وقفات "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" سورة البقرة آية:٥٨




(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
التدبر
مجالس في تدبر القران
تدبر أية 58
سورة البقرة ــــ ˮخالد السبت“ ☍...
سرد لنعم الله عز وجل على بني اسرائيل
سورة البقرة (48 - 61) ــــ ˮمحمد الربيعة“ ☍...
سورة البقرة (58) ــــ ˮمحمد الربيعة“ ☍...
توالي النعم الدنيوية داعية إلى شكر الله، كيف وقد توالت النعم الدينية بعبادته والخضوع له ثم مغفرته للخطايا. وللمحسنين زيادة ً فضلاًمنه وكرما ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
وعدﷻ بالزيادة في الخير ثلاثا المهتدين ﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾ والشاكرين ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾ والمحسنين ﴿سنزيد المحسنين﴾ ــــ ˮروائع القرآن“ ☍...
قال القرطبي رحمه الله:

‏"قيل لبني إسرائيل : قولوا حطة وهي التوبة فقالوا : حنطة، فزادوا حرفاً فلقوا من البلاء ما لقوا ،
‏فالزيادة في الدين والابتداع في الشريعة عظيمة الخطر شديد الضرر هذا تغيير كلمة فما ظنك بتغير ما هو من صفات المعبود."

????تفسيره رحمه الله‏ ( ١٣٢/٢)???? ــــ ˮاحمد دلي العنزي“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
تذكر واعتبار
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ} قال قتادة: «بيت المقدس» ــــ ˮابن أبي حاتم“ ☍...
قصص الانبياء
قصة يوشع و شمويل عليهما السلام
سورة البقرة
اية 58 ــــ ˮنبيل العوضي“ ☍...
قصة أرض
يوشع عليه السلام وفتح بيت المقدس ــــ ˮأيمن الشعبان“ ☍...
درر من تفسير القرطبي
سورة البقرة ، آية 58 ــــ ˮاحمد المرشد“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
احكام وآداب
من أحكام القرآن
أحكام الآيتين 58-59 ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
تفسير سورة البقرة من آية 58 إلى آية 61
من موقع الدرر السنية
في موسوعته التفسيرية الرائعة التي تحتوي على :

-غريب الكلمات
- مُشكل الإعراب
- المعنى الإجمالي
- تفسير الآيات
- الفوائد التربوية
- الفوائد العلمية واللطائف
- بلاغة الآيات ــــ ˮ11 تفسير موقع الدرر السنية“ ☍...
التفسير الفقهي
سورة البقرة
اية 58 ــــ ˮسعد الشثري“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
الدعاء والمناجاة
وقولوا "حِطّة" : رب اغفرل لنا ذنوبنا. ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
إقترحات أعمال بالآيات
احـرص اليـوم على السـنن الـرواتـب، واستـمر في المحـافـظة عليـها، ﴿ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ ــــ ˮالقرآن تدبر وعمل“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
التساؤلات
س: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل لبني إسرائيل : ادخلوا الباب سجدًا وقولوا: حطة، فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا: حطة حبة في شعرة ، [صحيح البخاري ] المجلد الثاني باب وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ، الآية ص643، قال محمد حفظ الرحمن في تصنيفه [قصص القرآن] الجزء الثاني صفحة 17: أن يفهم من رواية البخاري : أن بني إسرائيل يزحفون على أستاههم، ولكن ليس هذا مشي المتكبرين مروجًا ومعقولاً في العالم، بل شبههم هكذا أضحوكة للناس، فالتفسير الصحيح لعبد الله بن مسعود أنه قال: (إن بني إسرائيل يمشون مرحًا وتبخترًا رافعًا برؤوسهم حين دخلوا البلد ويتحركون أستاههم ويميلون صدورهم يمينًا وشمالاً كما يمشون المتكبرون)، كذا في [قصص القرآن] لمحمد حفظ الرحمن ، فماذا ترى في هذا الباب أتفسير البخاري حق أم تفسير عبد الله بن مسعود ؟ فصل فيه القول بالقرآن والسنة. فجزاكم الله عنا وعن جميع المسلمين جزاءً حسنًا .

ج: أمر الله تعالى بني إسرائيل أن يدخلوا باب بيت المقدس خاشعين شكرًا له تعالى، وأن يقولوا: يا ربنا، حط عنا ذنوبنا حطًّا
- أي: اغفر لنا ذنوبنا مغفرة - ووعدهم سبحانه إن هم امتثلوا أمره أن يغفر لهم خطاياهم ويكفر عنهم سيئاتهم، لكنهم لم يمتثلوا أمره، بل بدلوا ما أمروا به من القول والعمل، فدخلوا يزحفون على أستاههم قائلين: حبة في شعرة أو في شعيرة؛ تلاعبًا منهم بأمر الله تعالى، وسخريةً واستهزاءً وتبديلاً لتشريعه سبحانه قولاً وعملاً، بدلاً من طاعته والخضوع لأوامره شكرًا لنعمته، فأنزل على الذين ظلموا منهم بأسه، وأذاقهم عذابه، جزاءً وفاقًا بتبديلهم وتحريفهم شرعه وتمردهم عليه، كما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرًا للآيتين: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَـزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْـزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ، وتفسيرها بما جاء في الحديث هو الصحيح؛ لأنه عن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، وعملهم - مع كونه سخرية واستهزاء - متضمن للتمرد على الله والاستكبار عن طاعته، وبهذا يعلم خطأ تفسير الآية بمجرد الكبر والخيلاء.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. ــــ ˮفتاوى اللجنة الدائمة“ ☍...
س/ (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) [58 البقرة]
(وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين) [161 الأعراف]
ما أسرار الفروق بينهما؟

ج/ الخلاصة السياق هو الحكم هنا فقد ذكرت (رغدا) في البقرة لتتناسب مع سياق التكريم والنعم بخلاف سورة الاعراف والله أعلم. ــــ ˮعبدالله أبو شلنفح“ ☍...
س/ في قصة بني إسرائيل في سورة البقرة قولة تعالى: (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) هل ما ورد في تفسير المختصر بتبديل بني إسرائيل ما قيل لهم بقولهم (حبة في شعرة)؟

ج/ ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ــــ ˮتركي النشوان“ ☍...
س/ في قوله تعالى: (وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ .... فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُ..) قال بعض المفسرين: قالوا حبة في شعيرة، سؤالي: أليست العبرية لغة اليهود وهي تختلف عن العربية؟

ج/ في ملتقى أهل التفسير نقاشات عن هذه القضية، رابطها:

https://vb.tafsir.net/tafsir14546/#.XWbMIehvbIU ــــ ˮمحمد العزب“ ☍...
س/ ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾؛ فقالوا: "حنطة" هل اللفظان عبرانيان؟ أم أنهم خوطبوا بالعربية؟

ج/ القرآن كله عربي، وليس في القرآن لفظ أعجمي، ولفظ؛ حطة: عربي بمعنى: حط عنا خطايانا. ــــ ˮمحسن المطيرى“ ☍...
س/ في الآية الكريمة: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ حرفوا كلمة (حِطَّةٌ) السؤال هو: حطة بالعربية، هل كانوا يتكلمون بالعربية لأنه طُلب منهم أن يقولوا حطة؟ وهم هل حرفوا هذه الكلمة بالعربية حينما قالوا: حنطة / حبة في شعرة / حبة في شعير /...الخ؟

ج/ أخبر الله أنهم أمروا أن يقولوا قولا دالا على التوبة وإظهار الندم وهو (حطة)، فخافوا وجهروا بما يدل على الكفر والعصيان. واللغة التي كانوا يتحدثونها حسب كلام المؤرخين ليست العربية، فلعل الله هنا حكى معنى قولهم لا لفظه والله أعلم. ــــ ˮعبدالرحمن بن معاضة الشهري“ ☍...
س/ في قصة بني إسرائيل قال الله لهم: ﴿قُولُوا حِطَّةٌ﴾ هل قالوا: حنطة؟ أم ماذا قالوا؟

ج/ في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قيل لبني إسرائيل (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم) فبدلوا، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا حبة في شعرة". أو: حبة في شعيرة. والشاهد أنهم خالفوا ما أمروا به من الفعل والقول. ــــ ˮمحمد العزب“ ☍...
س/ وردت كلمة «خَطَايَاكُمْ» في سورة البقرة وفي سورة الأعراف «خَطِيئَاتِكُمْ» على الرغم من أنها في نفس الموضوع، ما الحكمة في ذلك؟

ج/ في سورة البقرة: { خطاياكم}، وفي (الأعراف): {خطيئاتكم}، و(خطايا) جمع تكسير يدل على الكثرة، وأن (خطيئات) جمع بالألف والتاء، وهو إذا دخلت عليه (أل) يدل على القلة. لأنه لمّا كان إسناد القول في سورة البقرة إلى الله تعالى ناسب تكثير النعم والفضائل، فأتي بما يدل على الكثير من الجم، فـ (فعالى) من أوزان جمع الكثرة، وذلك ليدل على كرمه وجوده وعظيم امتنانه - سبحانه وتعالى -، فكأنه قال: نغفر لكم خطاياكم كلها جمعاء، وعكسه في سورة الأعراف. ــــ ˮعبد الله العواجي“ ☍...
س/ قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ جاء عن بعض المفسرين أنه وردت بعض الآثار أنهم بدلوا فقالوا : قمحة في شعيرة، كيف يمكن هذا وهم بنو إسرائيل يتكلمون لغة غير اللغة العربية (العبرية) وهي تختلف عن اللغة العربية؟

ج/ يتأكد من صحة هذا القول، ثم إن الله جل جلاله في القرآن يترجم أقوال الأمم التي لا تتكلم بالعربية بأسلوب القرآن، ولو ذكرها بألفاظهم لجاءت بغير اللسان العربي المبين، والله أعلم. ــــ ˮيوسف العليوي“ ☍...
س/ كيف نفرق بين الآيتين: ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ ⋄ ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: ١٦١]؟


ج/ بينهما فروق كثيرة:

١- (قلنا) بنون العظمة يناسبها (خطاياكم) جمع الكثرة، على عكس ما جاء في الأعراف حيث بُني الفعل للمفعول فناسبه جمع القلة.
كما أن آية البقرة لإظهار المنة عليهم فناسب.

