﴿ والله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾
التأخيرات في حياتك هي لحكمة بالغة يعلمها الله وحده ، فقط سلّم أمرك لله وثقّ به ولا تيأس واعلم أن الأمر كله دقه وجله بيد الله سبحانه...
{ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }
التوكل على الله هوالاعتماد عليه ، يجزم بقلبه أن الله تعالى يسهل مطالبه في الدنيا والآخرة ، مع الأسباب المباحة ، ويحذر اليأس.
قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى
(إن هذاالقرآن يهدي للتي هي أقوم)
إن هذاالقرآن يدلكم على دائكم ودوائكم
فأما داؤكم فالذنوب والخطايا
وأما دواؤكم فالاستغفار
الدعوة للتعري والتبرج هو منهج الشيطان الذي لم يفتأ عن التوقف عن الدعوة
( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما )
قال ابن عباس: لما نزلت(ورحمتي وسعت كل شيء)
قال إبليس : أنا من ذلك الشيء، فأنزل الله (فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة)
فقالت اليهود والنصارى : ونحن نتقي ونؤتي الزكاة! فأنزل الله(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي)
فنزعها عن إبليس وعن اليهود والنصارى وجعلها لأمة محمد ﷺ
(ولا تجد أكثرهم شاكرين) تهديد آخر من إبليس اللعين بغواية وإضلال بني آدم بحيث لا يفلت منه إلا القليل بعد أن توعّدهم بقوله (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم ....) وذلك بعدم شكرهم ؛ فالشكر نقيضه الكفر ، حيث أمر تعالى بقوله (واشكرو لي ولا تكفرون)
(لأقعدنّ لهم صراطك) إبليس طلب الإنظار من رب العالمين ، فناسب هذا أن يقول بعدها(لأقعدنّ)
القعود : هو اللبث في المكان مدة دائمة قد لاتنقطع ، ومنه (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) وهذ شرف للمتقين ، بخلاف الجلوس لفترة وجيزة ، وذلك يدل على غيظ إبليس من بني آدم
#تدبر
قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا ...) قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في يهود بني قريظة والنضير ومن دان بدينهم كفروا بالنبي صلى اللَّه عليه وسلم بعد أن كانوا مؤمنين قبل مبعثه، وكانوا يشهدون له بالنبوة، فلما بعث وجاءهم بالبينات والمعجزات كفروا بغيًا وحسدًا
قال تعالى (قل إن الموت الذي تفرون منه) الفرار لا يكون إلا من خوف ، كمن فرّ يوم الزحف
ومنه(لوليت منهم فرارا)(قل لا ينفعكم الفرار)
والفرار من الموت لا معنى له، لأنه قال سبحانه (كل نفس ذائقة الموت)
والهرب لا يكون إلا من عجز (ولن نعجزه هربًا)
(قال فاهبط منها)(قال اهبطا منها جميعا)
كل هذا الهبوط بسبب المعاصي والذنوب
وهكذا المعاصي تودي بصاحبها وتنزل من قدره
فكتب الله على صاحب المعصية الذل والهوان والصغار (ومن يهن الله فما له من مكرم)