عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠﴾    [آل عمران   آية:١٢٠]
(إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ). قال (إن تمسسكم) ثم قال (وإن تصبكم سيئة) والقياس أن يقول (وإن تمسسكم سيئة). لكن هناك فرق بين المس والإصابة . فالمس علاقة فقط بين المس والممسوس الذي مسته الحسنة، فلا تتعداه إلى غيره، ولا تكون كذلك عظيمة . أما المصيبة فهي علاقة بين الإصابة والمصاب وزيادة، ولذلك فإن المصيبة إذا أصابت قوماً، فإنها ترقق قلوب الناس عليهم، حتى أعداؤهم ترق قلوبهم عليهم . ولكن هؤلاء، حتى المصيبة العظيمة التي تصيبكم، لا تلين قلوبهم ، بل هم يظهرون فرحتهم بالمصيبة التي أصابتكم ، وإن مسكم خير وإن كان هيناً فإنه يسؤهم ،وهذا من فساد قلوبهم وسوء طويتهم .(في المطبوع 3/1721)