التدبر

١ "تبتغي مرضات أزواجك " رسولنا صلى الله عليه وسلم جعل (مرضاة زوجاته) من مقاصده في حياته! هنيئا لمن تأسى بقدوته فجعل رضا وسرور أهله من أولوياته الوقفة كاملة
٢ ﴿ رضيَ الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشيَ ربَّه ﴾ لن تنالَ رضوان الله.... حتى تخشاه ! رضي الله عنك وأرضاك. الوقفة كاملة
٣ " والعصر إن الإنسان لفي خسر" بعض البشر حياتهم خسارة . الوقفة كاملة
٤ (تراهم ركعا سجدا يبتغون فضﻻ من الله ورضوانا) الركوع والسجود (مغاريف) الفضائل والرضوان الوقفة كاملة
٥ ( ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا ) فضّل الإله الودود ، تناله بكثرة السجود !! الوقفة كاملة
٦ [ تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا] الهامات العزيزة لم يخفضوها إلا لله ليرضى عنهم ومن يبحث عن رضا ربه فسيرضيه الله الوقفة كاملة
٧ {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} (إن أمتي يأتون يوم القيامة غُرّاً محجلين من آثار الوضوء) بعد هذا أيخيب عبدٌ قضى حياته ما بين وضوء وسجود.؟! الوقفة كاملة
٨ حياته فوضى، بلا هدف، لم يفكر إلى أين يسير؟ ماذا يفعل؟ لم يفكر بنفسه أبدا! أتعرف سبب هذا الخذلان؟﴿ نسوا الله فأنساهم أنفسهم ﴾ الوقفة كاملة
٩ (ويبقى) وجه ربك ذو الجلال (والإكرام)" من نتعلق بهم في الدينا يرحلون وفي مدة حياتهم يبخلون وربنا يبقى بلا فناء ويعطي بلا انقطاع الوقفة كاملة
١٠ القرآن ،، شرف حياتهم ، وحياة مابعد مماتهم . ﴿وإنّه لذكر لك ولقومك﴾ علمه القرآن وسيعلمه القرآن كل شيء . الوقفة كاملة

تذكر واعتبار

١ كان معاوية يستلم جميع أركان الكعبة، فقال له ابن عباس: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يستلم إلا الركنين! فقال معاوية: ليس شيء من البيت مهجور! فقال ابن عباس: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فسكت معاوية ووافق ابن عباس رضوان الله عليهم أجمعين.. ويستفاد من هذا الموقف: أن فهم السنة من أعظم ما يعين على التدبر الصحيح. الوقفة كاملة
٢ نشرت بعض الصحف هذا اليوم خبر حاج ياباني وزوجته عند خروجهما من الحرم، وبعد أدائهما أول صلاة جمعة في حياتهما انفجرا باكيين، وقالا: ولدنا من جديد، وكل ما مضى من حياتنا من لحظات سعيدة لا تعادل ولو جزء بسيطا مما عشناه في المشاعر المقدسة، وصدق الله (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً). الوقفة كاملة
٣ يقول أحد الإعلاميين (من دولة خليجية) ممن أوتي قدرة على الكتابة وخصوصًا الوصف، والكتابة في عالم الغزل، والتشبيب بالنساء: كانت تأتيني رسائل ثناء وإشادة كثيرة من المتابعين، وذات يوم جاءته رسالة قصيرة من جوال لا يعرفه، غَيَّرتْ مسار حياته الإعلامية وكتاباته، هي: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ). الوقفة كاملة
٤ " مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ " غالبا ما أستشعرُ فى حياتى قوله تعالى : " مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ " , فتطبعت بها وصار معناها حزء منى , حتى أصبح البعض لا يتهيب من استشارتى فى بعض الأمور الدقيقة فى حياته لعلمه اليقين بأنى لن أتطلع لمعرفة ما حجبه عنى بإرادته مما لا يفيد فى تقديم المشورة , فوجدت فى ذلك تربية لنفسى على قوة الإرادة , وراحة لها عن أن تنشغل بما لا يعنيها ! . الوقفة كاملة
٥ تدبر سورة عبس فعرفَ الطريقَ وخطِّ المنهج! (طارق) شابٌ أمريكي من أصلٍ أفريقي، هداه الله إلى الإسلام فصار داعية إلى الدين الحنيف، وكنت قد سمعت من الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس ( العالم السوداني الشهير) أن طارقًا يُسلِمُ على يديه أكثر من ثلاثمائة شخص أسبوعيًا! وقد شاء الله أن ألقى طارقًا هذا في موسم حج عام 1421 هـ، إذ قدر الله تعالى أن يكون طارق أحد ضيوف الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لأداء مناسك الحج، وكنت مشرفًا على أولئك الضيوف الأمريكيين في ذاك العام، وصحبنا في الحج الدكتور جعفر شيخ إدريس لإلقاء دروسٍ ومحاضراتٍ عليهم باللغة الإنجليزية.وكانت مفاجأة للدكتور جعفر ولي؛ أن كان طارق مع الضيوف ، فلما رآه الشيخ قال لي: هذا هو الداعية الذي حدثتك عنه، فأرجو أن تسمع منه مشافهة حتى يكون سندك في الرواية متصلا ،،، ففرحت بهذا فرحًا عظيمًا، واقترحت على طارق أن يشرح لنا ولكل زملائه الضيوف منهجه في الدعوة، وكان ذلك مساء الثامن من شهر ذي الحجة عام 1421 ه، فقال:حينما أسلمت شعرت بعظمة هذا الدين القويم، وأثره على نفوس أهله، وخالطني حزن شديد على حرمان الأمريكيين من هذا النعيم المقيم، فقررت أن أبذل قصارى جهدي لأنقل لهم بعض أنوار الإسلام لعلي بهذا أنقلهم من الظلمات إلى النور، ولكنني أدركت أني فرد، فماذا يجدي جهد فردي أمام طوفان الظلام؟ لكنني لما قرأت سورة عبس، بهرني قول الله تعالى:{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَة } ، فقلت في نفسي: الناس صنفان: * صنف مستغنٍ عن الدين، فلا تنفعه الذكرى، ولن يزَّكى. * وصنف مقبل يريد أن يَزَّكَّى، وهذا – بلا شك - تنفع الذكرى. وهذا الصنف المقبل – الذي يريد أن يَزَّكَّى – أعدادهم كبيرة جدًا، والجهد اللازم لتبليغهم رسالة الإسلام فوق طاقتي الشخصية، بل فوق طاقات دعاة المسلمين جميعًا، بل لكثرتهم لو اشتغل كل المسلمين فرادى وجماعات في إبلاغهم بالحق لكان ذلك فوق قدرتهم.فقررت في نفسي أن لا أبذل طاقتي الدعوية إلا مع الذين يرغبون في معرفة الإسلام، فصرت إذا قابلت أحدًا حييته وصافحته وسألته –وعيناي تتفرسان في وجه لسِبرِ أثرِ سؤالي عليه – قائلا: هل ترغب في معرفة شيء عن الإسلام؟ فإن قال: (لا) فلت في نفسي: هذا ممن استغنى ، ولا يريد أن يزَّكَّي، فيا طارق لا تُضِعجهدك معه، وابحث عن غيره. وإذا قال: نعم أريد أن أعرف؛ وقفت معه أُحدثُهُ عن أسس الدين الحنيف، وعيناي ما زالتا تتفرسان في وجهه لِسَبرِ أثر كلامي عليه، فإن رأيته غير منسجم مع كلامي سألته:هل تريد أن أزيدك معلومات؟ فإن أبدى تململا أو عدم ارتياح، أو رغبة في الانصراف، وَدَّعتُهُ راجيًا منه أن يبحث عن الحقيقة أكثر فأكثر، ثم افترقنا. وإذا كان جوابه إيجابًا؛ عرضتُ عليه أن نجلسَ إما في حديقةٍ أو مقهىً أو مطعم؛ فأزيده تفصيلاً، ثم أعطيه عنوان المركز الإسلامي، وأطلب منه أن نلتقي مساءً هناك، وأكثرهم يأتي على حسب الموعد ويُسلم. قلتُ: ولما استوثقتُ منه عن عدد الذين يسلمون على يده؛ أكد أنهم فعلا يزيدون على الثلاثمائة أسبوعيًا، وأكًد أن ذلك بفضل الله وبفضل كلام الله الكريم في سورة عبس!. الوقفة كاملة
٦  حينما زار ملك الموت بيتي!! زار ملك الموت بيتي عندما أراد الله جل وعلا قبض روح فلذة كبدي، رحمه الله رحمة واسعة، وأفاض عليه من كرامته ورضوانه، ورأيت تلك الزيارة في رؤيا قبل تحقق المصيبة بثلاثة أيام، فكنت لا أعلم من سيأخذ؟ وهنا كان الابتلاء والامتحان!!وبعد ذلك قضى الله أمره في ولدي، فعلمت علم يقين ان ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن أبدًا ليصيبه!اتجهت في هذه المحنة إلى كتاب الله ليسكن فؤادي المقطوع الفارغ من كل شيء إلا من ذكر الله، فقد كان للمصيبة ألمٌ شديد كالسيف يقطع أوصالي قطعة قطعة، فوجدت – والحمد لله – العلاج والراحة والسكينة والطمأنينة واليقين والصبر والرحمة والهداية وثمرات أخرى كثيرة؛ وجدتها في آيات الله وكتابه المبين.كان لساني لا يفتر من دعاء الله أن يربط على قلبي كما ربط على فؤاد أم موسى، واستحضرت في نفسي الآية التي تصف حال أم موسى وهي ترمي بثمرة فؤادها في البحر، يقول تعالى:{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاَ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين} .وقد جاءني الغوث بحمد الله، فأحسست بالثبات والرباط على قلبي، واستشعرت السكينة والهدوء في قلبي وجوارحي، فقلص دمعي، وازداد رسوخ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر عندي، وما زملت أردد قول رسولنا الكريم قلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون . الوقفة كاملة
٧ هل بِالإِمكَان الجَمع بين قِرَاءَةِ القُرآن والتَّفسِير، وذلك حِينما أُريدُ أن أَقرَأ القُرآن كُلَّ شهر؟ وما هِيَ أَقصَر الطُّرق لِفَهمِ الآيَات؟ يعني قراءة جُزء من القرآن في كل يوم هذا أمر سهل يسير، الجُزء مع التَّدبُّر والتَّرتيل يحتاج إلى نصف ساعة، ولا يشق، ومُراجعة كتب التَّفسير المُختصرة؛ لا سيَّما المتعلِّقة بغريب القرآن، يعني لا تُكلِّف شيئاً أمرُها سهل، ومن كُتب الغريب ما طُبع في حاشية المُصحف، وهذا يُيسِّر أكثر؛ لكن قراءة جزء في كل يوم بالنِّسبة لطالب العلم كأنها قليلة بالنِّسبة لكتاب الله -جل وعلا-! فلا يشق على طالب العلم أن يجلس بعد صلاة الصُّبح حتى ترتفع الشمس، وحينئذٍ يتيسَّر لهُ أن يقرأ القرآن في سبع، كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله بن عمر بذلك، حيث قال له: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) وهو مع قراءتِهِ يُدوِّن الكلمات الغريبة ليُراجع عليها بعد الفَراغ من القراءة، يُراجع عليها كتب التَّفسير، ويُراجع عليها كتب الغريب، فكتاب الله ينبغي أن يكون عناية طالب العلم بهِ أكثر، نعم يُعنَى بالحِفظ أوَّلاً، ثُمَّ بعد ذلك بالمُراجعة، ثُمَّ القِراءة من أجل تحصيل أجر الحُرُوف، التَّدَبُّر والتَّرتيل والعمل؛ كُلّ هذا مطلوب بالنِّسبة لطالب العلم، يعني بالنِّسبة للعامِّي الذي يعرف يقرأ القرآن هذا إذا حَصَّل أجر الحُرُوف بالنِّسبة لَهُ؛ يكفِيه! أمَّا بالنِّسبةِ لطالب العلم لا بُدَّ أن يَتَفَقَّه من كِتَابِ الله، وأن يَتَعَلَّمَ كِتَابَ الله، وأن يُعلِّمَ كتابَ الله بعد ذلك، أمَّا إذا قرأ القُرآن في شهر، كل يُوم جُزء، بإمكانه أن يَقرَأ مَعَهُ تفسير مُختَصَر، يعني سهل أن يقرأ تفسير مُختَصَر في شهر إذا كان يقول أنا لا أزيد على جُزء من القُرآن مع مُرَاجَعَة التَّفسير هذا لا بَأس؛ حينئذٍ يَتَعَلَّم القُرآن عِلمًا وعَمَلًا على طريقة الصَّحابة -رضوان الله عليهم-؛ لكن على الإنسان أن يَستَكثِر من هذا الباب الذِّي فُتِحَ لهُ مِمَّا يُقَرِّبُهُ إِلَى اللهِ -جَلَّ وعَلَا-. الوقفة كاملة
