● { ولا أنتم عابدون ما أعبد }
• أعاد الجملة كاملة للتوكيد على مسألة الاعتقاد والإخلاص لله تعالى التي هي أساس الدين ولبّه .
• وهذا يدل على الإصرار والثبات من الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الدوام والثبوت في الماضي والحال والاستقبال ، كذلك يدل على إصرارهم في الحال .
● بصورة عامة النبي عليه الصلاة والسلام :
1. نفى عن نفسه عبادتهم بالجملة الفعلية التي تدل على الماضي ، الحال والاستقبال .
2. ونفى عن نفسه عبادتهم بالجملة الاسمية التي تدل على الثبوت والدوام والاستقرار.
3. ونفى عنهم عبادة الله تعالى بالحالة الثابتة الحاضرة ، وترك لهم الهداية مفتوحة.
● { لكم دينكم ولي دين } الكافرون
{ أعبد مخلصاً له ديني } الزمر
• حذف الضمير ( الياء ) من { دين } وبقيت في { ديني } لأسباب منها :
1. السياق في الكافرون هو ترك عبادة المشركين ، أما في الزمر إثبات العبادة ، لذا حذفت في الكافرون وبقيت في الزمر.
2. آية الزمر أطول من آية الكافرون فذكرت الياء مع الأطول !
3. الياء ضمير للمتكلم ، والسمة التعبيرية في سياق سورة الزمر جاء فيها ذكر الضمائر أكثر من سورة الكافرون ، لهذا تناسب ذكر الضمير الياء في الزمر ، وحذف من سورة الكافرون ، هذا من حيث البلاغة ؛ لأنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال .
• سورة الحجرات مدينة باتفاق .
- نزلت في السنة التاسعة من الهجرة .
- سميت بهذا لورود اسم { الحجرات } بين ثناياها ، فقد كان لكل - زوجة من زوجات النبي عليه الصلاة والسلام حجرة في نهاية المسجد وليس لها إلا هذا الاسم .
- تعتبر سورة الحجرات مدرسة في الآداب والأخلاق ، ودورة في حسن التعامل والتربية ، فمنذ استهلالها وحتى ختامها تستطرد في وصايا وأخلاق هي في صميم حياة المسلم وفي مظانّ تعاملات مع الآخرين .
ما أحوجنا والله إلى الأخذ بوصايا هذه السورة التي لا نستغني عنها في كل لحظة من حياتنا .
• استرسلت سورة الحجرات بالعديد من الوصايا الهامة التي من الواجب أن يتحلى بها كل مسلم في يومه ، ومنها:
- فتبينوا
- فأصلحوا
- أقسطوا
- لا يسخر
- لا تلمزوا
- لا تنابزوا
- اجتنبوا كثيرا من الظن
- لا تجسسوا
- لا يغتب
• ومن أسباب نزول السورة :
أن وفدًا من جفاة بني تميم من نجد أخذوا ينادون النبي عليه السلام : يا محمد اخرج إلينا فإن حمدنا زين وذمنا شين ، وكانوا يرفعون أصواتهم بذلك ، فخرج إليهم عليه الصلاة والسلام وقال : ذاك الله ، هو الذي مدحه زين وذمه شين ، فنزلت : { إن الذين ينادونك ... }
• { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي }
{ يغضون أصواتهم عند رسول الله }
- لماذا اختار في الأولى { النبي } وفي الثانية { رسول }
- النبي من النبو وهو الارتفاع ، أو هو من النبأ وهو الخبر العظيم .
في سياق رفع الصوت ناسب لفظ النبي لأنه ذو مقام عالٍ وسمو بين أصحابه ، فلا ترفعوا فوق مقامه .
- والرسول : في سياق التكليف والتشريعات الإلهية ولما امتثل المؤمنون تشريع الله تعالى وغضوا أصواتهم ولم يرفعوها احترمًا لله ولرسوله ، ناسب هذا الامتثال للتشريع لفظ { رسول } المكلف بتبليغ التشريع الإلهي.
● اختلف العلماء فيها إن كانت مكيّة أم مدنيّة ، والأشهر أنها مكيّة .
• قال البقاعي : سورة الفلق مقصودها الاعتصام من شر كل ما انفلق عنه الخلق الظاهر والباطن.