٢- (ادخلوا) يناسبها (فكلوا) بالفاء حيث ترتب الأكل على الدخول.

٣- ذكر (رغدا) لإظهار النعمة.

٤- (وسنزيد المحسنين) بالواو في البقرة وهو الموضع المتقدم وفي الأعراف بدونها، والقاعدة الأغلبية: الواو أولًا.

٥- كرر (الذين ظلموا) في البقرة ليدل على أن نزول العذاب عليهم بسبب ظلمهم واختصر في الأعراف.

٦- ورد لفظ (منهم) في الأعراف ليناسب ما ورد قبله: (ومن قوم موسى ...).

٧- قال في الأعراف: (فأرسلنا) لكثرة دوران مادة أرسل في السورة، فناسب.

٨- انفرد موضع الأعراف بـ : (رجزا من السماء بما كانوا يظلمون)، بينما ورد في البقرة والعنكبوت: (بما كانوا يفسقون).

٩- فسر الظلم في الأعراف بالفسق بالآية بعدها: (كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون). ــــ ˮسعيد حمزة“ ☍...
س/ في قوله تعالى: ﴿وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾، وقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ هل لتقديم وتأخير كلمة (رغداً) معنى خاص؟

ج/ آية الأعراف ليس فيها (رغدا): (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة). أما آية البقرة ففيها (رغدا)؛ لأن آدم وحواء عليهما السلام كانا في الجنة (وكلا منها رغدا).

س/ الآيتان في البقرة.

ج/ أما في آية البقرة: (فكلوا منها حيث شئتم رغدا) فقد قدم ما هو محل الاهتمام في القصة، وهو الانتشار في القرية بعد دخولها والتمتع بخيراتها. ولا شك أن تقديم (رغدا) في قصة آدم وحواء في الجنة للدلالة على كمال نعيمها. ــــ ˮعادل الجليفي“ ☍...
س/ تكررت كلمة (حِطّة) في موضعين من القرآن الكريم على سبيل الأمر الذي يترتب عليه غُفران الخطايا؛ أرجو إفادتكم لي حول: نوع هذه الكلمة في اللغة، وهل تعتد لوحدها دعاء بالمغفرة؟

ج/ يرى المفسرون أن (حطة) مرفوعة على إضمار مبتدأ، أي مسألتنا حطة، وقيل هي على معنى احطط عنا ذنوبنا، وقيل هي على معنى المغفرة، أي قولوا شيئًا يحط ذنوبكم كما يقال: قل خيرًا ــــ ˮبلال السامرائي“ ☍...
س/ في سورة البقرة: ﴿رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾، والآية (٥٨): ﴿حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ ما الفرق بينهما؟

ج/ (رغدا حيث شئتما) في الجنة، و(حيث شئتم رغدا) في قرية في الدنيا فرغد الجنة مقدم لأن المكان واحد، وأما في الدنيا فلا يحسن الرغد إلا في مكان مناسب فقدم المكان. والله أعلم. ــــ ˮمحمد القحطاني“ ☍...
س/ قال تعالى: (وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا)، ولبني إسرائيل (فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا) جاء في خاطري في الفرق بينهما أن الأولى في الجنة وأنها رغد كلها فأينما ذهبا يأكلان رغداً وفي الأخرى أنها في الأرض والأرض ليست رغداً كلها وإنما المرء هو من يختار المكان الذي يجعل عيشه رغدا هل هذا صحيح؟

ج/ أحسنتم. تقديم وصف الجنة بالرغد دليل على أنها كلها رغد ونعيم. وتقديم المكان (حيث شئتم) في الآية الخاصة ببني إسرائيل على وصفه بالرغد دليل على كمال فضله عليهم حيث جعل أماكن عيشهم التي يقصدونها ذات رغد وحياة طيبة. ــــ ˮعبدالرحمن بن معاضة الشهري“ ☍...
س/ من أنواع تفسير القرآن بالقرآن تفسير أسلوب في آية بأسلوب في آية أخرى. لم أفهم معنى هذا الكلام. وهذا مثال عليها (انظر الصورة المرفقة)؟

ج/ أي أن المقصود في قولهم: (وقولوا حطةً) مثل المقصود في قوله: (قالوا معذرةً إلى ربكم). فالأسلوبان متشابهان. ــــ ˮعبدالرحمن بن معاضة الشهري“ ☍...
س/ في سورة البقرة قال تعالى لآدم: "وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما"، وقال في نفس السورة لبني إسرائيل "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا".
‏ما الحكمة أو السبب في تقديم الرغد في الآية الأولى على المشيئة عن الثانية؟




ج/ محل البحث في المتشابه اللفظي في القرآن، حيث يكون السياق واحدا، فلو سألت عن موضعي قصة آدم في البقرة والأعراف، فهذا سؤال صحيح، أما السؤال عن قصتين مختلفتين كهذا السؤال فلا وجه حينئذ للسؤال عنهما، لاختلاف السياقات. ــــ ˮمحسن المطيري“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
تفسير و تدارس
تفسير سورة البقرة - دورة الأترجة
الآية 58
من:00:29:03 إلى:00:29:26 ــــ ˮمحمد الربيعة“ ☍...
تفسير المثاني
البقرة : 58
من:00:37:30 إلى:00:40:52 ــــ ˮمحمد علي الشنقيطي“ ☍...
تفسير محمد العثيمين (سورة البقرة ).
تفسير الآية (58) .
عدد المقاطع للآية ( 2 ) .
ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“ ☍...
التعليق على تفسير البيضاوي
آية 58 الجزء الثاني
من:00:08:35 إلى:00:13:25 ــــ ˮعبدالرحمن بن معاضة الشهري“ ☍...
التعليق علي تفسير البيضاوي
البقرة [ 58 : 59 ]
من:01:13:48 إلى:01:19:09 ــــ ˮعبدالرحمن بن معاضة الشهري“ ☍...
تعليق الشيخ عبد العزيز بن باز على تفسير ابن كثير
سورة البقرة آية 58
من:00:40:32 إلى:00:51:22 ــــ ˮعبدالعزيز ابن باز“ ☍...
التعليق على تفسير ابن كثير
تفسير سورة البقرة آية 58
من:00:00:00 إلى:00:23:19 ــــ ˮعبدالرحمن العجلان“ ☍...
التعليق علي تفسير القرطبي
تفسير سوره البقرة الآية
58

من:31:27 إلى:34:17 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
برنامج يا بني إسرائيل
سورة البقرة
اية 58

من:00:01:06 إلى:00:10:25 ــــ ˮنبيل العوضي“ ☍...
تفسير أضواء البيان
سورة البقرة
أية 58

من:00:05:26 إلى:00:14:48 ــــ ˮمحمد الأمين الشنقيطي / تفسير أضواء البيان“ ☍...
تفسير القرآن الكريم
سورة البقرة ، آية 58
من:00:00:00 إلى:00:19:04 ــــ ˮسليمان اللهيميد“ ☍...
دورة بيان في تفسير القرآن
سورة البقرة آية 58
من:00:53:08 إلى:00:55:40 ــــ ˮمحمد بن عبدالعزيز الخضيري“ ☍...
شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
سورة البقرة آية 58
من:12:05 إلى:24:21 ــــ ˮخالد السبت“ ☍...
خواطر الشيخ الشعراوي سورة البقرة
سورة البقرة آية:٥٨
من:00:00:00 إلى:00:09:18 ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
برنامج التفسير الميسر
سورة البقرة
آية 58

من:29:50 إلى:34:30 ــــ ˮمصطفى العدوي“ ☍...
التعليق على تفسير القرطبي
سورة البقرة آية 58
من:31:22 إلى:34:15 ــــ ˮعبدالله محمد الأمين الشنقيطي“ ☍...
تفسير النابلسي
سورة البقره
آيه 58

من:26:21 إلى:28:10 ــــ ˮمحمد راتب النابلسى“ ☍...
شرح تفسير ابن كثير
سورة البقرة
أية 58

من:00:00:44 إلى:00:31:39 ــــ ˮفهد الشتوي“ ☍...
القنر
شرطة الرياض محافظة خي
من:5:11:2 إلى:0:4:0 ــــ ˮبدون مصدر“ ☍...
برنامج التفسير
[البقرة آية:٥٨]
من:4:33 إلى:38:10 ــــ ˮمحمد حسان“ ☍...
المختصر في التفسير سورة البقرة
آية 58
من:00:39:20 إلى:00:40:10 ــــ ˮ#المختصر في التفسير“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
أسرار بلاغية
مسألة: قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولواحطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) . وفى الأعراف: (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين.


