عرض وقفة التساؤلات
- ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٩٩﴾ ﴾ [الأنعام آية:٩٩]
- ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿١٤١﴾ ﴾ [الأنعام آية:١٤١]
س/ في سورة الأنعام يقول الله عز وجل:
(والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه)
وفي آية أخرى:
(والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه)
ما الفرق بين الآيتين؟ ما علة الاختلاف؟
ج/ أفاد العلامة البلاغي الطاهر ابن عاشور بأن {مشتبها} و{متشابها} هما بمعنى واحد؛ لأن التشابه حاصل من جانبين، فليست صيغة التفاعل للمبالغة، ألا ترى أنهما استويا في قوله: {وغير متشابه} في الآيتين.
وهناك من يرى بأن هناك اختلاف بين الاشتباه والتشابه؛ فالاشتباه: الالتباس، والتشابه: التماثل، فوقع الاختلاف بين الآيتين باعتبار السياق والمعنى العام للآية، فحين تعلق الأمر بمجرد النظر في الآية الأولى بقوله: {انظروا إلى ثمره} جاء بلفظ {مشتبهًا} لوقوع الالتباس بين أنواع الثمار في لونها وشكلها بمجرد النظر، ولا يحصل تمام التمييز إلا بالطعم الحاصل بالأكل، وأما حين تعلق الأمر بالأكل في الآية الثانية بقول تعالى: {كلوا من ثمره} ارتفع الاشتباه بين أنواع الثمار بتمام التمييز بمباشرة الأكل وتمايز الطعم فأتى بلفظ {متشابهًا}.
والظاهر أن هذا التفريق لا يخلو من تكلف، والله أعلم.