عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾    [غافر   آية:٢٨]
جس/ قال تعالى: (وإن يك كاذبًا فعليه كذبه وإن يك صادقًا يصبكم بعض الذي يعدكم). ‏أليس الإيمان لا يحتمل الشك؟ فلم قال لهم إن كان كاذبا عليه، وإن كان صادقا يصبكم بعض العذاب؟ ‏ثم لماذا قال (بعض الذي يعدكم) وليس كل؟ ج/ لم يقل ذلك على وجه التكذيب له أو الشك في صدق موسى، وإنما قال ذلك على وجه الفرض والتقدير، وقصد بذلك المحاجّة والتنزُّل لقومه، فقسَّم أمر موسى إلى قسمين، ليقيم عليهم الحجة في ترك قتله على كل وجه من القسمين، فقال: ﴿وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ﴾ أي إن تبين لكم كذب موسى في دعوى الرسالة فاتركوه ولا يضركم حينئذ كذبه، فلأي شيء تقتلونه؟ ﴿وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمْ﴾ قيل: إن (بعض) هنا بمعنى كل وهو وجه بعيد في اللغة، وقيل أن (بعض) على وجهها والمعنى: أي تصبكم بوادر ما توعدكم به إذ المراد بالوعد هنا الوعد بالسوء وهو المسمى بالوعيد. أي: فإن استمررتم على العناد يصبكم جميع ما توعدكم به من باب أولى. ‏وقيل: إنما قال (بعض) ولم يقل كل مع أن الذي يصيبهم هو كل ما يعدهم؛ ليلاطفهم في الكلام، ويبعد عن نفسه تهمة التعصب لموسى، ويظهر النصيحة لفرعون وقومه، فيرتجى إجابتهم للحق، والله أعلم.