جوابه: هي اختلاف ألفاظ الآيتين، وفائدة مناسبتهما مع قصد التنويع في الخطاب.أما آية البقرة: فلما افتتح ذكر بنى إسرائيل بذكر نعمه عليهم بقوله تعالى: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ناسب ذلك نسبة القول إليه، وناسب قوله (رغدا لأن النعم به أتم. وناسب تقديم (وادخلوا الباب سجدا*، وناسب (خطاياكم لأنه جمع كثرة، وناسب الواو في (وسنزيد المحسنين* لدلالتها على الجمع بينهما وناسب الفاء في (فكلوا) لأن الأكل مترتب على الدخول فناسب مجيئه
بالواو. وأما آية الأعراف: فافتتحت بما فيه توبيخهم وهو قولهم: (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، ثم اتخاذهم العجل، فناسب ذلك ة (وإذ قيل لهم*. وناسب ترك (رغدا* والسكنى بجامع الأكل، فقال: (كلوا*. وناسب تقديم ذكر مغفرة الخطايا، وترك الواو في (سنريد). ــــ ˮكتاب: كشف المعاني / لابن جماعة“ ☍...
سورة البقرة الآية 58 الجزء الأول ــــ ˮفريد الزامل“ ☍...
سورة البقرة الآية 58 الجزء الثاني ــــ ˮفريد الزامل“ ☍...
سورة البقرة الآية 58 الجزء الثالث ــــ ˮفريد الزامل“ ☍...
سورة البقرة الآية 58 الجزء الرابع ــــ ˮفريد الزامل“ ☍...
سورة البقرة الآية 58 الجزء الخامس ــــ ˮفريد الزامل“ ☍...
آية (٥٨) : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
* بين الآية هنا في سورة البقرة والآية في الأعراف (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١)) ما دلالة الاختلاف بينهما؟
الخطاب في الآيتين من الله تعالى إلى بني إسرائيل والأمر بالدخول للقرية والأكل واحد لكن التكريم والتقريع مختلف والسياق مختلف ، يجب أن توضع الآية في سياقها لتتضح الأمور والمعنى والمقصود :

سورة البقرة سورة الأعراف
١- آية البقرة في مقام تكريم بني إسرائيل ليذكرهم بالنعم ، بدأ الكلام معهم بقوله سبحانه (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧)) العالمين هنا أي قومهم في زمانهم وليس كل العالمين في الأعراف في مقام التقريع والتأنيب فالسياق اختلف هم خرجوا من البحر ورأوا أصناماً فقالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً وعبدوا العجل وانتهكوا حرمة السبت فذكر جملة من معاصيهم وهذا لم يذكره في البقرة
٢- (وإذ قلنا) بإسناد القول إلى نفسه سبحانه وهذا يكون في مقام التكريم

(قُلْنَا) هذا في زمن سيدنا موسى عندما قال الله ذلك (وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول للتقريع (وإذ قيل لهم) مثل آتيناهم الكتاب وأوتوا الكتاب في مقام الذم

(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) عن طريق أنبيائهم بعد سيدنا موسى يقولون ألم يقل لكم ربكم ادخلوا ؟
٣- (ادخلوا هذه القرية) في البداية أمركم أن تدخلوا هذه القرية (اسكنوا هذه القرية) يعني بعد أن تدخلوا لا تفكروا بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي


٤- (فكلوا) بالفاء ، لما تاهوا وشكوا من الجوع وقالوا (يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ﴿٦١﴾) الفاء تفيد الترتيب والتعقيب يعني الأكل موجود مهيأ بمجرد الدخول ادخلوا فكلوا لأنهم جائعون

في البقرة الأكل مهيأ بعد الدخول والأكرم أن يقول ادخلوا فكلوا (وكلوا) بالواو الواو تفيد مطلق الجمع ، الأكل ليس بعد الدخول وإنما بعد السكن، ولم يأت بالفاء بعد السكن (وكلوا)



في الأعراف الأكل بعد السكن ولا يدرى متى يكون كلما جاعوا يأكلون
٥- (رغداً) تتناسب مع التكريم ، رغداً تستعمل للعيش يعني لين العيش ورخاؤه لم يذكر رغداً لأنها في مقام تقريع لأنهم لا يستحقون رغد العيش مع ذكر معاصيهم.
٦- (وادخلوا الباب سجّداً وقولوا حطة) أي حُطّ عنا ذنوبنا قدّم السجود على القول ، أولاً السجود أفضل الحالات، فالسجود أفضل من القول لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فقدّم ما هو أفضل .
إضافة إلى أن السياق في الصلاة والسجود قال قبلها (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)) والسجود من أركان الصلاة وقال بعدها أيضاً (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥)) فتقديم السجود هو المناسب للسياق (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً) قدم القول على الدخول وجاء بالسجود بعد القول
٧- (نغفر لكم خطاياكم) وهو جمع كثرة ، نغفر لكم خطاياكم وإن كثرت أي يغفر كل الخطايا (نغفر لكم خطيئاتكم) جمع قلة ، خطيئاتكم قليلة وهنا لم تحدد أن خطاياهم قليلة لكن يغفر قسماً منها ، ما غُفر منها قليل إذا ما قورن بآية البقرة ، أيها الأكرم؟
٨- (وسنزيد المحسنين) جاء بالواو الدالة على الاهتمام والتنويه
آية البقرة فيها قوة (وَإِذْ قُلْنَا) لما كان المخاطِب رب العالمين يكون عطاؤه أكثر وأعظم (سنزيد المحسنين) بدون الواو

بينما عندما يرسل شخص يبلغك (قِيلَ لَهُمُ) يكون العطاء أقل


* في الآية (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم) جمع مكانين القرية وحيث شئتم ثم جاء بـ (رغداً) بعد ذلك ، المعنى هنا ليس فيه إستثناء وإلا كان يقدّم ، وإنما قال (وادخلوا الباب سجداً) إنتقل لموضوع آخر ، هذه القرية مفتوح أمامكم جميع نواحيها للأكل الرغد الهنيء ، ولو قال رغداً حيث شئتم كأنه سيكون فاصل بين المكانين من دون داعي .

