عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾    [آل عمران   آية:١٢٨]
س/ قال تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون). هل هذه الآية من أرجى الآيات في القرآن الكريم؟ ج/ لم أقف على كلام لأهل العلم بأنها من أرجى الآيات، ولكنها لا تخلو من رجاء من عدة أوجه، منها: ‏- ما أشار إليه العلامة السعدي رحمه الله تعالى من أن الله تعالى لما ذكر توبته على الكافرين أسند الفعل إليه فقال {أو يتوب عليهم}، ولم يذكر منهم سببا موجبا لذلك، ليدل ذلك على أن التوبة محض فضله على عبده، من غير سبق سبب من العبد ولا وسيلة، بينما حين ذكر العذاب ذكر معه ظلمهم، ورتبه على العذاب بالفاء المفيدة للسببية، فقال {أو يعذبهم فإنهم ظالمون} ليدل ذلك على كمال عدله الله وحكمته، حيث وضع العقوبة موضعها، ولم يظلم عبده بل العبد هو الذي ظلم نفسه، وهذا وجه فيه رجاء عظيم. والله أعلم. ‏- ومنها ما أشار إليه العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى من أن من فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى قد يتوب على أعتى الناس وأشدهم كفرًا؛ لعموم قوله: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}. وهذا وجه في رجاء التوبة على العبد مهما بلغ ظلمه وعتوه ومعاداته للإسلام وأهله، والله أعلم. ‏- ومن أوجه الرجاء فيها التي أشار إليها ابن عثمين رحمه الله أيضا من جهة الانتقام لأوليائه أن الله تعالى قد يعذب الكافرين عذابًا ليس للمسلمين فيه يد، بل هو من عند الله وحده؛ لقوله: {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ}. والله أعلم.