عرض وقفة التساؤلات
س/ لماذا تعوذت مريم من الملك إن كان تقيا، في قوله تعالى: ﴿قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا﴾؟
ج/ تفسير السمعاني - السمعاني (٤٨٩ هـ)؛ قَوْله تَعَالَى: (قَالَت إِنِّي أعوذ بالرحمن مِنْكَ إِن كنت تقيا) يعني: أستجير بالرحمن منك إن كنت تقيا. فإن قيل : إِنَّمَا يستعاذ بالرحمن من الشخص إذا كَانَ فَاجِرًا ، فَأَما إذا كَانَ متقيا لا يكون محل الاسْتِعَاذَة مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ متقى لا يقدم على الْفُجُور، وَالْجَوَاب عَنهُ: أَن هَذَا كَقَوْلِ الْقَائِل: إِن كنت مُؤمِنا من فَلَا تظلمني، يَعْنِي أَنه يَنْبَغِي أَن يكون إيمانك مَانِعا الظلم. كَذَلِك هَاهُنَا مَعْنَاهُ: يَنْبَغِي أَن يكون تقواك مَانِعا من الْفُجُور وقيل: الْفُجُور وقيل: إِنَّهَا شكت فِي حَاله، فَقَالَت الشَّك، وَالْقَوْل الثَّالِث: إن كنت متقيا مَا قَالَت على يَعْنِي: ما كنت متقيا جنت دخلت عَلَى فِي هَذِهِ الْحَالة، وَهَذَا مثل قَوْله تَعَالَى: ﴿قل إن كَانَ للرحمن ولد﴾ أي: مَا كَانَ للرحمن ولد. وعن بعض السلف أنه قال: إن كنت متقيا علمت أن التقى ذُو نهية أي: ذُو عقل؟ فَلهَذَا قَالت: إن كنت تقيا.