٨ أسباب النزول بالنسبة للقرآن كأسباب الورود بالنسبة للحديث. فإذا قيل: لا داعي لمعرفة السبب؛ لأن الذي يهمنا النازل، وهو الذي نتعبد به، وكون الآية نزلت في قصة فلان أو فلان، أو الحديث ورد في شأن فلان أو فلان لا يهمنا. نقول: لأسباب النزول فوائد كثيرة، لأجلها اعتنى بها العلماء عناية فائقة، وصنفوا فيها المؤلفات، ومن فوائد معرفتها: أولًا: أن معرفة السبب مما يورث العلم بالمسبب، فكم من آية نقرؤها ولا ندري ما مراد الله فيها، ولا يتضح لنا وجه ارتباطها بما قبلها وما بعدها، ثم إذا اطلعنا على سبب نزولها زال الإشكال، والعرب يقولون: (إذا عرف السبب بطل العجب). ثانيًا: أن معرفة السبب قد يُحتاج إليه في قصر الحكم العام على مدلول السبب، فالصحابة -رضوان الله عليهم- استشكلوا بعض الآيات، فلما بيّن لهم النبي –صلى الله عليه وسلم- السبب زال عنهم الإشكال، فقد استشكلوا ما جاء في آخر البقرة، واستشكلوا ما جاء في سورة الأنعام: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، قالوا: «أيُّنا لم يظلم نفسه؟» [البخاري: 6937]، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، وفي بعض الروايات: «ألم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}؟» [المسند: 3589]، وبهذا زال الإشكال. ومن المعلوم عند أهل العلم قاطبة، ونُقل فيه الإجماع: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، لكن قد يُلجأ إلى خصوص السبب إذا كان العموم معارَضًا بما هو أقوى منه، مثال ذلك: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]، العموم يدل على أن من صلى إلى أي جهة صحت صلاته، والأدلة دلت على أن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة، فإذا عرفنا سبب النزول، وهو أن الصحابة اجتهدوا بالصلاة، فصلَّوْا إلى جهات متعددة، فنزل قوله –عز وجل-: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}، عرفنا أن الآية مقصورة على سببها، وهو مَن خَفِيت عليه جهة القبلة واجتهد، ثم بان له أنه صلى إلى غير القبلة. ومثال ذلك من الحديث: قوله –صلى الله عليه وسلم-: «صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب» [البخاري: 1117]، مع حديث: «من صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم» [البخاري: 1115] فالحديث الأول: يدل على أن الصلاة لا تصح من القاعد المستطيع للقيام مطلقًا، والثاني: يدل على أن الصلاة تصح من القاعد المستطيع مطلقًا، فهذا تعارض تام، لكن إذا نظرنا في سبب ورود الحديث الثاني زال الإشكال، وهو أن النبي –صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد والمدينة مُحِمَّة - يعني: فيها حمّى - ووجدهم يصلون من قعود، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «صلاة القاعد نصف صلاة القائم، فتجشم الناس الصلاة قيامًا» [المسند: 12395]، ومنه أخذ أهل العلم: أن صلاة النافلة تصح من قعود ولو كان قادرًا مستطيعًا، وعرفنا أنها نافلة من أنهم كانوا يصلون قبل حضور النبي –صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم لا يصلون الفريضة حتى يأتي –صلى الله عليه وسلم-، كما دل الخبر على أنهم يستطيعون القيام، فمن صلى قاعدًا وهو قادر على القيام في الفريضة فصلاته باطلة لقوله –عليه السلام-: «صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا»، ومن صلى قاعدًا في الفريضة أو النافلة وهو عاجز فصلاته صحيحة وأجره كامل، لقوله –عليه السلام-: «فإن لم تستطع فقاعدًا»، ومن صلى النافلة من قعود وهو قادر على القيام فصلاته صحيحة لكن أجره على النصف، فهذه من فوائد معرفة سبب النزول. ثالثًا: يقول أهل العلم: (دخول السبب في النص قطعي)، مثال ذلك: لو جاء طالب إلى شيخ من الشيوخ وقال: (إن الكتاب الفلاني المقرر في الدرس الفلاني لا يوجد في المكتبات، والطلاب ظروفهم لا تساعدهم على أن يبذلوا الأسباب المكلِفة لإحضار الكتاب أو تصويره)، فقام الشيخ بطريقة ما بتوفير الكتاب بعدد الطلاب، ثم أعطى جميع الطلاب نسخة إلا هذا الطالب الذي جاء إليه، فمثل هذا لا ينبغي؛ لأن أولى الناس بالكتاب هذا الطالب المتسبب في إيجاد الكتاب. فهذه من فوائد معرفة أسباب النزول بالنسبة للقرآن، وفوائد أسباب الورود بالنسبة للحديث. الوقفة كاملة
٩ قول الله -جل وعلا-: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [(13) سورة الرعد] أي أخذ المخالف بقوة، شديد الحول، كما يقول ابن عباس، أو شديد القوة والأخذ والبطش، والتحول من حال إلى حال بالنسبة لمن خالف، فأخذه شديد، وعذابه أليم، ورحمته وسعت كل شيء، فالله -جل وعلا- حينما يذكر مثل هذه الآية لتخويف المخالفين؛ لتخويف المفرطين؛ لتخويف المعاندين، كما أنه إذا ذكر رحمته ومغفرته وسعة رحمته، وأنها وسعت كل شيء يسلي عباده خوفاً من أن يأخذهم اليأس والقنوط، وهكذا نجد كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- مشتملة على النوعين الترغيب والترهيب، الوعد والوعيد؛ ليكون المسلم في حياته دائراً بين الأمرين بين الخوف والرجاء، فإذا تصور المسلم أن الله -جل وعلا- شديد المحال، شديد الحول، شديد القوة، شديد البطش {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [(12) سورة البروج] يحول الحال من حال إلى حال، من حال إلى ضدها، تجد الغني الذي رأى نفسه أنه استغنى {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [(6-7) سورة العلق] متى؟ إذا اغتنى؟ لا قد يكون غنياً ولكن لا يطغى {أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [(7) سورة العلق] فالإنسان إذا رأى نفسه أنه استغنى فقد طغى، وكذلك إذا عرف نفسه وأنه أصبح عالماً يشار إليه حينئذٍ يستحق إلى قارعة ترده إلى صوابه ورشده، وهكذا في جميع المواقف التي يرى فيها المرء نفسه وأنه بإمكانه أن يستغني عن الله -جل وعلا- فيصل إلى حد الطغيان يحتاج إلى هذا التحويل، فالغني يفتقر، والعالم يقف في موقف يعرّفه نفسه، فالعالم الذي يتكبر على الناس بعلمه هذا إذا سلمنا بأن ما يحمله مثل هذا علم وإلا في الحقيقة ليس بعلم؛ لأن العلم ما نفع، والعلم الذي لا يدل على العمل ولا على التواضع ولا معرفة الإنسان نفسه هذا ليس بعلم؛ لأنه وبال على صاحبه، فلا بد أن يقف فيه موقف يذل فيه، والشواهد ما تحتاج إلى ذكر، والعالم كلما تواضع وخضع لربه وأدرك حقيقة نفسه وأنه ما زال بحاجة ماسة إلى التزود من العلم والعمل هنا يسدد ويوفق، فيحذر الإنسان من التحويل، من تحويل حاله من صحته إلى مرضه، من علمه إلى جهل يسلب العلم، لذا كان بعض السلف يقول: عوقب بنسيان القرآن من أجل نظرة! إذاً ماذا نستحق من العقوبات؟! نسأل الله -جل وعلا- أن يعفو عنا، من أجل نظرة عوقب بنسيان القرآن! فالله -جل وعلا- شديد المحال شديد التحويل للمخالفين من حال إلى ضدها، شديد البطش، شديد القوة، فليحذر العاقل الناصح لنفسه لاسيما من ينتسب إلى العلم وإلى طلبه من مثل هذا التهديد، ولهذا أردف الشيخ -رحمه الله تعالى- هذه الآية بقوله الله -جل وعلا-: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ} [(54) سورة آل عمران] يعني التحويل الذي حصل مكر من الله -جل وعلا- بالعبد؛ يرزقه، ويغدق عليه النعم؛ ثم يرى نفسه أنه استغنى عن ربه وعن غيره فيطغى، ثم يزاد من باب الاستدراج؛ فيزيد في عتوه وطغيانه، يوجد ممن أعطاه الله الأموال من هذه حاله، والله -جل وعلا- يزيده، وإذا كان الإنسان يتقلب في نعم الله ويزاد منها ولا يستعملها فيما يرضي الله -جل وعلا- يجزم أنه يمكر به ويستدرج! ولذا أردف الآية السابقة بقوله: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [(54) سورة آل عمران] مكروا خدعوا غيرهم فمكر الله بهم، مكروا وخدعوا عباد الله، وخادعوا الله -جل وعلا-، فأظهروا للناس خلاف ما يبطنون {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم} [(9) سورة البقرة] ما يخدعون في الحقيقة إلا أنفسهم، فالله -جل وعلا- الذي يعلم السر وأخفى، وما هو أخفى من السر يخفى عليه ما في قلوبهم؟! {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [(19) سورة غافر] فالمكر والخداع إذا مشى على الخلق فإنه لا يمشي على الخالق وهذا الذي يمكر بالمخلوقين، ويظهر أو تسول له نفسه أن مكره وخديعته تمشي على الناس الله -جل وعلا- يمكر به، والجزاء من جنس العمل {وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [(54) سورة آل عمران]. الوقفة كاملة
١٠ ديننا دين عبادة وعمل نسمع في سير الصالحين من الأعمال ما هو عند كثيرٍ من الناس أساطير، بل صرح بعضهم أن هذه خرافات؛ لأنه ما جرب المسكين، لكن لو جرب وجاهد ثم تلذذ فيما بعد وجد أن الأمر حقيقي. نقرأ في سيرة ابن المبارك الذي ضرب من كل سهمٍ من سهام الإسلام بنصيب وافر، ثم يقال: هذا العمل لا يطاق، ورأينا من شيوخنا من قرب من عمل ابن المبارك، صار حياته كلها لله، فالخير في أمة محمد؛ لكن على الإنسان أن يبذل السبب، ويصدق مع الله -عز وجل-، ويعينه الله -سبحانه وتعالى- على أن تكون حياته كلها لله، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ} [(162) سورة الأنعام] تنقلب عاداته عبادات إذا صدق مع الله -عز وجل-، وبذل السبب، وليس معنى هذا أن الإنسان ينسى نصيبه من الدنيا، لا، لا ينس نصيبه من الدنيا، ولا يكون عالة يتكفف الناس لا، الإسلام دين التوازن، يعني أوجدك في هذه الدنيا لتزرع للآخرة، فما يعين على هذه الزراعة من الزراعة، كسب المال من وجهه وإنفاقه في وجهه من خير ما يبذل الإنسان فيه جهده؛ لكن واقع كثير من الناس العكس، يوصى ألا ينسى نصيبه من الآخرة، كثير من الناس على هذه الحال، يعني تجده ما صرف من وقته إلا وقت الفريضة، ويأتيها على وجهٍ -الله أعلم- أين قلبه؟! بينما الأصل الآخرة، ولا يقول قائل: إن ديننا دين عبادة دون عمل، لا، عبادة وعمل، دين ودنيا، والدنيا تكون من أمور الآخرة إذا استغلت فيما يرضي الله -عز وجل-. الوقفة كاملة

