• ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾
• ما السر في أنه ليس في القرآن غيره: تكرار العامل مع حرف العطف ؟
• قال ابن جماعة: { تكرار العامل مع حرف العطف، لا يكون إلا للتأكيد، وهذه حكاية كلام المنافقين، وهم أكدوا كلامهم؛ نفياً للريبة، وإبعاداً للتهمة }.
• ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴾ مع ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴾
• ما السر في نفي الشعور عنهم ثم العلم ؟
• قال الغرناطي: " لما كان الفساد في الأرض، ورَوْم مخادعة من لا ينخدع؛ منتحل لا يخفى فساده على أحد، ويوصل إلى ذلك بأول إدراك؛ ناسبه نفي الشعور، ولم يكن ليناسبه نفي العلم،ولما كان الإيمان وهو التصديق لا يحصل إلا عن نظر وفكر، يحصل العلم بالمصدق به، ولا يكون النظر والفكر إلا من عاقل يعرف الصواب من الخطأ؛ نسبه نفي العلم ".
• ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾
• لماذا لم يقل خسرت - مع أن الخسران أبلغ في التوبيخ ؟
• قال ابن جماعة:
أنّ هَمّ المشتري للتجارة حصول الربح، وسلامة رأس المال،
فبدأ بالأهم فيه وهو نفي الربح، ثم أتى بما يدل على الخسران
بقوله: ﴿ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾.
• ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾ مع ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾
• ما السـر في أنه جاء في الموضـع الأول: ﴿ لَا يَرْجِعُونَ ﴾ والثانـي:
﴿ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ مع اتحاد الأوصاف الواردة، مورد التسبب والعلة فيما
نسب لهم؟
• قال الغرناطي : لما مثّل حال المنـافقين بحـال مستوقـد النار لطلـب
الإضاءة، وأنه لما أضاءت ما حولها، أذهبها الله وطفيت، فلم يكن له
ما يستضيء به ويرجـع إليه؛ فنفى عنهم وجـود ما يرجعـون إليه من
ضياء يدفع حيرتهم. وهذا بيّن.
أما الآية الثانية : فإنه مثّل حال الكافرين فيها بحال الغنم في كونها
يصـاح بهـا وتنـادى، فلا تفهم عن راعيها، ولا تسمع إلا صوتاً لا
تعقل معناه، ولا نفهـم ما يراد به؛ كذلك الكفـار في خطاب الرسـل
إياهم فلا يجيبونهم ولا يعقلون ما يراد بهم.
• ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ مع ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾
• ما السر في ورود أمرهما بالأكل في البقرة بواو النسق (المقتضية عدم الترتيب ما لم يفهم من غيرها)، وفي الأعراف بالفاء (المقتضية الترتيب والتعقيب) والأمر واحد، والقصة واحدة ؟
• قال الغرناطي: " الوارد في الآيتين مختلف في الموضعين، أما الوارد في البقرة؛ فقصد به الإخبار والإعلام لرسول الله ﷺ بما جرى في قصة آدم، وابتداء خلقه، وأمر الملائكة بالسجود له، وما جرى من إبليس عن السجود، ثم ما أمر آدم من سكنى الجنة، والأكل منها، ولم يقصد غير التعريف بذلك من غير ترتيب زماني، أو تحديد غاية؛ فناسبه الواو وليس موضع الفاء، وأما آية الأعراف؛ فمقصودها تَعداد نعم الله جل وتعالى على آدم وذريته؛ فناسب هذا القصد العطف بالفاء المقتضية الترتيب ".
• وقال الكرماني: " قيل: إن السكنى في البقرة : للإقامة، وفي الأعراف: اتخاذ المسكن، فلما نسب القول إليه تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴾ ناسب زيادة الإكرام بالواو الدالة على الجمع بين السكنى والأكل، ولذلك قال فيه: ﴿ رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾؛ لأنه أعم، وفي الأعراف: ﴿ وَيَا آدَمُ ﴾، فأتى بالفاء الدالة على ترتيب الأكل على السكنى المأمور باتخاذها؛ لأن الأكل بعد الاتخاذ، و﴿ مِنْ حَيْثُ ﴾ لا يعطي عموم معنى ﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾.
• ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ مع ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾
• ما سر الإتيان بقوله: ﴿ رَغَدًا ﴾ في هذه السورة، وحذفها في سورة الأعراف ؟
• قال الإسكافي : " لأنه لما أسند الفعل إلى نفسه تعالى؛ كان اللفظ بالأشرف الأكرم، فذكر معه الإنعام الأجسم، وهو أن يأكلوا رغداً، ولما لم يسند الفعل في سورة الأعراف إلى نفسه؛ لم يكن مثل الفعل الذي في سورة البقرة، فلم يذكر معه ما ذكر فيها من الإكرام الأوفر، وإذا تقدم اسم المنعم الكريم؛ اقتضى ذكر نعمته الكريمة ".
• ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ مع ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
• ما وجه تعقيب كل موضع بما خص به ؟
• قال الغرناطي : " فلما كان قوله تعالى، في الآية الأولى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ مكتنفاً بأمر بني إسرائيل ونهيهم؛ ناسب هذا قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾، ولما كانت الآية الثانية معقباً بها أمر المؤمنين في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ وحال من وسم بالإيمان حال رضى واستقامة؛ ناسبهم وصفهم بالصبر ".
• ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ مع ﴿ وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾
• ما السر في أنه جاء في سورة البقرة قوله : ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم ﴾مضعفاً، وفي الأعراف : ﴿ وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم ﴾ غير مضعف ؟
• قال الغرناطي : لـ " أن الوارد في سورة البقرة؛ مقصود به تَعداد وجوه الإنعام على بني إسرائيل، وتوالي الامتنان؛ ليبين شنيع مرتكبهم في مقابلة ذلك الإنعام بالكفر ".
• ﴿ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ ﴾ مع ﴿ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ ﴾ و ﴿ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ ﴾
• ما السر في أنه جاء في البقرة : ﴿ يُذَبِّحُونَ ﴾، وفي الأعراف : ﴿ يُقَتِّلُونَ ﴾، وفي إبراهيم : ﴿ وَيُذَبِّحُونَ ﴾ ؟
• قال ابن جماعة : " جعل ﴿ يُذَبِّحُونَ ﴾ هنا بدلاً من ﴿ يَسُومُونَكُمْ ﴾، وخص الذبح بالذكر؛ لعظم وقعه عند الأبوين؛ ولأنه أشد على النفوس، وفي سورة إبراهيم تقدم قوله تعالى : ﴿ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴾ فناسب العطف على سوم العذاب؛ للدلالة على أنه نوع آخر، كأنه قال: يعذبونكم ويذبحون، ففيه يعدد أنواع النعم التي أشير إليها بقوله تعالى : ﴿ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴾.
• وقد يقال : آية البقرة والأعراف من كلام الله تعالى لهم، فلم يعدد المحن، وآية إبراهيم، من كلام موسي عليه السلام، فعددها.
• وقوله تعالى : ﴿ يُقَتِّلُونَ ﴾ هو في تنوع الألفاظ، ويحتمل: أنه لما تعدد هنا ذكر النعم؛ أبدل: ﴿ يُذَبِّحُونَ ﴾ من ﴿ يَسُومُونَكُمْ ﴾، وفي إبراهيم عطفه؛ ليحصل نوع من تعدد النعم؛ ليناسب قوله: ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ ".
• ﴿ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ مع ﴿ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾
• ما سـر زيادة واو العطف في موضـع البقـرة ؟
• قال الغرناطي : " لأنّ المتقدم قبل هذه الآية من لدن قوله سبحانه: ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ {آية:٤٧} ﴾ إنما هي آلاء ونعم - كما تقدم - فناسب ذلك عطف قضية الزيادة بالواو؛ ليجري على ما تقدم من تعداد الآلاء، وضروب الإنعام بالعفو عن الزلات، والامتنان بضروب الإحسان ".