : جانبه . والسياق في آية الأنعام يوضح هذا الإعراض الشديد , فقد قال في آية الأنعام : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا } . فذكر التكذيب والإعراض الشديد , فقد قال في الكهف : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا } فذكر التذكير والإعراض , ولم يذكر التكذيب . ونحو ذلك قال في سورة السجدة , فقد قال : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } [ السجدة : 22 ] . فذكر التذكير ثم الاعراض , في حين ذكر التكذيب والاعراض في الانعام فكان ذلك اشد . ثم إن الجزاء أشد في الأنعام , فقد قال : { سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } ولم يقل مثل ذلك في آيتي الكهف والسجدة . ومما يبين ذلك أيضا قوله بعد آية الأنعام : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } [ الأنعام : 158 ] مما يبين شدة الإعراض في حين لم يذكر مثل ذلك في الموضعين الآخرين , فقد قال بعد آية الكهف : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ } [ الكهف : 58 ] . وقال بعد آية السجدة : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ } [ السجدة : 23 ] مما يبين شدة الاعراض في الانعام , فناسب كل تعبير موضعه . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 51)
  • ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١﴾    [الأنعام   آية:١٦١]
  • ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾    [التوبة   آية:٣٦]
قال تعالي في سورة الأنعام : { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 161 ] . وقال في سورة التوبة : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } [ التوبة : 36 ] . سؤال: لماذا قال في آية الأنعام : { دِيناً قِيَماً } بكسر القاف , وفتح الياء . وقال في آية التوبة : { ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } بتشديد الياء كالسيد , وما الفرق بينهما ؟ الجواب : ( القيم ) بكسر القاف وفتح الياء مصدر كالصغر والكبر , ومعناه الاستقامة , وقد نعت به مبالغة , وأما ( القيّم ) فهو صفة مشبهة , أو مبالغة , ومعناه المستقيم , أي : المعتدل لا إفراط فيه , ولا تفريط . وقيل : هو القيم علي سائر الكتب السماوية الأخري شاهدا بصحتها , وقيم علي مصالح العباد متكفل ببيانها لهم , وأنه كامل بنفسه مكمل لغيره . والقيم السيد وسائس الأمر . وقيم القوم ؛ الذي يقومهم ويسوس امرهم . ومن المعلوم أن النعت بالمصدر أبلغ من النعت بالوصف , وهو المناسب في سياقه ؛ ذلك أنه وصف الدين بالصراط المستقيم , وأنه ملة ابراهيم حنيفا , ثم أمره أن يقول : إن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين , فجعل كل شئ في حياته لله رب العالمين ,وأن محياه ومماته لله رب العالمين , وأنه لا شريك له وأنه رب كل شئ , فقد قال بعد هذه الآية : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [162] لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [163] قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 162 – 164 ] فناسب هذه السعة الوصف بالمصدر . ثم إنه وصفه بالاستقامة مرتين : مرة بالوصف , فقال : { إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } , ومرة بالمصدر , فقال : { دِيناً قِيَماً } , وذلك لتوكيد وصفه بالاستقامة , والمبالغة في ذلك , فناسب تكرار الوصف بالاستقامة الوصف بالمصدر . بل إنه قيل : إن معاني ( الحنيف ) المستقيم , فيكون وصفه بالاستقامة ثلاث مرات في الآية : وهي قوله : ( إلي صراط مستقيم ) وقوله : ( حنيفا ) وقوله : ( دينا قيما ) . فناسب ذلك الوصف بالمصدر للمبالغة . هذه علاوة علي الزيادة في التوكيد في قوله : ( إنني ) فجاء بنون الوقاية مع ( إن ) , ولم يقل : ( إني ) , وذلك للزيادة في التوكيد . وأما آية التوبة فقد ذكر فيها ما يتعلق بعدة الشهور , والأشهر الحرم , وحكم القتال فيهن . وذلك جزء مما ورد في سورة الأنعام الذي شمل الحياة كلها , والعبادة كلها . فلما كان السياق في الأنعام أعم وصف بالمصدر . ولما كان ما في التوبة جزء من ذلك , وصف بالوصف وهو الصفة المشبهة . هذا علاوة علي أن هناك قراءة متواترة أخري في آية الأنعام وهي ( دينا قيما ) بالصفة المشبهة علي وزن ( سيد ) . فجمعت القراءتان النعت بالوصف وبالمصدر , كما جمعت الآية النعت بالوصف وبالمصدر في قوله : { إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ’ وقوله : ( حنيفا ) وقوله : ( دينا قيما ) . وكما جمع السياق في الأنعام كل أمور الحياة والممات . فكان كل تعبير أنسب في سياقه . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 53)
  • ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٦٥﴾    [الأنعام   آية:١٦٥]
  • ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا ﴿٣٩﴾    [فاطر   آية:٣٩]
قال تعالي في سورة الأنعام : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ } [ الأنعام : 165 ] . وقال في سورة فاطر : { هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ } [ فاطر : 39 ] . سؤال : لماذا قال في سورة الأنعام : { خَلاَئِفَ الأَرْضِ } بالإضافة , وقال في فاطر : { خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ } بذكر ( في ) ؟ الجواب : قوله : { خَلاَئِفَ الأَرْضِ } بالاضافة أعم من قوله : { خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ } . فقولك مثلا : ( هو ملك بلاد الشام ) أعم من قولك : ( هو ملك بلاد الشام ) ؛ لأن هذا يحتمل أنه ملك في بعض بلاد الشام . وقولك : ( هو ملك الأرض ) أعم من قولك : ( هو ملك في الأرض ) . وقد ناسب العموم في قوله : { خَلاَئِفَ الأَرْضِ } في الأنعام العموم في السياق , فقد قال سبحانه : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [162] لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [163] } [ الأنعام : 162 – 163 ] . وهو أعم شئ في حياة الفرد : 1- فقد جعل كل شئ من عبادته وحياته ومماته لله رب العالمين . 2- ثم إن قوله : { رَبِّ الْعَالَمِينَ } عام يشمل جميع المخلوقات , فهو رب العالمين جميعا . 3- وكذلك قوله : { لاَ شَرِيكَ لَهُ } فنفي كل شريك له , فقد استغرق نفي الشركاء علي العموم . 4- ثم قال بعدها : { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 164 ] . 5- فقد ذكر أنه رب كل شئ فليس ثمة شئ إلا هو ربه , فناسب العموم العموم . وليس السياق كذلك في فاطر , فقد قال : { هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } [ فاطر : 39 ] فقال : { فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } بالإفراد . وليس السياق فيها بمثل ذلك العموم . فناسب كل تعبير مكانه . جاء في ( ملاك التأويل ) : " قد تقدم قبل آية الأنعام قوله سبحانه لنبيه عليه السلام : { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الأنعام : 161 ] واستمر الخطاب له معربا عن حاله , وواضح طريقه إلي قوله : { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 164 ] فعم ما سواه سبحانه بالدخول تحت ملكه وقهره , فناسب هذا ما ذكر من إنعامه علي عباده بجعلهم خلائف الأرض . ولو كان بحرف الوعاء لم يكن ليفهم التوسعة في الاستيلاء والاطلاق إلا بضميم يحرز ذلك ؛ لأن قوله : { فِي الْأَرْضِ } إنما يفهم أنها موضع استخلافهم , وهل كلها أو بعضها ؟ ذلك محتمل " . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 55)
  • ﴿وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٧١﴾    [الأعراف   آية:١٧١]
قال تعالي في سورة الأعراف : { وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } [ الأعراف : 171 ] . سؤال : لماذا قال : ( واقع بهم ) ولم يقل : ( واقع عليهم ) ؟ الجواب : إن معني : ( وقع به ) غير معني ( وقع عليه ) . فمعني : ( وقع عليه ) سقط عليه . وأما ( وقع به ) فتقال في الحرب . يقال : ( وقع بهم ) و ( أوقع بهم ) , وذلك في الحرب , أي : صدمهم في الحرب صدمة بعد صدمة , وسطا وبالغ في قتالهم . والمعني أنهم ظنوا أن الجبل سينزل بهم وقيعة , وأنه سيقاتلهم ويحاربهم , وهو المناسب لقوله : ( نتقنا ) وهو القلع , فمعني النتق إنما هو الجذب والزعزعة والاقتلاع , ومعناه أيضا : أن يقلع الشئ , فيرفعه من مكانه ليرمي به . فاتضح المعني . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 61)
  • ﴿ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦﴾    [التوبة   آية:٢٦]
  • ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٢٦﴾    [الفتح   آية:٢٦]
  • ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٤﴾    [الفتح   آية:٤]
قال تعالي في سورة التوبة : { ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [ التوبة : 26 ] . وقال في سورة الفتنح : { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [ الفتح : 26 ] بإضافة السكينة إلي ضميره سبحانه ( سكينة ) . وقال في سورة الفتح : { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ } [ الفتح : 4 ] . بتعريف السكينة بأل . فلم ذلك ؟ الجواب : حيث ذكر الرسول - صلي الله عليه وسلم - , أو كان موجودا في السياق , قال : ( سكينة ) بإضافة السكينة إلي ضميره سبحانه ؛ تعظيما وتكريما له . وحيث ذكر المؤمنين ولم يذكر الرسول – صلي الله عليه وسلم – أطلق السكينة , ولم يضفها إلي نفسه . قال تعالي : { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } [ التوبة : 40 ]. وقال : { ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا } [ التوبة : 26 ] . وقال : { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } [ الفتح : 26 ] كل ذلك بالاضافة إلي ضميره سبحانه . في حين قال : { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } [ الفتح : 4 ] . وقال : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } [ الفتح : 18 ] .فاتضح مقام كل تعبير من التعبيرين . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 62)
  • ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥﴾    [هود   آية:٣٥]
  • ﴿قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٥﴾    [سبأ   آية:٢٥]
قال تعالي في سورة هود : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ } [ هود : 35 ] . وقال في سورة سبأ : { قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [ سبأ : 25 ] . سؤال : لماذا قال في آية هود : { مِّمَّا تُجْرَمُونَ } بنسبة الإجرام إليهم , وقال في ( سبأ ) : { عَمَّا تَعْمَلُونَ } بنسبة العمل إليهم ؟ الجواب : في آية هود نسبوا الافتراء إليه – صلي الله عليه وسلم – قال تعالي : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } . فقال لهم : { إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي } أي : عقوبته وإثمه , وإن لم يكن الأمر كذلك , فإنهم أجرموا بحقه في نسبة الافتراء إليه , وهو برئ من إجرامهم . ويحتمل أن يكون قوله : { وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ } تقرير أمر ؛ أي أنتم نسبتم الافتراء إلي , والحال أني برئ من ذلك , ومما تفعلونه من إجرام . جاء في ( الكشاف ) : " والمعني إن صح وثبت أني افتريته فعلي عقوبة إجرامي ؛ أي افترائي . { وَأَنَاْ بَرِيءٌ } يعني : ولم يثبت ذلك وأنا برئ منه , ومعني { مِّمَّا تُجْرَمُونَ } من إجرامكم في إسناد الافتراء إلي فلا وجه لإعراضكم ومعاداتكم " . وأما في آية سبأ , فهم لم ينسبوا إليه أو شيئا , وإنما هي من باب الإنصاف . وقد قال فبلها : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ض ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [ سبأ : 24 ] . جاء في ( الكشاف ) في قوله : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } : " هذا من الكلام المنصف ؛ الذي كل ما سمعه من موال أو مناف قال لمن خوطب به : قد أنصفك صاحبك " . وقال في قوله : { قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } : " هذا أدخل في الإنصاف وأبلغ من الأول ؛ حيث أسند الإجرام إلي المخاطبين ( بكسر الطاء ) , والعمل إلي المخاطبين " . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 63)
  • ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿١٠٨﴾    [هود   آية:١٠٨]
قال تعالي في سورة هود : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } [ هود : 108 ] . سؤال : ذكر ربنا أن أهل الجنة خالدون فيها إلا ما شاء ربك , فهل يعني ذلك أن ربنا قد يخرجهم منها ؟ الجواب : إن أهل الجنة خالدون فيها أبدا , كما أخبر ربنا في مواطن عدة من القرآن الكريم . وأما الآية المذكورة , فقد ذكر فيها أقوال منها : أن الاستثناء عندما كان من أهل الجنة في الموقف يوم الحساب , قبل أن يحاسبوا ويقضي لكل فرد بجزائه , فالذين سعدوا لم يدخلوا الجنة بعد . ومنها : أن ذلك الاستثناء إنما هو في البرزخ عندما في قبورهم . ومنها : أن ذلك تحلة القسم ؛ إذ قال ربنا: { وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً [71] ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً [72]} [ مريم : 71 – 72 ] . وذلك عندما يوضع الجسر علي متن جهنم , ويمر عليه الناس أجمعون , فهذا يدخل في الاستثناء . وقيل : إن ذلك فيمن يدخل النار من عصاة المسلمين , ثم يخرجون منها إلي الجنة . وقيلت في ذلك أقوال أخري , والله أعلم . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 65)
  • ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴿٤﴾    [يوسف   آية:٤]
قال تعالي علي لسان سيدنا يوسف لأبيه : { يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } [ يوسف : 4 ] . سؤال : 1- لماذا عبر عن الإخوة بالكواكب ولم يعبر عنهم بالنجوم ؟ 2- ولماذا قدم الكواكب علي الشمس والقمر ؟ الجواب : 1- غبر عن الإخوة بالكواكب ؛ لأن الكواكب توابع بخلاف النجوم , وهؤلاء الإخوة إنما هم توابع لوالديهم . 2- وأما تقديم الكواكب علي الشمس والقمر ؛ فلأن المقام مقام تعظيم ليوسف , والإخوة أولي بتعظيم أخيهم والسجود له من الأبوين . وهو أهون من تعظيم الأبوين وخرورهما له سجدا . ثم إن الإخوة كانوا أسبق تعظيما ليوسف ؛ إذ قد عرفوه قبل أن يعلم به الأبوان , فناسب تقديم الكواكب . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 65)
إظهار النتائج من 7841 إلى 7850 من إجمالي 11693 نتيجة.