عرض وقفة التساؤلات
- ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ ﴾ [البقرة آية:٣٠]
- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴿٦﴾ ﴾ [التحريم آية:٦]
س/ كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى حكاية عن الملائكة: (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) الآية: (لا يعصون الله ما أمرهم يفعلون ما يؤمرون)؟
في رفع توهّم التعارض بين استفهام الملائكة، وفعل ما؟
ج/ لا تعارض في الحقيقة بين الآيتين، لأن سؤال الملائكة لم يكن اعتراضًا على أمر الله، بل كان استفهامًا استعلاميًا أو تعجبيًا صادرًا عن حرصهم على طاعة الله، وطلبًا لفهم الحكمة من هذا الاستخلاف،
وقوله تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم..)،
لا ينفي أنهم قد يسألون طلبًا للفهم، والله تعالى لم يُنكر عليهم سؤالهم بل أجابهم فقال: ﴿إني أعلم ما لا تعلمون﴾، وهذا فيه إقرار بسؤالهم، مع تعليمهم أن لله في ذلك الأمر والخلق حكمة لا يعلمونها. والله أعلم.