عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾    [القصص   آية:١٠]
 حينما زار ملك الموت بيتي!! زار ملك الموت بيتي عندما أراد الله جل وعلا قبض روح فلذة كبدي، رحمه الله رحمة واسعة، وأفاض عليه من كرامته ورضوانه، ورأيت تلك الزيارة في رؤيا قبل تحقق المصيبة بثلاثة أيام، فكنت لا أعلم من سيأخذ؟ وهنا كان الابتلاء والامتحان!!وبعد ذلك قضى الله أمره في ولدي، فعلمت علم يقين ان ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن أبدًا ليصيبه!اتجهت في هذه المحنة إلى كتاب الله ليسكن فؤادي المقطوع الفارغ من كل شيء إلا من ذكر الله، فقد كان للمصيبة ألمٌ شديد كالسيف يقطع أوصالي قطعة قطعة، فوجدت – والحمد لله – العلاج والراحة والسكينة والطمأنينة واليقين والصبر والرحمة والهداية وثمرات أخرى كثيرة؛ وجدتها في آيات الله وكتابه المبين.كان لساني لا يفتر من دعاء الله أن يربط على قلبي كما ربط على فؤاد أم موسى، واستحضرت في نفسي الآية التي تصف حال أم موسى وهي ترمي بثمرة فؤادها في البحر، يقول تعالى:{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاَ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين} .وقد جاءني الغوث بحمد الله، فأحسست بالثبات والرباط على قلبي، واستشعرت السكينة والهدوء في قلبي وجوارحي، فقلص دمعي، وازداد رسوخ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر عندي، وما زملت أردد قول رسولنا الكريم قلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون .