• ﴿ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأنعام :١٦٥] مع ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأعراف :١٦٧]
• ما وجه اختصاص آية الأعراف بزيادة اللام المؤكدة في الخبر، دون آية الأنعام ؟
• قال ابن جماعة : لــ " أنه لما تقدم ما يؤذن بالكرم والإحسان، في قوله : ﴿ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام :١٦٠]؛ ناسب ترك التوكيد في جانب العقاب، وفي الأعراف : لما تقدم ما يؤذن بغضب الله وعذابه من اتخاذهم العجل، وحل السبت؛ ناسب توكيد جانب العذاب بدخول اللام ".
• ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف :٣٩] مع ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الأنفال :٣٥]
• ما وجه تعقيب موضع الأعراف بقوله : ﴿ تَكْسِبُونَ ﴾، وموضع الأنفال بقوله : ﴿ تَكْفُرُونَ ﴾ ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن المذكورين قبل آية الأعراف المقُوْل لهم : ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾؛ قد خالفت حالهم، حال المذكورين في آية الأنفال، وذلك أن آية الأنفال في قوم بأعيانهم، وهم كفار قريش من أهل مكة، وحالهم معلومة، إنما كانوا عبدة أوثان، ولم تتكرر فيهم الرسل، ولا كفروا بغير التكذيب به (ﷺ)، وبتصميمهم على عبادة آلهتهم، أما آية الأعراف : ففي أخلاط من الأمم، وأصناف من المكذِّبين، تنوع كفرهم وتكذيبهم ضروباً من المخالفات، وافتروا على الله سبحانه ".
• ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا ﴾ [الأعراف :٥٩] مع ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا ﴾ [هود :٢٥] و ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا ﴾ [المؤمنون :٢٣]
• ما وجه زيادة الواو في موضع هود والمؤمنون، بقوله : ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا ﴾ ؟
• قال الإسكافي : " أن يقال : إن الآيات التي تقدمت موضع الأعراف، إلى أن اتصلت به في وصف ما اختص الله عز وجل به من أحداث خلقه، وبدائع فعله، ولم يكن فيها ذكر بعثة نبي، ومخالفة من كان له من عدو، فصار كالأجنبي من الأول، فلم يعطف عليه، واستؤنف ابتداء كلام؛ ليدل على أنه في حكم المنقطع من الأول، وليس كالآية التي في سورة هود؛ لأن أولها افتتح إلى أن انتهى إلى قصة نوح، بما هو احتجاج على الكفار بآيات الله التي أظهرها على أيدي أنبيائه، وألسنتهم صلوات الله عليهم، وتوعُّد لهم على كفرهم، وذكر قصة من قصص من تقدمهم من الأنبياء، الذين جحد بآياتهم أممهم، فعطفت هذه الآية على ما قبلها، وأما موضع المؤمنون؛ فقد تقدم قبلها مثل ما تقدم الآية في سورة الأعراف، إلا أنه بايَن؛ بأن كان فيه : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴾ [المؤمنون :١٢]، وقوله ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ﴾ [المؤمنون :١٧] ثم انقطعت إلى قوله : ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون :٢٢] والفلك التي يحمل عليها مما اتخذه نوح (عليه السلام)، فدخلت واو العطف في قصة نوح عليه السلام للفظين المتقدمين، وهما : ﴿ وَلَقَدْ ﴾ في رؤوس الآيتين، وللمعنى المقتضى من ذكر الفلك الذي نجى الله عليه من جعله أصل الخلق، وبذر هذا النسل ".
• ﴿ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴾ [الأعراف :٦٤] مع ﴿ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴾ [يونس :٧٣]
• ما وجه تعقيب كل موضع بما خص به ؟
• قال الغرناطي : " وذلك مقابل به قولهم لنوح (عليه السلام) : ﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأعراف :٦٠] فقيل لهم : بل أنتم قوم عمون، فأنى لكم بالتفريق بين الهدى والضلالة.
وأما قوله في يونس : ﴿ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴾ فيجري مع آية الأعراف فيما ورد فيها من التعريف، بإنذارهم في قوله : ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ﴾ [الأعراف :٦٣] فوقع هنا التعريف بإنذارهم، ثم ورد في يونس، بقوله : ﴿ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴾ فحصل التعريف في الآيتين، بإنذارهم وعاقبة من أنذر، فلم يرجع عن غيه ".
• ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾ [الأعراف :٨١] مع ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٥٤﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [النمل : ٥٤ - ٥٥]
• ما وجه التعبير بقوله : ﴿ مُّسْرِفُونَ ﴾ بموضع الأعراف، وبقوله : ﴿ تُبْصِرُونَ ﴾ ثم ﴿ تَجْهَلُونَ ﴾ بموضع النمل؟
• قال الغرناطي : لــ " أنه قصد بما ذكر في سورة الأعراف؛ الإشارة إلى التعريف بانهماكهم في الجرائم، وقبيح المرتكبات، فنصّ على أفحشها، وحصل الإيماء إلى ما وراء ذلك، بما ذكر من إسرافهم : ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾.
ولما قيل في سورة النمل : ﴿ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ كان أهم شيء أن تنفى عنهم فائدة الأبصار؛ إذ لم تغنِ عنهم شيئاً، فأعقب بقوله : ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ أي : أن مرتكبكم مع علمكم بشنيع ما فيه؛ من أقبح ما يرتكبه الجهال، ولم يذكر هنا إسرافهم؛ إذ قد حصل فيما ذكر في الأعراف ".
• ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأعراف :١٠١] مع ﴿ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [يونس :٧٤]
• ما وجه تعقيب كل موضع بما خص به ؟
• قال الإسكافي : لــ " أن الآيات التي تقدمت في سورة الأعراف؛ تضمنت وصف الكفار؛ لأنه لا يحذر عقاب الله، ومجيئه بَياتاً أو ضحى إلا الكفار، ثم إطلاق الخاسرين، لا يكون إلا في الكافرين، فلما وقع التصريح، بصفات الكفر؛ صرّح به عند ذكر الطبع، ولما كانت الآية في سورة يونس، قد تقدمها في وصف الكفار ما كان كالكناية عنهم، فقال : ﴿ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴾ [يونس آية:٧٣]، وما كل منذر كافر، كنّى عن الكفار بعده عند ذكر الطبع، بــ﴿ الْمُعْتَدِينَ ﴾ وما كل معتد كافر، فمخالفة كل واحدة من الآيتين للأخرى؛ إنما هي لموافقة ما قبل كل واحدة منهما من طرح الكلام، وقصد الالتئام ".