﴿ ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ﴾
عند التوكُّل تأمل آثار الإسمين لتغمر قلبك بالرضا والتسليم: (عزيز)مهما عزَّ مطلوبك فهو عليه هين؛ لكنه (حكيم) قد يمنعك ما ترجوه لا عجزاً ولابخلا، إنما لكمال تدبير وحكمة خفيت عليك والله يعلمها.
"﴿ إلى صراط العزيز الحميد ﴾ ذكر ﴿ العزيز الحميد ﴾ بعد ذكر الصراط الموصل إليه؛ إشارةٌ إلى أن من سلكه فهو عزيز بعز الله قوي ولو لم يكن له أنصار إلا الله، محمود في أموره حسن العاقبة."
السعدي -رحمه الله-
﴿ ولَقّاهُم نَضرةً وسُرورا ﴾
- سُرور القلب مِن نَعيم الجنّة العاجل !
وأوفر الناس حظاً به في الدنيا الرّاضون عن ربهم في كل حال وأهلُ البرّ وصنائع المعروف والكاشفون للكُـرَب المتودِّدُون بأخلاقهم .
﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾
صدقني لن ينسَ الله لحظات صراعك مع الذنب ، وقيامك بعد التعثر ، وحرقة الألم بعد المعصية ، بل سيعيضكَ عن ذلك بهدايةٍ وانشراح لسبل الطاعة والخير ، فقط اصبر وجاهد !
حتى لحظات المجاهدة التي تُكابد فيها قلبك لترفعه من وحل الشهوات المحرمة ثمنها(الجنة)! قيل في تفسير قوله تعالى ﴿ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا﴾ أي: بما صبروا على ترك الشهوات في الدنيا .
﴿ وله الحمد في الآخرة ﴾
وأما ظهور حمده في دار النعيم ؛فلأن أهل الجنة يرون من توالي نعم الله وإدرار خيره وكثرة بركاته وسعة عطاياه، التي لم يبق في قلوب أهل الجنة أمنية ولا إرادة إلا وقد أعطي فوق ما تمنى وأراد بل يعطون من الخير ما لم تتعلق به أمانيهم ولم يخطر بقلوبهم ! ????
السعدي
في غَمْرة ذُهولٍ قد تُصور لك الحياة أنّك المكسور الذي لن يجبر أبدا ، ثم تُهدى لفؤادك رسائل مِن السماء تنتشلك من ضيق الأرض؛ ﴿إن الأمر كُله لله﴾ ﴿سيجعل الله بعد عسر يسرا﴾ ﴿الله لطيف بعباده﴾ !. فلو أذن الله للقرآن أن يجبر قلبك أبقاك على حال كأنك لم تخذل ولم تكسر قبله أبدا.