عرض وقفة تذكر واعتبار
- ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾ ﴾ [يوسف آية:٨٧]
(رَوْح الله......)
فسرها بعض السلف ب( فرج الله) و (رحمة الله)
وهي معان صحيحة
لكن الأمام الطبري قال:
( ولا تيأسوا من روح الله) ، يقول: ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن.
هذا التفسير اللفظي المطابق الذي فسر به إمام المفسرين هذه الآية ينقل القارئ إلى حقيقة معنى روح الله (بفتح الراء) الروح المصدر.
قال أهل اللغة:
ما يتركب من الراء، والواو والحاء كثير، والأصل في ذلك كله الحركة والاهتزاز، فكل ما يهتز الإنسان له ويلتذ بوجوده فهو روح.اه
ترويح الله للمؤمن : صفة من صفاته الفعلية
وترويح المؤمن لنفسه : هذا فعل المخلوق وأثر مخلوق من آثار ترويح الله له.
لم يقل : يعقوب عليه السلام: لا تيأسوا من وجود أخويكما أو لقائهما ، بل قال لا تيأسوا من روح الله ، لأن أمله في أن يجدهما على حال يذهب به حزنه، فقد يجدونهما ولكن
على حال تزيد حزنهما أو لا تذهبه.
فمما تعظم به محبة المؤمن لربه، شعوره بهذه الصفة من صفات ربه تعالى،
وأنه يروح عن عباده أحزانهم
تدبر هذه الصفة يسلي المؤمن بأن له ربا، يعلم خفايا حزنه ويقدر على إذهابها والترويح عنه.
تأمل اتصاف الله بهذه الصفة خاصة
(روح الله) أي ترويح الله للمؤمن وإنعاشه
قال الأصمعي الروح الاستراحة من غم القلب.
اللهم أذهب الغم عنا وعن عبادك المؤمنين وروح عنا إنك سميع الدعاء
روابط ذات صلة: