كنت واقعا في ذنب يشق علي تركه
وفي كل مرة أرتكبه يمتلكني شعور بالضيق الشديد
فتحت المذياع فإذا،
بقوله تعالى :
(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ
وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ )
يرتله أحد القراء بصوت مؤثر جدا
فاقشعر جسمي
وكان ذلك اليوم الحد الفاصل
بين المعصية والإنابة إلى الله
ثلاث سنين قضيتها في العلاجات والأطباء والأعشاب ؛ لأرزق بطفل ،
وفي يوم ما ، وبعد أن قاربت الوصول إلي اليأس ،
كنت أقرأ :
(لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
فقلت : إذا كان خلق السماوات
والأرض أكبر من خلق الناس ،
فهو قادر علي أن
يخلق جنينا في رحمي ،
وما هي إلا أيام معدودات حتي حملت
وأنعم الله علي بطفلتي الجميلة ،
فله الحمد والشكر
كنت استغفر واتوب باستمرار ،
فجاءني الشيطان قائلا : كل هذا الاستغفار ! ولا فرج !
فتركت وساوسه ، فقرأت رسالة عظيمة من ربي ،
وهي قوله تعالي :
( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ
إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ )
فقلت : نعم !
والله إن ربنا لغني عنا ،
وعن تعذيبنا !
إنما هي ذنوبنا
التي نسينا كثيرا منها ،
فأدمت الاستغفار ،
والحمد لله
عندما اسمع أو أقرأ هاتين الآيتين :
( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ )
و :
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
أتساءل :
كم سبقنا إلي الرحمن من سابق ، وتعب في مجاهدة نفسه ، لكنه الآن صار من المقربين ! فأعود إلي نفسي وأحتقرها إذا تذكرت شديد تقصيرها .
وأقول : يا تري أين أنا؟!
قال الله تعالى : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون ) : - واللهِ إن عليك شهوداً من بدنك فراقبهم ، واتقِ اللهَ في السر فإنه لا تخفى عليه خافية .
من أجمل الحكم
التي سمعتها كانت من
أم توصي ولدها وهو يهم
بمواجهة أشخاص غاضبين
قالت :
إقتلهم يا بني بلطفك
فلاشئ يزعجهم
أكثر من اللطف
(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ
قَالُوا سَلَامًا )
كان الأحنف بن قيس يريد الصوم، فقيل له في ذلك، فقال: «إني أُعِدُّه ليومٍ شره طويل»، ثم تلا: {فوقاهم الله شر ذلك اليوم}سورة الانسان (آية:11).
الأهوال لابن أبي الدنيا (ص: 12).ا