• ﴿ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ [المائدة :١٧] مع ﴿ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ﴾ [الفتح :١١]
• ما وجه زيادة قوله : ﴿ لَكُم ﴾ في موضع الفتح، في قوله : ﴿ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ﴾ ؟
• قال ابن جماعة : لـ " أن هذه الآية : عامة في المسيح، وأُمّه، ومن في الأرض جميعًا، فليس هنا مخاطب خاص، وأما آية الفتح : في قوم مخصوصين، وهم الأعراب الذين تخلّفوا عن رسول الله (ﷺ) في عمرة الحديبية، فصرح لذلك بقوله: ﴿ لَكُم ﴾ ".
• ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة :١٧] مع ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة :١٨]
• ما وجه تعقيب الموضع الأول، بقوله: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ والموضع الثاني، بقوله: ﴿ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ ؟
• قال الغرناطي : لـ " أنه سبحانه، لما ذكر في الأولى؛ قدرته، وعظيم سلطانه في قوله: ﴿ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾؛ فناسب هذا قوله: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، ولما قال في الآية الأخرى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾ ثم ذكر تعذيبهم بذنوبهم، بأنه سبحانه يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء؛ أعقب هذا بما يشير إلى وقت التعذيب، وظهور المغفرة والمجازاة، فقال: ﴿ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾، وهذا واضح أيضًا، فلما اختلف مقصود الآيتين؛ أعقبت كل واحدة منهما بما يناسب مقصودها بالقهر في الأولى، والاختراع يناسب وصفه عز وجل بالقدرة، كما أن التعذيب والغفران في الثانية؛ يناسبها ذكر المآل؛ فجاء على ما يناسب ".
• ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ [المائدة :٢٠] مع ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ [إبراهيم :٦]
• ما وجه التعبير بالنداء، في قوله : ﴿ يَا قَوْمِ ﴾ بموضع المائدة ؟
• قال الغرناطي : لـ " أنه لما اعتمد في آية المائدة؛ تذكيرهم بضروب من الآلاء والنعم الجسام من جعل الأنبياء فيهم، وجعلهم ملوكًا، وإعطائهم ما لم يعطِ غيرهم؛ كان ذلك تعريفًا باعتنائه سبحانه بهم، وتفضيلهم على من عاصرهم، وتقدمهم من أمم الأنبياء قبلهم؛ فناسب ذلك نداء موسى ، بقوله ﴿ يَا قَوْمِ ﴾ بالإضافة إلى ضميره إنباء، بالقرب والمزية، وناسب هذا النداء المنبئ بالاعتناء؛ ما تقدم من تخصيصهم بما عقب به النداء من التشريف بما منحهم من الآلاء والنعم الجسام، ولما قصد في آية سورة إبراهيم؛ تذكيرهم بنجاهتم من آل فرعون، وما كان يسومهم به من ذبح ذكور أبنائهم، واستحياء نسائهم للمهنة، ولم يذكر هنا شيئًا مما في آية المائدة، لما اقتصر عليه هنا من التذكير بمجرد الإنجاء؛ فناسب ذلك الاقتصار على خطابهم دون النداء؛ رعيًا للمناسبة، والله أعلم ".
• ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾ [المائدة :٣٨] مع ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ﴾ [النور :٢]
• ما وجه تقديم المذكر في موضع المائدة، وتأخيره في موضع النور ؟
• قال ابن جماعة : لـ " أن قوة الرجال وجرأتهم على إقدامهم على السرقة أشد، فقُدَّموا فيها، وشهوة النساء، وابتداء الزنا من المرأة؛ لتزيُّنها وتمكينها حتى يقع الرجل بها؛ يناسب تقديم النساء في سياق الزنا ".
