عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾    [البقرة   آية:٣٠]
س/ هل معنى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ أنه يستفاد منه أن الإنسان خليفة الله في أرضه؟ ‏وهل إذا كان كذلك أنه خليفته فيعمرها فيبني المساكن والدور ويذهب للأسواق وهكذا؟ ج/ أولًا اختلف أهل العلم في جواز إضافة (الخليفة) إلى الله تعالى بأن يُقال: "خليفة الله"، فمنهم من منع هذا الإطلاق أو كرِهَهُ، وممن قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يجوز إطلاق كلمة (خليفة الله) على البشر؛ لأن ذلك يستلزم غياب المخلوف كليا أو جزئيا كالموت أو السفر أو العزل أو الإعتزال، وهذا منتفٍ في حق الحي القيوم سبحانه. وانظر تفصيل ذلك في معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ص، 252). ‏ومنهم من جوزه إن أريد بالخليفة أنه قائم بأمر الله بمعنى أنه منفذ لأمر الله في عباد الله فهذا لا بأس به، وقد ذكر الله عدة آيات تدل على هذا المعنى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ}، {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ} وما أشبه ذلك، وممن جوّز ذلك بهذا المعنى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. ‏وعليه فإن للمفسرين في معنى (الخليفة) أقــوالا: ‏- فقيل: إن معنى خليفة أي عن الجن الذين كانوا في الأرض، فطردتهم الملائكة لما أفسدوا. ‏- وقيل: إن معنى خليفة أي يخلف بعضهم بعضا. ‏- وقيل: إن معنى خليفة أي عن الملائكة. ‏- وقيل: غير ذلك. ‏والله أعلم.