عرض وقفة التساؤلات
- ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴿٥﴾ ﴾ [الأنفال آية:٥]
س/ ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ﴾ هل المقصود الهجرة من مكة أم الخروج لبدر، وهل (كما) هنا للتشبيه ومن المشبه؟
ج/ المقصود بالخروج هنا هو: الخروج إلى بدر، وأما الكاف في قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ} فقد اختُلِفَ فيها على أقوال:
• فقال بعض نُحاة البصرة ولعله الأخفش بأن الكاف هنا بمعنى (على)، وزعم أن من كلام العرب إذا قيل لأحدهم: "كيف أصبحت"، أن يقول: "كخير"، بمعنى: على خير.
• وقال آخرون من البصريين منهم أبو عبيدة معمر بن المثنى أن الكاف بمعنى القسم. قال: ومعنى الكلام: والذي أخرجك ربّك.
• وقال نحاة الكوفة كالفرّاء بأن الكاف هنا للتشبيه، واختاره ابن جرير، وهو قول مجاهد، والمشبه والمشبه به على هذا القول: أي: كما أخرجك ربك بالحقّ على كره من فريق من المؤمنين، كذلك يجادلونك في الحق بعد ما تبين؛ قال ابن جرير: "لأن كلا الأمرين قد كان، أعني خروج بعض من خرج من المدينة كارهًا، وجدالهم في لقاء العدو وعند دنوِّ القوم بعضهم من بعض، فتشبيه بعض ذلك ببعض، مع قرب أحدهما من الآخر، أولى من تشبيهه بما بَعُد عنه".
س/ أليست تشبيه الجدال في الأنفال بما جرى في الجدال في الخروج لبدر؟
ج/ نعم؛ هذا مما قيل في معنى التشبيه، غير أن قول مجاهد الذي ذُكر في الجواب السابق هو ما رجحه ابن جرير، فاكتفينا بذكره.