اي: قبلك يطمئن ويثبت ويصبر كما صبر
اولو العزم من الرسل، فان النفوس
تأنس بالاقتداء، وتنشط على الاعمال
وتريد المنافسه لغيرها، وبتأيدالحق بذكر
شواهده وكثرة من قام بها.
﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٩﴾ ﴾
قال جمال الدين القاسمي فان قلت ما فائده تكرير قوله (فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القران للذكر) قلت فائدته ان يجده عند استماع كل نبأ من انباء الاولين ادكار واتعاظ وان يستانفوا تنبيها واستيقاظ
اذا سمعوا الحث على ذلك، والبعث عليه، وأن يقرع لهم العصا مرات، ويقعقع لهم الشان تارات لا يغلبه نفسه ولا تستولي عليهم الغفلة.
قال تعالي (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ )
قال البقاعي: غفور لذنب من شكره
وتقصيره بمحو عين ما قصر فيه وأثره
فلا يعاقب عليه ولا يعاتب ولولا ذلك
ما أنعم عليكم ولأهلككم بذنوبكم المعنى
قال مقاتل (وربكم فيم شكرتم فيما رزقكم رب غفور)
قد يأتيك القضاء بخلاف ما أردت،
لكن اذا صدقت النيه سيرك الله خيراً،
مما توقعت (فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى)
قال ابن عاشور
(لأن الله أعلم منها بنفاسة ما وضعت،
وأنها خيرا من مطلق الذكر الذي سألته،
في الكلام إعلام لأهل القران تغليطها،
وتعليم بان من فوض أمره إلى الله
لا ينبغي أن يتعقب تدبيره.
لِما طبع عليه الانسان المعاصر
من القلق، كثيرا ما يرى النعم
نقما، أولا يعدها نعماً الا ترى
إلى سبأ كيف ملًوا النعيم حين
ألفوا استدامها ولذلك ختمت
الأيه بصيغة المبالغة (إن في ذلك
لآيات لكل صبار شكور)
فسبحان من اذا شكر زاد وان لم
يشكر أزال