احكام وآداب

١ أصل الهداية اتباع محمد ﷺ، الذي أرسله الله تعالى هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، كيف لا وهو أعلم الناس بدين الله ومراده، وبالطريق الموصل إلى جنته ورضوانه، قال الله عز وجل: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}. الوقفة كاملة
٢ ما يُروى عن الصحابي من أسباب النزول فهو مرفوع؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- طرف في التنزيل سواء ذُكِر أو لم يُذكَر، وعليه حمل أهل العلم كلام الحاكم في قوله: (ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند)، حمله أهل العلم على أسباب النزول، ولذا يقول الحافظ العراقي: وعَدُّ ما فسّره الصحابي رفعًا فمحمولٌ على الأسباب وسبب حمله على أسباب النزول؛ أن الصحابي قد يجتهد ويفسر القرآن من غير رفعٍ للنبي –صلى الله عليه وسلم-، بل بما يعرفه من لغة العرب، أو بما استنبطه مما آتاه الله –سبحانه وتعالى- من فهم كابن عباس –رضي الله عنه- الذي دعا له النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يعلمه الله التأويل، فالذي يُؤثَر عن ابن عباس –رضي الله عنه- من التأويل من أثر هذه الدعوة من فهمه ليس بمرفوع، وليس له حكم الرفع. وأما الحاكم فكأنه نظر إلى أن التفسير بالرأي مذموم، والصحابة -رضوان الله عليهم- من أشد الناس تحريًّا وتثبتًا في تفسير القرآن من غير مستند فجعل تفسيرهم من قبيل المرفوع، قال أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- لما سئل عن تفسير الأبّ في قوله تعالى: {وَفَٰكِهَة وَأَبّا} [عبس: 31] قال: (أيُّ سماء تظلّني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله برأيي؟!). وإذا قلنا: إنه مرفوع، والنبي –صلى الله عليه وسلم- طرف في التنزيل، فكيف يُروى عن جمع من الصحابة أسباب مختلفة لنازل واحد؛ بأن يذكر عن ابن عباس –رضي الله عنه- سبب نزول، ويذكر عن ابن عمر –رضي الله عنهما- سبب نزول آخر؟، نقول: قد يتعدد سبب النزول لنازل واحد، فتنزل الآية مرتين –مثلًا- في قصتين متوافقتين يشملهما حكمها، وهذا المسلك يسلكه بعض العلماء صيانة للرواة الأثبات عن التوهيم، فقد ورد أن آيات اللعان، وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] نزلت في عويمر العجلاني –رضي الله عنه- وهي في (صحيح البخاري) [7304]، وورد أنها نزلت في هلال بن أمية –رضي الله عنه- [البخاري: 4747]، يقول بعض أهل العلم: النازل نزل بسبب أحدهما، فعندما حصلت القصة نزل القرآن على النبي –صلى الله عليه وسلم- مبينًا الحكم، فتلاه على الصحابة –رضوان الله عليهم-، وسمعه من سمعه منهم، فنقل السبب والمسبب، ثم حصلت قصة ثانية، فتلا النبي –صلى الله عليه وسلم- الآية، وسمِعها من لمن يسمعها قبل، فقال: «فأنزل الله –عز وجل-: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ}» إلى آخره، فيظن السامع الثاني أنها نزلت لأول مرة، وهي قد نزلت قبل ذلك. وبعض العلماء يحكم بالترجيح في مثل هذا ويقول: الراجح هو المحفوظ وما عداه شاذ، لكن إذا أمكن صيانة الرواة بقدر الإمكان فلا يُعدل إلى الترجيح. الوقفة كاملة
٣ السنة في الاعتكاف والاعتكاف أصله طول المكث والبقاء ولزوم المكان، وهو في الشرع: لزوم مسجد لطاعة الله -عز وجل-. وهذه الطاعة إنما تكون في الأعمال الخاصة كما كان -عليه الصلاة والسلام- يتخذ حجيرة ويعتزل الناس، وعلى هذا جرى أزواجه وأصحابه من بعده، ولذا أهل العلم قاطبة يعطلون الدروس في هذه الليالي وفي هذه الأيام فلا تجد منهم من يدرس في هذه الليالي، وإن كان معتكفاً في المسجد ليخلو بربه ويتعبد بالعبادات الخاصة اللازمة من صلاة وذكر وتلاوة وتفكر وتأمل وتدبر لكلام الله -جل وعلا-، فيعمر هذه الأوقات بطاعة الله -جل وعلا-، خلاف ما يفعله بعض من يعتكف في هذه الأيام التي كثرت فيها وسائل الراحة وصعب على النفوس تركها، بعض الناس يكون معتكف؛ لكن ما نصيبه من الصلاة؟ التراويح والرواتب والفرائض ولا أكثر ولا أقل، الاعتكاف، معتكف لأي شيء؟ ما نصيبه من تلاوة القرآن؟ يقرأ جزء جزئين ثم يمل وينام، وإلا يكلم الجوال، بعض الناس عنده تلفون، وبعض الناس يزاول حياته العادية يؤتى له بالصحف والجرائد والرادو للأخبار، هذا اعتكاف هذا؟! إذا كان أهل العلم يعطلون تعليم القرآن والسنة؛ لأن النفس تحتاج لتربية، القلب يحتاج إلى صلة بالله -جل وعلا-، كيف تقوى هذه الصلة؟ تقوى بمثل هذا، بالانجماع والانكفاف عن الناس والاعتزال وقطع العلائق، بهذا يؤتي الاعتكاف ثماره، والاعتكاف أقل ما يطلق عليه الاعتكاف ما ينصرف إليه المعنى اللغوي وهو: طول المكث في المكان، أما من يقول: إذا دخلت المسجد أنوي الاعتكاف ولو لحظة هذا ليس باعتكاف لا لغوي ولا شرعي، هذا ليس باعتكاف، ومع الأسف أن يوجد في بعض الأسطوانات في بعض المساجد التي تلي الباب مباشرة نويت سنة الاعتكاف، ليذكر الداخل، نويت سنة الاعتكاف، هذا اعتكاف هذا؟ أولاً كلمة: نويت هذه بدعة، إذا جئت من بيتك قاصداً بيتاً من بيوت الله -جل وعلا- لتمكث فيه من أجل أن تعبد الله -جل وعلا- هذا اعتكاف؟ ما يحتاج أن تقول: نويت سنة الاعتكاف، هذه من البدع، كما يقولون: نويت الصلاة، نويت الصيام، فالاعتكاف في العشر الأواخر أفضل من غيرها، ولا يصح إلا في مسجد تصلى فيه صلاة الجماعة؛ لئلا يضطر إلى كثرة الخروج لأداء الصلاة مع الجماعة في المساجد الأخرى، وهذا ينافي مقتضى الاعتكاف... وهل يشترط أن يكون المسجد جامع لئلا يخرج إلى صلاة الجمعة؟ اشترطه بعضهم، والأكثر على أنه لا مانع من خروجه إلى صلاة الجمعة مرة في الأسبوع، وأن هذا لا يؤثر، فمن اعتكف يلزم المسجد ويشتغل بالعبادات الخاصة، ولا يخرج إلا لما لا بد منه، لحاجة الإنسان، إذا أراد أن ينقض الوضوء أو يتوضأ أو يأكل إذا كان دخول الطعام والشراب ممنوع في المسجد، يخرج لأنه لا بد منه. وخروج بعض الجسد لا يخل بالاعتكاف؛ لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يخرج رأسه لعائشة وهو في بيتها لترجله، خروج بعض البدن لا يخل بالاعتكاف، وليس معنى هذا أن الإنسان يجلس قرب باب المسجد ويطالع الذاهب والرايح، ويقضي أكثر وقته في هذا ويقول: خروج بعض البدن لا يخل بالاعتكاف، لا أنا أقول: للحاجة، والاعتكاف يصح في جميع المساجد التي تؤدى فيها صلاة الجماعة ولا يختص بالمساجد الثلاثة كما جاء عن حذيفة؛ لأن ابن مسعود -رضي الله عنه- رد عليه {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [(187) سورة البقرة] و(أل) هذه جنسية تشمل جميع المساجد، كونه -عليه الصلاة والسلام- ما اعتكف إلا في مسجده، هذا لا، الأصل أن يعتكف في مسجده، ولا يتصور أن ينتقل إلى بلد آخر ليعتكف به ليبين الجواز، إنما الأصل أن يكون الاعتكاف في المساجد. الوقفة كاملة
٤ على المُحرم وغيره أن يحفظ لسانه وجوارحهُ. ينبغي للمحرم ألا يتكلم إلا بما يعنيه، وغير المحرم كذلك ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) والمحرم من باب أولى، وجاء الحث على حفظ الجوارح في الحج تأكد ذلك، وأيضاً في سائر الأحوال والأوقات والأزمان؛ لكنه بالنسبة للحاج أولى، ليرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، كما قيل أيضاً مثل هذا بالنسبة للصائم، وكثير من الناس تسول له نفسه أو تمنيه أنه يسلك هذا المسلك إذا حج، لا سيما وأن الحج يمكن أن يؤدى بأربعة أيام، فيقول الإنسان بإمكانه أن يملك نفسه ويملك جوارحه خلال الأربعة أيام لكن الواقع يشهد بهذا أو لا يشهد به؟ يشهد بضده، الواقع يشهد بضده ولو حرص الإنسان ما دامت أيامه معمورة بالقيل والقال فإنه لن يستطيع أن يملك نفسه في هذه الأيام، ولو اعتزل ولم يأته أحد لذهب يبحث عن من يتكلم معه فيما كان يتكلم به في طول حياته وأيام رخائه، وقد وجد من يغتاب الناس عشية عرفة، ووجد من يسب الناس ويشتمهم عشية عرفة؛ لأنه مشى على هذا في طول حياته، ما تعرف على الله في الرخاء ليعرف في مثل هذه الشدة، ووجد من يتابع النساء في عرفة؛ لأنه في سائر أيامه مشى على هذا، ويوجد من ينام عشية عرفة إلى أن تغرب الشمس؛ لأنه مفرط في بقية الأيام، والجزاء من جنس العمل، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [(46) سورة فصلت] هذا ما قدمت يداك، وهذا ما جنيت على نفسك، فعلى الإنسان أن يحرص على حفظ جوارحه طول حياته ليحفظ في مثل هذه الأيام، إذا كان الإنسان لا يستطيع عشية عرفة، أو في الاعتكاف، وجد من يغتاب في الاعتكاف، ووجد من ينام عن ليلة ترجى أن تكون ليلة القدر وهو معتكف؛ لأنه طول أيامه على هذه الحالة، وإذا كان ديدنه التأخر عن الصلوات، وهذا أمر مشاهد ومجرب، نسأل الله -جل وعلا- أن يعفو عن الجميع، إذا كانت عادته أن يتأخر عن الصلوات وهذا ديدنه في شعبان وفي رجب وقبلها من الأشهر ثم خرج بعد أن أعلن عن الشهر، مغرب آخر يوم من رمضان، أعلن عن يوم العيد في الغالب أنه إذا كانت تفوته شيء من الصلوات في شعبان تفوته العشاء أو يفوته شيء منها ليلة العيد، وهو الآن خرج من المعتكف لماذا؟ لأنه ما تعرف على الله في الرخاء. ونعرف أناس يعني موجود -ولله الحمد- الأمة ما زال فيها خير، نعرف أناس لا فرق بين عشية عرفة وغيره، ولا بين الاعتكاف وغيره، هذا على طول العام هذه حاله، ولو قيل له: إن الروح تخرج الآن ما يمكن أن يزيد تسبيحه، وهذا موجود الآن -ولله الحمد- والخير في أمة محمد، لكن الإشكال في عموم الناس، لا سيما كثير من طلاب العلم، والله المستعان. شُريح إذا أحرم كأنه الحية الصماء، لماذا؟ لأنه طول أيامه هذه صفته، كيف يعان على مثل هذا وهو في طول أيامه مفرط؟ لا يمكن أن يعان الجزاء من جنس العمل {جَزَاء وِفَاقًا} [(26) سورة النبأ] وهل يقال: إن شريح في هذه الصفة يمدح أكثر من غيره ممن يتصدى كعطاء مثلاً يتصدى لإفتاء الناس؟ الآن السياق هذا سياق مدح، "وينبغي للمحرم ألا يتكلم إلا بما يعنيه، وكان شريح إذا أحرم كأنه الحية الصماء" هذا سياق مدح و إلا ذم؟ مدح بلا شك؛ لكن أي شريح وإلا عطاء الذي يتصدى للناس ويبرز إليهم، ويفتيهم، ويصدرون عن رأيه في هذا الباب أو غيره من سادات الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة إلى يومنا هذا، هل نقول: على الإنسان أن يحفظ نفسه، وينزوي في زاوية ويكون كالحية الصماء مجرد تسبيح وذكر وتهليل وتلاوة وقيام وما أشبه ذلك أو نقول: يبرز للناس وينفعهم إما ببدنه، وهذا موجود ولله الحمد موجود بكثرة في الشباب أو بعلمه وهذا موجود في الشيوخ، والأمة ما زال فيها خير، ويوجد من هذا النوع الشيء الكثير، يعني لو قيل أن بعض الناس -هذا نادر- أنه يأتي إلى مكة وهذا ليس بمبالغة، يعني يأتي إلى مكة ويصلي في صحن الحرم، ولا ينظر إلى الكعبة مطأطئ الرأس في جلوسه في مشيه، في صلاته، في سائر أحواله، هذا موجود ما هذه بمبالغة، نعم موجود لكنها ندرة، هل نقول: أن مثل شريح كأنه الحية الصماء لا يتكلم إلا بذكر أو تلاوة أفضل من عطاء الذي يصدر الناس عن رأيه في هذه المسائل؟ نعم النفع المتعدي أفضل من النفع القاصر، لكن مثل شريح في هذه الصفة لا شك أنه أفضل ممن يصرف وقته ويبذل جهده في المباح، في الكلام المباح فضلاً عن الكلام المكروه أو المحرم، والله المستعان. الوقفة كاملة
٥ العناية بحفظ اللسان: ينبغي للمحرم ألا يتكلم إلا بما يعنيه، وغير المحرم كذلك. قال -صلى الله عليه وسلم-: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» [الترمذي: 2317]، والمحرم من باب أولى. وجاء الحث على حفظ الجوارح في الحج، وأيضًا في سائر الأحوال والأوقات والأزمان، لكنه بالنسبة للحاج أولى؛ ليرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. كما يقال أيضًا مثل هذا بالنسبة للصائم. وكثير من الناس تسول له نفسه، أو تمنيه أن يسلك هذا المسلك إذا حجّ، لا سيما وأن الحجّ يمكن أن يؤدّى بأربعة أيام. فيقول الإنسان بإمكانه أن يملك نفسه، ويملك جوارحه خلال الأربعة الأيام. لكن الواقع يشهد بضده ولو حرص الإنسان ما دامت أيامه معمورة بالقيل والقال فإنه لن يستطيع أن يملك نفسه في هذه الأيام. ولو اعتزل ولم يأته أحد لذهب يبحث عن من يتكلم معه فيما كان يتكلم به طول حياته وأيام رخائه، وقد وُجد من يغتاب الناس عشية عرفة، ووُجد من يسبّ الناس ويشتمهم عشية عرفة؛ لأنه مشى على هذا طول حياته، ولم يتعرف على الله في الرخاء ليعرفه في مثل هذه الشدة. ووجد من يتابع النساء في عرفة؛ لأنه في سائر أيامه مشى على هذا. ويوجد من ينام عشية عرفة إلى أن تغرب الشمس؛ لأنه مفرط في بقية أيامه، والجزاء من جنس العمل، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [سورة فصلت: 46]، هذا ما قدمت يداك، وهذا ما جنيت على نفسك. فعلى الإنسان أن يحرص على حفظ جوارحه طول حياته، ليُحفظ في مثل هذه الأيام. وقد وجد من يغتاب في الاعتكاف، ووجد من ينام عن ليلة ترجى أن تكون ليلة القدر وهو معتكف؛ لأنه طول أيامه على هذه الحالة. وإذا كان المعتكف ديدنه التأخر عن الصلوات، وهذا أمر مشاهد ومجرب، نسأل الله -جل وعلا- أن يعفو عن الجميع، ثم خرج بعد أن أعلن عن الشهر، مغرب آخر يوم من رمضان، فإنه في الغالب إذا كانت تفوته شيء من الصلوات في شعبان، أن تفوته العشاء، أو يفوته شيء منها ليلة العيد، وهو الآن خرج من المعتكف؛ لأنه ما تعرف على الله في الرخاء. ونعرف أناس -ولله الحمد- لا فرق عنده بين عشية عرفة وغيره، ولا بين الاعتكاف وغيره، هذا حاله على طول العام. ولو قيل له: إن الروح تخرج الآن، لا يمكن أن يزيد تسبيحه. وهذا موجود -ولله الحمد- والخير في أمة محمد، وما زال فيها. لكن الإشكال في عموم الناس، لا سيما كثير من طلاب العلم، والله المستعان. الوقفة كاملة
٦ الزيارة الشرعية للقبور. يقول ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:(وزيارة القبور على وجهين زيارة شرعية وزيارة بدعية). والزيارة الشرعية التي جاء الحث عليها: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» [ابن ماجة: 1569]، وجاء أيضًا: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» [مسلم: 977]. ولا شك أن زيارة القبور والنظر إليها والتأمل في أحوال المقبورين ومآلهم، لا شك أنه يورث في القلب إنابة وخشية لله -جلّ وعلا-، ويحثه على العمل الصالح، ويكفه عن العمل السيء، وهذا الأصل في القلب الحي. لكن مع الأسف أننا جربنا هذا وجربه غيرنا فوجدنا الجدوى ضعيفة جدًا. وذكر القرطبي المفسر في تفسير قوله تعالى: {ألْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 1، 2] ذكر شيء من حال السلف في هذا الموضع، وإذا عرضنا عليه أحوالنا نجد أننا لا شيء بالنسبة لهم. والقلب لا شك أنه في أول الأمر إن كانت فيه حياة أنه يتأثر، ثم بعد ذلك إما أن يزداد هذا التأثر أو ينقص، على حسب حياة هذا القلب و موته. فبعض الناس كل ما زاد تردده على هذه القبور زاد تأثره وزاد تأمله. ومنهم من إذا تكررت منه الزيارة خف أمرها وقل شأنها. ويحدثنا بعض الناس يقول: أنا لا أفرق بين القبر، وبين حفرة غيار الزيت. يعني هذا سواء نطقنا به، أو لم ننطق به، فهذا هو الواقع، ونجد هذا من أنفسنا مع الأسف. ولا شك أن هذا القلب يحتاج إلى بعث من جديد، يحتاج إلى إحياء هذا الميِّت. والحسن البصري يقول: تفقد قلبك في ثلاثة مواطن: (عند قراءة القرآن، وفي الصلاة، والدعاء، إن وجدته وإلا فاعلم أن الباب مغلق)، وهذا حالنا، نسأل الله -جلّ وعلا- أن يحيي قلوبنا. فرق بين حال الناس اليوم وبين حالهم قبل ثلاثين سنة أو أكثر من ذلك، يعني بعد انفتاح الدنيا تغيّر الناس تغيرًا كبيرًا جدًا. الصحابة -رضوان الله عليهم- أنكروا قلوبهم بعد أن نفضوا من دفن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لماذا؟ لأنهم يرون في المشاهدة والواقع ما يتأثرون به، نعم يتأثرون بما تركه من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لكن ليس الخبر كالعيان. كان الناس قبل ثلاثين سنة وهذا شيء أدركناه، بعض الناس إذا رأى الجنازة صار له مدة تتراءى له في النوم، وبعضهم لا يخرج في ذلك اليوم ويحصل له من الأثر ما يحصل، والآن لا فرق. ومن الطرائف التي تذكر مع شديد الأسف أنك تجد العامل في ثلاجة المقبرة يضع بعض أمتعته مع الميت حتى تبرد، إما مشروب، وإما شيء آخر، أين القلوب؟!، والله المستعان. والزيارة الشرعية للقبور التي جاء الحث عليها يقصد منها نفع الميت، وانتفاع الزائر. يقول ابن تيمية: (فالشرعية المقصود بها السلام على الميت والدعاء له كما يقصد بالصلاة على جنازته فزيارته من جنس الصلاة عليه) هذا نفع للميت. والزائر ينتفع بتغيّر حاله ووضعه إذا رأى القبر. وعثمان -رضي الله عنه- إذا رأى القبر بكى بكاء شديدًا، فيقال له: أنت ترى ما هو أعظم من ذلك؟ قال: هذا أول المنازل. فهذه المرحلة الحاسمة الفاصلة، وهذا مفترق الطرق، فإما يمين أو شمال وليس هناك غيرهم. والقرطبي -رحمه الله تعالى- يقول: إذا كانت زيارة القبور لا تؤثر فيك فاحرص على حضور المحتضرين. فإن حالهم ووضعهم مؤثر، يؤثر حتى في القلب المريض. لكن ماذا عمن لا يتأثر ولا في هذه الحالة؟!، يمر بالحوادث ويرى الناس تجاذبهم أرواحهم، ويلفظون أنفاسهم وكأن لا شيء. القلوب دخلها ما دخلها بعد انفتاح الدنيا، وهذا شيء ملاحظ. قد يقول قائل: الناس فيهم خير، وكثر العلم وكثر طلاب العلم، وكثر رواد المساجد. لكن هذه صور ظاهرة والله -جلّ وعلا- لا ينظر إلى الصور الظاهرة، إنما ينظر إلى القلوب والأعمال. والقلوب تأثرت بلا شك، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: «فو الله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا» [البخاري: 3185] وهذا هو الحاصل لما فتحت الدنيا. نعم الأبدان مقبلة ولله الحمد، لكن يبقى أن المعوَّل على القلوب. الوقفة كاملة

