عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾    [البقرة   آية:٧]
فالعلم يبدأ بالسمع والبصر ثم الفؤاد ، ولكن هنا قدم الختم على القلب إشعاراً أنه لن يؤمن ولن ينتفع بأي شيء يسمعه أو يبصره . (وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ). لماذا أفرد السمع وجمع البصر ؟ في القرآن كله أفرد السمع وجمع البصر،والسبب أن السمع لا يمكن أن يفوت أحد ،فالكل يسمع للقول من حوله ، أما البصر فقد يرى البعض شيئاً ،ويفوت على الآخرين رؤية هذا الشيء لأي سبب كان يمنعه ، وأيضاً فإن الإنسان يستطيع أن يمنع عينيه من الرؤية بإغماضهما ،ولكنه لا يستطيع أن يمنع أذنيه من السماع ،لإنه لا يقدر على ذلك . في القرآن كله قدم السمع على البصر إلا في آية واحدة "ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون" السجدة12، فهذه الآية تتكلم عما هو في الآخرة ،أما الآيات الأخرى فهي تتكلم عما هو في الدنيا التي يسمع فيها عن أمور غيبية لا يراها ،أما في الآخرة فتتكشف الأمور كلها، ويرى الإنسان كل شيء أمامه مما كان يسمع عنه، فهو يرى في الآخرة أكثر مما يسمع .