* اللمسة البيانية التي تضفيها كلمة رغداً بعد (حيث شئتم) : بيان أن هذه القرية كانت مليئة بالثمار والأشجار ترتاحون فيها من غير أن تبذلوا أي جهد إكراماً لهؤلاء من الله سبحانه وتعالى لكن مع ذلك لا هم سجدوا ولا قالوا حطة وإنما دخلوا القرية يزحفون على أعقابهم وبدلوا بقولهم حنطة (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) مع أن ما أمرهم الله به أقل مشقة مما فعلوه ، ولكن المسألة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة . ــــ ˮمختصر لمسات بيانية“ ☍...
توجيه المتشابه : (نغفر لكم خطاياكم)(نغفر لكم خطيئتكم) ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
توجيه المتشابه : (وكلا منها رغدا حيث شئتما)(وكلوا منها حيث شئتم رغدا) ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
في هذه الآية يقول الحق تبارك وتعالى: { فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً }. وفي آية أخرى يقول: { رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما }. الفرق في المعنى أن قوله تعالى:{ حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً } تدل على أن هناك أصنافاً كثيرة من الطعام.{رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمْ } يكون هناك صنف واحد والناس جائعون فيقبلون على الطعام..عندما يقول الحق جل جلاله:كلوا رغداً يكون المخاطب هنا نوعين: إنسان غير جائع ولذلك تعد له ألوانا متعددة من الطعام لتغريه على الأكل..فتقدم في هذه الحالة "حيث شئتم " فيقال:{ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً }..فإذا كان الإنسان جوعان يرضى بأي طعام.. فيقال رغدا حيث شئتم.
إن المسألة في القرآن الكريم ليست تقديما وتأخيراً في الألفاظ.. ولكن المعنى لا يستقيم بدون هذا التغيير.. قوله تعالى { ادْخُلُواْ هَـاذِهِ الْقَرْيَةَ }.. والقرية هي هنا بيت المقدس أو فلسطين أو الأردن.. الحق تبارك وتعالى يقول: { وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }.. والحق جل جلاله حين خاطبهم بين لنا أنهم لم يكونوا في حالة جوع شديد بحيث يأكلون أي شيء فقال: { فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً } أي ستجدون فيها ألوانا كثيرة من الطعام تغريكم على الأكل ولو لم تكونوا جائعين. وقوله تعالى:(وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً )..أي ادخلواالباب وأنتم في منتهى الخضوع..(وَقُولُواْ حِطَّةٌ)أي حط عنا ذنوبنا يا رب.. غير أنهم حتى في الأمر يغيرون مضمونه..ويلبسون الحق بالباطل..وهذه خاصية فيهم.. ولذلك دخلوا الباب وهم غير ساجدين.. دخلوه زاحفين على ظهورهم.. مع أن ما أمرهم الله به أقل مشقة مما فعلوه.. فكأن المخالفة لم تأت من أن أوامرالله شاقة.. ولكنهاأتت من الرغبة في مخالفة أمرالخالق وبدلا من أن يقولوا حطة. أي حط عنا يارب ذنوبنا قالوا حنطة والحنطةهي القمح.. ليطوعوا اللفظ لأغراضهم.. فكأن المسألة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة. ــــ ˮمحمد متولي الشعراوي“ ☍...
قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِين (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون (59)}[البقرة:58-59].
وقوله تعالى:{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِين (161)فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُون (162)}[الأعراف:161-162].
الموازنة بين آيتي سورة البقرة وآيتي سورة الأعراف تبرز النظرات التالية:
1-عطف {كُلُواْ} بالفاء في سورة البقرة، وبالواو في سورة الأعراف؛ لأنه تعالى أمرهم في سورة (البقرة) بالدخول، وهو سريع الانقضاء، فقال:{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ }، ثم إنه لا يحسن الأكل مع الدخول، ولا قبله ، بل لا يكون إلا بعده؛ لسرعة انقضاء الدخول، ولذلك ناسبه استعمال حرف العطف (الفاء)؛ لدلالتها على التعقيب من غير مهلة.
أمّا في سورة الأعراف فأمرهم بالسُّكنى – وهي الاستقرار -، وهي ممتدة، فقال:{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ }، مما يمكن أن يكون معها الأكل، ولذلك استعمل (الواو) ، فكأن الأمر في سورة (البقرة) مرادٌ به الإسراع بالدخول والأكل والسجود والقول والعودة مرة أخرى ، أما في سورة (الأعراف) فالمراد الاستقرار والتمتع بالأكل.
2- الإتيان بقوله:{رَغَداً} في سورة (البقرة)، وحذفها في صورة (الأعراف) له مقصدٌ بليغٌ؛ فإنه – والله أعلم- لمّا أسند القول إليه تعالى، فقال:{وَإِذْ قُلْنَا }، كان من المناسب أن يذكر معه ما يدل على إفاضة النعم ، وما يدل على كرم الكريم، فقال:{رَغَداً}.
أما في سورة الأعراف فإنه لما بنى الفعل المجهول، فقال:{وَإِذْ قِيلَ }، لم يذكر معه ما ذكر من الإكرام الوافر؛ لأنه لم يسند إلى الله تعالى.
وجعل ابن الزبير الغرناطي سبب عدم ذكر في سورة الأعراف أن في فحوى الآية ما يدل على معنى الرغد، فلم تكن هناك حاجة للنص عليه، قال: ((إن مفهوم السكنى-وهو الملازمة والإقامة –مع الأمر بالأكل حيث شاؤوا ، مع انضمام معنى الامتنان والإنعام المقصود في الآية، كل ذلك مشعرٌ ومعرفٌ بتمادي الأكل، وقوة السياق مانعةٌ من التحجير والاقتصار ، فحصل معنى الرغد، فوقع الاكتفاء بهذا المفهوم الحاصل قطعاً من سياق آية الأعراف)).
3- قال في سورة البقرة: {وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِين }عاطفاً بالواو؛ ليكون اتصاله بما قبله أقوى؛ بسبب إسناده القول إلى الله تعالى في أولها: {وَإِذْ قُلْنَا }.
أما في سورة الأعراف فلما لم يكن القول مسنداً إلى الله تعالى ناسب حذف الواو؛ ليكون الكلام استئنافاً.
4- قال الله تعالى في سورة (البقرة): {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ }، وزاد في سورة (الأعراف): {مِنْهُمْ }،وهي مرادة في سورة البقرة؛ لأن الذين ظلموا هم من المخاطبين بالأمر:{ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ }، هم الذين بدلوا ، وغيروا في القول.
أمّا ذكرها في سورة (الأعراف) فلأن أوّل قصة أصحاب موسى – عليه الصلاة والسلام- في الصورة نفسها مبني على التخصيص؛ إذ قال: {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون}[الأعراف:159]، فذكر أن منهم من يفعل ذلك ،ثم عدد صنوف إنعامه عليهم، وأوامره لهم، فلما انتهت قال: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}، فأتي في آخر ما حكى عنهم من مقابلة نعمة الله عليهم بتبديلهم ما قدم به القول إليهم بلفظ (من) التي هي للتخصيص والتمييز، بناءً على أوّل القصة؛ ليكون آخرها متوافقاً مع أوّلها.
5- في سورة ( البقرة) قال: { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}، وفي سورة (الأعراف) قال:{نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ}، ومن المعروف أن (خطايا) جمع تكسير يدل على الكثرة، وأن (خطيئات) مما جُمع بالألف والتاء ، والجمع بالألف والتاء إذا تدخل عليه (أل) يدل على القلة.
وتعليل هذا الاختلاف هو ما قلناه آنفاً: إنه لمّا كان إسناد القول في سورة ( البقرة) إلى الله تعالى ناسب تكثير النعم والفضائل، فأتي بما يدل على الكثير من الجم، ف (فعالى) من أوزان جمع الكثرة، وذلك ليدل على كرمه وجوده وعظيم امتنانه – سبحانه وتعالى-،فكأنه قال: نغفر لكم خطاياكم كلها جمعاء، وعكسه في سورة الأعراف. ــــ ˮصالح العايد“ ☍...
سورة البقرة سورة الأعراف
آيتان من آيات بني إسرائيل يقول تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾ البقرة) نفس الآية بالضبط جاءت في سورة الأعراف (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿161﴾ الأعراف)
(وإذ قلنا) (وإذ قيل لهم)
(ادخلوا هذه القرية) (اسكنوا هذه القرية)
(فكلوا)بالفاء (وكلوا) بالواو
(نغفر لكم خطاياكم) (نغفر لكم خطيئاتكم)
(وسنزيد المحسنين) فيها واو (سنزيد المحسنين)
(ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة) (قولوا حطة وادخلوا الباب سجداً)
هذه مجمل الاختلافات بين الآيتين وكلها تدور في حدثٍ واحد في مقطعٍ واحد في أرضٍ واحدة ولكن تركيب الآية أو الصياغة اللفظية تختلف اختلافاً شديداً بين الآيتين هذا ليس عبثاً.وكما نعلم أن هذا هو المتشابه وكل اختلافٍ من هذه الاختلافات يعطيك جانباً من الصورة إذا ألممت بها كثيراً فإنك حينئذٍ تكون قد عرفت تفاصيل القصة.
o لنبدأ هنا في آية البقرة الله تعالى يقول لبني إسرائيل (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا) وإذ قلنا، في الأعراف (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) نفس القضية؟ لا، في البداية رب العالمين لما تاهوا وقالوا يا موسى نحن جُعنا (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ﴿61﴾ البقرة) وشكوا له الخ.. رب العالمين أمرهم قال (وَإِذْ قُلْنَا) لهم نحن الله عز وجل قلنا لهم (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) وهي بيت المقدس كما تقول أصح الروايات لأن في آية أخرى تقول (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ﴿21﴾ المائدة) فهي إذاً بيت المقدس. إذاً رب العالمين في البداية أمرهم أن يدخلوا هذه القرية (وَإِذْ قُلْنَا) رب العالمين قالها مرة واحدة ولكن تعرفون بني إسرائيل ليسوا طيّعين ولا طائعين أهل نقاش فانظر فى قصة البقرة قالوا ما لونها وما هي الخ أهل لجاجة وكما هم اليوم فاليوم كل العالم يعلم أن أي مفاوضات مع اليهود لا تخرج منها بنتيجة لشدة ولعهم بالدوران والفر والكر والألفاظ المموهة والألفاظ التي تحتمل معنيين ليسوا صريحين. فحينئذٍ أنبيائهم واحد تلو الآخر بدأوا يحثونهم (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) عن طرق أنبيائهم رب العالمين عندما قال (قُلْنَا) لما كان سيدنا موسى موجوداً، على لسان سيدنا موسى ثم على لسان الأنبياء يا جماعة ألم يقل رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا وكما تعرفون القصة (إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا ﴿22﴾ المائدة) يعني القرآن وضّح هذا من كثرة تكرار الأنبياء لهم بعد سيدنا موسى قال (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) إذاً في زمن سيدنا موسى رب العالمين هو الذي قال، بعد سيدنا موسى محاولات أخرى جادة من أنبيائهم ضد لجاجات بني إسرائيل ادخلوا ادخلوا ادخلوا إذاً هذا الفرق بين (وَإِذْ قُلْنَا) نحن الله و (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) قال لهم أنبيائهم مثل يوشع وذا النون الخ من بقية الأنبياء. هذا الفرق بين الآيتين لما رب العالمين قال (وَإِذْ قُلْنَا) أنت ستفهم أن هذا في زمن سيدنا موسى عندما قال الله ذلك، بعد سيدنا موسى جاء أنبياء آخرون يقولون يا جماعة ألم يقل لكم رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) عن طريق أنبيائهم. إذاً هي هذه الفعل من الماضي قال قلنا وقيل معلوم مجهول رسم لقطة لا يمكن فهمها إلا بهذه الطريقة هذه (وَإِذْ قُلْنَا) و (وَإِذْ قِيلَ).
o اللقطة الثانية: في البقرة (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) وفي الأعراف (اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) واضح الفرق ادخلوا في البداية، رب العالمين أمركم أن تدخلوا هذه القرية. يا ترى الدخول مؤقت؟ يوم يومين؟ قال لا تستقرون بها نهائياً اسكنوا فيها فحينئذٍ رب العالمين ماذا قال لسيدنا آدم (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴿35﴾ البقرة) هذه القرية إذاً فيها سكنكم وطمأنينتكم ومستقبلكم فهذا هو وطنكم الخ في البداية أمر بالدخول ماذا بعد الدخول؟ نخرج؟ أحياناً كما تعلمون رب العالمين يأمر الأنبياء بالهجرة ،هنا قال لا إذا دخلتم هذه القرية فإنها آخر قرية - نحن قلنا القرية في القرآن يعني المجتمع كل مدينة كل قطر كل كتلة بشرية تسمى قرية - حينئذٍ رب العالمين لما قال (ادخلوا) في البداية لما قال (اسْكُنُوا) يعني بعد أن تدخلوا لا تفكروا بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي هذا الفرق بين (ادْخُلُوا) وبين (اسْكُنُوا).
