يُعتبر الشيخ محمد الطاهر بن عاشور صاحب أسرع خُطبة جمعة في تاريخ الإسلام، حيثُ صعد على منبر جامع الزيتونة في إحدى خطب الجمعة في الخطبة الأولى نظر إلى المصلين و قال: "نساء شكون إلي في لسواق" فلم يتكلم المصلون، ثم قالها مرة ثانية: "نساء شكون إلي في لسواق" فلم يتكلم المصلون، فجلس الشيخ ثم قام وقال: "لا خير في صلاتكم و نساءكم عرايا" ثم قال أقم الصلاة يا إمام.
{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }
أتي في جانب الإحسان بالجملة الاسمية
للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا
لهم دائما معهم ؛ لأن الإحسان
فضيلة ، فبصاحبه حاجة إلى
رسوخه من نفسه وتمكنه
{ وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم }
من اللطائف أن هذه الآية قابلة { لظلوم كفار}
في إبراهيم ؛
إشارة إلى أن تلك النعم
كانت سببا لظلم الإنسان وكفره
وهي سبب لغفران الله ورحمته ،
والأمر في ذلك منوط الإنسان
{ فألقوا السلم ماكنا نعمل من سوء
بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون }
جواب الملائكة لهم ، أسندوا العلم
إلى الله دون أن يقولوا : إنا نعلم
أدبا مع الله وإشعارا بأنهم ماعلموا
إلا بتعليم الله.
{ فلبئس مثوى المتكبرين } ولم يعبر
عن جهنم بالدار كما في الجنة
تحقيرا لهم وأنهم في جهنم ليسوا
بمنزلة أهل الدار بل هم متراصون
في النار ، وهم في مثوى : أي
في محل سواء.
{ إن تحرص على هداهم فإن الله لايهدي من يضل ..}
ومن لطائف الآية : التعريض بالثناء
على النبي صلى الله عليه وسلم
في حرصه على خيرهم مع مالقيه
منهم من الأذى الذي شأنه أن يثير
الحنق في نفس من يلحقه الأذى
ولكن نفس محمد صلى الله عليه
وسلم مطهرة من كل نقص ينشأ
عن الأخلاق الحيوانية
{ وماأنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم ..}
الإتيان بصيغة القصر ؛
لقصد الإحاطة بالأهم من غاية
القرآن وفائدته التي أنزل من أجلها
فهو قصر ادعائي ليرغب السامعون
في تلقيه وتدبره من مؤمن وكافر
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } كان هذا الجواب من
نوع القول بالموجب - وقد مر قبل
تبينه من أخي محمد - بتقرير
إنزال الذكر على الرسول صلى الله
عليه وسلم مجاراة لظاهر كلامهم
والمقصود الرد عليهم في استهزائهم .. ثم زاد ذلك ارتقاء
ونكاية لهم بأن منزل الذكر هو حافظه من كيد الأعداء