عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١﴾    [الكهف   آية:٣١]
(يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا ) قوله تعالى: (يحلون)، ولم يقل (يتحلون) يدل على أن التحلية ليست منهم، وإنما هي من الله تعالى ، وقوله (يلبسون) يدل على أنهم يلبسون ثيابهم بأنفسهم ،والحلي خير من اللباس، لأن الحلي من الله تعالى، وهو فضل منه عز وجل، بينما اللباس منهم ،وهو على قدر أعمالهم، ولأن ما عند الله خيرٌ وأفضل مما فعله الناس ،قدّمَ الحلي على اللباس ، ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يُدخِل أحداً الجنة عملُه ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ،قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة) رواه البخاري (في المطبوع 14/8895)