• { وأقسطوا إن الله يحب المقسطين }
- { المقسطين } هذه فاصلة الآية وتسمى في اصطلاح علم القرآن فاصلة ظاهرة بينة ، لموافقتها أول الآية ومثلها { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } وهنالك فاصلة خفية تحتاج تأملاً ونظراً وتدبراً .
افتتح الله تعالى كتابه بالحمد والاستعانة وختم الكتاب العزيز بالمعوذتين ليجمع بين حسن البدء ، وحسن الختم ، وذلك غاية الحسن والجمال لأن العبد يحمد خالقه ويستعين به ويلتجئ إليه ، من بداية الأمر إلى نهايته وهذه هي منتهى العبادة .
• { والله بصير بما تعملون } الوحيدة بالقرآن بالتاء في { تعملون }
- وهو خطاب موجه للأعراب ، وقرئت بالياء التحتية .
- ولما كان السياق متضمناً لأمر الغيب وخاص بالله تعالى ، قدمت الآية قوله { بصير} للعناية باطلاع الله تعالى على أعمالهم وغيبهم وسره فهو البصير به جلّ شأنه .
{ والله بما تعملون بصير }
- ونجد في مواطن أخر من القرآن تقدم الآية العمل { بما تعملون } وذلك إذا كان الحديث بالدرجة الأولى عن الأعمال ، كقوله تعالى { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } ثم قدم العمل فقال { بما تعملون } ومثله { أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سبأ .
• سورة ق هي أول المفصّل ، فالقرآن يقسم إلى أربعة أجزاء :
- السبع الطوال
من سورة البقرة إلى التوبة
- المئون
وهي التي تبلغ آياتها مئة فأكثر
- طوال المفصل
من ق الى نهاية سورة المرسلات
- المثاني
وهي ما دون المئين
- المفصل
من سورة ق إلى الناس
المفصل ثلاثة أقسام:
* طوال المفصل
من ق الى نهاية سورة المرسلات
* أوساط المفصل
من سورة عم إلى نهاية سورة الليل
* قصار المفصل
من سورة الضحى إلى سورة الناس
• سورة ق مكيّة باتفاق
- وسميت سورة ق بهذا الاسم لافتتاح السورة بهذا الحرف ق .
- والسورة تشيع بهذا الحرف كثيرًا .
• من أهداف سورة ق:
- تذكير الناس بعظمة القرآن الكريم وشأنه العظيم .
- إثبات قدرة الله تعالى على البعث والنشور .
- وعد الله للمؤمنين بالنعيم ، ووعيده للكافرين بالعذاب .
• جاء في فضل سورة ق :
- عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه ، سأل أبا واقد الليثي : ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؛ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بـ { ق والقرآن المجيد } و{ اقتربت الساعة وانشقّ القمر } رواه مسلم .
• { ق والقرآن }
- الحروف المقطعة في أوائل السور يأتي بعدها لفظ { الكتاب } أو{ القرآن }
- إن كان المقطع ثلاثة أحرف فأكثر فعندها يأتي { الكتاب } ومثاله الأعراف { المص كتاب }
- وإن كان المقطع حرفين فأقل فعندها يأتي { القرآن } ومثاله { ص والقرآن }
• { ق والقرآن }
- الحروف المقطعة في أوائل السور يأتي بعدها لفظ { الكتاب } أو{ القرآن }
- إن كان المقطع ثلاثة أحرف فأكثر فعندها يأتي { الكتاب } ومثاله الأعراف { المص كتاب }
- وإن كان المقطع حرفين فأقل فعندها يأتي { القرآن } ومثاله { ص والقرآن }
- باستثناء الحواميم ، فالميم عن حرفين عندهم .
• { هذا شيء عَجيب } ق
{ إن هذا لشيء عَجيب } هود
{ إن هذا لشيء عُجاب } ص
{ قرآنًا عجبًا } الجن
- جاء العجب في القرآن الكريم متفاوتًا على درجات ! يزاد العجب بازدياد البناء والتعبير .
- فآية ق تعجب الكفار من أن الرسول عليه الصلاة والسلام منهم ، وهذا من جملة العجب ، لكن لم يبلغ حد العجب .
- وآية هود دخلت توكيدات فيها (إنّ ، اللام ) ومنشأ العجب من زوجين في سن الشيخوخة سوف يرزقان بالولد
- وآية ص عظم العجب فيها فعلاوة على أدوات التوكيد فيها تبدلت صيغة المبالغة من(عجيب) إلى أعظم (عُجاب) فالكفار تعجبوا أشد العجب من وحدانية الإله وأن الله تعالى هو الواحد
- فجاء{ عَجيب } في هود بالفتح و{ عُجاب } بالضم في ص
- وقد فرّق الخليل بين عجيب وعجاب فقال :
العجيب العجب .
والعجاب الذي قد تجاوز حدَّ العجب ( تفسير القرطبي )
لأن الأولى هي كون الرسول عليه السلام من قومه
الثانية تتعلق بمسألة العقيدة وهي أعظم.
- آية الجن { قرآنًا عجبًا } هي منتهى العجب وأعلاه ، وذلك بعد أن وصف الجن القرآن الكريم بأنه هو العجب كل العجب وجاء التعبير بالمصدر (عجباً ) ، لأنه منتهى الوصف والتعبير ليتناسب المعنى مع اللفظ .
وهذا تناظر بديع في النظم القرآني .
• { لها طلع نضيد } ق
{ طلعها هضيم } الشعراء
- قال ابن جرير:
نضيد : منضود بعضه على بعض متراكب.
الهضيم : هو المتكسّر من لينه ورطوبته.
ونضيد وهضيم كلتاهما من صفات النخل .
• { فحق وعيد } ق
{ فحق عقاب } ص
- العقاب أعم وأشد من الوعيد ؛ لأن العقاب إنزال العقوبة ، بخلاف الوعيد .
- المذكورون في سورة ص أشد جرمًا ممن ذكرهم في سورة ق لذا توعدهم الجبار بالعقوبة العاجلة .
- ألا ترى أنهم قالوا بعدها { وقالوا ربنا عجّل لنا قطنا يوم الحساب } فاستحقوا العقوبة بقولهم .
• { وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشاً } ق
- وعيد للمنكرين من كفار مكة وغيرهم لمن ذكروا في أول السورة .
{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثًا } مريم
- وعيد لمن قال { أي الفريقين خير مقامًا وأحسن ندياً }
{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد } مريم
- وعيد لمن جاء وصفه { قومًا لدّا } .