• ﴿ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة :٤٠] مع ﴿ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [الفتح :١٤]
• ما وجه تقديم قوله: ﴿ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ﴾ بموضع المائدة، وأعقبه بقوله: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، وتأخيره بموضع الفتح، وأعقبه بقوله: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ ؟
• قال الغرناطي : لـ " أنه لما تقدم آية المائدة، قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ﴾، وقوله: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾، وقد وقع في الآيتين، ذكر تنكيل الطائفتين، ممن حارب أو سرق مقدمًا، وقد تقدم في هاتين القصتين، ذكر الامتحان، قبل ما به رجاء الغفران، وهذا في مآلهم الدنياوي، ثم أعقب الآية التي أعلم فيها بانفراده بملك السماوات والأرض، وأنه تعالى يعذب من يشاء، فقد ذكر العذاب على المغفرة؛ تنظيراً لما تقدم، ومقابلة تطابق؛ إذ كل ذلك بقدره تعالى، وسابق مشيئته، فهذا وجه التقديم في آية المائدة.
وأما آية الفتح : فقد تقدمها، قوله تعالى : ﴿ وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ﴾ وبالإيمان، رجاء الغفران، وهو متشبث به، كما أن العذاب مرتبط بالكفر، ومناط به، فتقدم في هذه الآية، مثمر الغفران وهو الإيمان، وتأخر موجب التعذيب من الكفر والخذلان، ثم أعقب تعالى بقوله : ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ﴾ فناسب بين الآيتين، بالتناظر في الجزاءين من المغفرة لمن أناب، والتعذيب لمن كفر وارتاب، وبحسب مشيئته سبحانه، وما قدَّر لكل من الفرقين أولا ".
• ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة :٤٤] مع ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة :٤٥] و ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة :٤٧]
• ما وجه تعقيب كل آية بما خصت به ؟
• قال ابن جماعة : " جوابه: أن المراد بالثلاثة: اليهود، وهم كافرون، وزادهم في الثانية: الظلم؛ لعدم إعطائهم القصاص لصاحبه، وفى الثالثة: الفسق؛ لتحدَّيهم حكم الله تعالى ".
• ﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة :٤٦] مع ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [الحديد :٢٧]
• ما وجه ما اختلف في هاتين السورتين من التفصيل فيمن قفى بهم، ووجه ما زِيْدَ في آية الحديد من المقفّى بهم قبل عيسى (ﷺ)، ولم يقع ذلك في سورة المائدة، مع اتحاد ما قصد في الموضعين من تواتر الرسل، وتقفية بعضهم ببعض ؟
• قال الغرناطي : لـ " أن آية المائدة؛ ورد الكلام فيما تقدمها في بني إسرائيل، وأكثر آيات هذه السورة، إنما نزلت فيهم تعريفاً بمرتكباتهم وتحريفهم ونقضهم الميثاق وحكمهم بغير ما أنزل الله،ولم يقع في هذه الآي، ذكر لغير بني إسرائيل، ومن كان فيهم من الأنبياء من بعد موسى (عليه السلام) إلى قوله تعالى: ﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾ ولا توقّف في تعقيب الرسل والأنبياء بعيسى (عليه السلام)؛ فلهذا لم يقع هنا ذكر واسطة.
وأما آية الحديد: فمقصدها غير هذا؛ إذ هي وما اتصل بها قبلها وبعدها؛ خطاب للمؤمنين، وعظات وترغيب وتمثيل وتحذير؛ أن يكونوا كمن عرفوا به ممن طال عليه الأمد، وقسا قلبه، فلهذا وما يتلوه إلى أول قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الحديد :١٦] إلى آخر السورة؛ خطاب للمؤمنين فيما لهم وعليهم وما وعدوا به وحذروا منه، وكذا سورة الحديد بجملتها، وهم المعرفون، بقوله: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ [الحديد :٢٥] فالمراد: عامـة الرسل - عليهم السلام - ممن كان من بني إسرائيل وقبلهم؛ تعريفاً بما أنعم سبحانه على العباد من رحمتهم بإرسال الرسل، ونص من جميعهم على نوح وإبراهيم؛ إعلاماً بحالهما في الرسل، ثم قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ ﴾ [الحديد :٢٦] وذكر ما جعل في ذريتهما من النبوة والكتاب، أتبع تعالى بتوالي الإنعام بمن بعدهم، فقال : ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا ﴾؛ إشارة إلى من كان بعد نوح وإبراهيم، وبينهم وبين عيسى، وذلك كثير، ثم قال: ﴿ وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ ، وهذا مقصد مباين ما قصد بآية المائدة، فاختلف ما ورد في الموضعين؛ لاختلاف المقصد فيهما، ولم يكن عكس الوارد ليناسب، والله أعلم بما أراد ".
