عرض وقفة التدبر

  • ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾    [البقرة   آية:١٤]
"قيل: قد اختلف في ذلك أهل العلم بلغة العرب. فكان بعض نحويي البصرة يقول: يقال"خلوت إلى فلان" إذا أريد به: خلوت إليه في حاجة خاصة. لا يحتمل -إذا قيل كذلك- إلا الخلاء إليه في قضاء الحاجة. فأما إذا قيل:"خلوت به" احتمل معنيين: أحدهما: الخلاء به في الحاجة، والآخر: في السخرية به. فعلى هذا القول، (وإذا خلوا إلى شياطينهم) ، لا شك أفصح منه لو قيل: "وإذا خلوا بشياطينهم"، لما في قول القائل:"إذا خلوا بشياطينهم" من التباس المعنى على سامعيه، الذي هو منتف عن قوله:"وإذا خلوا إلى شياطينهم". فهذا أحد الأقوال" انتهى من "جامع البيان" (1/309).