(وإذا بُليتَ بالذين يأتون في ناديهم هذا المنكر(تصنيف الناس بغير حق) واللهث وراءه، فبادر بإنفاذ أمر الله في مثل من قال الله فيهم ﴿وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين﴾
العلامة بكر أبوزيد.
طيب الأثر سبب في بقاء الذكر الجميل بعد الرحيل وأعظم ما يعين على تحصيله الدعاء. قال ابن كثير في تفسير دعاء الخليل عليه السلام : ﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾
أي:واجعل لي ذكراً جميلاً من بعدي أُذكر به.
﴿ أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ﴾
- من أرادَ الله به خيراً وفقه لكثرة الدعاء لقلبه أن يبقىٰ طاهراً ؛ فقلبٌ لم يأذن الله بطهارته لن تنقيه بحار الدنيا ولو صُبت عليه
﴿ إِنَّ الله يَرزق من يَشاءُ بغير حِسَاب ﴾
قال البغوي أي:لا يخاف نفاد خزائنه فيحتاج إلى حساب ما يخرج منها ! لأن الحساب من المعطي إنما يكون بما يخاف من نفاد خزائنه.
- على قدْر اليقين بسعة خزائن الله يكون الإقبال على الدعاء !
﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ﴾
أي : أنت أعلم بنا منا، فنسألك من تدبيرك وتربيتك لنا أن تيسر لنا من الأمور التي نعلمها والتي لا نعلمها بما هو مقتضى علمك ورحمتك !
تفسير السعدي
﴿ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ﴾
من أوجه تفسيرها عند البغوي عن مجاهد :
"أراد به الرجال خاصة وهم زينة الأرض"
اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين
﴿ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
إذا أرهقتك الحياة فر بقلبك إلى رحاب القرآن ففيه الثبات والقوة والانشراح ! قال السعدي في تفسيرها : لأنه كلما نزل عليه شيء من القرآن ازداد طمأنينة وثباتا وخصوصا عند ورود أسباب القلق .."