عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴿٨٨﴾    [النمل   آية:٨٨]
  • ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ﴿٢٠﴾    [النبأ   آية:٢٠]
س/ قال تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شي إنه خبير بما تفعلون) هل يحتمل تفسير هذه الآية أن تكون في الدنيا أم فقط جزما في (لغة ومعنى)؟ ج/ فسَّرها السلف بأن ذلك من أحداث يوم القيامة، كقوله تعالى: {وَسُيِّرَتِ ‌الْجِبَالُ ‌فَكَانَتْ ‌سَرَابًا} [النبأ: 20]، ولم يفسروا الآية بغير هذا المعنى، وأيده من المعاصرين السعدي والشنقيطي وابن عثيمين، بل خطّأَ الشنقيطي وابن عثيمين من ذهب إلى غير ذلك. ‏وذهب بعض المعاصرين كالقاسمي وابن عاشور والشعراوي إلى أن ذلك في الدنيا، وبنوا قولهم هذا على اعتراضات ضعيفة واحتمالات بعيدة ومتكلفة تُخرج عن السياق وتتطلب بعض تقدير وجود الجمل الاعتراضية، ولو سلمنا بأن قولهم تحتمله الآية لغةً فليس كل ما صح احتمالا لغةً صح حمل الآية عليه ولا سيما إذا خالف السياق أو ناقض قول السلف، ولا ريب أن الصحابة والتابعين أعلم بكتاب الله تعالى، فكل فهم يناقض فهمهم للقرآن فهو مردود، وليس له اعتبار، كيف وكثير من المفسرين المعاصرين يتلقون نظرياتهم من الغرب، ويجتهدون في الاستدلال لها ببعض الآيات، ويعدون ذلك من قبيل إعجاز القرآن، ويسمونه الإعجاز العلمي! والله تعالى أعلم.