o مرة قال (فَكُلُوا مِنْهَا) ومرة قال (وَكُلُوا مِنْهَا) بالواو انظر إلى دقة القرآن الكريم لما شكوا له من الجوع وقالوا ابعث لنا شيئاً نأكله (مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) قال (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) لأنهم جائعون وحينئذٍ ادخلوا هذه القرية بسبب هذا الدخول سوف تأكلون (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) هذا بعد أن دخلوا لأول مرة. لما سكنوا كلما جاعوا يأكلون قال (وَكُلُوا) إذاً مستمرة ولاحظ أيضاً في البقرة قال (فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا) إن كان ذلك الدخول في موسم في غاية الثراء من حيث الموسم الزراعي لكن في الأعراف لم يقل رغداً لأنك طبعاً أنت ساكن في المدينة مرة رغداً مرة ليس رغداً، مرة في مطر مرة ما في مطر، مرة في نبات مرة مافي نبات بس قال (وَكُلُوا مِنْهَا) لم يقل رغداً لأن فرق بعد الدخول أمروا بوقت محدد أن يدخلوا ذلك الوقت كان يهيئ لهم الأكل رغداً لما سكنوا بها مرة رغداً ومرة ما في رغداً فرب العالمين لم يستخدم كلمة رغداً في قصة الأعراف.
o ثم قال رب العالمين (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) في الأعراف (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) الباب باب المسجد فلما قال (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) يعني ادخلوا الباب وقولوا حطة اللهم حُطَّ عنا خطايانا لأن خطايا بني إسرائيل كثيرة جداً من زمن سيدنا موسى إلى اليوم ما من أهل دين عصوا أنبياءهم وقتلوهم وشردوهم واتهموهم باللواطة وبالزنا كما فعل اليهود بأنبيائهم. الله قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى ﴿69﴾ الأحزاب) اتهموه ولوط قالوا هذا زنا ببناته الخ فلم يتركوا نبي ولهذا الله يقول (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) للخضوع والخشوع والتذلل حتى نغفر لكم (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) هكذا كأنكم راكعون أو ساجدون زحفاً وقولوا يا رب حط عنا يا رب حط عنا الخطايا حديث أن التوبة تقتضي تذللاً فما من تائب يقول يا رب اغفر لي بل بتذلل يقول اللهم أنت ربي أنت رب العالمين خلقتني وأنا عبدك بالتذلل والتضرع، التذلل باللسان (وَقُولُوا حِطَّةٌ) ربي حط عنا خطايانا وقال ( سُجَّدًا) يعني خاشعين خشعاً وهذه هي عناصر التوبة إذا أردت أن تتوب فإن عليك أن تتذلل وتتضرع إلى الله بلسانك ربي اغفر لي يا أرحم الراحمين إنك الغفور الرحيم وقلبك في غاية الخشوع مع الله سبحانه وتعالى وهذه من علامات قبول التوبة. إذاً الآية تقول (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) أنت ادخل وقل يا ربي اغفر لي . لكن في الأعراف (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) معنى ذلك أنت عليك أن تستغفر الله عز وجل قبل الدخول وأثناءه وبعده وهذه حتى عند المسلمين من لزم الاستغفار (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب) كل حاجاتك إذا أردتها أن يوفقك الله إليها من أقصر الطرق إليها كثرة الاستغفار (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿10﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴿11﴾ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴿12﴾ نوح) معنى هذا أن الاستغفار يأتي بالرزق ويزيل الهم ويفرج الكروب ويأتي بالخصب ويأتي بالبهجة والرغد. حينئذٍ لما رب العالمين أراد أن يتوب عليهم وقد ساءت أعمالهم فرب العالمين قال (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) يعني أنتم عندما تدخلون المسجد ائتوه وأنتم تزحفون ساجدين وقولوا ربي اغفر ربي اغفر حطة حطة حط عنا حط عنا حط عنا يا رب العالمين فإذا دخلتم المسجد استمروا بهذا. إذاً (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) اختلاف التقديم والتأخير يقوم برسم مقطعين مختلفين في هذه القصة.
o في سورة البقرة (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) في الأعراف (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) ما الفرق؟ كل واحد منا ذنوبه لا تحصى من ساعة ما بلغ في الخامسة العشرة إلى أن بلغ حتى المائة لا يمر يوم إلا وعنده خطيئة ما يمكن يمر يوم إلا وعندك خطيئة حتى لو أنك اغتبت أحداً بمزحة ما معقول ليس هناك واحداً عنده جار جائع وما أنصفه ما معقول لم تتكلم مع أبويك بغلظة بسيطة ما معقول ما أسأت إلى زوجتك أو أهلك لا بد أن يكون عندك ذنب فذنوبنا كالرمل لكن كل واحد منا في حياته ذنوب يئن منها ليل نهار وعندما يموت يتذكر قتل فلان ويوم من الأيام كفر ويوم من الأيام أكل مال فلان ويوم من الأيام لم يصلي ويوم عق والديه هذه الكبائر التي هي مفاصل ومعالم على طريق العمر. كل واحد منا نحن عندما نقرأ عن الخلفاء مثلاً والملوك العرب وكل الملوك خاصة إذا كان هو يخاف الله ويؤمن باليوم الآخر عند الفراش يئن من ذنب فعله .هكذا كل من له ذنوب كبيرة حينئذٍ يذكرها ساعة الاحتضار إذا ما تاب عنها. في الآية الأولى قال (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) كلها بدون تعداد كل الخطايا ربما يكون واحد منهم شك قال لكن هذا خطاياكم شيء وأنا كوني قتلت فلان شيء آخر لأن بني إسرائيل عندهم جرائم رهيبة ورب العالمين أحياناً سلط بعضهم على بعض (ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿54﴾ البقرة) يعني عاقبهم عقاباً أرسل عليهم زوبعة هائلة بحيث لا يرى الواحد الآخر وبالسيوف قتل بعضهم بعضاً قتل حوالي سبعين ألف حينئذٍ هذه ذنوب خطيرة ذنوب تتعلق يعني مثلاً سدينا موسى ذهب لكي يقابل رب العالمين فعبدوا العجل! من ينسى هذه الجريمة؟ اتخذوا العجل (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ ﴿138﴾ الأعراف) جرائم خطيرة عندهم حوالي سبع أو ثماني جرائم عددها القرآن الكريم من الموبقات. هذه خطايا المعدودة خطيئات وجملة الذنوب سماها خطايا. كلمة خطيئات وخطايا الخطايا كل ذنوبنا هي خطايا التي هي معالم خطيرة في حياتك تئن منها عند الموت هذه خطيئات فهنا لما رب العالمين مرة قال (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) كلها ثم قال حتى تلك الرهيبة وهي الخطيئات لأنها معدودة محددة معروفة لا ينساها العبد ويتذكرها جيداً وهو على فراش الموت وهي التي تهلكه وتوبقه يوم القيامة. النبي صلى الله عليه وسلم قال (إياكم والسبع الموبقات) الموبقات لم يقل الموبقة وفعلاً الموبقات حوالي خمسين ستين وحدها الكبائر حوالي سبعين ثمانين لكن هذه الموبقات المهلكات قال سبعة وهي قتل النفس وعقوق الوالدين أكل الربا أكل مال اليتيم أما عندك الغيبة والحقد والكراهية والسباب كثير جداً لكن هذه لا تقال عنها موبقات تقال موبقة هذه الموبقات لأنها معروفة محددة لا تتغير ولا تتبدل هذا الفرق بين (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) و (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ).
o أخيراً قال في سورة البقرة (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) بينما في الأعراف قال (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) أنت لاحظ أن آية البقرة فيها يعني قوة لماذا؟ رب العالمين يقول (وَإِذْ قُلْنَا) أنا رب العالمين الذي قلت أنا قلت لكم، لما كان المخاطِب رب العالمين يكون عطاؤه أكثر يعني فرق بين الملك يخاطب زيد من الناس وبين الملك يبعث واحد قل لفلان وفلان شيء يعني عندما يخاطبك الملك مباشرة يكون عطاؤه أعظم بينما عندما يرسلك شخص يبلغك يكون العطاء أقل والله قال (وَإِذْ قُلْنَا) قال (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) واو للتأكيد تدل على كمية العطاء الهائلة بينما في سورة الأعراف أنبياء كانوا يتكلمون معهم وليس رب العالمين بشكل مباشر قال (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) يعني لو أنك ذهبت إلى الملك قلت له يا صاحب الجلالة في واحد فلان الفلاني محتاج قال له سنكرمه فلما تقابله أنت وجهاً لوجه لا سنكرمك بقوة لأنه أنت عطاؤه مباشر. هذا الفرق بين (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) و (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) .
إذاً رب العالمين سبحانه وتعالى لما قال (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) وهذا حكمٌ عام جاء في الكتب الثلاثة ونحن نعرف أن هناك أحكام مشتركة بين التوراة والإنجيل والقرآن شرعُ من قبلنا شرعٌ لنا وأحكام محددة وآيات محددة حينئذٍ المسجد الذي هو مكان الصلاة سواء كان كنيسة أو بيعة أو جامع مسجداً في العبادة الصحيحة في زمن سيدنا موسى وزمن سيدنا عيسى وزمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أجرها واحد وكلنا نعرف ما هو أجر المساجد، مجرد حبها (رجلٌ معلقٌ قلبه بالمساجد) (من دخل المسجد فهو ضامنٌ على الله) (ثلاث مجالس العبد فيها على الله ضامن ما كان في مسجد جماعة وما كان في مجلس مريض وما كان في مجلس إمام تعزّره وتوقره) هذه المجالس العبد فيها على الله ضامن. فرب العالمين لما يقول لبني إسرائيل (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) قبل الدخول وبعد الدخول وأثناء الدخول كما يدخل المسلم المسجد كما قال صلى الله عليه وسلم (أحب البقاع إلى الله المساجد) وقال (المساجد بيوتي وعُمّارها زوّاري وحقٌ للمزور أن يُكرِم زائره) والحديث في هذا الباب تعرفونه جيداً ما هو فضل الصلاة في المسجد على الصلاة في البيت؟ ثم ما هو حكم من يعتاد المسجد عند الله؟ قال نشهد له بالإيمان. وحينئذٍ فهذا الموضوع كله كان قد حُكي لبني إسرائيل عندما قال لهم سبحانه وتعالى (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ).
إذاً رب العالمين كما تعلمون لما قال (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) كما الله قال بالضبط نفس المعنى مع اختلاف كبير في الحيثيات (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴿3﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿4﴾ قريش) (اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ) يعني الشكر على تلك النعمة وقبلها قال (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿1﴾ الفيل) شكراً لهذه النعمة الذي آمنكم من خوف وهنا أطعمكم من جوع. ــــ ˮأحمد الكبيسي“ ☍...
برنامج لمسات بيانية
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً (58) البقرة) وفي آية أخرى (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ (161) الأعراف) فما الفرق بينهما؟
هنالك أكثر من مسألة في اختلاف التعبير بين هاتين الآيتين . إحدى الآيتين في البقرة والثانية في الأعراف.
آية البقرة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)) وفي الأعراف (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)) لو أردنا أن نُجمِل الاختلاف بين الآيتين:
سورة البقرة سورة الأعراف
(وإذ قلنا) (وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول
(ادخلوا هذه القرية) (اسكنوا هذه القرية)
(فكلوا) (وكلوا)
(رغداً) لم يذكر رغداً لأنهم لا يستحقون رغد العيش مع ذكر معاصيهم.
(وادخلوا الباب سجّداً وقولوا حطة) (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً) قدم القول على الدخول
(نغفر لكم خطاياكم) (نغفر لكم خطيئاتكم)
(وسنزيد المحسنين) (سنزيد المحسنين)