الدعاء والمناجاة

١ قال الله تعالى : { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ } : - بقدر ظنونهم السيئة ساءت حياتهم ومماتهم ، [ اللهم إنا نظن بك غفرانا وتوفيقا وتيسيرا و سعـادة وفرحا ورزقا وشفاءا وحسن خاتمة ] . الوقفة كاملة
٢ سل الله تعالى المغفرة والرضوان لوالديك, ﴿ قَالَ سَلَٰمٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّىٓ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِى حَفِيًّا ﴾ الوقفة كاملة
٣ قال الله تعالى : - { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } : - رضوان الله عز وجل أعظم من جنته ‼️ " اللهم إنا نسألك أن ترضى عنا '' . الوقفة كاملة
٤ اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف الارض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم. اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه. اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به. اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال. اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه. اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين. اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود. اللهمّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون “يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم”. اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم. اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً. اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك الوقفة كاملة
٥ اللهم إني اسألك بمحمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسى كليمك، وإنجيل عيسى، وزبور داوود. وفرقان محمد (صلى الله عليه وسلم)، أن ترزق صديقي البركة في حياته كلها، وتوسع رزقه، وتطيل عمره. وتبارك له في صحته، ووفقه لخير الأعمال، والإجابة عند السؤال، وجنتك يا رب العالمين الوقفة كاملة
٦ المطفف إذا أخذ لنفسه، أخذ أكثر من حقه، وإذا أعطى، أعطى أقل من الواجب. وقد حذر الله من التطفيف في الميزان، وهو ما يمكن أن نطلق عليه التطفيف الحسي، أما التطفيف المعنوي، فهو الذي يقع فيه كثير منا، إلا من رحم الله، فكل تصرف يؤدي إلى أن يأخذ الإنسان أكثر من حقه أو أن يعطي لصاحب الحق أقل من حقه فهو تطفيف. قال القرطبي في تفسيره: وقال آخرون: التطفيف في الكيل والوزن والوضوء والصلاة والحديث. وفي الموطأ قال مالك: ويقال لكل شيء وفاء وتطفيف. وروى عن سالم ابن أبي الجعد قال: الصلاة بمكيال، فمن أوفى له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله عز وجل في ذلك: ويل للمطففين. تفسير القرطبي (19/ 251) فتاجر يستوفي حقه من المشتري، ويعطيه بضاعة على غير حقيقتها أو مغشوشة، أو أقل من القيمة، تطفيف. وبائع يبيع الخضروات والفاكهة ويحقنها بالهرمونات لتظهر على أنها ناضجة، تطفيف. ووالد يريد من أبنائه أن يطيعوه وأن يلزموا أوامره، ولا يوفيهم حقهم من الرعاية والنفقة والاهتمام، تطفيف. وابن يريد من أبيه وأمه أن يغدقوا عليه من الأموال، ولا يوصل إليهم البر، تطفيف وكبيرة. زوجة لا تعطي لزوجها حقه ولا تهتم به، ثم تستوفي كامل حقها منه، تطفيف. موظف لا يؤدي واجبه الوظيفي ويتكاسل عنه ويرهق من يأتيه لقضاء مصحته، ثم ينتظر راتبه آخر كل شهر، تطفيف. والمصلي الذي لا يؤدي الصلاة بكل واجباتها وشروطها، مطفف. وكل مقصر في عباداته وطاعاته، مطفف. فإذا ما نظرنا إلى حالنا، نرى أمورنا كثيرة قد قصرنا في أدائها، فلنحذر أن نكون من المطففين. اللهم ارزقنا الإنصاف يا رب العالمين، ونعوذ بك اللهم أن نكون من المطففين... فلينظر كل إنسان منا إلى مواقع الخلل في نفسه وحياته وليعالجها، فتستقيم حياتنا، ويرضى عنا ربنا.. شارك الفائدة مع أحبابك، ولننبه بعضنا البعض حول تقصيرنا، فمن أراد أن يستوفي حقهن فلابد من أن يؤدي الذي عليه الوقفة كاملة
٧ اللهم أبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار. . اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا، وعن الإساءة عفوا وغفرانا. اللهم إن كان محسنا فزد من حسناته، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته. اللهم أدخله الجنة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب. . اللهم آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته. اللهم أنزله منزلا مباركا، وأنت خير المنزلين. اللهم أنزله منازل الصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار. اللهم افسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنةاللهم أعذه من عذاب القبر، وجفاء الأرض عن جنبيها. اللهم املأ قبره بالرضا، والنور، والفسحة، والسرور. اللهم إنّه في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إنه عبدك وابن عبدك، خرج من الدنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه. اللهم إنه كان يشهد أنك لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به. اللهم إنا نتوسل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذبه، وأن تثبته عند السؤال. اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيرا إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه. اللهم آته برحمتك ورضاك، وقه فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من مواطن الدود، وضيق اللحود، إلى جنات الخلود اللهم احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». . اللهم يمن كتابه، ويسر حسابه، وثقل بالحسنات ميزانه، وثبت على الصراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم. اللهم آمنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنة مطمئنة، ولقنه حجته. اللهم اجعله في بطن القبر مطمئنا، وعند قيام الأشهاد آمنا، وبجود رضوانك واثقا، وإلى أعلى درجاتك سابقا. اللهم اعف عنه، فإنك القائل «ويعفو عن كثير». اللهم إنه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فجد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك. اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء، فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه، وتقر بها عينه. اللهم احشره مع المتقين إلى الرحمن وفدا. . اللهم احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين. اللهم بشره بقولك «كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية». 15. اللهم اجعله من الذين سعدوا في الجنة، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض. اللهم لا نزكيه عليك، لكنا نحسبه أنه آمن وعمل صالحا، فاجعل له جنتين ذواتي أفنان، بحق قولك: «ولمن خاف مقام ربه جنتان»، اللهم شفع فيه نبينا ومصطفاك، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبدا. الوقفة كاملة
٨ اللهم بلغني وبلغ عائلتي ومن أحب والمسلمين سماع التراويح ودعوات المصلين وختم القرآن اللهم بلغنا شهر رمضان ونحن في أحسن حال. ============ اللهم بلغنا رمضان بلوغا يغير حالنا إلى أحسنه ويُهذب نفوسنا ويُطهر دواخلنا بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار. ============. ============ اللهم اغفر لي والدي وللمسلمين اجمعين اللهم بلغني رمضان واعني على صيامه واحفظ لي والدي واحبتي اللهم اني اسألك حسن الخاتمه ============ دعاء اقتراب شهر رمضان اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين اللهم بلغنا برضاك يا ارحم الراحمين وعشر العتق من النيران. ============ اللهم بلغنا رمضان ونحن واهلنا واحبتنا والمؤمنين في كل مكان في احسن حال. ============ اللهم نسألك بشوقنا إلى رمضان أن تعتق رقابنا قبل بلوغه وأن تجعل بلوغه زيادة لنا في الحسنات ورفعة لنا في الدرجات. ============ اللهم أهل علينا شهر رمضان المبارك بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعون علي الصلاة والصيام وتلاوة القرآن! اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلا يارب العالمين. ============ اللهم هيئنا لإستقبال رمضان أعظم من إستقبالنا للملوك وأطل في أعمارنا حتى نبلغه وطهر قلوبنا قبل حلوله. ============ يا الله ما أثقل هذه اللحظات شوق يجتاح الوجدان ولا يُبقي شيئا من المشاعر لسواه يارب بلغنا رمضان وألبسنا به حُلل الإيمان والأُنس بك. ============ اللهم بلغنا رمضان و وفقنا فيه للصيام و القيام. ============ اللهم أهل علينا شهر رمضان باﻷمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى. ============ اللهم هبت نسائم رمضان ولنا أحباب كنا نقضيه معهم غابوا عنا اللهم فاجزهم بالإحسان إحسانا وأكرمهم بعفوك ورضوانك في جنات النعيم. ============ اللهم إجعل شهر رمضان فرج لكل صابر و شفاء لكل مريض و إستجابه لكل دعاء و نصرا للمسلمين ف أنت على كل شي قدير. ============ شوق كبير جدا ل رمضان ولياليه كمية حنين عظيمة لايامه اللهم بلغنا إياه بلاغ توفيق وقُبول لا نفقداحد ولا يفقدنااحد. ============ في شهر شعبان فرض الصيام في شهر شعبان غزوة بني المصطلق في شهر شعبان ترفع الاعمال كان يسمونه التابعون شهر القرّاء اللهم بلغنا رمضان. ♥♥♥♥♥ خير دعاء قبل بلوغ رمضان أن ندعو ب اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا. ============ اللهم اني نويت صيام رمضان فإن اخذت روحي قبل قدومه ف أرحمني وأكتبني من الصائمين. ♥♥♥♥♥ رب اعف عن زلاتنا وعن ظلمنا لأنفسنا واغفرخطايانا وبدل ضيقتنا فرجا وسعادة وارحم والدينا واهالينا وبلغنا رمضان وانت راض عنا. ============ اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه اللهم آتنافي الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار. ♥♥♥♥♥ اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين اللهم سلمه لنا وتسلمه منا صائمين قائمين يارب العالمين. ============ اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال وتقبل طاعاتنا وتجاوز عن سيئاتنا يا رب. ============ اللهم اسالك نعيما لا ينفذ واسالك قرة عين لا تنقطع واسالك الرضى بعد القضاء واسالك برد العيش بعد الموت. ============ إقترب رمضان إقتربت أنفاس الصائمين و نداء المؤذنين و دعاء المصلين اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين و لا مفقودين. ============ اللهم بلغنا رمضان وليلة القدر وأرزقنا الإخلاص وحسن العبادة والدينا وذريتاتنا وأزواجنا وكل موحد وألف بين قلوب المسلمين ووحد كلمتهم. الوقفة كاملة
٩ الدعاء لمرضى السرطان يصاب المؤمن في حياته بعدة محن وابتلاءات، فيصبر ويدعو الله لأنَّه يعلم أنَّ ما يصيبه هو خير من عند الله، ومن هذه الابتلاءات المرض، وقد انتشر في الآونة الأخيرة مرض السرطان فأصاب عددًا كبير من الناس صغارًا وكبارًا، وعند إصابة المؤمن بهذا المرض عليه أن يستيقنَ بأنَّ كلَّ أمره خيرٌ، وما أصابه سببٌ في تكفير خطاياه وذنوبه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ)،[١]وقد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله -سبحانه وتعالى- فيبْتَلِيه اللهُ بالمرض وبما يكرهُ؛ حتى يكونَ أهلاً لتلك المنزلة ويصل إليها، عندها يجب الصبر والالتجاء إلى الله بالدعاء وإخلاص النية وحسن الظن بالله واليقين بالاستجابة بالشفاء بإذن الله.[٢] أدعية لمرضى السرطان من القرآن والسنة النبوية {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}.[٣] (أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ).[٤] (أذْهِبِ البأسَ، رَبَّ الناسِ، واشفِ أنت الشافي، لا شِفاءَ إلَّا شِفاؤُك، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا).[٥] (بسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، برِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا).[٦] (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من البرَصِ والجنونِ، والجُذامِ وسيِّئِ الأسقامِ).[٧] أدعية متنوعة لمرضى السرطان "اللهم اشفِ مرضى السرطان وأرح قلوبهم وأجسادهم يا أرحم الراحمين". "اللهم يا أرحم الراحمين يا من أنت ألطف من أم على ابنها ألطف بهؤلاء الذين أنهكهم السرطان وترفق بهم". "اللهم اشفِ مرضى السرطان وأنزل عليهم العافية اللهم احفظ صحتهم وقوتهم وخفف عنهم كل ألم يشعرون به وأبعد عنهم كل ضرر يا رب العالمين". "اللهم شافي أجساد ذبلت وأهلكها مرض السرطان إنك أنت الشافي المعافي يا رب العالمين". "اللهم اشفِ مرضى السرطان وعافهم ونقهم بالماء والثلج والبرد". "رب إنَّ مرض السرطان أخذ الكثير من أحبابنا ويؤلم الكثير من مرضانا اللهم ارحم من توفى منه واشفِ من يعاني منه". "يا رب هوّن ألم الكيماوي على مرضى السرطان اللهم اجعله يسري بأوردتهم باردًا واجعل عاقبته العافية". "ربي بك تطيب الخواطر ومن عندك تتحقق الأمنيات اللهم اشفِ جميع مرضى السرطان شفاءً عاجلاً وكن لهم سندًا وجابرًا ومعينًا". "اللهم انزع السرطان من كل جسد يتألم". "اللهم اشفِ مرضى السرطان ومن أتعبه مرضه وتأخر شفاؤه وأنت وحدك عونه وشفائه اللهم لا شافي إلا أنت سبحانك اللهم اجعل الكيماوي بردًا وسلامًا". "اللهم اشفنا واشف مرضانا ومرضى المسلمين من جميع الأمراض ما ظهر منها وما بطن اللهم إنَّه قد طال بهم الدواء ودعوناك طلبًا للشفاء فلا ترد لنا دعاء اللهم خفف على كل مريض يتداوى بالكيماوي يا رب اشفِ مرضى السرطان". "اللهم ما عجز عنه الأطباء فأنت لا يعجزك شي اللهم اشفِ مرضى السرطان وأرح قلوبهم وأجسادهم يا الله". "اللهم اكتب لجميع مرضى السرطان الشفاء العاجل غير الآجل وكن معهم يا رب واجعل علاجهم بردًا وسلامًا على أجسادهم واشفِ جميع مرضانا ومرضى المسلمين". "اللهم يا مسهل الشديد وملين الحديد ويا منجز الوعيد، أخرج مرضانا ومرضى المسلمين من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك ادفع عن المسلمين ما لا يطيقون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفي مرضى السرطان وتمدّهم بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير". "اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصّحة والعافية". "اللهمّ ألبس مرضى السرطان ثوب الصّحة والعافية، عاجلاً غير آجلٍ يا أرحم الرّاحمين". "اللهمّ ربّ النّاس، مذهب البأس، اشفِ مريض السرطان أنت الشّافي، لا شافي إلّا أنت". "أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفي مرضى السرطان، أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيهم جميعًا". "اللهم يا من تعيد المريض لصحته وتستجيب دعاء البائس يا رب اشفِ وخفف عن مرضى السرطان ألمهم ورد إليهم عافيتهم وافتح باب الشفاء لهم يا رب". "اللهم اشفِ مرضى السرطان شفاءً ليس بعده سقم أبدًا، اللهم خذ بيدهم، اللهم احرسهم بعينك التي لا تنام، واكفهم بركنك الذي لا يرام واحفظهم بعزك الذي لا يُضام، واكلأهم فى الليل وفي النهار، وارحمهم بقدرتك عليهم أنت ثقتهم ورجائهم يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب يا مُجيب دعوة المُضطرين". "يا مُفرّج الكرب يا مُجيب دعوة المُضطرين، اللهم ألبس كل مريض ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل يا أرحم الراحمين، اللهم اشفه، اللهم اشفه، اللهم اشفه، اللهم آمين". "اللهم إني أسلمت وجهي إليك ولا حول ولا قوة لي إلا بك وإليك اشفِ كل مريض ونجهم بفضلك يا أرحم الراحمين". "اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفيهم وتمدّهم بالصحّة والعافية، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلا وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء، أن تمنّ عليهم بالشفاء العاجل، وألّا تدع فيهم جرحًا إلّا داويته، ولا ألمًا إلا سكنته، ولا مرضًا إلا شفيته، وألبسهم ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل، وشافِنا وعافِنا واعف عنا، واشملنا بعطفك ومغفرتك، وتولّنا برحمتك يا أرحم الراحمين". "اللهم بعدد من سجد وشكر، نسألك أن تشفي كل مريض شفاءً لا يغادر سقمًا، وتعوضهم خيرًا عن كل لحظة وجع وألم، اللهم رد كل مريض إلى أهله سالمًا معافًا من كل أذى أو ضر، اللهم يا سامع دعاء العبد إذا دعاك، يا شافي المريض بقدرتك، اللهم اشفهم شفاءً لا يغادر سقمًا، اللهم ألبسهم لباس الصحة والعافية يا رب العالمين". "اللهم يا سامع كل شكوى، ويا شاهد كل نجوى، ويا عالم كل خفية، ويا كاشف كل كرب وبلية، ويا منجي نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت به فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته، دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذي لا يجد كشف ما نزل به إلا منك، لا إله إلا أنت فارحمنا يا أرحم الراحمين". "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". إقرأ المزيد على مستجاب: https://mostajaab.com/r/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86 الوقفة كاملة
١٠ احفظ لي ذريتي واجعلهم من المتقين. اللهم يا رب اجعل أبنائي من المهتدين، وارض عنهم واغفر لهم واصلح حالهم. اللهم إني أسألك أن تهدي أبنائي وأن تفتح لهم أبواب الخير وترشدهم لسبل الفلاح والفوز في هذه الدنيا والآخرة إن شاء الله. اللهم اكتب لأبنائي النجاح والتوفيق في دراستهم، وأفْرح قلوبهم وقلبي بحصولهم على أعلى الدرجات والمراتب. اللهم اهدني وأبنائي فيمن هديت وعافني وإياهم فيمن عافيت، وتولني وإياهم فيمن توليت، وقِنا شر ما قضيت، تبارك ربنا وتعاليت. اللهم بارك لي في أولادي، وارزقهم تقواك وخشيتك، وأقر عيني بصلاحهم وهدايتهم والتزامهم بصراطك المستقيم. اللهم كن لأبنائي عونًا في حياتهم واشرح صدرهم ونوّر عقولهم، واجعل مسيرتهم العلمية عامرة بالتفوّق والنجاح والتميّز. اللهم اجعل أولادي من الهداة المهتدين المتمسّكين بسنّة نبيّهم عليه أفضل الصلاة والسلام. اللهم انفع أبنائي بعلمهم وانفع بهم المسلمين، واجعلهم ذخرًا للإسلام. اللهم اهدِ أبنائي، وثبّتهم على الصلاة، وأقمهم في طريق الطاعة. اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعل أولادي هداة مهتدين. اللهم اجعلهم خير عبادك الصالحين القانتين. اللهم إني أسألك أن ترزق أولادي الهدى، والغنى، والعفاف، والصلاح ، والتقوى، والفلاح أسألك يا الله أن نجعل أبنائي هُداةً مُهتدين، وارضَ عنهم، واغفر لهم، وأصلح حالهم. اللهم إنّي أسألك أن تهدي أولادي وأن تفتح لهم طُرق الخير، وتُرشدهم إلى سُبل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة. اللهم اهدني وأبنائي فيمن هديت وعافني وإيّاهم فيمن عافيت، وتولّني وإيّاهم فيمن تولّيت، وقِنا شرّ ما قضيت، تباركت ربّنا وتعاليت الوقفة كاملة