• والغرض منها تعليم النبي عليه الصلاة والسلام كلمات للتعوذ بالله من شر ما يُتَّقَى شره من المخلوقات الشريرة .
● اختلف العلماء فيها إن كانت مكيّة أم مدنيّة ، والأشهر أنها مكيّة .
• قال البقاعي : سورة الناس مقصودها الاعتصام بالإله الحق من شر الخلق الباطن .
• والغرض منها ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم لأن يتعوذ بالله ربه من شر الوسواس الذي يحاول إفساد العمل .
• جاء قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا } في الحجرات خمس مرات
وذلك أن الخطاب خاص بالمؤمنين { لا تقدموا ، لا ترفعوا ، لا يسخر، اجتنبوا }
- وجاء قوله تعالى { يا أيها الناس } مرة واحدة
وذلك في مسألة عامة لكل الناس على اختلاف طبقاتهم وألوانهم وأعراقهم ، وديانتهم ...
● { قل أعوذ برب الفلق }
{ قل أعوذ برب الناس }
• الاستعاذة : مصدر استعاذ ، وهي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
• وأعوذ فعل مضارع يصلح للحال والاستقبال .
• عرفها ابن كثير: هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل شر.
والعياذة تكون لدفع الشر، و اللياذة تكون لطلب الخير.
● ما الفرق بين معنى { برب الفلق } و { برب الناس } ؟
• الفلق : هو فلق الصبح كما جاء عند ابن جرير وابن كثير رحمهما الله .
• الناس : من ناس ينوس نوسًا ، وهو كل ما تحرك واضطرب ، والمراد به البشر وبنو آدم .
فالله جل شأنه هو ربّ كل شيء ومليكه .
● ما الفرق بين الاستعاذة في { برب الفلق } و{ برب الناس } ؟
• بصورة عامة : الاستعاذة في سورة الفلق هي الحماية من الشرور الخارجية الظاهرة ، فكما أن الفلق والصبح يزيل ظلمات الليل فالاستعاذة تدفع كل ما يخشاه الإنسان مما يؤذيه ويؤلمه.
• وبصورة عامة : الاستعاذة في { برب الناس } من الشرور الداخلية وأعظمها الوسواس الخناس الذي يوسوس في الصدور وهو الشيطان عياذاً بالله تعالى ، فهو العدو الأكبر للإنسان ، وطرده يكون بذكر الله تعالى ، ومن أعداء الإنسان شياطين الإنس أيضاً .
● والسؤال هنا : أيهما أعظم الاستعاذة في سورة الفلق أو سورة الناس!
• الشرور الخارجية يسهل التخلص منها والابتعاد عنها وهذه تتمثل في سورة الفلق ، بخلاف الشرور الداخلية فمن الصعب الخلاص منها والانفكاك عنها وهذه تتمثل في سورة الناس .
• لذا كانت الاستعاذة في سورة الفلق بأمر واحد وهو { برب الفلق }
• والاستعاذة في سورة الناس بثلاثة أمور لخطورتها وهي : { برب الناس } { ملك الناس } { إله الناس }
ولا ريب أن الاستعاذة في سورة الناس أعظم .
• { والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض }
هنا أعيد اسم الموصول في الآية { ما في السماوات وما في الأرض } والقرآن الكريم يعيد اسم الموصول {ما، من} في ثلاثة مواطن :
- إذا كان السياق يفيد إحاطة علم الله تعالى وأنه لا يغيب عن علمه شيء كما في الآية الكريمة الآنفة
ونظير ذلك قوله تعالى
- إذا كان الخطاب موجهًا لأهل الأرض تحديدًا كقوله تعالى :
- إذا كان الخطاب ينص على كل أحد في السماوات والأرض فعندها يعاد اسم الموصول كقوله تعالى :
فالفزع والصعق جاء على الجميع دون استثناء .
● فضل المعوذتين :
1. كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما { قل هو الله أحد } و{ قل أعوذ برب الفلق } و{ قل أعوذ برب الناس } ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط ؟ { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ) صحيح مسلم .
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا عقبة ألا أعلمك سوراً ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن ، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها { قل هوالله أحد } و{ قل أعوذ برب الفلق } و{ قل أعوذ برب الناس } السلسلة الصحيحة للألباني .