قلنا في أكثر من مناسبة أن الآية يجب أن توضع في سياقها لتتضح الأمور والمعنى والمقصود: آية البقرة في مقام التكريم تكريم بني إسرائيل، بدأ الكلام معهم بقوله سبحانه (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) البقرة) العالمين هنا أي قومهم في زمانهم وليس على كل العالمين الآن واستعمل القرآن العالمين عدة استعمالات (قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) الحجر) يعني فضلناكم على العالمين في وقتهم وليس كل العالمين. إذن السياق في البقرة في مقام التكريم يذكرهم بالنعم وفي الأعراف في مقام التقريع والتأنيب. هم خرجوا من البحر ورأوا أصناماً فقالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وعبدوا العجل وهذا لم يذكره في البقرة وانتهكوا حرمة السبت ورد في سياق آخر غير سياق التكريم وإنما في سياق التقريع والتأنيب وذكر جملة من معاصيهم فالسياق اختلف. قال في البقرة (وإذ قلنا) بإسناد القول إلى نفسه سبحانه وتعالى وهذا يكون في مقام التكريم وبناه للمجهول في الأعراف للتقريع (وإذ قيل لهم) مثل أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب، أوتوا الكتاب في مقام الذم. قال (ادخلوا القرية فكلوا) في البقرة فكلوا الفاء تفيد الترتيب والتعقيب يعني الأكل مهيأ بمجرد الدخول الأكل موجود ادخلوا فكلوا أما في الأعراف (اسكنوا وكلوا) الدخول ليس سكناً فقد تكون ماراً إذن الأكل ليس بعد الدخول وإنما بعد السكن، ولم يأت بالفاء بعد السكن أما في البقرة فالفاء للتعقيب الأكل بعد الدخول وأتى بالفاء. (وكلوا) الواو تفيد مطلق الجمع تكون متقدم متأخر، ففي البقرة الأكل مهيأ بعد الدخول أما في الأعراف فالأكل بعد السكن ولا يدرى متى يكون؟ الأكرم أن يقول ادخلوا فكلوا. وقال (رغداً) في البقرة ولم يقلها في الأعراف لأنها في مقام تقريع، رغداً تستعمل للعيش يعني لين العيش ورخاؤه، رغداً تتناسب مع التكريم. (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ) يعني حُطّ عنا ذنوبنا من حطّ يحط حطة أي إرفع عنا، قدّم السجود على القول أما في الأعراف (وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا)، أولاً السجود أفضل الحالات، أقرب ما يكون العبد لربه فالسجود أفضل من القول لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فقدّم ما هو أفضل (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ) وفي الأعراف جاء بالسجود بعد القول. إضافة إلى أن السياق في البقرة في الصلاة والسجود قبلها قال (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) البقرة) والسجود من أركان الصلاة وقال بعدها أيضاً (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة) السياق في الصلاة فتقديم السجود هو المناسب للسياق من نلحية أخرى في المقام. في البقرة قال نغفر لكم خطاياكم وهو جمع كثرة وفي الأعراف خطيئاتكم جمع قلة، خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة، جمع المذكر السالم يفيد القلة إذا كان معه جمع كثرة وإذا لم يكن معه جمع كثرة فإنه يستعمل للكثرة والقلة مثل سنبلات وسنابل، إذا كان معه في لغة العرب وليس في الآية، خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة، كافرات وكوافر كافرات جمع قلة وكوافر جمع كثرة. طالما هناك جمع كثرة الأصل في جمع السالم مذكر أو مؤنث يكون للقلة هذا الأصل فيه. فإذن خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة، نغفر لكم خطاياكم وإن كثرت، خطيئاتكم قليلة، أيها الأكرم؟ خطاياكم أكرم. إذن آية الأعراف لم تحدد أن خطاياهم قليلة لكن ما غُفر منها قليل إذا ما قورن بآية البقرة. في آية البقرة يغفر كل الخطايا أما في الأعراف فيغفر قسماً منها. وقال في البقرة (وسنزيد المحسنين) جاء بالواو الدالة على الاهتمام والتنويه وقال في الأعراف (سنزيد المحسنين) بدون الواو. وهنالك أمور أخرى في السياق لكن نجيب على قدر السؤال. الخطاب في الآيتين من الله تعالى إلى بني إسرائيل والأمر بالدخول للقرية والأكل واحد لكن التكريم والتقريع مختلف والسياق مختلف. حتى نفهم آية واحدة في القرآن يجب أن نضعها في سياقها لا ينبغي أن نفصلها. إذا أردنا أن نفسرها تفسيراً بيانياً نضعها في سياقها وقال القدامى السياق من أهم القرائن. لا يكفي أن نقول مرة قال وكلوا ومرة فكلوا لأنه يبقى السؤال لماذا قال؟ هي في الحالين حرف عطف لكن حرف العطف يختلف، أقبل محمد لا خالد، وأقبل محمد وخالد، ما أقبل محمد بل خالد كلها عاطفة لكن كل واحدة لها معنى. ــــ ˮفاضل السامرائي“ ☍...
قوله تعالى: (وَإذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ فَكُلُوا. .) .
فإن قلتَ: ما الحكمةُ في العطف بالفاء هنا، وفي الأعراف بالواو؟
قلتُ: لأنه عبَّر هنا بالدخول، وهو سريعُ الانقضاء، فلا يناسبه مجامعة الأكلِ له، وإنما يناسبه تعقيبه له، فعطف بالفاء. وعَبَّر بالأعراف بالسكون، أي الاستقرار وهو ممتدٌّ يجامعه الأكلُ، فعطف بالواو. ــــ ˮكتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن“ ☍...
قوله تعالى: (وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً. .) .
إن قلتَ: لمَ قدَّمه على قوله " وَقُولُوا حِطَّةٌ " وعَكس في الأعراف؟
قلتُ: لأنه هنا وقع بياناً لكيفية الدخول المذكور قبله، بقوله: (وإذْ قُلْنَا ادْخلُوا هذهِ القَرْيةَ. .) بخلافه ثَمَ. ــــ ˮكتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن“ ☍...
قوله تعالى: (وَسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ)
إن قلتَ: لمَ ذكرَ هنا بالواو، وفي الأعراف بدونها؟
قلتُ: لأنَّ اتصالَه هنا أشدُّ، لِإسناد القول فيه إلى
الله تعالى في قوله " وَإذْ قُلْنَا ادْخُلُوا ". بخلافه ثَمَّ، فالأليقُ به حذفُ الواو ليكون استئنافاً. ــــ ˮكتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن“ ☍...
• ﴿ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ مع ﴿ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾
• ما سـر زيادة واو العطف في موضـع البقـرة ؟
• قال الغرناطي : " لأنّ المتقدم قبل هذه الآية من لدن قوله سبحانه: ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ {آية:٤٧} ﴾ إنما هي آلاء ونعم - كما تقدم - فناسب ذلك عطف قضية الزيادة بالواو؛ ليجري على ما تقدم من تعداد الآلاء، وضروب الإنعام بالعفو عن الزلات، والامتنان بضروب الإحسان ". ــــ ˮكتاب : ﴿ الارتياق فـي توجيـه المتشابـه اللفظـي ﴾“ ☍...
﴿رَغَدًا﴾
{الرغد} جاء ذكره في البقرة في قصتي آدم وزوجه عليهما السلام، وقصة بني إسرائيل وهذا كله مقام تكريم ورضا وإفاضة نعم من الله تعالى، ولم يذكر في الأعراف في تلك القصتين لمقام العتاب واللوم والسخط ووقوع العصيان منهما. والله أعلم بمراده. ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ﴾
﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ﴾