إقترحات أعمال بالآيات

١ تأمل حياة النمل، أو استمع إلى برنامج علمي عن حياتها، ثم اكتب ثلاث فوائد من تلك المشاهدة, ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا۟ مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ الوقفة كاملة
٢ فيه أهمية العناية بدراسة سيرة النبي ﷺ لأنها هي حياته وأيامه ، وهي العمر الذي أقسم به الله جل جلاله ، فالله لا يقسم إلا بعظيم . الوقفة كاملة
٣ فيه عظم سيرته وحياته ، لهذا دراسة سيرته وتعلمها من أجل العلوم . الوقفة كاملة

التساؤلات

١ س: قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا والسؤال هو: أن بعض المسلمين يأخذون بهذه الآية أنه لا حرج على المسلم أن يذهب ويشد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله أن يستغفر له رسول الله وهو في قبره، فهل هذا العمل صحيح كما قال تعالى. وهل معنى جاءوك باللغة أنه: جاءوك في حياتك أم في موتك؟ وهل يرتد المسلم عن الإسلام إذا لم يحكم سنة رسول الله؟ وهل التشاجر على الدنيا أم على الدين؟ ج: هذه الآية الكريمة فيها حث الأمة على المجيء إليه إذا ظلموا أنفسهم بشيء من المعاصي، أو وقعوا فيما هو أكبر من ذلك من الشرك أن يجيئوا إليه تائبين نادمين حتى يستغفر لهم عليه الصلاة والسلام، والمراد بهذا المجيء: المجيء إليه في حياته صلى الله عليه وسلم وهو يدعو المنافقين وغيرهم إلى أن يأتوا إليه ليعلنوا توبتهم ورجوعهم إلى الله، ويطلبوا منه عليه الصلاة والسلام أن يسأل الله أن يقبل توبتهم وأن يصلح أحوالهم، ولهذا قال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ فطاعة الرسول إنما تكون بإذن الله؛ يعني الإذن الكوني القدري، فمن أذن الله له وأراد هدايته اهتدى، ومن لم يأذن الله في هدايته لم يهتد، فالأمر بيده سبحانه، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أما الإذن الشرعي فقد أذن سبحانه لجميع الثقلين أن يهتدوا، وأراد منهم ذلك شرعًا وأمرهم به، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ وقال سبحانه: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ثم قال: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ أي تائبين نادمين لا مجرد قول، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ أي: دعا لهم بالمغفرة، لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فهو حث لهم أي للعباد على أن يأتوا للرسول صلى الله عليه وسلم ليعلنوا عنده توبتهم وليسأل الله لهم، وليس المراد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كما يظنه بعض الجهال، فالمجيء إليه بعد موته لهذا الغرض غير مشروع وإنما يؤتى للسلام عليه لمن كان في المدينة أو وصل إليها من خارجها لقصد الصلاة بالمسجد والقراءة فيه ونحو ذلك، فإذا أتى المسجد سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه، لكن لا يشد الرحل من أجل زيارة القبر فقط، بل من أجل المسجد وتكون الزيارة لقبره صلى الله عليه وسلم ، وقبر الصديق ، وعمر رضي الله عنهما تابعة لزيارة المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى متفق على صحته ، فالقبور لا تشد إليها الرحال، ولكن متى وصل إلى المسجد النبوي فإنه يشرع له أن يسلم عليه صلى الله عليه وسلم، ويسلم على صاحبيه رضي الله عنهما، لكن لا يشد الرحال من أجل الزيارة فقط للحديث المتقدم. وأما ما يتعلق بالاستغفار: فهذا يكون في حياته لا بعد وفاته، والدليل على هذا أن الصحابة لم يفعلوا ذلك، وهم أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأفقه الناس في دينه، ولأنه عليه السلام لا يملك ذلك بعد وفاته، عليه السلام، كما قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له . وأما ما أخبر به عليه الصلاة والسلام أن من صلى عليه تعرض صلاته عليه فذلك شيء خاص يتعلق بالصلاة عليه، ومن صلى عليه صلى الله عليه بها عشرًا، وقال عليه الصلاة والسلام: أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي قيل: يا رسول الله: كيف وقد أرمت؟ أي بليت.. قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، فهذا حكم خاص بالصلاة عليه. وفي الحديث الآخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام فهذا شيء خاص للرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه يبلغ ذلك. وأما أن يأتي من ظلم نفسه ليتوب عند القبر ويستغفر عند القبر فهذا لا أصل له، بل هو منكر ولا يجوز وهو وسيلة للشرك، مثل أن يأتي فيسأله الشفاعة أو شفاء المريض أو النصر على الأعداء أو نحو ذلك، أو يسأله أن يدعو له فهذا لا يجوز؛ لأن هذا ليس من خصائصه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ولا من خصائص غيره، فكل من مات لا يدعى ولا يطلب منه الشفاعة لا النبي ولا غيره وإنما الشفاعة تطلب منه في حياته، فيقال: يا رسول الله اشفع لي أن يغفر الله لي اشفع لي أن يشفي الله مريضي وأن يرد غائبي وأن يعطيني كذا وكذا، وهكذا يوم القيامة بعد البعث والنشور، فإن المؤمنين يأتون آدم ليشفع لهم إلى الله حتى يقضي بينهم فيعتذر، ويحيلهم إلى نوح فيأتونه فيعتذر ثم يحيلهم نوح إلى إبراهيم فيعتذر فيحيلهم إبراهيم إلى موسى فيعتذر، ثم يحيلهم موسى إلى عيسى فيعتذر، عليهم جميعًا الصلاة والسلام، ثم يحيلهم عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتونه فيقول عليه الصلاة والسلام: أنا لها أنا لها فيتقدم ويسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد عظيمة يفتحها الله عليه، ثم يقال له: ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفع، فيشفع صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف حتى يقضى بينهم، وهكذا يشفع في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم موجود، أما في البرزخ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلا يسأل الشفاعة ولا يسأل شفاء المريض ولا رد الغائب ولا غير ذلك من الأمور، وهكذا بقية الأموات لا يسألون شيئًا من هذه الأمور، بل يدعى لهم ويستغفر لهم إذا كانوا مسلمين، وإنما تطلب هذه الأمور من الله سبحانه، مثل أن يقول المسلم: اللهم شفع فيَّ نبيك عليه الصلاة والسلام، اللهم اشف مريضي، اللهم انصرني على عدوي، ونحو ذلك؛ لأنه سبحانه يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ويقول عز وجل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ الآية. أما قوله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ الآية، فهي عامة على ظاهرها، فلا يجوز للمسلمين أن يخرجوا عن شريعة الله، بل يجب عليهم أن يحكموا شرع الله في كل شيء، فيما يتعلق بالعبادات، وفيما يتعلق بالمعاملات، وفي جميع الشئون الدينية والدنيوية؛ لكونها تعم الجميع، ولأن الله سبحانه يقول: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ويقول: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ فهذه الآيات عامة لجميع الشئون التي يتنازع فيها الناس ويختلفون فيها، ولهذا قال سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ يعني الناس من المسلمين وغيرهم حَتَّى يُحَكِّمُوكَ يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم، وذلك بتحكيمه صلى الله عليه وسلم حال حياته وتحكيم سنته بعد وفاته، فالتحكيم لسنته هو التحكيم لما أنزل من القرآن والسنة : فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ أي فيما تنازعوا فيه، هذا هو الواجب عليهم أن يحكموا القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم، في حياته وبعد وفاته باتباع سنته التي هي بيان القرآن الكريم وتفسير له ودلالة على معانيه. أما قوله سبحانه ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فمعناه أنه يجب أن تنشرح صدورهم لحكمه صلى الله عليه وسلم، وألا يبقى في صدروهم حرج مما قضى بحكمه عليه الصلاة والسلام؛ لأن حكمه هو الحق الذي لا ريب فيه وهو حكم الله عز وجل، فالواجب التسليم له وانشراح الصدر بذلك وعدم الحرج، بل عليهم أن يسلموا لذلك تسليمًا كاملاً رضا بحكم الله واطمئنانًا إليه، هذا هو الواجب على جميع المسلمين فيما شجر بينهم من دعاوى وخصومات، سواء كانت متعلقة بالعبادات أو بالأموال أو بالأنكحة أو الطلاق أو بغيرها من شئونهم.. وهذا الإيمان المنفي هو أصل الإيمان بالله ورسوله بالنسبة إلى تحكيم الشريعة والرضا بها والإيمان بأنها الحكم بين الناس ، فلا بد من هذا، فقد زعم أنه يجوز الحكم بغيرها أو قال إنه يجوز أن يتحاكم الناس إلى الآباء أو إلى الأجداد أو إلى القوانين الوضعية التي وضعها الرجال ، سواء كانت شرقية أو غربية - فمن زعم أ هذا يجوز فإن الإيمان منتف عنه ويكون بذلك كافرًا كفرًا أكبر، فمن رأى أن شرع الله لا يجب تحكيمه ولكن لو حكم كان أفضل، أو رأى أن القانون أفضل، أو رأى أن القانون يساوي حكم الله فهو مرتد عن الإسلام. وهي ثلاثة أنواع: النوع الأول: أن يقول: إن الشرع أفضل ولكن لا مانع من تحكيم غير الشرع. النوع الثاني: أن يقول: إن الشرع والقانون سواء ولا فرق. النوع الثالث: أن يقول إن القانون أفضل وأولى من الشرع. وهذا أقبح الثلاثة، وكلها كفر وردة عن الإسلام. أما الذي يرى أن الواجب تحكيم شرع الله، وأنه لا يجوز تحكيم القوانين ولا غيرها مما يخالف شرع الله ولكنه قد يحكم بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه ضد المحكوم عليه، أو لرشوة، أو لأمور سياسية، أو ما أشبه ذلك من الأسباب وهو يعلم أنه ظالم ومخطئ ومخالف للشرع - فهذا يكون ناقص الإيمان، وقد انتفى في حقه كمال الإيمان الواجب، وهو بذلك يكون كافرًا كفرًا أصغر وظالمًا ظلمًا أصغر وفاسقًا فسقًا أصغر، كما صح معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وجماعة من السلف رحمهم الله، وهو قول أهل السنة والجماعة خلافًا للخوارج والمعتزلة ومن سلك سبيلهم. الوقفة كاملة
٢ س: أرجو تفسير آية الكرسي ؟ ج: آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله بنص الرسول عليه الصلاة والسلام وهي قوله عز وجل: اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذه آية الكرسي وهي آية طويلة وهي أعظم آية في كتاب الله وقد اشتملت على معان عظيمة من جهة توحيد الله وإثبات أسمائه وصفاته وعموم علمه وقدرته جل وعلا ، فقوله سبحانه: اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ هذه معنى كلمة التوحيد ، لا إله إلا الله فإن معناها: الله لا إله إلا هو، أي لا معبود حق إلا هو، لا معبود حق سواه، والإله المعبود، التّأله التعبد، فمعنى لا إله أي لا مألوه، والمألوه المعبود أي لا معبود حق إلا الله، وهو الحي القيوم سبحانه وتعالى، الحي الذي لا يموت ولا يعتريه السِنة وهو النعاس، ولا نوم وهو ما فوق النعاس؛ لكمال حياته فلا نوم ولا موت ولا نعاس ولا غفلة بل هو في غاية من العلم والقدرة والبصيرة بأحوال العباد سبحانه وتعالى اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فهو حي حياة كاملة، لا يعتريها نقص ولا ضعف ولا غفلة ولا نوم ولا نعاس ولا موت ولا غير ذلك من الآفات وهو القيوم ، القائم على أمر عباده والمقيم لهم سبحانه وهو المقيم لمخلوقاته والحافظ لمخلوقاته، فلا قوام للعباد ولا للمخلوقات إلا به سبحانه وتعالى، فهو الذي أقام السموات وأقام الأرض وأقام كل شيء، كما قال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ فهو المقيم للخلائق، والحافظ والموجد لها والمعدم لها فهو على كل شيء قدير، سبحانه وتعالى، ولهذا قال بعده: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ يعني لا تصيبه ولا تعتريه سِنة وهي النعاس وهو النوم الخفيف وَلا نَوْمٌ وهو النوم الثقيل، فلا يعتريه غفلة ولا نعاس ولا نوم ولا موت بل حياته كاملة سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه: لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يعني هو المالك لكل شيء، هو المالك للسماء وما فيها والأرض وما فيها، كما قال جل وعلا في آخر سورة المائدة: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقال في آية أخرى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فهو سبحانه المالك للسماوات والمالك للأرض والمالك لما فيهما والمالك لكل شيء، جل وعلا ثم قال سبحانه: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ أي لا أحد يستطيع أن يشفع إلا بإذنه سبحانه يعني يوم القيامة لا يتقدم أحد يشفع حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا بإذنه، حتى يأذن له وما ذاك إلا لعظم مقامه وجبروته وكونه سبحانه المستحق أن يعظم عز وجل، وألاّ يتقدم بين يديه إلا بإذنه سبحانه وتعالى، فإذا اشتد الكرب يوم القيامة بالناس، فزع المؤمنون إلى أبيهم آدم ليشفع لهم إلى الله حتى يقضي بينهم فيعتذر آدم ، ثم يحيلهم على نوح فيأتون نوحاً فيعتذر عليه الصلاة والسلام فيقول: اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيعتذر ويقول اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيعتذر كل واحد، يقول نفسي نفسي، فيقول لهم موسى اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى ، فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى محمد عليه الصلاة والسلام ، فيأتون محمداً عليه الصلاة والسلام فيقول: أنا لها عليه الصلاة والسلام ثم يتقدم فيسجد بين يدي ربه ويحمده بمحامد عظيمة، ويثني عليه سبحانه بمحامد، يفتحها عليه ثم يقال له: يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفع، فلذلك يشفع عليه الصلاة والسلام