عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٦﴾    [إبراهيم   آية:٣٦]
﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾: ورد كلام خليل الله إبراهيم (ﷺ) عن علاقته بمن تبع دينه في بيان عظيم الدلالة (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) فأعطت صورتين عميقتين: الأولى: تعلقه بالدين وامتثاله لربه، حتى تمثل بالدين وعبر به عن نفسه (تَبِعَنِي). الثانية: وصف علاقة من تبعه بعلاقة الجزء من الكل، فكان قطعة منه (مِنِّي). فكأنه ودينه صنوان، يجمعهما أصل واحد، فأصبحت صورة ومنزلة التابع لدينه كعضو منه عليه الصلاة والسلام فأضحت العلاقة الترابطية هي علاقة الجزء بالكل فكان تعبيرا بلاغيا غاية في البيان .. وصورة دلالية في أوضح المعاني وأقواها.