عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٥٢﴾    [الإسراء   آية:٥٢]
  • ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ﴿١١٢﴾    [المؤمنون   آية:١١٢]
  • ﴿وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾    [الكهف   آية:١٩]
س/ ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا﴾ ما معنى فتستجيبون بحمده؟، وما علاقتها ببقية الآية؟ يعني ما علاقة الحمد بظنهم أنهم لم يلبثوا إلا قليلا؟، هل المخاطب في هذه الآية (كاف المخاطب في يدعوكم) المشركين أم الناس عامة؟ ج/ قوله عز وجل: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ} أي: يدعوكم من قبوركم بالنفخ في الصور لقيام الساعة. وقوله: {فتستجيبون} أي: بالقيام والعودة والنهوض نحو الدعوة، وقوله: {بحمده} حكى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: معناه: بأمره، وكذلك قال ابن جريج، وقال قتادة: معناه: بطاعته ومعرفته. قال ابن عطية رحمه الله: وهذا كله تفسير لا يعطيه اللفظ، ولا شك أن جميع ذلك بأمر الله تعالى، وإنما معنى {بحمده}: إما أن جميع العالمين -كما قال ابن جبير - يقومون وهم يحمدون الله تعالى ويمجدونه لما يظهر لهم من قدرته، وإما أن قوله: {بحمده} هو كما تقول لرجل إذا خاصمته أو حاورته في علم: قد أخطأت بحمد الله، وكأنَّ النبي (ﷺ) يقول لهم في هذه الآيات: "عسى أن الساعة قريبة، يوم تُدعون فتقومون، بخلاف ما تعتقدون الآن، وستعلمون حينئذٍ بحمد الله صِدْقَ خبري". ‏وعلاقة ذلك بقوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا} يحتمل معنيين: ‏أحدهما: أنه أخبر أنهم لما رجعوا إلى حالة الحياة وقع لهم ظن أنهم لم ينفصلوا عن حال الدنيا إلا قليلا، لمغيب علم مقدار الزمن عنهم؛ وعلى هذا التأويل عول الطبري، واحتج بقوله تعالى: ﴿كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ﴾ [المؤمنون: ١١٢] ، ﴿قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ [الكهف: ١٩]. ‏والمعنى الآخر: أن يكون الظن بمعنى اليقين، فكأنه قال لهم: يوم تُدعون فتستجيبون بحمد الله، وتتيقنون حينئذٍ أنكم إنما لبثتم قليلا، وإن كان الظن بمعنى اليقين هاهنا فيه نظر؛ لأنه في شيء قد وقع. وإنما يجيء الظن بمعنى اليقين فيما لم يخرج بعد إلى الكون والوجود، وعلى أية حال ففي الكلام تقوية للبعث، كأنه يقول: أيها المكذب بالحشر الذي تعتقد أنك لا تُبعث أبدا لا بد أن تُدعى للبعث فتقوم وترى أنك إنما لبثت قليلا، وحكى الطبري عن قتادة أنهم لما رأوا هول يوم القيامة احتقروا الدنيا فظنوا أنهم لبثوا فيها قليلا. ‏وأما ضمائر الخطاب فهي للكفار القائلين في الآية السابقة: {من يعيدنا} والقائلين {متى هو} .. ‏وقيل: إن قوله {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ} استئناف خطاب للمؤمنين فيكون {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ} متعلقا بفعل محذوف، أي اذكروا يوم يدعوكم، ويكون الحمد على هذا الوجه محمول على حقيقته، أي تستجيبون حامدين الله على ما منحكم من الإيمان وعلى ما أعد لكم مما تشاهدون حين انبعاثكم من دلائل الكرامة والإقبال.