عرض وقفات أسرار بلاغية

  • وقفات سورة الإنفطار

    وقفات السورة: ٤٢٢ وقفات اسم السورة: ١٦ وقفات الآيات: ٤٠٦
سورة مكية وهي كما سورة التكوير تتحدث عن الإنقلاب الكوني في يوم القيامة (إذا السماء انفطرت..)، ثم تتحدث الآيات عن جحود الإنسان وكفره بأنعم الله تعالى (كلا بل تكذبون بالدين) وذلك لأن الإنسان ينسى أن الملائكة تسجّل كل أعماله وأفعاله في كتاب يقرأه يوم الحساب. ثم تبين أحوال الأبرار وأحوال الفجّار في ذلك اليوم العصيب وما يؤولون إليه من نعيم أو جحيم (كلا إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم).
  • ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴿٤﴾    [الإنفطار   آية:٤]
  • ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴿٥﴾    [الإنفطار   آية:٥]
لفاصلة القرآنية: (د.فاضل السامرائى) المعنى هو الأساس وهو السيّد وسنضرب أمثلة ليتضح الكلام: ربنا سبحانه وتعالى قال في سورة التكوير (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)) في سورة الإنفطار قال (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)) ما سبب التغيير مع أن الكلام في الآخرة؟ قال (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) أي قُرِّبت وأُحضِرت، أزلف بمعنى قرّب (وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) الشعراء) أي قرّبناهم. إذن الجنة أُحضِرت فكل نفس تعلم ماذا أحضرت لدخول الجنة؟ ما العمل الذي أحضرته والجنة أمامها؟ العمل الصالح فعلمت نفس ما أحضرت من عمل، الجنة أُحضرت فأنت ماذا أحضرت لهذه الجنة؟ وكل واحد يقول أنا ماذا أحضرت لدخول الجنة. تلك (إذا القبور بعثرت) الكلام قبل الحساب وفي الآية الأولى بعد الحساب أحضرت الجنة أما هنا (إذا القبور بعثرت) ففي أول المشهد قبل الحساب إذن كل إنسان سيحاسب نفسه ما قدمت وأخرت ماذا فعلت؟ ماذا قدّمت وماذا أخرّت من الأفعال؟ فالموقف غير موقف لما كان في إحضار الجنة صار هناك إحضار العمل .
  • ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿١٦﴾    [الإنفطار   آية:١٦]
*كيف نجمع بين لفظة (يوم) وقوله تعالى: وما هم عنها بغائبين في قوله تعالى (وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) الانفطار) ؟(د.حسام النعيمى) (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)) هو اليوم هنا مراد به القيامة، يوم القيامة ويوم القيامة ليس أربعاً وعشرين ساعة وإنما هذه هي قيامة الناس فلما يقول (وما هم عنها بغائبين) أي هذه النار التي يصلونها وهم مستمرون في أن يصلوها لأنه فيها المضارع المستمر أكّدها (وما هم عنها بغائبين) أنهم لا يغيبون عنها لا ينجون منها لا يخرجون منها هم دائماً في حضور في هذا المكان (وما هم عنها بغائبين) فليس هناك نعارض في الحقيقة حنى نجمع (يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين).
  • ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴿٤﴾    [الإنفطار   آية:٤]
*ما الفرق بين استخدام الأجداث و القبور في القرآن الكريم ؟(د.فاضل السامرائى) الاستعمال في القرآن إستعمال دقيق وغريب. الجَدَث الذي هو القبر هو مفرد أجداث، الجدث هو قريب من لفظ (الجَدَثة) هو صوت الحافر والخُفّ، حافر الفرس والخف صوت قدم البعير وغيره على الأرض وصوت مضغ اللحم أيضاً. ليست بينهما إلا التاء (جدث وجدثة) الجدثة صوت الحافر أو الخف أو مضغ اللحم. ربنا سبحانه وتعالى لم يستعمل الأجداث إلا عندما يخرجون من القبر سراعاً (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر) (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) المعارج) (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) يس) ينسلون يعني يسرعون، نسل يعني أسرع. لم يستعمل لفظ الأجداث إلا في خروجهم مسرعين وهذا يشبه صوت الخُف وصوت الحافر عند العدو عند الركض، لما يخرجون مثل صوت الفرس لما تركض أو صوت الخف. لم يستعمل لفظ الأجداث إلا في هذه الحالة. وهنالك أمر آخر الجَدَثة هو مضغ اللحم يخرجون وقد مضغتهم الأرض حقيقة. يخرجون مسرعين وقد مضغتهم الأرض لم يبق منهم شيء. لم يستعمل القبر في هذا مطلقاً وإنما يستعملها في حال السكون والهمود في كل القرآن (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13) الممتحنة) (وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) فاطر) (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) الإنفطار) كما تقول بعثرت الصناديق، بعثرت الحاجات، لم يذكر الخروج منها، (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) العاديات) صندوق تبعثر والحاجات خرجت، أما الأجداث فهي الخروج من الأجداث سراعاً. فاستعمل القبور في حالة الهمود والسكون والأجداث في حالة الإخراج والعدو والسرعة. مناسبة عجيبة بين حركة ودلالة الكلمة والمسرح اللغوي الذي تعبر عنه ، اختيار عجيب
  • ﴿إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴿١﴾    [الإنفطار   آية:١]
من أولها لآخرها في الساعة، أولها (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)) وفي آخرها (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19))، في أولها وآخرها عن أحداث الساعة.
  • ﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾    [الرحمن   آية:٢]
  • ﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾    [الرحمن   آية:٣]
  • ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾    [الرحمن   آية:٤]
آية (2-4): *ما دلالة تقديم تعليم القرآن على خلق الإنسان في آية سورة الرحمن مع أنه يتصور أن الخلق يكون أولاً (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4))؟ (د.فاضل السامرائى) قوله تعالى (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)) خلق الإنسان لأي غرض؟ ربنا خلق الإنسان والجن للعبادة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات) إذن أي واحد يريد أن يصنع شيئاً لغرض يجب أن يكون الغرض مرسوماً عنده. فلما كان خلق الإنسان والجن لغرض العبادة والقرآن هو كتاب العبادة التي سيستغرق الانس والجن إلى قيام الساعة. فهذا الكتاب هو الغرض من خلق الانسان فهو الأسبق، الغرض أسبق من الخلق. في أي عمل الغرض أسبق من العمل. الغرض موجود ويعمل الشيء بموجب الغرض وبموجب العِلّة. خُلِق الإنسان للعبادة وكتاب العبادة قبله، هذا أمر. والأمر الآخر هو أن القرآن هو أصلاً قبل خلق الإنسان، القرآن كلام الله ومن علم الله وهو موجود قبل الإنسان. فإذن من حيث العِلّة هو أسبق من الإنسان ومن حيث الوجود هو أسبق من الإنسان. فإذن (علّم القرآن) أسبق من الإنسان لذلك ذكر العِلّة أولاً ثم ذكر ما بعدها (خلق الإنسان) ثم قال (علّمه البيان) حتى نلاحظ ما قال علم الإنسان البيان وإنما لما ذكر الإنسان قال (علّمه البيان) ذكرها بالإطلاق قبل خلق الإنسان هذا أصلاً. الرحمن علّم القرآن لم يقل علّم الإنسان القرآن، علّمه البيان لأن البيان يتأخر عن الإنسان أما القرآن فمتقدم. حتى لو كان التعليم متأخر لكن القرآن متقدم. يصلح أن يكون الترتيب زمنياً ومن حيث العلة يكون القرآن أسبق. نفهم قوله علّمه البيان بعد الإنسان والقرآن أسبق من الإنسان. هذا ترتيب زمني أولاً ترتيب العِلّة لأن الغرض أسبق من العمل فإذا كان الغرض العبادة فالقرآن هو كتاب العبادة أسبق ووجوداً وواقعاً هو أسبق فقدّم، وهو أفضل أيضاً. إذا كان على الفضل هو أسبق وإذا كان على الزمن هو أسبق وإذا كان على العِلّة والغرض هو أسبق. القرآن ليس بالضرورة أن يراعي الترتيب الزمني وإنما بحسب الضرورة أو حسب السياق، حسب الأسبق أو حسب الأفضل وأحياناً يقدم المتأخر. ما دلالة الفعل (علّم) بتشديد اللام؟ هناك علِم وعلّم، هنالك من علّم الرحمن برحمته علّم القرآن أراد أن يرحم خلقه فعلّمهم القرآن. عندنا علّم أو أعلَم الفرق بينهما أن أعلم في مرة واحدة أما علّم يحتاج لوقت أطول (علّمته الحساب) للتكثير والمبالغة يقتضي وقتاً أطول وممارسة أكثر أما أعلم فيكون في لحظة واحدة تقول مثلاً أأعلمته مسألة هذا يحدث في لحظة واحدة مثل نبّأ وأنبأ، ما يقتضي ممارسة أكثر وحدث أكثر يستعمل له التضعيف (فعّل).
  • ﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾    [الرحمن   آية:٢]
  • ﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾    [الرحمن   آية:٣]
  • ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾    [الرحمن   آية:٤]
*ما العلاقة بين علم القرآن وعلم البيان (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4))؟(د.حسام النعيمى) السؤال عن سبب ترتيب الآيات كأن الذي يخطر في بال السائلة أن يقول في غير القرآن: الرحمن خلق الإنسان علمه البيان علمه القرآن. يبدأ بخلق الإنسان وتعليم البيان ثم تعليم القرآن. الأمر ليس أمر ترتيب تاريخي، القرآن لا يتحدث حديثاً تاريخياً وإنما هذه السورة تبدأ باسم الرحمن وأسماء الله سبحانه وتعالى كلها تتضمن معنى الصفة. لما تقول الرحمن تتخيل الرحمة إلا الإسم الأعظم الذي هو الله لفظ الجلالة عندما تقول الله يخطر ببالك ما يخطر من صفات الله: الرحمن، الرحيم، الملك، السميع، البصير كل ما يخطر في بالك : الله. هنا بدأ: الرحمن وجمهور الآيات تدل على رحمته سبحانه وتعالى وأوضحها (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) هذه النعم التي أنعمها هي نعمة الرحمن فبدأ بالرحمن ومن رحمته أنه علّم القرآن لمحمد  من أعظم رحمة الله عز وجل أنه علّم القرآن لرسول الله  حتى يبثه للناس. هنا انتقل إلى خلق الإنسان الذي سيُخاطب بالقرآن وإلى الميزة التي أٌعطيها وهي أنه كان مبيّناً، كان ذا لغة، فإذن من رحمة الله عز وجل الرحمن أنه علّم لرسوله  القرآن وخلق الإنسان وعلّمه البيان حتى يفهم القرآن. فالآيات مترابطة متشابكة وهذا نظامها وليس كما يتخيا الإنسان من أول نظرة. من رحمة الله تعالى القرآن وتعليمه للرسول  ثم خلق الإنسان وتعليمه البيان ليُدرك القرآن الذي ذكره قبل ذلك. تعلّم اللغة الآن ثبت من حيث التشريح أن خلايا الدماغ متخصصة. يقول العلماء كل خلية إذا أُتلِلإت لا تُعوّض. فهناك في الفصّ الأيسر من الدماع في الطيّة الثالثة هناك منطقة متخصصة باللغة في الطيّة الثالثة من الفصّ الأيسر من الدماغ. فالإنسان خُلِق مهيأً بخلايا متخصصة لأن تجعله ذا لغة أيّ لغة لذا الطفل أينما يعيش يتعلم اللغة عنده القدرة أن يكون ذا لغة فكونه ذا لغة هذه نعمة من نعم الله تعالى وإلاّ لا تكون حضارة ولا خلافة في الأرض وباللغة تتناول المعلومات.
  • ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿٥﴾    [الرحمن   آية:٥]
آية (5): *مداخلة مع برنامج (أخر متشابهات): يقول تعالى(وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ﴿96﴾ الأنعام) (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿5﴾ الرحمن) الشمس والقمر حسباناً أي وسيلة لحساب الزمن، الله قال فعلاً (لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴿5﴾ يونس) يدل على أن الشمس لها حسابٌ والقمر له حساب. أما الآية الثانية (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) أي يجريان بحسابٍ دقيق مقرر معلوم من الحق سبحانه وتعالى.
  • وقفات سورة المطففين

    وقفات السورة: ٧٤٩ وقفات اسم السورة: ٣٠ وقفات الآيات: ٧١٩
سورة مكية وقد ابتدأت بالحرب على المطففين في الكيل والميزان وبيّنت عقابهم في الآخرة لأنهم لا يخافون الآخرة ولا يفكرون في يوم وقوفهم بين يدي رب العالمين للحساب (ويل للمطفين* الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون..) وفي مقابل هؤلاء المطففين تعرض الآيات أحوال الأبرار والنعيم الذي يلاقونه يوم الحساب وهذا من باب الترغيب والترهيب كما ورد سابقاً (إن الأبرار لفي نعيم..) وفي الآية تأكيد بـ (إن) وتأكيد بـ (اللام) لتوكيد الجزاء والمعنى. ثم ختمت السورة ببيان موقف الفجّار الكفّار الذين كانوا يسخرون من عباد الله المؤمنين (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون..) وكيف سيكون جزاءهم في الآخرة (هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون).
  • ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴿٢﴾    [المطففين   آية:٢]
  • ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴿٣﴾    [المطففين   آية:٣]
ما اللمسة البيانية في (اكتالوا على الناس) وفي (كالوهم) ولم يقل كالوا لهم؟(د.فاضل السامرائى) (على) تفيد الاستعلاء. اكتالوا على الناس يعني تسلطوا عليهم بالاكتيال. اكتالوا على الناس يعني أخذوا منهم الكيل وكالوهم يعني أعطوهم. لكن إذا أخذوا منهم استوفوا حقوقهم وزيادة وإذا أعطوا بخسوا لأن هؤلاء متسلطون ولو قال (اكتالوا منهم) ليس فيها تسلط وإنما شيء طبيعي، بيع وشراء طبيعي. لما تكون الحالة طبيعية ليس فيها بخس وليست من باب التطفيف يقول (كالوا منهم) (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)) يستوفون بمعنى يعطون الكيل إلى نهايته يعني حقه وأكثر من حقه إذن صار تسلط إذا أعطاه لم يعطه حقه، بخسه حقه (وإذا كالوهم) لم يقل كالوا لهم لأن اللام تفيد الاستحقاق، ما قال كالوه لهم لأنهم لم يعطوهم حقهم لأن اللام تفيد الاستحقاق، كالوهم يعني لم يعطوهم حقهم فجاء بـ (على) للدلالة على التسلط ولم يقل (كالوا لهم) لأنهم لم يعطوهم حقهم فحذف اللام الدالة على الاستحقاق، تعبير عجيب. (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) المطففين) في الحالتين هو تسلط. (كالوهم) معناها أنهم لا يراعون الحقوق مطلقاً لا في الأخذ ولا في العطاء لهذا قال ويل لهم.
إظهار النتائج من 5611 إلى 5620 من إجمالي 12316 نتيجة.