في الناس أن يقضي الله بينهم فيقضي الله بين عباده بشفاعته، ثم بعد القضاء يصير أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ويوقف أهل الجنة لا يدخلونها حتى يشفع فيهم عليه الصلاة والسلام فيشفع في أهل الجنة حتى تفتح أبوابها بشفاعته عليه الصلاة والسلام ، أما في الدنيا فكل إنسان يدعو ربه، مأمور بالدعاء كما قال تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ كل يدعو ربه ويسأل ربه أن يغفر له ليدخله الجنة وينجيه من النار ويطلب من إخوانه أن يدعوا له، أن الله يغفر له، لا بأس بهذا لكن يوم القيامة لا أحد يتقدم إلا بإذنه سبحانه وتعالى: الأنبياء وغيرهم، لا أحد يشفع إلا بإذنه سبحانه وتعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ وقال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى وقال تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى فالشفاعة لا تكون إلا لمن رضي الله قوله وعمله ، وهم أهل التوحيد والإيمان، هم الذين يشفع الله فيهم الأنبياء، أما أهل الشرك فلا شفاعة لهم كما قال تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ وقال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ الظالمون يعني: المشركين، والظلم إذا أُطلق فهو الشرك إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ فمعنى قوله تعالى فَمَا لِلظَّالِمِينَ ، يعني ما للمشركين من حميم ولا شفيع يطاع، فالمشرك لا تنفعه الشفاعة ولا يشفع فيه الرسول ولا المؤمنون، بل ليس له إلا النار يوم القيامة –نعوذ بالله من ذلك- وإنما الشفاعة لأهل التوحيد والإيمان، والعصاة الموحدين، أمَّا الشفاعة لأهل الموقف، فهي عامة لأهل الموقف كلهم، من الكفار وغيرهم في أن يقضى بينهم، هذه شفاعة عامة في القضاء بين الناس، يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقضي الله بينهم سبحانه بحكمه العدل جل وعلا كما تقدم ثم قال سبحانه: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يعني هو العالم بأحوال عباده، لا يخفى عليه خافية جل وعلا ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ما مضى وما يأتي ويعلم أحوال عباده الماضين والآخرين، ويعلم كل شيء سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وقال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ فهم لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما أطلعهم عليه سبحانه وتعالى، أما هو فهو العالم بأحوال عباده كلهم: ماضيها ولاحقها، يعلم أحوالهم وما صدر منهم وما ماتوا عليه ومالهم في الآخرة، يعلم كل شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وقال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ فهم لا يعلمون ما عنده إلا بتعليمه سبحانه وتعالى بإطلاعه لهم على يد الرسل عليهم الصلاة والسلام ، أو بما يوجد الله لهم في الدنيا من مخلوقات وأرزاق وأشياء يطلعهم عليه سبحانه وتعالى، ثم قال سبحانه: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ الكرسي مخلوق عظيم فوق السماء السابعة ، غير العرش قال ابن عباس رضي الله عنهما هو موضع القدمين، قدمي الرب عز وجل وقال بعض أهل العلم إنه العرش، يعني العرش يسمَّى كرسيّاً، والمشهور الأول أنه مخلوق عظيم فوق السماء السابعة، غير العرش الذي هو عرش الله سبحانه وتعالى، الذي فوقه الله عز وجل، المذكور في قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وفي قوله جل وعلا : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ في سبعة مواضع من كتاب الله ذكر فيها استواءه على العرش سبحانه وتعالى، وهو مخلوق عظيم قد أحاط بالمخلوقات وهو سقفها قال فيه عز وجل: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ يعني يوم القيامة: وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا يعني لا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه، حفظ المخلوقات سبحانه وتعالى، هو الحافظ للسماوات والحافظ للأرض وما فيهما ولا يشق عليه ذلك ولا يكرثه ولا يثقله سبحانه وتعالى؛ لأنه قادر على كل شيء ولهذا قال سبحانه: وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا يعني لا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه، بل هو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ له العلو المطلق، علو الذات فوق العرش، وعلو القهر والسلطان وعلو الشرف والقدر سبحانه وتعالى، فله العلو الكامل سبحانه وتعالى، وهو العلي فوق جميع خلقه سبحانه فوق العرش ، وهو العالي من جهة كمال أسمائه وصفاته وسلطانه وقدرته جل وعلا وله الشرف والفضل، فهو أفضل شيء وأشرفه سبحانه وتعالى، فله العلو والقهر والسلطان وعلو الشرف والقدر وعلو المكان سبحانه فوق العرش قال تعالى: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ قال تعالى: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فهو العلي فوق جميع خلقه، القادر على كل شيء، العظيم، السلطان المتصرف في عباده كيف يشاء، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، فله العظمة الكاملة سبحانه وتعالى فلا أعظم ولا أكبر ولا أعلم ولا أقدر منه سبحانه وتعالى، فهذه الآية العظيمة، فيها هذه الصفات العظيمة، ولهذا صارت أفضل آية في كتاب الله، لكونها اشتملت على هذه المعاني العظيمة، والأوصاف العظيمة للرب عز وجل، وأنه الحي القيوم وأنه لا معبود بحق سواه، وأنه كامل الحياة لا تعتريه سِنة ولا نوم، وأنه المالك لكل شيء، وأنه العالم بكل شيء، وأنه لا يؤوده حفظ مخلوقاته ولا يشق عليه ذلك، بل هو قادر على كل شيء سبحانه وتعالى، وأن كرسيه قد وسع السماوات والأرض، سبحانه وتعالى وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، لكمال قدرته وكمال عظمته، وأنه العلي، العلو المطلق، علو الذات، وعلو القهر والسلطان، وعلو الشرف والقدر وهو العظيم الذي لا أعظم منه سبحانه وتعالى، عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه وصفاته وأفعاله، قاهر فوق عباده كما قال جل وعلا : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وهو القائل جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقال سبحانه: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا وبهذا يعلم كل مؤمن وكل مؤمنة عظم شأن هذه الآية وأنها آية عظيمة مشتملة على صفات عظيمة ولهذا صارت بحق أعظم آية في كتاب الله عز وجل بنص المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ، والله ولي التوفيق . الوقفة كاملة
٣ س: قال الله تعالى: (الجزء رقم : 27، الصفحة رقم: 110) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا والسؤال هو أن بعض المسلمين يأخذون بهذه الآية، وأنه لا حرج على المسلم أن يذهب ويشد الرحل إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله أن يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في قبره فهل هذا العمل صحيح، كما قال تعالى، وهل معنى جاءوك باللغة أنهم جاءوك في حياتك، أم في موتك وهل يرتد المسلم عن الإسلام إذا لم يحكّم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل التشاجر هنا عن الدنيا أم عن الدين؟ ج: هذه الآية المراد بها في حياته صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو المنافقين وغيرهم إلى أن يأتوا إليه ليعلنوا توبتهم ورجوعهم إلى الله عز وجل، ويطلبوا منه عليه الصلاة والسلام ، أن يسأل الله أن يقبل توبتهم، وأن يصلح أحوالهم، ولهذا قال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ طاعة الرسل بإذن الله، من أذن الله وأراد هدايته اهتدى ومن لم يرد الله هدايته لم يهتد، فالأمر بيده سبحانه وتعالى، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ثم قال: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ يعني عليه الصلاة والسلام فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ يعني تائبين نادمين لا بمجرد القول وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ أي دعا لهم بالمغفرة، لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فهو حث لهم، على أن يأتوا للنبي صلى الله عليه وسلم، ليعلنوا عنده توبتهم، وليسأل الله لهم، وليس المراد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، كما يظنه بعض الجهال، لا، وإنما بعد موته لا يؤتى لهذا الغرض، وإنما يؤتى للسلام عليه لمن كان في المدينة أو وصل إليها من خارجها، بقصد الصلاة في المسجد والقراءة فيه ونحو ذلك، فإذا أتى المسجد سلّم على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه، لكن لا يشد الرحل من أجل زيارة القبر فقط، بل من أجل المسجد، وتكون الزيارة لقبر الرسول وقبري صاحبيه تبعاً لزيارة المسجد الحرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ : المَسْجِدِ الحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسََّلمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى فالقبور لا يشد لها الرحال ولكن متى وصل المسافر إلى المسجد وفي نيته السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه أو ليس في نيته ذلك، فإنه يشرع له أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسلم على صاحبيه رضي الله عنهما، لكن لا يشد الرحل لأجل الزيارة فقط، يعني زيارة القبر فقط للحديث السابق، وأمَّا ما يتعلَّق بالاستغفار والتوبة، فهذا يكون في حياته لا بعد وفاته والدليل على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأفقه الناس بسنته، ولأنه صلى الله عليه وسلم لا يملك ذلك بعد وفاته كما قال عليه الصلاة والسلام: إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ : إلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بهِِ، أَوْ وَلَدٍ صَالحٍِ يَدْعُو لَهُ وأخبر عليه الصلاة والسلام : أن من صلى عليه تعرض صلاته عليه ، عليه الصلاة والسلام ، هذا شيء خاص فيما يتعلق بالصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام ، من صلى عليه صلى الله بها عليه عشراً، وقال عليه الصلاة والسلام : مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإنَِّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلاَتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ؟ - يَعْنِي وَقَدْ بَلِيتَ، قَالَ: إنَِّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الَأرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ هذا خاص بالصلاة عليه، عليه الصلاة والسلام ، وفي اللفظ الآخر إنَِّ لِلَّهِ فِي الَأَرْضِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ هذا شيء خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام، أنه يبلغ ذلك. وأما أن يأتي من ظلم نفسه؛ ليتوب عند القبر ويستغفر عند القبر فهذا لا أصل له، بل هو منكر ولا يجوز وهو وسيلة للشرك وسيلة أن يأتي فيسأله الشفاعة أو يسأله شفاء المريض أو كذا أو كذا، أو يسأله أن يدعو له، وهذا لا يجوز لأن هذا ليس من خصائصه عليه الصلاة والسلام بعد وفاته ولا من خصائص غيره، فكل من مات لا يدعى ولا يطلب منه الشفاعة ، لا النبي عليه الصلاة والسلام ولا غيره، إنما الشفاعة تطلب منه في حياته صلى الله عليه وسلم، فيقول الرجل: يا رسول الله اشفع لي أن يغفر الله لي، اشفع لي أن يشفي الله مريضي، أن يرد غائبي، أن يعطيني كذا وكذا، وهكذا يوم القيامة، بعد البعث والنشور؛ لأنهم أحياء فإن الناس يأتون آدم ليشفع لهم، حتى يقضى بينهم فيعتذر، ويحيلهم إلى نوح فيعتذر نوح ثم يحيلهم إلى إبراهيم فيعتذر، ثم يحيلهم إلى موسى فيعتذر ثم يحيلهم موسى إلى عيسى ، فيعتذر عليهم الصلاة والسلام ، ثم يحيلهم عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: أنا لها فيتقدم ويسجد تحت العرش، عليه الصلاة والسلام ، ويحمد ربَّه بمحامد عظيمة، ثم يشفع في أهل الموقف حتى يُقضى بينهم وهكذ يشفع في أهل الجنة، حتى يدخلوا الجنة لأنه حي قائم موجود، أمَّا في البرزخ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فلا يُسأل الشفاعة ولا يُسأل أن يستغفر للناس، ولا يُسأل شفاء المريض ولا رد الغائب ولا غير ذلك من الأمور وهكذا بقية الأموات، لا يسألون شيئاً من هذه الأمور، بل يدعى لهم ويستغفر لهم إذا كانوا مسلمين، كذلك قوله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ الآية على ظاهرها يعني لا يجوز للمسلمين أن يخرجوا عن شريعة الله، بل يجب على المسلم أن يحكّم شرع الله في كل شيء ، فيما يتعلق بالعبادات وفيما يتعلق بالمعاملات، في جميع الشؤون؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ ويقول عز وجل: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ويقول: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ويقول: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ويقول: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ هذا عام لجميع الشؤون ولهذا قال سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ يعني الناس يعني المسلمين، حَتَّى يُحَكِّمُوكَ يعني محمداً صلى الله عليه وسلم يعني يحكِّموا السنة بعد وفاته، يحكموه في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته يكون التحكيم لسنته مع القرآن العظيم، حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ يعني فيما تنازعوا فيه، هذا هو الواجب عليهم أن يحكموا القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، وبعد