عرض وقفة التساؤلات
- ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾ ﴾ [التوبة آية:١١٥]
س/ ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ ما هي الأشياء التي نتقي الله بها لنتجنب الضلال بعد الهداية؟
ج/ نزلت هذه الآية بعد النهي عن الاستغفار للمشركين حيث خاف جماعة من الصحابة ممن كان قد استغفر لهم قبل النهي أن يعاقبهم الله بسبب ذلك الاستغفار فأنزل الله سبحانه هذه الآية ليطمئنهم أنه لن يؤاخذهم بشئ قبل النهي ولا يحكم عليهم بالضلال، ولا يسميهم ضُلّالًا بعد أن هداهم إلى الإسلام والقيام بشرائعه إلا إذا أقدموا على شيء من المحرمات بعد أن يتبين لهم أنه محرم، وأما قبل أن يتبين لهم ذلك فلا إثم عليهم ولا يؤاخذون به.. فتبين بذلك أن معنى {وما كان الله ليضل قوما} أي ما كان ليحكم عليهم بالضلال والمؤاخذة.. وأما ما فهمتَه من أن المراد بالآية أي: ما كان الله ليوقع الضلالة في قلوبهم بعد الهدى حتى يبين لهم ما يتقون فلا يتقوه فعند ذلك يستحقون الإضلال فهذا المعنى قد يكون صحيحًا في نفسه ولكن لم أره مرادًا من الآية عند من سلف ولكن قال به من المتأخرين ابن القيم والقرطبي وعلى هذا المعنى تكون الآية عندهم دليلًا على أن المعاصي عمومًا وليس معصية بعينها إذا ارتكبت وانتهك حجابها كانت سببا إلى الضلالة والردى وسلما إلى ترك الرشاد والهدى. والله أعلم.