عرض وقفة أسرار بلاغية
آية (48) :
*{ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَاب } ما المقصود بالكتاب؟ هل كان المقصود بذلك الكتاب الكتب المتقدمة، كالزبور، والصحف الأولى، كصحف إبراهيم عليه السلام؟ (الشيخ محمد متولي الشعراوي)
إن ذلك قد يكون صحيحا، ومعنى { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَاب } أن الحق قد علمه ما نزل قبله من زبور داود، ومن صحف إبراهيم، وبعد ذلك توراة موسى الذي جاء عيسى مكملا لها. وبعض العلماء قد قال: أُثِرَ عن عيسى عليه السلام أن تسعة أعشار جمال الخط كان في يده. وبذلك يمكن أن نفهم { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ } أي القدرة على الكتابة. وما المقصود بقوله: إن عيسى عليه السلام تلقى عن الله بالإضافة إلى { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ } أنه تعلم أيضا { الْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ } وكلمة الحكمة عادة تأتي بعد كتاب منزل، مثال ذلك قوله الحق:{ وَاذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىا فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْـمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }[الأحزاب: 34]. آيات الله المقصود هنا هو القرآن الكريم، والحكمة هي كلام الرسول عليه الصلاة والسلام.