وفاته يحكموا سنته التي هي شرح القرآن، وتفسير القرآن والدالة على معانيه، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا يعني يجب أن تنشرح صدورهم، وألاّ يبقى في صدورهم حرج من حكمه عليه الصلاة والسلام ؛ لأن حكمه هو الحق الذي لا ريب فيه، فالواجب التسليم له وانشراح الصدر بذلك، وعدم الحرج بل يسلم المؤمن بذلك تسليماً كاملاً، راضياً بحكم الله مطمئناً إليه، هذا هو الواجب على جميع المسلمين فيما شجر بينهم من الدعاوى والخصومات، سواء كانت تتعلق بالعبادات أو بالأموال أو بالأنكحة، أو بالطلاق أو بغيرها من شؤونهم، والإيمان هنا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ هو أصل الإيمان بالنسبة إلى تحكيم الشريعة، والرضا بها والإيمان بأنها الحكم بين الناس فلا بدّ من هذا، فمن زعم شيئاً يحكم بغير ذلك، وأنه يجوز أن يتحاكم الناس إلى الآباء والأجداد أو إلى القوانين الوضعية التي وضعها الرجال، سواء كانت شرقية أو غربية، من زعم أن هذا يجوز، فإن الإيمان منتفٍ عنه، وهذا كفر أكبر، فإذا رأى أن شرع الله لا يجب تحكيمه، ولكن لو حكم كان أفضل، أو يرى أن القانون أفضل، أو يرى أن القانون مساوٍ لحكم الله، كل هذا ردة عن الإسلام ، وهي ثلاثة أحوال: - الحالة الأولى: أن يقول: إن الشرع أفضل، لكن لا مانع من تحكيم غير الشرع، هذا ردة أيضاً ولو قال: إن الشرع أفضل. - الحالة الثانية: أن يقول: إن الشرع والقانون سواء ولا فرق فهذا ردة أيضاً. - الحالة الثالثة: أن يقول: القانون أفضل وأولى من الشرع وهذا أردأ الثلاثة وأقبحها وهو كفر أيضاً وردة عن الإسلام ، أما الذي يرى أن الواجب تحكيم الشرع، وأنه لا يجوز تحكيم القانون ولكنه حكم بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه، ضد المحكوم عليه أو لرشوة أو ما أشبه ذلك من الأسباب، وهو يعلم أنه ظالم ومخطئ ومخالف للشرع، هذا يكون نفي الإيمان في حقه نفي الإيمان الواجب، لا أصل الإيمان؛ لأنه مؤمن مسلّم بأن حكم الله هو الحق، وأنه عاصٍ بعمله، ولكنه حمله على حب المال، حتى حكم بغير ما أنزل الله، بسبب الرشوة أو العداوة بينه وبين المحكوم عليه، أو لمحبة المحكوم له وقرابته ونحو ذلك، فيكون هذا منكراً عظيماً، وكبيرة عظيمة ونوعا من الكفر، لكنه مثل ما قال ابن عباس : كفرٌ دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، وهكذا قال مجاهد وجماعة: قالوا: إن الحكم في هذا كفر أصغر، وفسق أصغر، وظلم أصغر؛ لأنه مؤمن بحكم الله، مقتنع به، يعلم أنه الحق، وأن ما حُكم به حكم باطل، وأنه عاصٍ لله، فلهذا صار بذلك ناقص الإيمان، ضعيف الإيمان، قد نُفي الإيمان عنه، الإيمان الواجب الكامل، لا نفي لأصله، الذي يجعله مرتدّاً، وهذا هو الحق الذي عليه جمهور أهل العلم، الذي لا ريب فيه أنه معتمد، ولا شك أن الحكم بغير ما أنزل الله الذي وقعت فيه دول كثيرة هو من المنكرات العظيمة، فهي بهذا العمل إذا كانت ترى أن حكم القانون أفضل وأولى أو أنه مساوٍ لحكم الله، أو أنه يجوز الحكم به فهذا كفر أكبر، وردة عن الإسلام- أعوذ بالله- بإجماع المسلمين ولا نزاع في هذا وإنما الكلام إذا كانوا يعلمون أنهم مخطئون، وأنهم عاصون بهذا الأمر، ولكن فعلوه لهوىً أو لإرضاء بعض الشعب، أو لأسبابٍ أُخرى، فعلوه لا يعتقدون حلّ ما فعلوه، بل يعلمون أنهم عاصون فيما فعلوا، ولكن فعلوه كما يفعل القاضي الذي يأخذ الرشوة، أو حَكَمَ لقريبه على غير قريبه، ويعلم أنه عاصٍ ومخالف لحكم الله، فإنه لا يرتد بذلك، ولكن يكون عاصياً وقد أتى كفراً دون كفر وظلماً دون ظلم وفسقاً دون فسق، وهذا معنى كلام السلف كابن عباس وغيره. وإثارة هذا الموضوع مرة بعد مرة مهم جدّاً، لينتبه العالم الإسلامي لهذا الأمر، ولينتبه الحكّام نسأل الله لنا ولهم الهداية، والمشاجرة في الآية فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ تَعُمّ، مثل المشاجرة التي تقع بين الناس في أمور دنياهم كالبيع والشراء، والبنايات وأشباه ذلك، وقد تكون مشاجرة لمعرفة حكم الله في العبادات وغيرها، يتشاجرون فهذا يقول: هذا حرام، وهذا يقول: هذا مباح وهذا يقول: هذا واجب وهذا يقول: غير واجب، فالمرد في هذا إلى كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لا إلى أهواء الناس وعاداتهم وآرائهم . الوقفة كاملة
٤ س: عندنا مسألة نريد تفسيرها لنا على أحسن التفاسير؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ، وتلك المسألة يقول الله: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ إلى آخر الآية ؟ ج: يقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: وقو تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ نهى أن يقال بعد هذا: زيد بن محمد ، أي: لم يكن أباه ، وإن كان قد تبناه فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يعش له ولد ذكر حتى بلغ الحلم ، فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولد له القاسم والطيب والطاهر من خديجة رضي الله عنها ، فماتوا صغارًا ، وولد له صلى الله عليه وعلى آله وسلم إبراهيم من مارية القبطية ، فمات أيضًا رضيعًا ، وكان له - صلى الله عليه وسلم - من خديجة أربع بنات: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن أجمعين ، فمات في حياته - صلى الله عليه وسلم - ثلاث ، وتأخرت فاطمة رضي الله عنها حتى أصيبت به - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ماتت بعده بستة أشهر ، وقوله تعالى: وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا، كقوله عز وجل: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ فهذه الآية نـص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كـان لا نبي بعده فلا رسول بطريق الأولى والأحرى ؛ لأن مقام الرسالة أخـص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس ، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم . قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عامر الأزدي حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أُبي بن كعب عن أبيه رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارًا فأحسنها وأكملها ، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها ، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ، ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنة فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة رواه الترمذي عن بندار عن أبي عامر العقدي به ، وقال: حسن صحيح ، وذكر بعد ذلك عدة أحاديث في الموضوع ، وبإمكانك أيضًا مراجعة تفسير ابن جرير والقرطبي ونحوهما إذا رغبت في التوسع . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . الوقفة كاملة
٥ س: ما تفسير قوله تعالى : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى سورة الأعلى ؟ ج : قد فاز بجنة ربه ورضوانه من تطهر من الكفر وسائر المعاصي والأخلاق الخبيثة بالإيمان بالشريعة الإسلامية والعمل بالطاعات ، ويدخل في عموم ذلك أداء الزكاة وصلة الأرحام وما يتصل بهذا من الصدقات والإنفاق في وجوه البر والإحسان ، وذكر اسم ربه وولي نعمته سبحانه ذكر إجلال وإعظام ومراقبة له ومعرفة لحقه ، فحمله ذلك على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة في بيوت الله ويتبع هذه صلاة العيدين وسائر نوافل الصلوات ولم يخص الله بعضا مما ذكر دون بعض فعم ما تقدم وما في حكمه ، وإن كان بعض ذلك أولى بالأداء من بعض فوجب أن تعم في القول كما عم الله سبحانه وتعالى . الوقفة كاملة
٦ س: ما تفسير قوله تعالى : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى سورة الأعلى ؟ ج : قد فاز بجنة ربه ورضوانه من تطهر من الكفر وسائر المعاصي والأخلاق الخبيثة بالإيمان بالشريعة الإسلامية والعمل بالطاعات ، ويدخل في عموم ذلك أداء الزكاة وصلة الأرحام وما يتصل بهذا من الصدقات والإنفاق في وجوه البر والإحسان ، وذكر اسم ربه وولي نعمته سبحانه ذكر إجلال وإعظام ومراقبة له ومعرفة لحقه ، فحمله ذلك على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة في بيوت الله ويتبع هذه صلاة العيدين وسائر نوافل الصلوات ولم يخص الله بعضا مما ذكر دون بعض فعم ما تقدم وما في حكمه ، وإن كان بعض ذلك أولى بالأداء من بعض فوجب أن تعم في القول كما عم الله سبحانه وتعالى .. الوقفة كاملة
٧ س: أنا رجل من البادية، وعندما أتقابل مع سكان المدن ويحدث أي نقاش فيحرجـوني بهذه الآية: الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا مع العلم بأني رجل مسلم، ولا نشرك بالله شيئًا. أفيدونا أفادكم الله، وجزاكم الله خيرًا، نرجو تفسير الآية هل يوجد في زماننا هذا أعراب؟ وما الفرق بين العرب والأعراب المستعربة؟ ملحوظة: مع العلم أننا من أتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين. ج : كثيٌر من الناس يغلطون في مثل هذا، من الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في غير مواضعها، كمواجهة البدوي المسلم بقول الله تعالى: الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا الآية. والله تعـالى يقول بعدها بآية من سورة التوبة: وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؛ لهذا فـلا يجوز لمسلم أن يواجه مسلمًا ويغيظه باستشهاد في غير محله، ولا يجوز توظيف الآيات القرآنية في غير محلها . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. الوقفة كاملة
٨ س: يقول الله تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ويقول سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ، فما هي صفة تدبر القرآن في الآيتين الكريمتين، وما معنى كلمة تدبر هل هو تدبر الفهم الصحيح، وهل يترتب على التدبر مثوبة ؟ وهل يحتفظ متدبر القرآن الكريم بحصيلة تدبره للقرآن للفائدة الشخصية، دون نشرها ؟ ج: التدبر للقرآن مشروع كما بيّن الله عز وجل وهو المقصود، والمقصود من التلاوة التدبر والتعقل والفهم ثم العمل ، قال عز وجل: كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ، فهو أنزل للتدبر قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا فالمشروع للمؤمن عند التلاوة وهكذا المؤمنة، التدبر والتعقل والتفهم، فمعناه تفهم الآية وتدبرها وتعقلها، ما هو المراد من قوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ومن قوله: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ومن قوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ومن قوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وغير ذلك، يعني يتدبر المعنى ويتفهم ما هو المعنى، يتفهم حتى يعمل به، وحتى يوصي الناس به، فالمؤمن يتدبر، يتحفظ ولو بالكتابة، يتحفظ حتى يعمل به، وحتى ينصح إخوانه، إذا كان عنده علم، يعمل بذلك ويوصي إخوانه بذلك وأهل بيته، هكذا ينبغي للمؤمن أن تكون عنده عناية، إذا قرأ القرآن، يتعقل ويتدبر حتى يستفيد وحتى يعمل، وإذا تيسر له حفظها وتفهمها فلينشرها، أمَّا إذا كان عنده تردد أو جهل، فليسأل عنها أهل العلم ويعرضها عليهم حتى يبصروه وحتى يفهم المراد؛ لينفع غيره، أما إذا كان طالب علم يفهم فإنه ينصح إخوانه وأهل بيته بما فهم من كتاب الله وبما علم من القرآن حتى يكون من دعاة الهدى . الوقفة كاملة
٩ س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماتفسير الآيات 97.98.99من سورة المائدة وجزاك الله خيرا ج: امتنَّ الله على عباده بأن جعل الكعبة البيت الحرام صلاحًا لدينهم،وأمنًا لحياتهم؛وذلك حيث آمنوا بالله ورسوله وأقاموا فرائضه، وحرَّم العدوان والقتال في الأشهر الحرم (وهي ذو القعدةوذو الحجةوالمحرم ورجب)فلايعتدي فيها أحد على أحد،وحرَّم تعالى الاعتداء وحرَّم تعالى الاعتداء على ما يُهدَى إلى الحرم من بهيمة الأنعام،وحرَّم الاعتداء على القلائد،وهي ما قُلِّد إشعارًا بأنه بقصد به النسك؛ ذلك لتعلموا أن الله يعلم جميع ما في السموات وما في الأرض،ومن ذلك ما شرعه لحماية خلقه بعضهم من بعض، وأن الله بكل شيء عليم،فلا تخفى عليه خافية" "ثم اعلم أن الله جل وعلا شديد العقاب لمن عصاه، وأن الله غفور رحيم لمن تاب وأناب. ثم يبيِّن الله تعالى أن مهمة رسوله صلى الله عليه وسلم هداية الدلالة والتبليغ، وبيد الله -وحده- هداية التوفيق، وأن ما تنطوي عليه نفوس الناس مما يُسرون أو يعلنون من الهداية أو الضلال يعلمه الله" الميسر الوقفة كاملة
١٠ س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماتفسير الآيات 97.98.99من سورة المائدة وجزاك الله خيرا. ج: امتنَّ الله على عباده بأن جعل الكعبة البيت الحرام صلاحًا لدينهم،وأمنًا لحياتهم؛وذلك حيث آمنوا بالله ورسوله وأقاموا فرائضه، وحرَّم العدوان والقتال في الأشهر الحرم (وهي ذو القعدةوذو الحجةوالمحرم ورجب)فلايعتدي فيها أحد على أحد،وحرَّم تعالى الاعتداء وحرَّم تعالى الاعتداء على ما يُهدَى إلى الحرم من بهيمة الأنعام،وحرَّم الاعتداء على القلائد،وهي ما قُلِّد إشعارًا بأنه بقصد به النسك؛ ذلك لتعلموا أن الله يعلم جميع ما في السموات وما في الأرض،ومن ذلك ما شرعه لحماية خلقه بعضهم من بعض، وأن الله بكل شيء عليم،فلا تخفى عليه خافية" "ثم اعلم أن الله جل وعلا شديد العقاب لمن عصاه، وأن الله غفور رحيم لمن تاب وأناب. ثم يبيِّن الله تعالى أن مهمة رسوله صلى الله عليه وسلم هداية الدلالة والتبليغ، وبيد الله -وحده- هداية التوفيق، وأن ما تنطوي عليه نفوس الناس مما يُسرون أو يعلنون من الهداية أو الضلال يعلمه الله" الميسر الوقفة كاملة

