عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٢٠﴾    [البقرة   آية:١٢٠]
قوله تعالى: (وَلَئِنِ أتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلمِ. .) . إن قلتَ: ما الحكمة في ذكر " الَّذي " هنا، وذكرِ " ما " في قوله بعدُ: " مِنْ بعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ " وفي الرعد " بعدما جاءك من العلم "؟ قلتُ: المرادُ بالعلم في الآية الأولى " العلمُ الكاملُ " وهو العلمُ باللهِ وصفاتِه، وبأَنَّ الهدى هدى الله، فكان الأنسب ذكرُ " الذي " لكونه في التعريف أبلغُ من " ما ". والمراد بالعلم في الثانية والثالثة " العلمُ بنوعٍ " وهو في الثانية العلمُ بأن قِبلةَ الله هي الكعبةُ، وفي الثانية الحكم العربي، فكان الأنسب ذكرُ " ما ". ولقلةِ النوعِ في الثانية، بالنسبة إِليه في الثالثة، زيد قبلَ " ما " في الثانية " مِنْ " الدالةِ على التَّبعيض.