عرض وقفة التساؤلات
س/ هل مدين والأيكة شيء واحد ولماذا لم يقل (أخوهم) في سورة الشعراء؟
ج/ في ذلك قــولان:
• (الأول): أنهما شيء واحد، وأكثر أهل العلم على ذلك كما قال الشنقيطي. قال ابن كثير: وهو الصحيح. ولم يقل أخوهم في الشعراء لأن الله تعالى في هذه السورة لم ينسبهم إلى مدين وإنما نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا فيها فلم يقل أخوهم تنزيهاً لشعيب عن النسبة إليها كما أفاده ابن جزي.
• (الثاني): أن شعيبا عليه السلام أُرسل إلى أمتين هما أهل مدين وأصحاب الأيكة، وأنه عليه السلام كان من أهل مدين ولم يكن من أصحاب الأيكة، فلذلك عبر الله عن أخوَّته لأهل مدين في كل المواضع، أما في سورة الشعراء، فلم يقل أخوهم لأن المذكور فيها هم أصحاب الأيكة وهو ليس منهم.
وقد جاء ذلك في حديث ضعيف عن عبد الله بن عمرو، وممن روي عنه هذا القول الثاني: قتادة، وعكرمة، وإسحاق بن بشر. ومما استدلوا به: أن العذاب الذي أُخِذ به أصحاب الأيكة غير العذاب الذي أخذ به أصحاب مدين، فأصحاب الأيكة أُخِذوا بعذاب الظلة، وأصحاب مدين أخذوا بالصيحة.. وأُجيب كما قاله ابن كثير: بأنه قد اجتمع عليهم ذلك كله، أصابهم عذاب يوم الظلة، وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم، ثم جاءتهم صيحة من السماء، ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم فزهقت الأرواح، وفاضت النفوس، وخمدت الأجسام.