• ﴿ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴾ [المائدة :٧٦]
• قدم الضر على النفع هنا، وفى مواضع أخرى؛ قدم النفع على الضر؛ فما وجه ذلك ؟
• قال ابن جماعة : لـ " أن دفع الضر؛ أهم من جلب النفع، وإن كانا مقصودَين؛ ولأنه يتضمنه أيضاً، فإذا تقدم سياق الملك والقدرة؛ كان ذكر دفع الضر أهم، وإذا كان السياق في الدعاء والعبادة والسؤال؛ كان ذكر النفع أولى وأهم؛ لأنه المقصود غالباً بالسؤال، ولذلك قال في الحج: ﴿ يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ ﴾ [الحج :١٣] أي : يدعوه لنفع، لمن ضره أقرب من نفعه المطلوب بالدعاء ".
• ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة :٩٢] مع ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [التغابن :١٢]
• ما وجه زيادة قوله: ﴿ وَاحْذَرُوا ﴾ ثم ﴿ فَاعْلَمُوا ﴾ في موضع المائدة دون موضع التغابن ؟
• قال الغرناطي : لـ " أن آية المائدة : لما أعقب بها آية الأمر، باجتناب الخمر، وما ذكر معها؛ خُتمتْ بقوله : ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾ [المائدة :٩١] ففيه من التهديد بما يشعر بشديد الوعيد؛ ناسب ذلك قوله تأكيداً لما تقدم من الإشعار بمخوف الجزاء قوله : ﴿ وَاحْذَرُوا ﴾، وقوله : ﴿ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا ﴾؛ لما في ذلك من التأكيد لما تقدم.
أما آية التغابن: فلم يرد قبلها نهي عن محرم متأكد التحريم بما أتبع النهي من التهديد، والتأكيد لم يرد هنا من الزيادة الـمُـــحرِزة لمعنى التأكيد ما ورد هناك ".
• ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة :١١٨] و ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الممتحنة :٥]
• ورد في هاتين الآيتين وصفه تعالى بهاتين الصفتين المشيرتين إلى العزة والقهر: ﴿ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ وإنما المطرد في الكتاب العزيز مهما جرى ذكر المغفرة طلباً أو إخباراً ورود ما به يقوى رجاء السائل، ويطمع تعلقاً به المتذلل الراغب؛ فما وجه ذلك ؟
• قال الغرناطي : " أما آية المائدة: فمبنية على التسليم لله سبحانه، وأنه المالك للكل، يفعل فيهم ما يشاء، فلو ورد هنا عقب آية المائدة: ﴿ وإن تغفر لهم فأنت الغفور الرحيم ﴾؛ لكان تعريضاً بطلب المغفرة، ولم يقصد ذلك بالآية، وإنما قيل ذلك على لسان عيسى (عليه السلام) تبرياً وتسليماً لله سبحانه، وليس موضع طلب مغفرة لهم، وإنما هو تنصل من حالهم، وتسليم لله فيهم.
وأما قوله في سورة الممتحنة: ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ﴾ فالجواب عندي هنا : أن قوله: ﴿ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ مبني على قوله : ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ﴾، فإن المراد : لا تظهرهم علينا؛ فيظنوا أنهم على الحق؛ فيكون سبب فتنتهم، فلا تفعل ذلك بنا، فأنت القادر على كفِّهم،ونصرنا عليهم، فإنك العزيز الذي لا معارض لما تريده، ولا مانع مما تشاؤه ".