أسرار بلاغية

١ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة الوقفة كاملة
٢ مسألة: قوله تعالى: (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا) . وقال بعده: (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا) . فالآية الأولى: بالفاء، وتكرار (ولا) وباللام في (يعذبهم) وبلفظ (الحياة) . والآية الثانية: بالواو، وسقوط (لا) ، و (أن) موضع اللام. جوابه: أن الآية الأولى: ظاهرة في قوم أحياء، والثانية: في قوم أموات. وأما الفاء في الأولى: فلأن ما قبلها أفعالا مضارعة يتضمن معنى الشروط كأنه قيل: إن اتصفوا بهذه الصفات من الكسل في الصلاة، وكراهية النفقات فلا تعجبك أموالهم، الآية. والآية الثانية تقدمها أفعال ماضية، وبعد موتهم، فلا تصلح للشرط فناسب مجيئها بالواو. وأما قوله تعالى: (ولا أولادهم) فلما تقدم من التوكيد في قوله: (إلا وهم) ، وفى قوله تعالى: - (ولا يأتون) إلى (ولا ينفقون إلا) ، فناسب التوكيد في قوله تعالى: (ولا أولادهم) بخلاف الآية الثانية. وأما (اللام) في الأولى، و (أن) في الثانية فلأن مفعول الإرادة في الأول محذوف، واللام للتعليل تقديره: إنما يريد الله ما هم فيه من الأموال والأولاد لأجل تعذيبهم في حياتهم بما يصيبهم من فقد ذلك، ولذلك قال: (وتزهق أنفسهم وهم كافرون (55) ومفعول الإرادة في الآية الثانية " أن يعذبهم " لأن الأعمال المتقدمة عليه ماضية ولا تصلح للشرط ولذلك قال: (وماتوا وهم فاسقون) وأما: (الدنيا) في الثانية فلأنها صفة للحياة فاكتفى بذكر الموصوف أولا عن إعادته ثانيا. الوقفة كاملة
٣ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة.( الوقفة كاملة
٤ مسألة: قوله تعالى: (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا) . وقال بعده: (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا) . فالآية الأولى: بالفاء، وتكرار (ولا) وباللام في (يعذبهم) وبلفظ (الحياة) . والآية الثانية: بالواو، وسقوط (لا) ، و (أن) موضع اللام. .. جوابه: أن الآية الأولى: ظاهرة في قوم أحياء، والثانية: في قوم أموات. وأما الفاء في الأولى: فلأن ما قبلها أفعالا مضارعة يتضمن معنى الشروط كأنه قيل: إن اتصفوا بهذه الصفات من الكسل في الصلاة، وكراهية النفقات فلا تعجبك أموالهم، الآية. والآية الثانية تقدمها أفعال ماضية، وبعد موتهم، فلا تصلح للشرط فناسب مجيئها بالواو. وأما قوله تعالى: (ولا أولادهم) فلما تقدم من التوكيد في قوله: (إلا وهم) ، وفى قوله تعالى: - (ولا يأتون) إلى (ولا ينفقون إلا) ، فناسب التوكيد في قوله تعالى: (ولا أولادهم) بخلاف الآية الثانية. وأما (اللام) في الأولى، و (أن) في الثانية فلأن مفعول الإرادة في الأول محذوف، واللام للتعليل تقديره: إنما يريد الله ما هم فيه من الأموال والأولاد لأجل تعذيبهم في حياتهم بما يصيبهم من فقد ذلك، ولذلك قال: (وتزهق أنفسهم وهم كافرون (55) ومفعول الإرادة في الآية الثانية " أن يعذبهم " لأن الأعمال المتقدمة عليه ماضية ولا تصلح للشرط ولذلك قال: (وماتوا وهم فاسقون) وأما: (الدنيا) في الثانية فلأنها صفة للحياة فاكتفى بذكر الموصوف أولا عن إعادته ثانيا. الوقفة كاملة
٥ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة. الوقفة كاملة
٦ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة. الوقفة كاملة
٧ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة... الوقفة كاملة
٨ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة., الوقفة كاملة
٩ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة. الوقفة كاملة
١٠ قوله {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين أحدهما {ذلك الفوز} بغير {هو} وهو في القرآن في ستة مواضع في براءة موضعان وفي يونس والمؤمن والدخان والحديد وما في براءة أحدهما بزيادة الواو وهو قوله {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما في المؤمن بزيادة الواو والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى وإما بإشارة فيها إليها وربما يجمع بين الإثنين منها والثلاثة للدلالة على مبالغة فيها ففي براءة {خالدين فيها ذلك الفوز} {خالدين فيها أبدا ذلك الفوز} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز} فجمع بين اثنين وبعدها {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} فجمع بين الثلاثة تنبيها على أن الاستبشار من الله تعالى يتضمن رضوانه والرضوان يتضمن الخلود في الجنان قلت ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} ويكون كل واحد منها في مقابلة واحد وكذلك في المؤمن تقدمه {فاغفر} {وقهم} {وأدخلهم} فوقعت في مقابلة الثلاثة. الوقفة كاملة

متشابه

١ انفرادات سورة المائدة: ﴿ يبتَغونَ فَضلا مِن رَبهم و رضوانا ﴾ باقي المواضع { يبتغون فضلا من الله و رضوانا } الفتح + الحشر. الوقفة كاملة
٢ ضبط آيات النفقة في سورة البقرة: {"مَّثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ" كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ..} [البقرة: ٢٦١] {"ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ" ثُمَّ لَا یُتۡبِعُونَ مَاۤ أَنفَقُوا۟ مَنًّا وَلَاۤ أَذًى.. } [البقرة: ٢٦٢] {"وَمَثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمُ" ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِیتًا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَیۡنِ.. } [البقرة: ٢٦٥] {"ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُم"بِٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِیَةً فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ..} [البقرة: ٢٧٤] موضع التشابه الأول : ذُكر قوله ( مَّثَلُ ٱلَّذِینَ ) في الآيتين [٢٦١ - ٢٦٥]، بخلاف بقية المواضع موضع التشابه الثاني : ذُكر قوله ( فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ) في الآيتين [٢٦١ - ٢٦٢]، بخلاف بقية المواضع الضابط : نتأمل كلّ آية على حدة ومن خلال التّأمل يتّضح ضبط مواضع التشابه: آية [٢٦١] ~ يعطي الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة [مثالًا] على ثواب الإنفاق فِي سَبِيلِ اللَّه، فيقول تعالى أنّ من يُنفق من ماله فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كمثل من يُلقي حبةً في أرضٍ طيبة، ثمّ تُنبت هذه الحبة سبع سنابل، في كل سنبلةٍ مائة حبة، أي أنّ [ثواب الإنفاق] في سبيل الله تعالى هو سبعمائة ضعف، ليس هذا فحسب، يقول تعالى بعد ذلك (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ)، أي أنّ الله - تعالى - يضاعف الثواب والجزاء لمن يشاء من عباده، فيعطي بعضهم أكثر من سبعمائة ضعف. آية [٢٦٢] ~ الآية السابقة ذكرت ثواب الإنفاق في سبيل الله، ثمّ بيّنت هذه الآية [شروط نيل هذا الثواب] الجزيل، وهو أنّ هذا الثواب [لِمن لمْ يتبع انفاقه مَنًّا وَلَا أَذًى]. آية [٢٦٥] ~ ضرب الله مثلًا في الآية السابقة [٢٦٤] عن الذي يتصدق، ثمّ يُتبع صدقته بالمنّ والأذى ثم يضرب الله تعالى في هذه الآية الكريمة [مثلًا] آخرعلى [نفقة المؤمن] الذي يريد بنفقته وجه الله تعالى يقول تعالى (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) أي طلب [رضوان الله تعالى]، لَا يُرِيدُونَ سُمْعَةً وَلا رِيَاءً. آية [٢٧٤] ~ لمّا حضّ على النفقة فأكثر، وضرب فيها الأمثال وأطنب في المقال ولم يعيّن لها وقتًا، كان كأنّ سائلًا قال: [في أيّ وقتٍ تُفعل؟] فبيّن في آية جامعة لأصناف الأموال والأزمان والأحوال أنها حسنة في [كل وقت] وعلى كل حال فقال: الذين ينفقون أموالهم أيّ: في الوجوه الصالحة التي تقدّم التنبيه عليها، وقَدّم من المتقابلين ما كان أقرب إلى الإخلاص، اهتمامًا به دلالة على فضله فقال: [باللّيل] إن اقتضى ذلك الحال، [والنّهار] إن دعتهم إلى ذلك خطة رشد سرا وعلانية كذلك. (الشيخ / وائل فوزي - بتصرف) (نظم الدرر- للبقاعي) * قاعدة : الضبط بالتأمل ====== القواعد ===== * قاعدة : الضبط بالتأمل وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذّاً ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيراً من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له .. الوقفة كاملة
٣ {لِلۡفُقَرَاۤءِ "ٱلَّذِینَ" أُحۡصِرُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ لَا یَسۡتَطِیعُونَ ضَرۡبًا فِی ٱلۡأَرۡضِ..} [البقرة: ٢٧٣] {لِلۡفُقَرَاۤءِ "ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ" ٱلَّذِینَ أُخۡرِجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِمۡ وَأَمۡوَ ٰلِهِمۡ یَبۡتَغُونَ فَضۡلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنًا وَیَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ..} [الحشر: ٨] موضع التشابه : ( ٱلَّذِینَ - ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ ) الضابط : نربطها بجملة [الّذين هاجروا] معنى الجملة : الّذين ~ للدلالة على آية البقرة "ٱلَّذِینَ" هاجروا ~ للدلالة على آية الحشر "ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ" ضابط آخر / في [البقرة] ~ السّياق في الآيات التي قبل آية [٢٧٣] [عن النفقة] . ثمّ ذكر في آية[٢٧٣] [مصرف النفقات] الذين هم أولى الناس بها، فوصفهم بست صفات أحدها الفقر، والثاني قوله: {أحصروا في سبيل الله} أي: قصروها على طاعة الله من جهاد وغيره... في [الحشر] ~ السّياق في الآيات التي قبل آية [٨] [عن أموال الفيء ومستحقيها]. ثمّ ذكر في آية [٨] أنّ [جزء] من هذا المال [يُصْرَف للفقراء المهاجرين] في سبيل الله الذين أُجْبِروا على ترك أموالهم وأولادهم، يرجون أن يتفضل الله عليهم بالرزق في الدنيا، وبالرضوان في الآخرة.. (تفسير السعدي) (المختصر في التفسير) * قاعدة : الضبط بالتأمل: وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذّاً ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيراً من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له .. الوقفة كاملة
٤ {.. لَهُمۡ شَرَابٌ مِّنۡ حَمِیمٍ وَعَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡفُرُونَ ۝ "قُلۡ أَنَدۡعُوا۟" مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَنفَعُنَا وَلَا یَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰۤ أَعۡقَابِنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ..} [لأنعام: ٧٠ - ٧١] {.. لَهُمۡ شَرَابٌ مِّنۡ حَمِیمٍ وَعَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡفُرُونَ ۝ "هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ" ٱلشَّمۡسَ ضِیَاۤءً وَٱلۡقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ..} [يونس: ٤ - ٥] موضع التشابه : ما بعد الآية المتطابقة ( قُلۡ أَنَدۡعُوا۟ - هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ ) الضابط : القاف في (قُلۡ) تسبق الهاء في (هُو)  القاعدة : الضبط بالترتيب الهجائي ضابط آخر / - (قُلۡ أَنَدۡعُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَنفَعُنَا وَلَا یَضُرُّنَا) المقصود من هذه الآية [الرد] على عبدة الأصنام وهي [مؤكدة] لقوله تعالى قبل ذلك: (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله) [ ٥٦] .1 - (هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِیَاۤءً وَٱلۡقَمَرَ نُورًا) ... الدليل السابق كان متضمنا لعظيم أمر الخلق وسعة العلم والقدرة بذكر أشياء [ليس للمخاطبين حظ] في التمتع بها . وهذا الدليل قد تضمن أشياء [يأخذ المخاطبون بحظ] عظيم من التمتع بها وهو خلق الشمس والقمر على صورتهما وتقدير تنقلاتهما تقديرًا مضبوطًا ألهمه الله البشر للانتفاع به في شؤون كثيرة من شؤون حياتهم .٢ ١(التفــــــسير الكبير) ٢(التحرير و التنوير)  القاعدة : الضبط بالتأمل ===== القواعد =====  قاعدة الضبط بالترتيب الهجائي .. يسميها البعض (الترتيب الألفبائي) ، والمقصود أنك إذا وجدت آيتين متشابهتين فإنه في الغالب تكون [ بداية الموضع المتشابه في الآية الأولى ] مبدوءًا بحرف هجائي [ يسبق ] الحرف المبدوء به في الموضع الثاني من الآية الثانية .. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~  قاعدة الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه .. وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيّما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذًّا ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيرًا من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له .. الوقفة كاملة
٥ {.. وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلًا مَّعۡرُوفًا ۝ "وَٱبۡتَلُوا۟ ٱلۡیَتَـٰمَىٰ"..} [النساء: ٥ - ٦] {.. وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلًا مَّعۡرُوفًا ۝ "وَلۡیَخۡشَ ٱلَّذِینَ لَوۡ تَرَكُوا۟ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّیَّةً ضِعَـٰفًا" خَافُوا۟ عَلَیۡهِمۡ...} [النساء: ٨ - ٩] موضع التشابه : ما بعد (وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلًا مَّعۡرُوفًا) الضابط : الألف في (وَٱبۡتَلُوا۟) تسبق اللام في (وَلۡیَخۡشَ) * قاعدة : الترتيب الهجائي ضابط آخر / في الموضع الأول كان الحديث عن [الوصاية على أموال السفهاء ومنهم اليتامى] [فاستكمل] الحديث في الآية التي بعدها .. وفي الموضع الثاني كان الحديث عن [ميراث الميت] وتقسيمه ، فاستكمل في الآية التي بعدها الوصية له [بتقوى الله] فيمن له عليه وصاية في حياته إذا ماخلّف وراءه ذرية يخاف عليهم ،ليحفظهم الله له من بعده بإذنه.. (دورة متشابهات القرآن - أ / راوية سلامة) * قاعدة : الضبط بالتأمل =====القواعد====== * قاعدة : الضبط بالترتيب الهجائي .. يسميها البعض (الترتيب الألفبائي) ، والمقصود أنك إذا وجدت آيتين متشابهتين فإنه في الغالب تكون [ بداية الموضع المتشابه في الآية الأولى ] مبدوءًا بحرف هجائي [ يسبق ] الحرف المبدوء به في الموضع الثاني من الآية الثانية .. * قاعدة : الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه .. وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذّاً ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيراً من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له .. الوقفة كاملة


إظهار النتائج من 1 إلى 10 من إجمالي 314 نتيجة.