عرض وقفة التساؤلات
- ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠﴾ ﴾ [الأنعام آية:١١٠]
- ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿١٤٦﴾ ﴾ [الأعراف آية:١٤٦]
س/ (في طغيانهم يعمهون)
ما سبب اقتران الطغيان بالعمه في القرآن في أكثر من موضع وما العلاقة بينهما؟
ج/ الطغيان: أشدُّ الكِبْر، والعمَهُ: هو عمى القلب، وعمى القلب هو حيرته وتردده في الضلالة وعدم اهتدائه عياذًا بالله، وسبب اقترانهما: العلاقة السببية بترتب أحدهما على الآخر؛ فالعمه نتيجة للطغيان. فقوله تعالى: (في طُغْيانِهِمْ) مُتَعَلِّقٌ بِـ (يَعْمَهُونَ) وقُدِّمَ عَلَيْهِ لِلِاهْتِمامِ بِذِكْرِهِ، و(في) لِلظَّرْفِيَّةِ المَجازِيَّةِ، المُرادُ مِنها مَعْنى السَّبَبِيَّةِ، أي: بسبب طغيانهم. وفِي ذلك تَنْبِيهٌ عَلى أنَّ العَمَهَ ناشِئٌ عَنِ الطُّغْيانِ. فالمتكبر عن قبول الحق يعاقبه الله بالعمه، ومثل ذلك في المعنى قوله تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق}.