عرض وقفة تذكر واعتبار

  • ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿١٥٤﴾    [الأعراف   آية:١٥٤]
اذا غضب أخوك منك: قال العلامة ابن الجوزي- رحمه الله-: متى رأيت صاحبك قد غضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح ، فلا ينبغي أن تعقِد على ما يقول خِنصرا، ولا أن تؤاخذه به؛ فإن حاله حال السكران ، لا يدري ما يجري، بل اصبر لفورته، ولا تعوِّل عليها؛ فإن الشيطان قد غلبه، والطبع قد هاج، والعقل قد استتر، ومتى أخذت في نفسك عليه، وأجبته بمقتضى فعله، كنت كعاقل واجه مجنونا، أو كمفيق عاتب مغمى عليه، فالذنب لك. بل انظر بعين الرحمة، وتلمح تصريف القدر له، وتفرج في لعب الطبع به، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى، وعرف لك فضل الصبر. وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها الولد عند غضب الوالد، والصديق مع صديقه، والزوجة عند غضب الزوج؛ فتتركه يشتفي بما يقول ، ولا تعوِّل على ذلك؛ فسيعود نادما معتذرًا. وأكثر الناس على غير هذا الطريق: متى رأوا غضبان قابلوه بما يقول، ويعمل، وهذا على غير مقتضى الحكمة. بل الحكمة ما ذكرته؛ (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) صيد الخاطر (468)