في البقرة: السياق تكريم و رضا، وفي الأعراف: السياق غضب

{ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ (فَـ)ـكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ}
{اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ (وَ)كُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ}
الفاء والواو كلتاهما أدوات عطف.
لكّن (الفاء تفيد التعقيب) مما يعني أنه بمجرد الدخول يأكلون وهذا من التكريم.
وهذا المعنى لا تفيده الواو (التي تفيد مطلق الاشتراك في الحكم).

ثم إن استهلال الآيتين يختلف؛ ففي مقام التكريم جاء نداء العظمة مباشرة لبنى إسرائيل (وإذ قلنا)، وفي مقام العتاب واللوم والسخط جاء النداء بالفعل المبنى للمجهول (وإذ قيل لهم) وذلك من جراء عبادتهم للعجل.

ففي أول أمرهم كانوا طائعين وفي آخره عاصين. ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ البقرة
﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ﴾ الأعراف
{خطايا} جمع كثرة؛ ناسب التكريم، {خطيئاتكم} جملة قلة؛ ناسب الغضب.
وهنا وقفة نحوية: وهي أن كل لفظ جاء منه جمع تكسير وجمع سالم بنوعيه.
فـ(الأول) يدل على الكثرة: (خطايا، علماء، شهداء..).
و(الثاني) يدل على القلة: (خطيئات، عالمون، شاهدون..). ــــ ˮمن لطائف القرآن / صالح التركي“ ☍...
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ❨٥٨❩)
متشابه
قاعدة جميلة في الأربعة مواضع (وكلوا) (فكلوا)
تجمعها كلمة (وفو) باعتبارها المشدد عن حرفين ــــ ˮ“ ☍...
تميزت متشابهات البقرة بزيادة حرف الواو (و) إلهكم إله واحد.. (و) مثل الذين كفروا كمثل الذي.. نغفر لكم خطاياكم (و) سنزيد المحسنين. ــــ ˮ“ ☍...
الضابط في الآيتين :
حين يسند الله الفعل كما في البقرة (وإذ قلنا) تكون الخصال والمزايا أعظم مما في الآعراف والتي بنيت للمجهول (وإذ قيل) ويظهر ذلك فيما يلي:
1- أمروا بالدخول وهو سريع الإنقضاء فإعقبه بالفاء في الأكل مما يدل على تسارع النعمة في حقهم بخلاف آية الأعراف والتي فيها المكث والسكن وهي مدة أطول.
2- زيدت (رغداً) في البقرة عندما نسب الفعل لنفسه زيادة في الإكرام.
3- قدم الدخول في (وادخلوا الباب) لتقيدم الدخول في أول الآية فناسب تقديمه على (وقولوا حطة).
4- جئ بجمع التكسير (خطاياكم) والذي يدل على الكثرة بخلاف خطيئاتكم فهو جمع مؤنث سالم يدل على الكثرة إذا حلى بالألف واللام.
5- زيدت الواو في (وسنزيد المحسنين) زيادة في الإكرام في البقرة لما اسند الفعل لنفسه بخلاف الأعراف. ــــ ˮغير معروف“ ☍...
ضبط الخطاب بالأكل
في قصتي آدم وموسى عليهما السلام
في سورتي البقرة والأعراف
{.."وَكُلَا" مِنۡهَا رَغَدًا حَیۡثُ شِئۡتُمَا..}
[البقرة: ٣٥]
{.. "فَكُلُوا۟" مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدًا..}
[البقرة: ٥٨]
{.. "فَكُلَا" مِنۡ حَیۡثُ شِئۡتُمَا..}
[الأعراف: ١٩]
{.. "وَكُلُوا۟" مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ..}
[الأعراف: ١٦١]
موضع التشابه : (وكلا - فكلوا - فكلا - وكلوا)
الضابط : الموضع الأول والأخير بالواو
والموضعان اللّذان في الوسط بالفاء
* قاعدة : الوسط بين الطرفين المتشابهين

=====القواعد=====
* قاعدة : الوسط بين الطرفين المتشابهين ..
عند التشابه بين ثلاث آيات إو أكثر وكان أول وآخر موضع
[ متطابقين ] (طرفي المواضع ) في كثير من الحالات تكون الآية التي تتوسط الطرفين [ مختلفة ] ، بمعرفتها تكون عوناً على الضبط - بإذن الله- ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...
السبب في تقديم وتأخير (..رغدًا..) في سورة البقرة
{.."رَغَدًا" حَیۡثُ شِئۡتُمَا..}
[البقرة: ٣٥]
{..حَیۡثُ شِئۡتُمۡ "رَغَدًا"..}
[البقرة: ٥٨]
السبب في تقديم كلمة "رغدًا" في الآية الأولى وتأخيرها في الثانية :
في الآية الأولى المقصود "بالرغد" رغد الجنة عندما خاطب الله سبحانه وتعالى آدم وحواء، وفي الآية الثانية المقصود "بالرغد" رغد الدنيا عندما خاطب الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام وقومه, ورغد الجنة والدنيا ليسا سواء، فقَدّم رغد الجنة {.."رَغَدًا" حَیۡثُ شِئۡتُمَا..}.
(د/ فاضل السامرائي - [بتصرف])
* قاعدة : الضبط بالتأمل

=====القواعد=====
* قاعدة : الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذّاً ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيراً من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له .. ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...
مواضع {.. رَغَدًا..} في القرآن

{وَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا "رَغَدًا" .. }
[البقرة: 35]
{وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُوا۟ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ "رَغَدًا"..}
[البقرة: 58]
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرۡیَةً كَانَتۡ ءَامِنَةً مُّطۡمَىِٕنَّةً یَأۡتِیهَا رِزۡقُهَا "رَغَدًا"..} [النحل: ١١٢]
* قاعدة : الضبط بالحصر

=====القواعد=====
* قاعدة : الضبط بالحصر ..
المقصود من القاعدة [ جمع ] الآيات المتشابهة ومعرفة [ مواضعها ] .. ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...
{"وَإِذۡ قُلۡنَا" "ٱدۡخُلُوا۟" هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ "فَكُلُوا۟" مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدًا وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا۟ حِطَّةٌ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ "خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ" "وَسَنَزِیدُ" ٱلۡمُحۡسِنِینَ}
[البقرة: ٥٨]
{"وَإِذۡ قِیلَ لَهُمُ" "ٱسۡكُنُوا۟" هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ "وَكُلُوا۟" مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ وَقُولُوا۟ حِطَّةٌ وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ "خَطِیۤـَٔـٰتِكُمۡۚ" "سَنَزِیدُ" ٱلۡمُحۡسِنِینَ}
[الأعراف: ١٦١]
السياق في البقرة في مقام التكريم يذكرهم بالنعم، وفي الأعراف في مقام التقريع والتأنيب، هم خرجوا من البحر ورأوا أصناماً فقالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً.

موضع التشابه الأول : ( وَإِذۡ قُلۡنَا - وَإِذۡ قِیلَ لَهُمُ )
الضابط : (وإذ قلنا) بإسناد القول إلى نفسه سبحانه وتعالى وهذا يكون في مقام التكريم، وبناه بما لم يسمّ فاعله في الأعراف للتقريع (وإذ قيل لهم)..

موضع التشابه الثاني : ( ٱدۡخُلُوا۟ - ٱسۡكُنُوا۟ )
موضع التشابه الثالث : ( فَكُلُوا۟ - وَكُلُوا۟ )
الضابط : في البقرة (فكلوا) الفاء تفيد الترتيب والتعقيب يعني الأكل مهيأ بمجرد الدخول، الأكل موجود ادخلوا فكلوا.
أما في الأعراف فالأكل بعد السكن، والواو في (وكلوا) تفيد مطلق الجمع تكون متقدم متأخر، ولا يدرى متى يكون؟
"والأكرم أن يقول ادخلوا فكلوا"

موضع التشابه الرابع: وردت كلمة (رغداً) في البقرة - ولم ترد في الأعراف
الضابط : لأن آية البقرة في مقام التكريم، رغداً يعني لين العيش ورخاؤه، رغداً تتناسب مع التكريم.

موضع التشابه الخامس : ( وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا۟ حِطَّةٌ -
وَقُولُوا۟ حِطَّةٌ وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا )
الضابط : قدّم السجود في سورة البقرة على القول فقال (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ) لسببين والله أعلم :
الأول: لأنّ السجود أشرف من القول لأنّه أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد ، فناسب مقام التكريم .
الثاني: لأنّ السياق يقتضي ذلك ، فقد جاءت هذه القصة في عقب الأمر بالصلاة (وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّ ٰكِعِینَ ۝ أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ ..) [٤٣ - 44] ، فناسب هنا تقديم السجود لاتصاله بالصلاة والركوع ، وكِلا الأمرين مرفوع في سورة الأعراف فأخّر السجود .
موضع التشابه السادس : ( خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ - خَطِیۤـَٔـٰتِكُمۡۚ )
الضابط : (خطاياكم) جمع تكسير، وجمع التكسير يدل على "الكثرة"
(خطيئاتكم) جمع مؤنث سالم، والجمع السالم يدل على "القلة"
فالآيتين يدلان على أن الله تعالى يغفر الذنوب جمعها كثيرها وقليلها
ولكن في البقرة الذي يتحدث هو الله (وَإِذْ قُلْنَا) فناسبها قوله تعالى (خطاياكم) التى تدل على كثرة الذنوب، لأنه تعالى هو الغفور، الذي يغفر الذنوب جميعًا وان كثرت
أما في الأعراف (وَإِذْ قِيلَ) المبني بما لم يُسمِّ فاعله، فيناسبها (خَطِيئَاتِكُمْ) التى تدل على قلة الذنوب.
موضع التشابه السابع : ( وَسَنَزِیدُ - سَنَزِیدُ )
في البقرة جاء بالواو الدالة على الاهتمام والتنويه وقال في الأعراف (سنزيد المحسنين) بدون الواو.
وكلٌ مناسبٌ لمقامه (التكريم) و(التقريع )
(د/فاضل سامرائي - الشيخ/ وائل فوزي-[بتصرف])
* قاعدة : الضبط بالتأمل
ضبط بقواعد أخرى/
موضع التشابه : ( وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا۟ حِطَّةٌ -
وَقُولُوا۟ حِطَّةٌ وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا )
الضابط : في الوسط (قُولُوا۟ حِطَّةٌ) وفي الأطراف (ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا)
* قاعدة : الوسط بين الطرفين المتشابهين
موضع التشابه : ( خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ - خَطِیۤـَٔـٰتِكُمۡۚ )
الضابط : نربط همزة (خطيئاتكم) بــ همزة الأعراف
* قاعدة : الربط بين الموضع المتشابه واسم السورة
موضع التشابه : ( وَسَنَزِیدُ - سَنَزِیدُ )
الضابط : سورة الأعراف تميزت بقلة تراكيبها اللفظية
* قاعدة : العناية بما تمتاز به السورة
"قلة التراكيب اللفظية"

=====القواعد=====
*قاعدة : الضبط بالتأمل للمعنى في الموضع المتشابه ..
وهذه من أمهات القواعد ومهمات الضوابط ، ولذا اعتنى بها السابقون أيما عناية ، وألّف فيها كثير من المؤلفات النافعة ، بل هي لب المتشابه ، والكثير الحاصل من التشابه إنما جاء [ لمعنى عظيم وحكمة بالغة ] ، قد تخفى على من قرأ القرآن هَذّاً ، ويدركها اللبيب الفطن ، ولذا من [ تدبر ] كثيراً من الآيات المتشابهة وجد أن الزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، والإبدال ، إلى غير ذلك إنما هو لمعنى مراد ينبغى الوقوف عنده ، والتأمل له ..
* قاعدة : الوسط بين الطرفين المتشابهين ..
عند التشابه بين ثلاث آيات إو أكثر وكان أول وآخر موضع
[ متطابقين ] (طرفي المواضع ) في كثير من الحالات تكون الآية التي تتوسط الطرفين [ مختلفة ] ، بمعرفتها تكون عوناً على الضبط - بإذن الله-
* قاعدة : الربط بين الموضع المتشابه واسم السورة..
مضمون القاعدة : أن هناك [ علاقة ] في الغالب بين الموضع المتشابه واسم السورة ، إما [ بحرف مشترك أو معنى ظاهر ] أو غير ذلك ، فالعناية بهذه العلاقة يعين -بإذن الله- على الضبط ..
* قاعدة : العناية بما تمتاز به السورة ..
هذه القاعدة تأتي من التمكن وكثرة التأمل لكتاب الله ،
فإن كثير من الآيات المتشابة عادة ما تمتاز بشيء من [الطول والقِصَر] ، أو[ كثرة التشابه ] ، أو [ كثرة الدوران للكلمة ] في السورة كما هي عبارة بعض المؤلفين ، أو غير ذلك . ــــ ˮ#قناة إتقان المتشابه“ ☍...
• ﴿وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا﴾ [البقرة؛ آية: ٣٥].
• ﴿فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ [البقرة؛ آية: ٥٨].

▪ (الضابط): الموضع الأول (وَكُلَا) مثنى مناسب مع (أنت وزوجك)، الموضع الثاني (فَكُلُوا) بالجمع مناسب مع (ادخلوا) - قاعدة (الزيادة للموضع المتأخر): (منها رغدا / منها حيث شئتم رغدا) الزيادة (حيث شئتم) في الموضع المتأخر. ــــ ˮالايقاظ للحفاظ“ ☍...
• ﴿فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ [البقرة؛ آية: ٥٨].
• ﴿وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ﴾ [الأعراف؛ آية: ١٦١].

▪ (الضابط): زيادة (رغدا) و (وسنزيد المحسنين) في السورة الأطول، خطاياكم جمع كثرة في السورة الأطول، الآية التي مطلعها (ادخلوا) يتقدم لفظ (ادخلوا الباب سجدا). ــــ ˮالايقاظ للحفاظ“ ☍...